وأعلن الإخوان عن أنهم سينافسون على 30% من مقاعد مجلس الشعب البالغة 518 مقعد. وذكر التقرير أن توقعات بعدم تحقيق الاخوان لانتصار في ظل عمليات القمع المباشر التي تقوم بها الأجهزة الأمنية تجاه عناصر الجماعة، ويرى المرشد العام لجماعة الإخوان الدكتور محمد بديع أن الإخوان ستحقق مكاسب بمشاركاتها في الانتخابات أكثر من مقاطعتها.
ويقول تقرير ''تايم'' إن مصطلح إنجاز بالنسبة لقوى المعارضة السياسية المصرية هو بطبيعة الحال مصطلح نسبي، فمقاطعة الانتخابات أو المشاركة فيها غير مجدية في ظل انتخابات سيئة السمعة وسياسة الترهيب المستخدمة ضد أحزاب المعارضة، وانخفاض اعداد الناخبين، وتزوير الانتخابات كل هذا يصب في النهاية في صالح الحزب الوطني القابض على السلطة بيد من حديد، حسب وصف المجلة الأمريكية.
ويشرح العالم المتخصص في الشؤون السياسية بجامعة كنت الأمريكية جوشوا ستاشر، أن ''الانتخابات بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة من جانب النظام المصري ويخوض مرشحوها الانتخابات كمستقلين، ليست ربح مقاعد في البرلمان فحسب، بل إنها فرصة لاختبار مكوناتها التأسيسية، فضلاً عن احتمالية تجنيد عناصر جديدة للانضمام لهم''.
ويضيف ستاشر ''الإخوان يعملون على إدارة الناس الذين يعيشون في مناطقهم، وهذا يبدو بديهي جداً، ويحمل الكثير من المعاني؛ بعكس الحزب الحاكم؛ فهم يتحدثون بـ (نحن سنخلق سبعة ملايين وظيفة) و(نحن سنوسع الحقوق السياسية المدنية) وكل الأشياء التي على هذه الشاكلة. هم يأملون أن يلتحم أحد ما بما يقولونه، لكنهم لا يتحدثون مباشرة إلى دائرة انتخابية''.
ولذلك، فإن تباري الإخوان المسلمين في الانتخابات هو جزء من استراتيجية طويلة الأمد مضادة للنظام الحاكم الذي لا ينوي التنازل عن الحكم بالسماح بانتخابات حرة ونزيهة. ويرى محللون أن الحكومة لن تسمح بتكرار فوز الإخوان بأقلية كبيرة كما حدث في انتخابات 2005 عندما احتلوا 88 مقعداً في البرلمان، وفي الواقع، فإن المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي كان يأمل في فضح القمع بمقاطعة الانتخابات، وأيد الاخوان ومجموعة من الأحزاب المعارضة الفكرة في البداية، وما لبثوا أن اتخذوا قرارهم بخوض الانتخابات.
ويشير مراسل ''تايم'' إلى أن قرار الإخوان بالمشاركة في الانتخابات كان غير ساراً لمؤيدي البرادعي؛ يقول عبد الرحمن سمير أحد النشطاء في الجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها البرادعي ''من وجهة نظرنا موقف الإخوان هو تقسيم صفوف القوى الوطنية المطالبة بالتغيير ''، وانتقد سمير بشدة الإسلاميين بسبب ما اسماه تخريبهم نداء المقاطعة، في سبيل تعزيز مؤسساتهم، واستغلال نقاط الضعف لنشر أفكارهم بين فئات الشعب''.
وتساءل ستاشر عن المنطق السياسي وراء مقاطعة صناديق الاقتراع، وقال: ''إن استراتيجية المقاطعة مبنية على تنبؤ الكل بفكرة أن شخصاً ما من الخارج سيراقب ويرى مقاطعة الاستبداد ويفعل شيئاً ما''؛ ولكن التلاعب في التصويت والعنف ضد مرشحي المعارضة الذي حدث على نطاق واسع في الانتخابات السابقة لم يكن له تأثير يذكر، وانتشر اعتقاد واسع بأن مصر بها انتخابات تنافسية حقيقية، الأمر الذي جعل جماعة الإخوان المسلمين ترى مشاركتها في الانتخابات جزء من استراتيجية بناء معارضة قوية وقادرة على إحداث التغيير.
ويقول المتحدث الرسمي باسم الإخوان الدكتور عصام العريان ''الهدف هو دفع النظام الحاكم جانباً''، واعترف بأن تزوير الانتخابات سيحد من مكاسب المعارضة في البرلمان، لكنه أضاف ''عندما نقاطع، يستطيع النظام القول بأنه لم يكن هناك تزوير؛ الانتخابات حرة ونزيهة، لكن عندما نشارك فعلى النظام مواجهتنا''.
ويقول لوهنر إن المواجهة جارية بالفعل؛ فوزارة الداخلية أصدرت تهديدات ضد أي خطط إخوانية لاستخدام شعار الجماعة التقليدي ''الإسلام هو الحل''؛ حيث تم حظر استخدام الشعارات الدينية في أي حدث سياسي في مصر. وأشارت ''تايم'' إلى أن طلبة الجامعات المصرية نظموا تظاهرات هذا الأسبوع استنكروا فيها القرار الإداري بحظر ترشح طلاب الاخوان في انتخابات الطلاب، وإلى ذلك قال العريان ''نحو 50 من أعضاء الجماعة تم اعتقالهم منذ أن أعلنت الجماعة المشاركة في الانتخابات''.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور وليد خازيه: ''مهما يكن، فإنهم سيشاركون لأن ذلك يعطيهم الوضوح''، مضيفاً ''أعلم أن البرادعي كان يريدهم أن يقاطعوا، ووجهت لهم اتهامات بشق صفوف المعارضة، لكن الأمر بالنسبة للإخوان المسلمين أكثر من استراتيجية ملائمة، إنها ليست انتخابات فحسب بل إنه شيئاً أوسع من ذلك''.
ويقول لوهنر مراسل ''تايم'' إن جماعة الإخوان في الواقع أقدم فصيل معارض، ومرت عليها عقود من المعاناة من جانب الانظمة الاستبدادية، بنوا خلالها دعماً شعبياً عميقاً من خلال تشجيع الحلول السياسية التأصلة في الإسلام، وأيضاً من خلال تقديم الخدمات الاجتماعية للسكان الذين طالما شكوا من إهمال الحكومة.
ويؤكد مراسل ''تايم'' أن قليل من المحللين يعتقدون أن الإخوان سيفوزون في انتخابات نوفمبر المقبل بأكثر من ربع الـ 88 مقعداً التي فازوا بها في الانتخابات الماضية، لكن الانتخابات نفسها تؤمن بالتمثيل في البرلمان حتى ولو بالأقلية، وإعطاء فريق آخر منهاج استراتيجيتها على المدى الطويل لبناء قاعدة السلطة الشعبية.
ويوضح لوهنر أن قاعدة السلطة هي التي تسمح للإخوان المسلمين أكثر من البرادعي أو أي إصلاحيين آخرين بتوجيه الطلقات في سياسة المعارضة المصرية. ويقول الدكتور وليد خازيه: ''الإخوان سيجرون إتصالاتهم وسيفرضون أنفسهم، فهم لا يفكرون على المدى القصير، هذه حركة استمرت نحو 80 سنة بينما الحركات الأخرى جاءت وذهبت''. وتلفت ''تايم'' إلى أن البرادعي عاد إلى مصر منذ أقل من سنة وهوسياسيء مبتدئ، بحسب وصف المجلة الأمريكية.
ومن جانبهم، يؤكد الإخوان أن هناك مكاسب لتحقيقها من الدخول في اللعبة، حتى عندما تُزور هذه اللعبة، ويقول العريان ''الدرس ألا تغيب، وألا تكون خارج المشهد، فنحن نعيش في هذا المجتمع، وقوة شعبية، ولابد أن نمثل شعبيتنا ككل وفي النظام''.
اقرأ أيضا