وضع مركز بحوث تاريخ الإسلام والثقافة في تركيا مشروعاً لإعادة النظر في مناهج التاريخ، التي تُدرّس في الدول العربية وتركيا، مشيراً إلي أن أعمال المشروع انطلقت أولاً بين تركيا وسوريا، لتدقيق كتب التاريخ، وستمتد بعد ذلك إلي الدول العربية الأخري.
كانت صحيفة «ستار» التركية قد كشفت، أمس، عن تحرك مشترك بين تركيا وجامعة الدول العربية لإعادة كتابة الوقائع التاريخية المتعلقة بحقبة الدولة العثمانية، والعلاقات التركية العربية.
وتقوم عملية المراجعة والتدقيق علي حذف العبارات العدائية ضد الدولة العثمانية، وإعادة كتابتها بالشكل الذي يتناسب والعلاقات الجيدة بين تركيا والعالم العربي بعد حقبة الدولة العثمانية، التي امتدت ٤٠٠ عام.
وأضافت أنه تجري منذ ٦ أشهر مراجعة لكتب التاريخ السورية بواسطة لجنة مشتركة من علماء التاريخ السوريين والأتراك، وسيبدأ بعدها عمل مماثل بشكل مشترك مع الدول العربية.
وانتقد الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ، هذا التحرك، وقال إنها محاولة لتوظيف التاريخ لأغراض سياسية، مشبهاً ما يحدث بمحاولة إسرائيل إعادة كتابة التاريخ لصالحها، لتنفي من صفحاته ما قامت به ضد العرب والفلسطينيين.
وأضاف: «دعوا التاريخ وشأنه، وإذا كانت تركيا حريصة علي إقامة علاقات جيدة مع العرب، فلتبدأ من الآن، ولتفتح صفحة جديدة بعيداً عن التاريخ»، وتساءل «الدسوقي»: «هل تجرؤ تركيا علي المطالبة بإعادة كتابة التاريخ العثماني في البلقان».
وأكد أن تاريخ الحقبة العثمانية كله وقائع وحقائق، ولا يوجد به ما يحتاج للتعديل، مشيراً إلي أن الحكم العثماني في مصر أشبه بالانقلاب، حيث جاء العثمانيون إلي الحكم بدلاً من المماليك دون إحداث تغيير اجتماعي أو اقتصادي. وتابع: «لا فرق بين حكم المماليك والحكم العثماني».