واشنطن بوست»: مبارك فعل ما هو معاكس تماما لما طلبه أوباما
في
السبت ٣٠ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
واشنطن بوست»: مبارك فعل ما هو معاكس تماما لما طلبه أوباما
30-10-2010
نصحت صحيفة «واشنطن بوست» الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن يبدي اهتمامه الشخصي بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان للرئيس حسني مبارك إذا كان مهتما بتحسنها في مصر والشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: حين التقي أوباما بالرئيس مبارك في سبتمبر الماضي أشار إلي الحاجة لـ«مجتمع مدني نابض بالحياة، والتنافس السياسي المفتوح، وانتخابات شفافة وذات مصداقية في مصر»، وفقا لما ذكره بيان موجز للبيت الأبيض.
وأشارت الصحيفة إلي أن هذا التدخل كان «في الوقت المناسب»، فالانتخابات البرلمانية مقرر إجراؤها في الشهر المقبل، والحركة الموالية للديمقراطية تضغط من أجل الإصلاح، بداية بقبول النظام للرقابة الدولية على الانتخابات.
وأضافت: منذ هذا الحين فعل مبارك ما هو معاكس تماما لما طلبه أوباما. ليس فقط برفض الرقابة الدولية علي الانتخابات، ولكنه شن حملة قمع ضد حركات المعارضة والإعلام.
وقالت: اعتقل مبارك نحو 260 ناشطا بجماعة «الإخوان المسلمين»، وهي الجماعة التي فازت بـ20% من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتم تسريح إبراهيم عيسي الصحافي المعارض البارز من منصبه رئيس تحرير جريدة الدستور، ومنع برنامجه التليفزيوني، وهو ما عزاه عيسي لضغوط حكومية.
ولفتت الصحيفة إلي إغلاق 17 قناة تليفزيونية، وسحب تصاريح الشركات التي بثت مظاهرات الشوارع، وفرض الحكومة سيطرتها علي رسائل المحمول التي ترسلها وسائل الإعلام والمؤسسات المعارضة.
ورأت أن الرئيس مبارك يبدي تناقضات حادة من خلال سلوكه مقارنة بما كان عليه في الانتخابات الأخيرة التي جرت في 2005، حين حرر الإعلام من القيود، وأجرى تعديلات دستورية سمحت بأول انتخابات رئاسية تعددية، وأفرج عن مرشح الرئاسة العلماني أيمن نور.
واعتبرت الصحيفة أن كل ذلك حدث تحت ضغوط من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي أعلن عن رغبته في أن تقود مصر العالم العربي لإصلاح سياسي.
وقالت «واشنطن بوست»: ارتداد مصر عن طريق الإصلاح ليس خطيئة أوباما، ولكن سلوك مبارك يعكس طريقة شائعة للحساب في الشرق الأوسط، وهي أن الرئيس الأمريكي ليس كسلفه مهتما بشكل خاص بالتغيير الديمقراطي.
وأشارت إلي أن الرئيس أوباما مهتم بما يخص المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، وهو وكبار مساعدوه ضغطوا وفي بعض الأحيان انتقدوا سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإذا كان أوباما مستاء مما فعله الرئيس مبارك يجب أن يبدي ذلك.
وعقبت أن هناك مسؤولين علي مستويات أقل تحدثوا، مثل مساعد وزيرة الخارجية مايكل بوزنر الذي قال في مؤتمر صحفي بالقاهرة بدايات الشهر الجاري: «قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية تشكل أمرا حيويا بالنسبة لنا»، مشيرة إلى أن تصريحاته جاءت خلال مناقشته لقضايا الإعلام ومراقبة الانتخابات.
واختتمت الصحيفة بقولها: إذا كان حقا أوباما مهتما بما قاله للرئيس مبارك فإن عليه أن يعطيه أولية واهتماما شخصيا مثل الذي أعطاه للانتهاكات الإسرائيلية.