نحن تربينا منذ الصغر أن نسمع كلام الشيوخ وأنهم هم العلامة ولا نقاش معهم. المهم بدأت التدين فى بداية الثمانينات من مواظبة على الصلوات ثم قراءة كتب القرطبى. وهذه الكتب مليئة بالقصص الوهمية عن اليوم الأخر وعن حجم الملائكة وما يفعلون ثم إستغاثة الناس بأدم كى يشفع لهم الخ الخ. ثم ينتهى الحال إلى نبينا محمد وطبعا كان هذا الكلام يعجبنى لأننا بذلك قد ضمنا دخول الجنة حتى بعد أيام فى الجحيم!!!
وفى نفس الوقت قرأت القرءان كله ولاحظت تناقض كبير بين المصدرين فمثلا واحد يقول لى (أنا خير ولد بنى ءادم!!) وهذه العبارة تعبر عن غرور. بينما القرءان يقول (إنك لعلى خلق عظيم!!) يعنى إنسان مهذب وغير مغرور. ثم واحد يقول لى إن المسلمين داخلين الجنة ولو بعد حين.
والقرءان يقول ( أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من فى النار?) ولكن المفسرين الضالين قالوا المقصود بها بعض أهل النبى الذين لم يؤمنوا به وكلام من هذا القبيل. والمثل الأخر من القرءان هو قصة نوح مع ابنه وكيف انه لم يستطع إنقاذه من الغرق. بل أن الله تعالى قال له أن لا يكلمه فيه وإلا مصيره سيكون النار!!
كل هذه المتناقضات عملت شكوك فى عقلى الذى تعود على الوهم وأن دخول الجنة سهل....ولكن النفس الشريرة والقرين نجحا فى التغلب على أى مقاومة وتم تجاهل الحقائق القرءانية.
وفى سنة 1986 تعرفت على صديق مشترك إسمه إسماعيل بركات الذى بدأ وقتها زرع الأفكار القرءانية ولكن فى نفس الوقت فلقنى بمسيلمة الكذاب أى رشاد خليفة...وطبعا إستيقظت الشكوك القديمة حول الأحاديث. ورويدا رويدا بدأت أقتنع بالفكر القرءانى وتم قراءة القرءان بعقل متفتح...وأذكر جيدا فى هذا الوقت أن الدكتور منصور قد ترك رشاد خليفة بسبب إدعائه النبوة وحذفه لأخر أيتين من سورة التوبة كى تتحقق إعجاز العدد 19....ووقتها فقط عرفت أن كل أفكار رشاد القرءانية كانت مأخوذة من الدكتور منصور! وحدث عراك شفوى مع إسماعيل بركات بسبب هراء رشاد. وفى النهاية كل طرف مصمم على رأيه. وفى هذا الوقت كلمت الدكتور منصور لأول مرة وكان لى جدال معه شديد عن أصحب الأعراف وكان سببه طبعا مرسبات التراث ما زالت معششة فى عقلى فى هذا الوقت!! وأخيرا فى سنة 1990 رأيته فى مصر فى منزله وكانت قعدات جميلة التى تكررت مرة أخري سنة 1991..
المهم العراك مع الأهل بدأ طبعا فى هذا الوقت وكان من ضمنه التشهد حيث قلت لهم كيف تريدوننى أن أدعو لهذا أو ذلك وبالذات أن هؤلاء داخلين الجنة!! قلت لهم أنا الذى محتاج لكل مساعدة وليس هم. ثم أن الصلاة المفروض تكون لله وحده. أيضا زيارة قبر النبى ليست من الحج بل أن الحج لله وليس للأموات. فقالوا لى فإنه لن يشفع لك! وأيضا زيارتك له لن تكون سدى فهو حى فى قبره!! فقلت لهم النبى مات ولا يعرف أين هو. وإشتد العراك وقلت لهم (طيب إفتحوا القبر وانظروا ان كان حى أم لا) قالوا لا هذا حرام!!! ثم جئت لهم بالأية الشهيرة التى تنكر شفاعة النبى لأى مخلوق!! بل ان لهجة الأية شديدة التوبيخ معناها من أنت كى تنقذ هذا أم ذاك!!! وقلت لهم أن جبريل بقوته وجبروته لا يستطيع النطق بكلمة!! بل هو مرعوب من الساعة شأنه شأن كل الملائكة ثم أنتوا تقولون أن النبى سيكلم الله تعالى فى شفاعة المسلمين العصاة!! وشهادة الإسلام كانت موضوع أخر فقالوا لى إننى لا أؤمن بالنبى محمد! فقلت لهم لا تخترعوا أشياء غير صحيحة. ثم قلت لهم إننا متخلفين عن العالم المتحضر بسبب الخرافات التراثية وأيضا التفرق الذى حل بالمسلمين وجئت لهم بالأية التى تنهى عن التشيع كما حدث مع الأولين. ثم أضفت لهم بأن لنا 120 يوم نستطيع أن نؤدى فيها الحج وليس بضعة أيام كما ضحكوا علينا. قالوا لابد أن يكون فى هذه الأيام بسبب وقفة عرافات وشيء من هذا القبيل. فقلت لهم أأنتم تفهموا أكثر من الخالق?!
فى النهاية قالوا لابد أن تقعد مع شيخ لأننى قد ضللت! قلت لهم لن أقعد مع أى شيخ لأن مصادرهم كلها خرافات.
غدا إن شاء الله سأكمل الجزء الثانى وأشرح ما هى الدلائل التى جعلتنى أغير معتقداتى.