نكاح الزنا –ملحق
في البحث عن الإسلام – نكاح الزنا – ملحق - ملك اليمين في القرءان الكريم - ملحق الجزء الثالث عشر

غالب غنيم في الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

في البحث عن الإسلام – نكاح الزنا – ملحق - ملك اليمين في القرءان الكريم - ملحق الجزء الثالث عشر

بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد والشكر لله رب العالمين

(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر - 36

نظرا لتعرضي لملاحظة مهمة جدا، لم أستطع أن أتجاوزها قبل أن أكمل هذه السلسلة من البحث عن مفردات وأمور سوف تقودنا الى الفهم السليم لملكت اليمين، وهذا الأمر أو الملاحظة كانت في سؤال الأخ علي مرعي، عن تحديد الفرق بين الزاني ومن يرمي المحصنات، من زاوية الحد، فالزاني يتم جلده مائة جلدة، بينما الذين يرمون المحصنات ثمانون جلدة!


______________

اختلاط المفاهيم :

إن سبب بحثي هذا وتعمقي فيه، هو أن المنطق البسيط، لن يقبل ان تكون مفردة الزنا، تدل على الفعل الجنسيّ غير المسموح به، بسبب الآيات وتدبرها، كما تحدثت في البحث السابق، فحين نرتل الآيات التي وردت فيها هذه المفردة، وأكثرها جدلا ومخالفة للفهم التراثيّ، في قوله تعالى ( ٱلزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ ) النور – 3، حيث لم يرسل الله تعالى لنا هذه الآية عبثا حسب منطقي وفهمي للقرءان، فلو حللنا هذه الآية من منظور تراثي، إضافة لما ذكرته عنها في البحث السابق، من كون هذا المفهوم ينقض إحكام القرءان، ويخلق فيه اختلافات كثيرة، بل سنرى أن حُكمها لا منطق فيه أبدا ولا صحة، من زاوية الفهم التراثي الذي قد يقودنا الى التالي:

- وجود تشريع في القرءان يجب ان يلتزم به جميع المؤمنين وهو :
" حرمة نكاح المؤمنين من الذين تم إثبات خطيئة الزنا عليهم بالبينة بأربعة شهود "
ومن هنا، "يجب الزام جميع هؤلاء الزناة عندما يريدون النكاح ( من مفهوم كون النكاح زواج ) بأن لا ينكحوا الا من هم مثلهم اي زناة تم اثبات التهمة عليهم" !

أي ان هناك زانٍ عازب وزان متزوج وكذلك زانية عزباء وزانية متزوجة !
وسنقع هنا في الفصل العنصريّ الإجتماعيّ، كما سنقع في نفي مبدأ الرحمة الإلهي لمثل هكذا أمور!

فالله تعالى لم يقل في كتابه أنه لا يغفر الذنوب!

كل هذه النتائج المتناقضة إضافة لما سبق وطرحناه في البحث السابق، ستكون نتيجة للفهم التراثيّ اللغويّ لمفردة الزاني بكونه من يرتكب الجنس بدون زواج مع احد آخر!


______________

قضية الإفك:

هنالك درجات من الإثم، فمفردة الإثم، التي قمت بتفصيلها بكل حيثياتها في البحث " في البحث عن الإسلام - الحلال والحرام في القرآن الكريم – مفردات "، والذي فقهنا من خلاله، أن الإثم درجات مختلفة قد يكون أقله ما هو في صدورنا ولم يخرج بعدُ من ظنّ، حتى يصل الى درجة ملازمة الشيء فيصبح اسما له، كما في الكذاب الأشر، أو طعام الأثيم، حيث يكون الإثم صفة ملازمة دائمة الاتصال بالفاعل.

وكذلك في اثارة الفتنة والفساد في المجتمع، هنالك من يرمي امرأة أو فتاة، وهنالك من يثير البلبلة والقلاقل في المجتمع، والله نعتهم بالمرجفين، وهم بالطبع درجتهم اعلى بكثير من رمي محصنة، فالذي يرمي المحصنات، حدّه ثمانون جلدة، وقد فصّل الله تعالى أمره، لكن، مشكلتنا، هي حين البحث عن مفردة الزاني، كمفردة لم يتم تفصيلها في القرءان الكريم بصورٍ كما تعودنا، فكثير من المفردات، تمّ تفصيلها بصورة توضيحية، حيث من يقرا الآية، سيرى صورا او مقطعا يصفها وكأنها أمام عينيه، مثل مفردة الحفظ مثلا، حين فصلها تعالى في يوسف وإخوته، وكيف انهم لم يحفظوه من الذئب كما ادّعوا كذبا على يعقوب أباهم، فرسموا لأباهم صورة تصف كيف أنهم لعبوا ولم ينتبهوا ليوسف فأكله الذئب، ومنه، لم يحفظوه ليوسف كما قالوا لأباهم بأنهم له لحافظون! وكثير جدا هذا الأمر في القرءان الكريم، من مفردات تم تفصيلها بصورٍ أو مقاطع تعرض علينا الصور وكما أننا نرى مقطعا من فيلم مسجل!

وبما أنه لم يرد تفصيل هذه المفردة بصور، فلا بدّ لنا من سلوك مسلكِ التدبّر والتفكّر وعقل الأمور !

وكما فعلت في البحث السابق، قمت بمحاولة باذلا جهدي في هذا الأمر، وقمت بتحليل وتدبّر الآيات التي ورد فيها مفردة الزنا وتعرضنا لكل منها، وناقشتها، منطقا وعقلا وتدبرا بعرضها على بقية الايات وعلى ما يمسّها من آيات في القرءان، وتبين لنا من آية الممتحنة – 12 ، بكل وضوح وشفافية، بأنه من المستحيل أن يكون الزنا هو الإتيان ببهتان يفترى من بين الأيدي أو الأرجل، وأن الزنا لغة هو بالفعل، هذا الأمر، أي أن يأتي الشخص بهذا البهتان، وأنه عدم حفظ الفروج!

ومن دراستنا لسورة النور، منذ بدايتها حتى نهايتها، سنتعرض لمشكل آخر، وهو قضية حادثة الإفك، وكثيرون من أفاضوا في الأمر وبينوا أنه ليس كما ادّعى التراث، فهو لم يتهم امرأة بالذات، فموضوع حادثة الإفك، يتحدث عن موضوع خطير جدا هزّ المجتمع في المدينة كاملة، أي هو فتنة كبيرة حدثت، لم يتبين الناس صدق خبرها من كذبه.

السورة بدات بالزناة، وتدرجت في الدرجات الى من يرمي المحصنات، ثم الدرجة الأقلّ حدة، وهي حين يختلف الزوج مع زوجته، ويرمي أحدهما الآخر، وأن الحكمة من كل هذا هو (وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ) النور – 10 ، أي أن الله تعالى يريد اليسر بنا ولا يريد أن يفضح الناس بل يريد أن يخفي ما ارتكبوه لنفسه، ليوم الحساب الذي هو أعلم به كيف يحاسبهم على مثل هكذا أمور، ولهذا خفّف قدر الامكان من ايقاع العقوبات، فكان الأمر معقّدا جدا اثباته!

فالزوج والزوجة يدرأ عنهما العذاب حلف ايمان بينهما وبين الله، أي من الحلّ، نرى أن القضية تم تركها ونسبتها لله تعالى، والمجتمع لا علاقة له بهما من بعد ذلك، ومن يرمي المحصنة هو من يتم جلده، بمجرّد أن يعلن قوله على الناس، ولا يكون عليه شهود، بل الشهود مطلوبين منه وليس عليه !

أي أن التدرّج كان من رمي قويّ هو الزنا، الى رمي أخفّ هو رمي المحصنات، الى أخفّ الرمي وهو رمي الزوج زوجه! وكله رمي في النهاية، فالزوج حين يرمي زوجته لا يتم جلده، بينما من يرمي محصنة يجلد ثمانون جلده، أما من يرمي محصنة غافلة مؤمنة فيتم جلده مائة جلدة وإن لم ينته له عقاب آخر سنراه لاحقا !
 
فلو نظرنا جيدا وحللنا وتدبرنا هذه السورة من منظور اجتماعي تشريعي، سنجدها سورة تحوي الرحمة من الله والسّترِ على عباده بكل الأشكال، وهذا من مميزات الدين المخفّف !

فكم من الصعب أن نأتي بأربع شهود، والشهود يجب أن يحضروا الحدث وليس مثل الشهداء والأشهاد، فالشاهد لا يُطلب منه حضور الحدث بل قد نكتفي بخبراته وعلمه بينما الشهيد يجب ان يرى الحدث ويحضره لكي يكون من الشهود عليه، ولهذا صعّب الله تعالى هذه العملية كي لا تشيع الفاحشة في المجتمع، والفاحشة لن تشيع من فعل الجنس الذي عادة يكون في السرّ بل من فعل الزنا ورمي المحصنات والزوجات !

فلننظر للآيات من النور - 10 حتى النور - 20 بعناية ودقّة ولنرى ماذا تريد أن تقول لنا :
( إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النور – 19
(وَلَا تَقْرَبُوا۟ ٱلزِّنَىٰٓ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلًا ) الإسراء – 32

ولنر ارتباط من يقرب الزنا بالذين يحبون أن تشيع الفاحشة.
فالحديث كله كان عن من أتوا بالإفك وليس غيرهم، اي من افتروا الكذب ليرجفوا المدينة !
فلو كان الزنا لغة، هو ارتكاب البهتان من بين الأرجل، لما أصبحت هذه الآية تتحدث عمن أتى بالإفك بل عمن تم اتهامهم وهذا سيحدث بلبلة في فقه القرءان !

فالآية هنا تتحدث عمن أتى بالإفك، اي هو من يحب ان تشيع الفاحشة بين الناس، والفاحشة هنا ليست إلا الفتنة بين الناس ليس أكثر، وليس كما يظنّ الكثيرون بأنها الجنس غير السموح به وغير ذلك من الترّهات!

فأكبر فاحشة هو الفساد بين الناس والفتنة ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور – 21

ومن سورة الأحزاب، التي تفصّل ما حدث في سورة النور ، سنرى ان الأمر الذي حدث في المدينة يمسّ النبيّ ونساؤه، كما يبدو، ولا نعلم التفاصيل، ولكن نعلم أن الله تعالى لم يحكم على إحداهنّ بسوء في ذلك الوقت، ولكن وبسبب هذا الحادث، تم استثناء نساء النبيّ باحكام كثيرة تضيّق عليهنّ الواسع على بقية النساء، ولكن ما يهمنا هو قضية انه تمّ إيذاء النبيّ وأزواجه :

(إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا * وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُوا۟ فَقَدِ ٱحْتَمَلُوا۟ بُهْتَٰنًا وَإِثْمًا مُّبِينًا * يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْمُرْجِفُونَ فِى ٱلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلًا * مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوٓا۟ أُخِذُوا۟ وَقُتِّلُوا۟ تَقْتِيلًا * سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا ) الأحزاب – 57:62

فهنا تصف الايات من قاموا بحادثة الإفك بمرضى القلوب والمرجفين، وهم منافقين لا بدّ ، فمن يرمي محصنة لا بدّ ان يكون به مرض نفسيّ، فكيف بمن يؤذي النبيّ وأزواجه؟!

وقد اتيت بهذه الآيات عن قصد، فهي تنتهي بالتحذير بالقتل، إن لم ينته من قام بمثل هذا العمل، اي أن من استمرّ في نشر الفتنة والفساد والفحشاء قد يصل به الحدّ الى درجة القتل إن لم يردعه العقاب الأدنى !


______________

حدّ الإتيان بالإفك وحدّ رمي المحصنات:

من كل ما سبق، ومن قوله تعالى :
( وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَٰتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا۟ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَٰنِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا۟ لَهُمْ شَهَٰدَةً أَبَدًا وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ * إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُوا۟ مِنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النور – 4:5
( إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَٰتِ ٱلْغَٰفِلَٰتِ ٱلْمُؤْمِنَٰتِ لُعِنُوا۟ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ ) النور – 23:25

أرى ظنا مني، بأن الايات الأولى تتحدث عن من ارتكبوا إثما يتم معاقبتهم عليه في الدنيا وقد يتوبون من بعده، وتم وصفهم بالفاسقين، ويمكنهم الاصلاح من بعده، لكن من اركب الإثم الثاني، تم لعنه في الدنيا والآخرة مباشرة كما ابليس، ومن الواضح أن هناك فرق بين المحصنات، وبين المحصنات الغافلات المؤمنات، كفريقين من النساء، فالمحصنات قد تكون أي امرأة، لكن من تم وصفهنّ بالغافلات المؤمنات، يكون قد ظهر لنا صلاحهنّ الاجتماعيّ بكل وضوح، والجميع يعلم ايمانهنّ السلوكيّ، كما كونهن من من غير النساء اللاتي يرغبن في السوء، اي هن من الغافلات دلالة عن البساطة والعفّة وابتعادهنّ عن الشبهات، تماما كما مريم، استغرب قومها من حملها، لعلمهم بعفتها وغفلتها السلوكية وإيمانها السلوكيّ.

فقد يتهم شخصا فلانة يظنها، ويشكّ مَن حولها، بكونها قادرة على ذلك الفعل، بفعل علمهم بسلوكها المريب، اجتماعيا، أي أن القضية كلها اجتماعية سلوكية بحته، وبالرغم من ذلك فهي تبقى من ضمن المحصنات، ولكنها تخرج من دائرة الغافلات، وقد تخرج من دائرة المؤمنات إن كانت تسيء لمن حولها مثلا، أي على سبيل المثال، لو تم اتهام فتاة تعمل في ناد ليلي، فهذا ايضا في القرءان غير مباح، مع أن طبيعة عملها قد تجعلنا " نظّن " انها قد تفعلها، ولكن الله تعالى لم يسمح لنا بهذا، فجعلها من المحصنات شئنا أم أبينا، ولكن وبسبب طبيعة عملها فهي ليست من الغافلات مثلا اجتماعيا، وهذا أمر بديهي ..

ماأريد أن أركّز عليه هنا، هو أن هنالك في الآيات أعلاه حكمين واضحين، أحدهما خفيف، والآخر قويّ جدا يصل الى درجة اللعن، وهو ما يدعم ويماثل وجهة نظر سورة الأحزاب أعلاه، أي القتل، للمرجفين الذين لا ينتهون عن فعلهم وحبهم لنشر الفحشاء.

ومنه، وبناءا على كل ما سبق، وبناءا على البحث السابق، لا أرى الزاني والزانية الا كونهم من المرجفين، فيتم جلدهم مائة جلدة، وإن لم ينتهوا، قد يصل الأمر الى قتلهم أو عزلهم تماما عن المجتمع حسب قوانين ذلك المجتمع.

فالزاني هو من يحب أن تشيع الفاحشة، وهو المرجف المنافق الذي في قلبه مرض، ولن ينكح الا من اتفقت معه فكريا وسلوكيا في هذه الأمور، فالمؤمن حرام عليه ان ينكح من يتصف بهذه الصفات السلوكية العلنية التي لا تخفى عن أحد!
والتي في نهاية الأمر تضيّق الحياة على المجتمع المؤمن، وتحرمه من السلام والسلم.


إنتهى.

والله المستعان

ملاحظة: لا حقوق في الطبع والنشر لهذه الدراسة، وإن كنت لم أصل إلى مراد الله تعالى الذي نطمح كلنا إليه –فهو سبب تدبرنا – فعسى أن تصححوا خطاي وأكون لكم من الشاكرين.

مراجع :
* المرجع الرئيسي الأساسي الحق – كتاب الله تعالى – القرءان الكريم

 

 

 

 

اجمالي القراءات 18656