أن اعطاء سنوات الميلاد للصحابة وغيرهم بدأ بعد موتهم بقرنين وأكثر. يعنى رواية أن عائشة كانت طفلة هى رواية كاذبة بكل المقاييس. ربما كانت أصغر الزوجات والوحيدة التى كانت بكرا حين تزوجها النبى . ولكن لا بد من تذكر أمرين هنا:
الأول : إنه لم تكن لديهم فى الجزيرة العربية سجلات لتقييد أسماء المواليد، ولم يوجد ذلك فى معظم تاريخ الصحراء العربية ، إلا بالرواية الشفهية المتناقلة. وعادة ما تتكون تلك الروايات المتناقلة حول تاريخ ميلاد شخص ما بعد أن يكون مشهورا ومطلوب الكتابة عنه ، عندها يفكرون متى ولد . ولكن عند ميلاده لم يكن أهله يتوقعون أن هذا الطفل أو الطفلة سيكون ذا شأن . هذا مع افتراض أنهم كانوا يهتمون بكتابة تواريخ الميلاد للاطفال أصلا؟ فما بالك إذا لم تكن هذه عادة لديهم. وإذن فتاريخ ميلاد السيدة عائشة قد كتبه من لم بر عائشة ، بل عاش بعد موتها بقرنين وأكثر.
ثانيا :
إن عائشة شخصية تاريخية من الشخصيات المحورية فى تاريخ المسلمين وعقائدهم الأرضية. الشيعة يحكمون بكفرها والسينة يبجلونها، وهناك من يتطرف فى كراهيتها أو فى الدفاع عنها. كل ذلك بسبب موقعة الجمل التى قادتها وتسببت فى بدء الحرب الأهلية بين المسلمين. لهذا نأخذ الروايات المكتوبةعنها بحذر وتدقيق.
المهم أن أمل العراقية ذات العقل المتفتح ينبغى لها ألاّ تؤاخذ الاسلام بما فعله ويفعله المسلمون، كما لا ينبغى أن نؤاخذ المسيحية بما يفعله المسيحيون