قرار عنصري يقضي بطرد الطالبات غير العربيات من المدارس بالسعودية

في الإثنين ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أصدرت إدارة تعليمية سعودية تعميما يقضي بفصل طالبات فصول محو الأمية غير العربيات وقصر التسجيل على الطالبات العربيات. وأثار القرار الصادر من إدارة التربية والتعليم في المدينة المنورة غضب أكثر من 500 طالبة تم إبلاغهن بالقرار بعد مرور أسبوع من بدء الدراسة ومطالبتهن بالتوقف عن الحضور إلى المدرسة حتى إشعار آخر.

وقالت إحدى الطالبات وتدعى فاطمة سيد وهي من مواليد المملكة وتحمل الجنسية الباكستانية بحسب التقرير الذي اعده الصحفي حسين بختاور ونشرته صحيفة "المدينة" : ولدت في المملكة وتحديدًا المدينة المنورة وبسبب ظروف العائلة لم أتمكن من الالتحاق بالدراسة حتى تجاوزت السن القانونية لدخول المدرسة، وعندما تزوجت شعرت بأهمية التعليم ومحو الأمية لكي أتمكن من متابعة أبنائي، ولكن فوجئت بعد بدء الدراسة بأسبوع بإفادة مديرة المدرسة بوصول تعميم داخلي يمنع تمكيننا من الدراسة حتى إشعار آخر، علمًا بأنني أتحدث اللغة العربية بطلاقة".

أما الدارسة سميرة أحمد فتقول: قبل أربع سنوات التحقت ثلاث من أخواتي بمراكز محو الأمية وتعلمن القراءة والكتابة وأصبح وضعهن الاجتماعي أفضل، حيث بدأن يثقفن أنفسهن من خلال قراءة بعض الكتب الدينية ويتعرفن على الأحكام الشرعية، بل أصبحن يتعاملن مع التقنية بشكل جيد من خلال شبكة الإنترنت وقراءة بعض الموضوعات الاجتماعية الهادفة. وأردفت: هذا ما شجعني على أن ألتحق بمراكز محو الأمية، لكن الصدمة كانت أكبر من كل شيء عندما علمت بعدم تمكيننا من الدراسة وأشعر بالضياع بعد هذا التعميم.

من ناحيتها رفضت الدارسة فاطمة عثمان (29) سنة التمييز بين جنسية وأخرى بالنسبة للتعليم ومحو الأمية وقالت: أنا أتحدث العربية بشكل جيد، لكنني أجد نفسي اليوم ممنوعة من محو أميتي هنا في طيبة الطيبة، وكل ذنبي أنني من جنسية غير عربية. وأنا متأكدة من أن الدين الإسلامي دين الحق والعلم ولا يفرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى وأخبار الصحابة والسلف كثيرة في ذلك؛ فها هو الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضى الله عنه والإمام البخاري والإمام مسلم صاحبا أشهر كتب الحديث وتجاوزت كتبهما الآفاق، وأصبح يشار إليها بالبنان.

وتشاركها الرأي الدارسة خديجة قاسم (35) عامًا، وتقول: أنا من مواليد المدينة، ووالدي قدم إلى المدينة قبل (50) عامًا لطلب الجوار والعيش في هذه البقعة الطاهرة جوار المسجد النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام، مشيرةً إلى أنها تتقن اللغة العربية وتحفظ أجزاء من القران الكريم.

فيما تساءلت كل من الدارسات سمية أحمد وسعاد أكبر وفاتن قدير عن وضعهن ومتى ستصل ضوابط ومحددات قبولهن وأبدين تخوفهن من عدم تمكينهن من الدراسة وتأخر تلك الضوابط، مشيرات إلى أنهن سيتقدمن بشكوى إلى الإمارة لإيجاد حلول مناسبة لهن، خصوصًا أن محو الأمية بتعليم البنين لا يتقيد بهذا الشرط، وأجمعن على أنهن مستعدات لشروط قبول تحدث اللغة العربية من قبل إدارة المدرسة، مذكرات بالقاعدة القائلة "الأصل في الشيء بقاؤه على ما كان عليه" إلى أن يصل ما يرد من مستجدات من الوزارة، والأصل هو أن القبول في مراكز محو الأمية متاح للجميع منذ سنوات.

وتعليقا على الخبر المنشور في الموقع الالكتروني للصحيفة قالت إحدى المعلمات وكنيتها أم ريان "نشكر جريدة المدينة على هذا الطرح الرائع والتميز المنقطع النظير كذلك متابعتها للأمور الهامة والتي تمس المجتمع. أنا أحدى معلمات محو الأمية في المدينة ووالله أحزنني مارايت عندما رايت الكبيرات يحرصن على الدراسة ومحو الأمية ورئاسة تعليم البنات ترفض أن يتعلمن ولقد أجبرت الدارسات على ترك كتبهن ومنعهن من إكمال الردراسة ولقد خرجن وأعينهم تفيض بالدمع ومكسورات الخاطر وهذه شهادة حق.

اجمالي القراءات 2624