القــذارة فى دين التصوف
بين طهارة الاسلام ورجس الشرك : ( فى الحج وعقوبة الرجز )

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٥ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

التصوف ونشر المساوىءالاجتماعية :  القــذارة فى دين التصوف

   كتاب (التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية )

الجزء الثالث : أثر التصوف فى الانحلال الأخلاقى فى مصر المملوكية 

 الفصل السادس : التصوف ونشر المساوىءالاجتماعية . القذارة فى دين التصوف

بين طهارة الاسلام ورجس الشرك : ( فى الحج وعقوبة الرجز )

الحج والبيت الحرام :

1 ــ لله جل وعلا حرم زمانى هو الأشهر الحُرُم الأربعة فى كل عام ( ذو الحجة ، محرم ، صفر ، ربيع الأول )( التوبة 1 : 6). ويجب تفعيل التطهر فى هذا الحرم الزمانى بإجتناب الظلم (التوبة 36 : 37). ولله جل وعلا حرم مكانى هو البيت الحرام ، بيته جل وعلا الحرام . ولله جل وعلا فى داخل كل إنسان (حرم إنسانى ) هو القلب أو النفس التى يجب أن تتطهر من تقديس البشر والحجر . والحج هو إجتماع هذه ( الحُرُمات معا ) فالذى يحج يؤدى الحج أياما معدودات الى البيت الحرام ( الحرم المكانى ) خلال الأشهر الأربعة الحرم ،( الحرم الزمانى ) ويجب في تأديته للحج ان يتطهر قلبه أو نفسه ( الحرم الانسانى ) فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج ، يقول جل وعلا ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197) فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197)  البقرة ). فى الآية الكريمة ذكر للحرم الزمانى وهو (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ) وذكر للحرم الانسانى وهو تطهير النفس بالتقوى وتطهير الجوارح بالامتناع عن الرفث والفسوق والجدال : (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ).

وبهذا يكون الحج الاسلامى وسيلة للتطهر ، لمن أراد أن يتطهّر.

2 ـ ولكن هناك على المسلمين ــ إذا كانوا فعلا مسلمين يحبون أن يتطهروا ــ أن يقوموا لبيت الله الحرام بما يستحق . وهذا مع الأسف ما لم يحدث ، لأن المسلمين معظمهم محمديون تمتلىء قلوبهم بالرجس وليس بالتطهر القلبى .

2 / 1 : يجب تطهير البيت الحرام من رجس الأوثان . ويجب أن يكون مثابة للناس وأمنا . وهذه هى أوامر رب العزة لابراهيم واسماعيل : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) البقرة ) ( فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً )97) آل عمران ). هذا البيت الحرام هو للناس المُسالمين كافة ، لآنه جل وعلا هو رب الناس كافة . وله جل وعلا بيت وحيد فى هذه الكرة الأرضية هو الكعبة ، تقوم حوله مكة ( ام القرى ) مركز الكرة الأرضية . ومنها كانت بعثة خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، واليها يتوجه المؤمنون نحوها بالصلاة ، واليها يقصدها المؤمنون المسالمون فى الحج . وبالتالى فإنه يحرم صدُّ الناس المُسالمين عن الحج وزيارة المسجد الحرام ، يقول جل وعلا :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) الحج ) . هنا التأكيد على أن بيت الله الحرام هو للناس جميعا كافة وسواء ، العاكف المقيم والباد اى الذى يقطع البوادى قادما اليه . وأن الذى يصدّ الناس المسالمين عن الحج لهذا البيت يرتكب ظُلما هائلا بشعا ، خصوصا وأن الله جل وعلا يعاقب على مجرد إرادة الظلم والالحاد فى الحرم (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ). والمُسالم يعنى الذى يكون بسلوكه مسالما ، ويجب أن يكون آمنا إذا دخل بيت الله الحرام ، لا يتعرض له أحد ، ولا يسأله أحد عن دينه وعقيدته ، لأن للدين يوما هو يوم الدين الذى سيحاسب فيه رب العزة الناس على إختيارهم الدينى . الذى يهمّ الناس فى التعامل بينهم أن يكونوا مُسالمين ، أى مسلمين بالاسلام الظاهرى الذى يعنى السلام . ومعنى الكفر والشرك فى التعامل بين الناس هو الاعتداء الحربى خصوصا بالتذرع بدين أرضى . كما حدث من كفار قريش ونزلت بسبب إعتدائهم سورة التوبة فى الجزء الأول منها ، من قوله جل وعلا ( بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)) الى قوله جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) التوبة ). وفى هذه الآيات الكريمة نتعرف على مظاهر الكفر السلوكى الذى به نعرف الكافرين الظالمين ونتعامل معهم على أساس انهم كفرة معتدون ظالمون ناكثون للعهد ، فإن تابوا عن ذلك توبة ظاهرية كانت تلك التوبة إقامة للصلاة وإيتاء للتزكية أى التطهر ( التوبة 5 ، 11 ). وسبق أن معنى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة لا تعنى مجرد تأدية الصلاة أو إعطاء الزكاة المالية بل التقوى والتطهر .

وبعد هزيمة أولئك المعتدين ، وبعد دخول الناس فى دين الله ( السلام ) أفواجا ، أوجب رب العزة على المسلمين منع المشركين المعتدين من دخول البيت الحرام ، ووصفهم رب العزة بأنهم ( نجس ) بفتح النون وفتح الجيم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) التوبة ).

المحمديون السنيون يعتبرون الأسرة السعودية مُمثلة للاسلام والقائمة على رعاية البيت الحرام . بينما الواجب إسلاميا هو قتال هذه الأسرة وتحرير المسجد الحرام من سيطرتها ليكون مفتوحا للبشر المسالمين جميها ومثابة للناس وأمنا . إذ لا يصح لأرباب دين أرضى مشهور بالاعتداء والارهاب أن يسيطروا على بيت الله الحرام الذى جعله رب العزة مثابة للناس وأمنا ، وجعله للبشر جميعا سواء ، العاكف فيه والقادم اليه.. لا يصح لمن وصفهم رب العزة بأنهم ( نجس ) و ( رجس ) أن يتحكموا فى بيت الله الحرام منبع الطُّهر .

عدم طهارة المشرك

  إن الله جل وعلا يصف المنافقين بأنهم رجس : ( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) التوبة ). وهذا ينطبق على كل من يزعم الاسلام وهو يطوى قلبه على أرجاس دينى أرضى .

والله جل وعلا يجعل الرجس على الذين لا يؤمنون والذين لا يعقلون ( كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (125)الانعام )( وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (100) يونس ). والمشرك الكافر عديم العقل لأنه يعبد البشر الأحياء الذين يتبرزون ويتبولون ويمرضون ، ويعبد بشرا موتى تحولوا الى (جيف ) قذرة نتنة ورماد وعظام نخرة . يعبد ترابا ، ويتبرك بأضرحة وأنصاب مقامة من طوب وحجر وأسمنت وزجاج وحديد وطلاء . هذا المشرك الكافر يمتلىء قلبه رجسا . هذا المشرك يختلق اسماءا ثم يعبدها ، وتصير لها فى قلبه مهابة لا يجرؤ على المساس بها ، مع أنها مجرد أسماء قام الأسلاف بتسميتها وما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . وقديما قال نبى الله هود لقومه ( عاد ) :( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ (71) الاعراف ). والمحمديون يعبدون أسماء ما أنزل الله جل وعلا بها من سلطان . جرّب أن تقف وتلعن ( ابن برزويه ) فلن يلتفت اليك أحد . ولكن إذا رفعت صوتك تلعن ( البخارى ) فربما يقتلونك ، مع ان إسم البخارى مصطنع لمن كان إسمه الحقيقى ابن برزدويه المجوسى من مدينة بخارى فى أوزبكستان الحالية . فالمحمديون يقدسون إسم البخارى ويرتعبون من المساس به . وهذا هو رجس ما أنزل الله جل وعلا به من سلطان.

الله جل وعلا يصف كل الأوثان والأنصاب بأنها رجس ، ويأمر بإجتنابها : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)  المائدة ). والمحمديون على الأضرحة يعكفون . وفى مقدمتها القبور المقدسة عندهم المنسوبة للنبى ولعلى والحسين وزينب ومن يسمونهم آل البيت والأئمة والأولياء الصوفية . هى عند الله جل وعلا رجس من عمل الشيطان ، وهى عندهم قداسة . لذا فإن الله جل وعلا يجعل الرجس على الذين لا يعقلون والذين لا يؤمنون .

اخيرا : وماذا عن التصوف بالذات

أغلب الصوفية مُسالمون ، أى مُسلمون من حيث الظاهر ،أى السلام السلوكى . ولكنهم متطرفون فى الكفر القلبى العقيدى سواء فى عقائدهم أو فى إنحلالهم الخلقى أو فى تقديسهم للبشر والحجر والقبور المقدسة . وبالتالى فإن التصوف إذا سيطر على عصر أو قوم إنحدر بهم الى رجس عقيدى قلبى لا قاع له ، والى قذارة حسية لا مثيل لها . وسبق التعرض للتصوف وعقائده وعباداته وإنحلاله الخلقى ، وسنتوقف هنا مع نشره للقذارة تبعا لرجسه العقيدى الأخلاقى .

ولكن قبل ذلك ، وما دمنا مع القرآن الكريم وهديه الطاهر فإننا نضع بعض الملاحظات قبل أن نعانى القرف من قذارة التصوف والصوفية :

1 ـ إن ( الرجس ) الذى كان يقع فيه المشركون الكفرة كانت تأتى أحيانا عقوبته ب ( الرجز) .

هذا ( الرجز) قد يكون هلاكا مٌميتا كما حدث لقوم لوط أشهر الُمصابين بالشذوذ الجنسى ، يقول جل وعلا فى قصصهم : ( إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) العنكبوت ).

وقد يكون عذابا مؤقتا للإختبار ، كما حدث لفرعون وقومه : ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) الأعراف ) كشف الله جل وعلا عنهم الرجز فعادوا الى عتوهم وكفرهم فكان الانتقام بالاغراق :( فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمْ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) الاعراف ). وحدث نفس العقاب بالرجز لبنى اسرائيل حين بدلوا الأمر الالهى لهم :( فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) البقرة ) ( وَإِذْ قِيلَ لَهُمْ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162) الاعراف )

2 ــ وهذا الرجز عذاب يتوعّد الله جل وعلا أولئك الذين يسعون فى كتاب الله معاجزين ، كما يفعل السنيون الذين يتهمون القرآن بأنه مُبهم مُحتاج للتفسير ، وموجز محتاج للتفصيل ، وناقص محتاج للتكميل ، وأن سنتهم البخارية هى التى تفسّر وتكمل و تشرح وتفصّل القرآن الكريم . أولئك الذين يحملون هذا الرجس فى قلوبهم وتتحرّك به جوارحهم يتوعدهم رب العزة بعذاب دنيوى من رجز أليم ، يقول جل وعلا ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5) سبأ ). ويقول جل وعلا عن الهدى القرآنى أنه ( هدى ) ويتوعد من يكفر به بعذاب من رجز أليم : ( هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) الجاثية ).

وانظر حولك لترى العذاب الرجزى يكتوى به المحمديون فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .

اجمالي القراءات 8542