واشنطن بوست": النظام في مصر توقف عن استخدام "قانون الطورائ" ولجأ إلى الخطف والضرب والرمي بالطرقات

في السبت ٠٦ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

افتتاحية الصحيفة في اليوم التالي لنشر مقال غالي.. "واشنطن بوست": النظام في مصر توقف عن استخدام "قانون الطورائ" ولجأ إلى الخطف والضرب والرمي بالطرقات
كتبت رضوى جمال (المصريون):   |  07-11-2010 00:52

اتهمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، النظام السياسي الحاكم في مصر بانتهاج أساليب "الدولة البوليسية"، حسب قوله ، مشيرة إلى عمليات "الخطف" والاعتداءات القاسية التي تعرض لها ناشطون معارضون في مصر، في إطار حملة قمع قبل انتخابات مجلس الشعب المقررة في أواخر نوفمبر الجاري.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت في اليوم التالي مباشرة لنشرها مقالة الدكتور يوسف بطرس غالي التي دافع فيها عن النظام ، قالت إنه عندما احتجت إدارة الرئيس باراك أوباما على تراجع الرئيس حسني مبارك عن وعوده وقيامه بتجديد قانون الطوارئ في أواخر مايو الماضي تعهد المسئولون المصريون آنذاك بعدم استخدام القانون إلا في قضايا الإرهاب و المخدارت.

وأضافت: أنه مع اقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية أصبحت حملات القمع التي يمارسها النظام أكثر شراسة، حيث تم اعتقال المئات من ناشطي جماعة "الإخوان المسلمين"، وإلغاء البرامج التلفزيونية وأعمدة الصحف التي تنتقد النظام، وتم اعتقال قادة الطلاب.

وأشارت إلى أنه في عدد من الحالات الأخيرة تعرض عدد من الناشطين السياسيين السلميين للاختفاء بمن فيهم أولئك الذين يدعمون الحركات الديموقراطية العلمانية، حيث تم اختطافهم واحتجازهم لعدة أيام من قبل الشرطة السرية تعرضوا خلالها للضرب والتعذيب أحيانًا، ثم تم إطلاق سراحهم على الطرقات خارج القاهرة.

وأوضح أن كل ذلك حدث بدون استخدام قانون الطوارئ كما تعهد الرئيس مبارك، غير أنه وبدلاً من ذلك بدأ النظام بأكمله في التصرف خارج سيادة القانون، فالناشطون الشباب الذين تعرضوا للخطف والاعتداء ليس لديهم ما يلجئون إليه، فلا توجد قضية للطعن فيها، كما أنهم يعجزون عن التعرف على أولئك الذين اعتدوا عليهم.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الانزلاق تجاه أساليب الدولة البوليسية والتي عادة ما ترتبط بدول مثل سوريا أو السودان يشكل مشكلة للولايات المتحدة كما هي للمصريين، فالرئيس مبارك يبلغ من العمر 82 عامًا و"معتل الصحة" على حد تعبيرها.

ورأت أنه برفضه التحرر السياسي واختياره التعمق في القمع فإنه يمهد الطريق لأوضاع أكثر سوءًا بعد وفاته وعندما يبدأ الصراع على خلافته، حيث ترى أن خلفاء الرئيس مبارك سيحتاجون للحصول على الشرعية السياسية، وفي حالة عجزهم عن الحصول عليها من خلال الديموقراطية، سيضطرون للجوء إلى القومية ومعاداة الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إنه لحسن الحظ هناك بعض الدلائل التي تشير إلى انتباه البيت الأبيض مؤخرًا إلى مشكلة مصر، في إشارة إلى اجتماع مجموعة من كبار المسئولين الأمريكيين مع فريق خاص من كبار خبراء السياسة الخارجية الذين حاولوا لفت الانتباه إلى ضرورة تغيير سياسة الولايات المتحدة.

وأشارت إلى أنه تم مناقشة بعض الأفكار الجيدة مثل إصدار بيان رئاسي قوي حول إجراء الانتخابات أو إرسال مبعوث خاص إلى القاهرة، معتبرة أن إرسال سفير جديد للولايات المتحدة ملتزم بالتغيير السياسي بدلاً من الاعتذار للنظام سيكون أمرًا جيدًا.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها، قائلة إن الأمر الأكثر أهمية هو أن توضح الإدارة الأمريكية للرئيس مبارك أنها تتوقع تغييرات فورية، وإنه من الأفضل البدء بوضع نهاية لضرب واختطاف الناشطين السلميين.
اجمالي القراءات 3512