اصلاح الديانة الأمية هي مهمة محمد عليه السلام
النبي الأمي المتعلم

????? ????? في الجمعة ١٦ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

بعث الرسول صلى الله عليه و سلم في شبه الجزيرة العربية التي كان فيها فئتان من الناس:
• أهل الكتاب و هم النصارى و اليهود
• الأميون

من هم الأميون – الذي كان محمد عليه السلام منهم- ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)) الجمعة الآية 2

هل الاميون في تلك الآية تعني من لا يعرف القراءة و اácute;كتابة؟؟ أم تعني من لم ينزل فيهم كتاب سماوي؟؟؟

هذا هو محور النقاش عادة الذي يدور حول معنى أميّ في القرآن الكريم، و لكن بالنظر للآية الكريمة السابقة فأننا نستنتج استحالة أن يكون معناها من لا يقرأ و لا يكتب لأن أهل مكة كانوا مشهورين بالشعر و الخ، كذلك بالنظر لنفس الآية الكريمة نلاحظ صعوبة أن يكون معنى الأمي من لم ينزل فيهم كتاب سماوي لعدة أدلة منطقية أهمها:

• ان ابراهيم عليه السلام مر بالمنطقة العربية حتى وصل الى مكة المكرمة حيث أمره الله تعالى أن يبني الكعبة، و المعروف تماما أن الله أنزل الكتاب على سيدنا ابراهيم فهذا يعني نزول كتاب على سكان المنطقة العربية (حتى و ان كانت مكة خالية في تلك الأيام) ، فلنقرأ الآيتين الكريمتين معا:

((وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ، وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)) الحج الآيتين 26, 27

هذا يعني بأن هناك من أتى الى مكة و حج فيها و بطبيعة الحال فان من ذريتهم من استقر في مكة و ظل على هذا الدين و منهم من انتشر حول مكة في شبه الجزيرة العربية و ذلك لتحول مكة الى مكان مهم للعبادة ، و لكن كحال أي دين تحرف هذا الدين و أصبح الشرك بالله من مناسك هذا الدين و زين الشيطان أعمال اولئك الناس فظنوا أنهم يحسننون صنعا.
اذا الأمية هي ديانة كانت منتشرة بين العرب و ربما جاءت هذه التسمية من أمة ابراهيم:

((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) النحل الآية 120

أدلة منطقية على أن الأمية هي ديانة كانت منتشرة:
• أن الله سبحانه و تعالى كان يجادل الأميين بصحف ابراهيم:

((أم لم ينبأ بما فى صحف موسى وابراهيم الذى وفّى ألاّ تزو وازرة وزر أخرى ,,, )) النجم الآيتين 36,37

((أن هذا لفى الصحف الأولى صحف ابراهيم وموسى)) نهاية سورة الأعلى

• اسم والد الرسول محمد عليه السلام هو عبد الله و المعروف أن والد الرسول أمي.

• ان مشركي مكة كانوا يعرفون أن محمد عليه السلام على حق و لكن فضلوا الحياة المادية.

الأمية هي الديانة التي كان من أركانها الصلاة خمس مرات و لكن الصلاة فيها تحرفت فجاء محمد ليصلح ذلك الخلل، و الأمية هي الديانة التي كان من أركانها حج بيت الله في مكة و لكن أتباع تلك الديانة حرفوا تلك الفريضة و ملؤوا الكعبة بالأصنام فجاء محمد ليصلح ذلك الخلل بأمر من الله، و كان الأميون يصلون في المساجد و لكن كانت صلاة محرفة ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا .قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا)) الجن الآيات 18-19-20
أي باختصار فان محمد – صلى الله عليه و سلم – أعاد ملة ابراهيم و صحح الخلل الذي أصاب الديانة الأمية و أعاد مناسكها (الحج في مكة ، القبلة ..... الخ)

و محمد صلى الله عليه و سلم كان دائما يكرر بأن ابراهيم لم يكن من المشركين و هذا بالتأكيد حتى يوضح لهم بان هناك اخطاء أصابت تلك الديانة:

((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) النحل الآية 120

((قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين)) آل عمران 95

و على ما يبدوا فان أهل الكتاب سألوا الرسول الكريم عن ابراهيم و لماذا نتبع اركانه فجاءت الاجابة:

((يا اهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده افلا تعقلون)) آل عمران الآية 65

اذا ماذا عن عيسى عليه السلام -مثلا- هل كان مسلما؟؟

بالطبع لقد كان مسلما و لم يكن مشركا و لكن لم يكن من ملة ابراهيم أي مثلا لم يأمرهم بالحج في مكة (هل سمعت عن مسيحي بأي زمان ذهب للحج في مكة) و ربما كان يدعوا الى مناسك تختلف قليلا عن ملة ابراهيم، و لكن بالنهاية كان مسلما بمعنى أنه لم يشرك بالله.

و محمد في القرآن الكريم كان دائما يؤكد أنه مسلما حنيفا من ملة ابراهيم و لكن عيسى يشهد بأنه هو و قومه مسلمون.

الخلاصة أن محمد عليه السلام أعاد أركان الديانة الأمية بعد أن صلح أي خلل أصابها و جعل الدين عند الله هو الاسلام و جعل أركانه ملة ابراهيم.

أذا هل كان الرسول يقرأ و يكتب؟

هذا أفتحه للنقاش و الحوار، و لكن حسب و جهة نظري المتواضعة فانه هو من كتب القرآن لكريم بنفسه:

((وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا)) الفرقان الآية 5

بل حتى العنعنات نفسها تروي بأن الرسول له القدرة على الكتابة:

• عن عائشة. قالت لما ثقل رسول الله قال لعبد الرحمن بن أبي بكر ائتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه أحد، السيرة لابن كثير1/452.

• عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله وفي البيت رجال فقال النبي هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال بعضهم إن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله قوموا. قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم البخاري 4079. البخاري 4078

• وقد جاءت في كتاب عيون الاثر في فنون المغازي والشمائل والسير لابن سيد الناس 2/ 164 كما يلي: " .... فيأمر النبي عليا ان يمحو "رسول الله", فيرفض عليا رفضا قاطعا قائلا: "والله لا أمحاك ابدا", فيمسك النبي الصحيفة-فيما روى البخاري- ويمحو "رسول الله" ويكتب بخط يده محمد بن عبدالله "

• اخرج السيوطي في (طبقات اللغويين والنحاة)عن زيد بن ثابت كاتب الوحي قال : قال رسول الله : إذا كتبتم بسم الله الرحمن الرحيم ، فبين السين فيه ..

و هناك الكثير من الروايات الأخرى........
و هيا الى الحوار

اجمالي القراءات 30985