علاقة الطعام بالإيمان

لطفية سعيد في الخميس ١٢ - فبراير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

علاقة لإنسان بالطعام علاقة وثيقة جدا ، ربما تكون أقوى علاقة يشعر بأهميتها... سيما وأنه بدون الطعام لا يعد ضمن الأحياء ...  يبدو أنها أقوى شهوة (من وجهة نظري ) تسيطر عليه ،فالطعام يمثل الحالة الجسدية للإنسان.. والسؤال هنا : هل الإيمان أقوى في النفس يدفعك للتخلي عن جزء مما تحب ، أم حب الطعام هو الأقوى ؟!! ، ولكن  لماذا يطلب المؤمنون تأكيد لإيمانهم بالطعام ؟ حدث ذلك من الحواريين ومن قوم موسى ، كما نجد  للطعام سحره الخاص ،  وخصوصا ما كان ممنوعا منه،  كما حدث مع آدم وزوجه  وكما اعتدنا سنحاول معا أن نذهب للآيات القرآن،  لمنبعنا الدائم  والوحيد،  لنرى أهمية الطعام بين آياته  من خلال قصص رواها لنا.. ولتكن القصة الأولى  بدايتنا مع آدم وزوجه فقد كان الطعام سببا في أن يخالفا أمر الله تعالى  لهما بألا يقربا هذه الشجرة .. ماذا كانت تلك الشجرة التي سببت خروج آدم وزوجه من الجنة ؟  هو موضوعنا الأساس  الطعام  ،وعلاقته بالإيمان..  مع أن آدم لم يكن في حاجة إلى هذه النوعية من الطعام ، فقد كان متاحا له أنواع شتى من اشجار الطعام ، يأكل منها كيفما يشاء ، ولكن بشرط  ألايقترب من شجرة واحدة . حددها له رب العزة تحديدا ، ولكنه  اقترب منها ، وسمع لغواية الشيطان .. فما السبب إذن  ؟ هل لأنها الشجرة الوحيدة الممنوعة !!! أم لأنها مختلفة تختلف عن باقي الشجر؟  فبها احتلفت طبيعة  الجسم الإنساني عن طبيعته السابقة  .. ربما ... ( علم ذلك عند ربي ) والقصة ملخصة في هذه الآيات :

 ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) البقرة

 إذن بسبب حب الطعام قد سقط آدم في المعصية ، ودخل له إبليس من نقطة ضعفه هذه ...

مازلنا مع الطعام، لنرصد علاقته بالإيمان .. وقصتنا التي نرصدها  هذه المرة  ،مع موسى عليه السلام . كلنا يعرف كيف فضل الله بني إسرائيل . عندما آمنوا مع موسى ، وأورثهم الأرض ، وقضى على عدوهم فرعون الذي استعبدهم وأذلهم .. غرقا في الماء أمام أعينهم ، وقد أمدهم الله سبحانه بنعم كثيرة من (من وسلوى ) وقد وصفتها الآيات بالطيبات .  دلالة على انها نوعيات جيدة فعلا من الطعام ، كما رسمت الآيات لهم طريقا ميسرا للهداية . بعد ان يدخلوا القرية ويتنعموا بكل ما فيها من نعم.. فقط يدخلون الباب سجدا لربهم، مطيعين له ، سبحانه  طالبين غفرانه سبحانه ، وأن يحط عنهم سيئاتهم  : 

وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)البقرة.

 لكن وكعادة البشر ، تهفوا نفوسهم إلى كل ما هو غير متاح .. غائب  .. فقد طلبوا أنواعا من الأطعمة من موسى عليه السلام  ليست موجودة  .. مع أن لديهم ما هو أفضل منها :

) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة

الحواريون أوحى إليهم ربهم أن بؤمنوا بالله سبحانه ، وبرسوله عيسى عليه السلام ، فأطاعوا ربهم :

(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)  فأطاعوا ربهم والتفوا حول عيسى عليه السلام تصديقا وحبا ، نصرا وتأييدا، ولكن نقطة الضعف البشرية تأبى الاستسلام ، فقد جعلتهم يطلبوا من عيسى دليلا على الإيمان والتصديق..  فقد طلبوا منه طلبا عجيبا غريبا .. أن يطلب من  من ربه أن ينزل عليهم مائدة من السماء بدعوى أنها ستكون عيدا ، ويأكلوا منها وتطمئن قلوبهم ..

(إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنْ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ (115) المائدة

وليس الحديث عن الطعام في القرآن كله حديثا مذموما،  بل ان القرآن قد حض في بعض آياته على الإطعام ، وخص فئات يتعين على المسلم إطعامها منها : المسكين واليتيم والفقير ، ولكن هناك فئة اقترنت دائما بوجوب الإطعام وتلازم معها لفظ الإطعام ملازمة تعد شبه دائمة دون غيرها من الفئات  أترون  ما هي هذه الفئة :  المسكين :

(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11الإنسان

أولا :لماذا حددت الآيات الكريمة هذه النوعيات الثلاثة  المسكين واليتيم ، والأسير ؟

ثلاث فئات تناولتهم الآية الكريمة في إطعام الطعام . بدأت الآية الكريمة يطعمون ، بما يفيد من تجدد واستمرار في الإطعام .(على حبه )  تفيد حب المعطي لنوعية الطعام الذي يقدمه للإطعام فهو يزهد فيه مع حبه له .. . وهذا لكسب رضا الله سبحانه .. فهو لايريد ممن يطعمه ، أو من غيرهم جزاءا  ولا شكورا .. ثم تتناول  الآية ثلاث فئات مستهدفة من الإطعام ،  مالذي يجمع بين هذه الفئات الثلاثة ؟ ربما   الاحتياج ، للعطف والحنو والرعاية والكفالة  .. ربما ،  وكما ذكرت  ، ومن خلال تتبعي للآيات التي ورد فيها : ( المسكين ) ، لاحظت أنه الوحيد الذي يختص بإطعام الطعام دون غيره من الفئات( اليتيم ، والأسير( وذا القربى في بعض الآيات)  

مسكين جاءت في موضوع فدية الصيام  ، وفي الظهار أيضا كما سيلي :

 ( أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) البقرة

( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) إالمجادلة

وجاء بخل أصحاب الجنة وتصميمهم على حرمان المسكين منها  سببا في إهلاك الله لجنتهم

(أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25)القلم

كما أن أن عدم إطعام المسكين صفة من الصفات التي  تؤهل صاحبها لدخول النار ، وهي الصفة التالية لعدم إقامة الصلاة ،  وقد جاء هذا في معرض سؤال أصحاب اليمين للمجرمين عن أسباب التي سلكتهم في صقر : 

) إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنْ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46المدثر

وأيضا في سورة الحاقة تأتي تالية لعدم الإيمان بالله العظيم ولذا فمن تلبث بحمل هاتين الصتين كان مستحقا للجحيم وسلاسله   :

( إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)الحاقة

 

 وكذلك في سورة الفجر ذكر لمسوغات دخول النار عن جدارة ، ويذكرنا هذا بمسوغات التعيين في الوظيفة إقرا معي :

(كَلاَّ بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمّاً (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً (20)الفجر

 

وأيضا نفس الحالة في الماعون : فعدم الحض على إطعام المسكين  هو من علامات الذي يكذب بيوم الدين أيضا :

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3الماعون)

وأما في سورة البلد وفي سورة الروم  ففيهما حض وتحفيز  لعمل الصالحات حتى يعرف الناس متى يستحب الإطعام ؟ ومن المستحق للإطعام :

( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ 16البلد)

( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38الروم )

ويجب أن يكون الحق الذي يعطى دون تبذير : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26الإسراء

وبعد ليس غريبا أن يستخدم القرآن لفظ إطعام من الفعل ( أطعم ) في معظم ما جاء في آياته..  دلالة على  وجوب قيام كل فرد بهذا العمل،  لما له من اهمية كبيرة ، ونحن نعيش الآن في عالم  به ما به من المتناقضات  ما بين إسراف ، وولائم وذبائح وأضحيات وهدي، تذهب هباء في دول العالم الإسلامي   ، وعلى الجانب الآخر أناس يموتون جوعا  ... أين روح الإيثار التي نبهنا القرآن  حثا وتقريرا أو من خلال قصصه التي تأتي للعبرة والموعظة والتعليم والتربية ،كما جاءت في سورة الحشر ، وندعوا الله سبحانه أن نكون مع من وصفتهم هذه الآيات الكريمة وأن يطهر نفوسنا من أي غل، وشح..  قال تعالى  :

( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)الحشر

 ودائما صدق الله العظيم

 

 

 



 

اجمالي القراءات 12017