" أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ". 
ما هذا النفاق آيها المسلمون؟ ألا تعرفون أي دين تعتنقون ؟ 

نهاد حداد في الأحد ١١ - يناير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

قبل أن يتشدق المسلمون جميعهم ويهللوا ويبرؤا ساحة الإسلام ويقولوا أن ماحصل مع صحفيي "شارلي إيبدو" Charlie Hebdo " ليس من الإسلام والدين في شيء ؟ يجب أن يعرفوا أي دين يعتنقون ؟ 
لأن الإسلام كما يعتنقه الجميع ، يحث فعلا على القتل في حالات كهذه ! فإذا رفضتم هذا الحادث    
وتشدقتم قائلين أن الإسلام بريء من هذا فأنتم مخطؤون جدا ولا تعرفون دينكم جيدا ولابد أن تطلعوا عليه جيدا !
وأما هؤلاء الذين قاموا بقتل صحفيي " شارلي  إيبدو" ، فهم يعرفون إسلامهم أكثر منكم ، وهم فعلا في حالة صدق كبير مع الذات في مايعتنقونه ! ويستحقون تشجيعكم ودعاءكم ! هذا إن كنتم مسلمين صادقين مع أنفسكم فعلا كما تدعون ؟ هؤلاء يعرفون ما يفعلونه ، أما انتم أيها المهللون المسارعون بالتنديد والصراخ وتبريء الذمة ، فأنتم أولاء المصابون  بالاسكيزوفرينيا ! 
هؤلاء لم يقصروا بل مارسوا قناعاتهم كماهي ! وهم أكثر صدقا مع ذواتهم وأنفسهم ! أنتم المقصرون وليس هؤلاء ! أنتم الملومون لا هؤلاء ! 
العريفي ،  شيخ من شيوخ الإسلام الذي لا تكاد تخلو شاشة عربية فضائية من إطلالته البشوشة ! رجل ينشر دين الله!  يصعد فوق منبر رسول الله .
وقبل الحديث عن دوره الجليل في الدعوة، لنذكر بأن هذا الرجل، شخص ثري لا يقضي إجازاته إلا في مدن مثل لندن وباريس  ونيويورك حيث يلتقي بالجاليات العطشى  لمزيد من المعرفة ،  
 حول دينهم الحنيف !  وغير العريفي كثيرون ، فأيادي البترودولار البيضاء لا تنفك " تطبطب " وتذر كراماتها على المهاجرين من كتب ومجلدات وسيديهات . ولكننا اخترنا العريفي نموذجا لأنه شخصية كاريزمية. في متوسط العمر تلوح في شخصيته صورة رجل الدين كما يحب الناس أن يروهم اليوم ! فموضة العصر هي   الماركيتينغ! حيث  خضع الدين لتسويق من نوع آخر يتحقق  الجمع فيه بين الضروري والجميل على رأي الفرنسيين ( joindre l'utile à l'agréable ) ! فبالأمس أنزل عمر خالد الله عز وجل من ملكوته الى السماء الدنيا ليقول هل من تائب ؟ واليوم يتم التسويق لخدام الحرمين ! "
  اليوم يوم جمعة، وبدل نشر التآخي والتآزر والسلام ، يتفنن العريفي في الفخر بحادثة الاعمى الذي قتل أم ولده حتى سقط من حجرها طفل غمرته الدماء ، لأنها  آذت الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بالكلام ؛ يستطرد العريفي  قائلا ، غرز الأعمى سيفه في صدر امرأته المرضع ،واتكأ عليه  حتى خرج من ظهرها " .
لا حظ عزيزي القارئ، أن  التشابه بين الحادثتين كبير جدا!   تلك المرأة أساءت للرسول بكلامها ، وصحفيو" شارلي ابدو" اساؤوا للنبي بآرائهم و  رسوماتهم الساخرة !
ان أي شاب يسمع هذه القصة ، لابد أن تنتابه الغيرة على رسول الله عليه الصلاة والسلام ( وكلنا  فدا رسول الله وغيورون عليه ونرفض ان يمس ببنت شفة ! )ولابد أن تدفعه الرغبة في الذود عن دينه إلى فعل مافعله الأخوان كواشي! 
لكن دعونا نستطرد قليلا ! إن هذا النوع من الشباب ، ومعه الحق كل الحق في رأيه هذا ، سيعتبر المسلمين جميعهم مرتدين متخاذلين لأنهم لا يقفون مع الحق الذي لا يفتأ شيوخهم يرددونه على الفضائيات والمنابر ! وسيعتبرون بأن المسلمين في تهافتهم للتنديد بالإرهاب بأنهم ليسوا واضحين مع أنفسهم وبأنهم خانوا دينهم أو هم على الأكثر يجهلون ماجاء به دينهم ! 
فصَهٍ إذن أيها المتشدقون المراؤون المنافقون وأنصتوا ! 
ودعكم من شعار عدم الخلط بين الإرهاب والإسلام ! 
إن إعدام صحفيي شارلي إبدو بدم بارد لا يمكن إلا أن ينبع من قناعة راسخة بالحق! قناعة دينية  شديدة ! يفضل أصحابها أن يموتوا شهداء في سبيل مايؤمنون به!
و لنعد  الأسطوانة من البداية حتى تتضح لنا الرؤية : دخل الأخوان كواشي إلى مقر" شارلي إبدو" وطلبا من الصحفيين تقديم أنفسهم واحدا واحدا، حيث بدؤا بأولئك الذين قاموا برسم الكاريكاتورات ، فبدؤوا بقتلهم أولا، وبعد أن أنهوا مهمتهم ، استقلوا سيارتهم ثم تركوها ليستقلوا " سيارة من نوع " clio" يملكها رجل عجوز كان على متنها ! أبان المختطفان عن أخلاق عالية حيث ساعدوا العجوز على النزول برفق وأنزلوا إليه كلبه الذي كان يقله معه ، ثم هربوا الى اتجاه مجهول ، وحين أخذوا بعد يومين رهينة في المطبعة التي قتلا فيها  ، قاما بإخلاء سبيلها وأخبرا الشرطة على أنهما يرغبان  أن يموتا شهيدين ! فخرجا وهم يطلقان النار للقاء حتفهما!  
! فإنا لله وإنا اليه راجعون ! 
هل هذان  الشخصان حمقاوان؟ لا ! هل هما مريضان ؟ حتما لا ! 
لقد حاولا أن يوصلا للعالم فكرة واحدة ، وهي أنهما يدافعان عن الحق ، ويردان على الإساءة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام! والدليل هو تعاملهم الانساني مع الرهينة او مع العجوز الذي أخذا سيارته !
هل كانا تحت تأثير المخدرات؟ نعم !!!!!
لقد كانا تحت تأثير أخطر مخدر  عرفته الأمة الإسلامية ! الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم! أحاديث الحث على العنف و تأجيج نار الكراهية والحقد! أحاديث الناسخ والمنسوخ ! أحاديث تجعل مما يسمى السنة القولية ناسخة للقرآن ! 
ولكي لا يقول لنا أحدهم أننا منكروا سنة كما يتهموننا دائما ! أو أننا نقول كلاما مرسلا ! لنقرأ هذين الحديثين، ( ولكن قبل أن نوردهما، وهما في الحقيقة حديث واحد مرسل مروي بطريقتين مختلفتين ، نؤكد براءة رسول الله من أن تكون له علاقة بهذا الحديث ، و لكي لا نطيل على القارئ لنورد الحديثين أولا) : وهما روايتي الأعمى الذي قتل أم ولده لشتمها النبي صلى الله عليه وسلم   روي : ( أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه ، فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تتزجر ، قال فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه ، فأخذ المغول - سيف قصير - فوضعه في بطنها ، واتكأ عليها ، فقتلها ، فوقع بين رجليها طفل ، فلطخت ما هناك بالدم ، فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجمع الناس فقال : أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام ، فقام الأعمى يتخطى رقاب الناس وهو يتزلزل ، حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! أنا صاحبها ، كانت تشتمك وتقع فيك ، فأنهاها فلا تنتهي ، وأزجرها فلا تنزجر ، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين ، وكانت بي رفيقة ، فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك ، فأخذت المغول ، فوضعته في بطنها ، واتكأت عليها حتى قتلتها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا اشهدوا أن دمها هدر ) [ رواه أبو داود ، وقال عنه الألباني : صحيح ، في كتابه " صحيح سنن أبي داود " الحديث رقم (4361) [ " أن أعمى كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت له أم ولد ، وكان له منها ابنان ، وكانت تكثر الوقيعة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتسبه فيزجرها ، فلا تنزجر ، وينهاها فلا تنتهي ، فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم ، فوقعت فيه ، فلم أصبر أن قمت إلى المغول ، فوضعته في بطنها ، فاتكأت عليه ، فقتلتها ، فأصبحت قتيلا ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فجمع الناس ، وقال : أنشد الله ! رجلا لي عليه حق فعل ما فعل إلا قام . فأقبل الأعمى يتدلدل فقال : يا رسول الله ! أنا صاحبها ، كانت أم ولدي ، وكانت بي لطيفة رفيقة ، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين ، ولكنها كانت تكثر الوقيعة فيك وتشتمك ، فأنهاها فلا تنتهي ، وأزجرها فلا تنزجر . فلما كانت البارحة ذكرتك فوقعت فيك ، قمت إلى المغول فوضعته في بطنها ، فاتكأت عليها حتى قتلتها . فقال رسول الله : ألا ؛ اشهدوا أن دمها هدر ) [ رواه النسائي ، وقال عنه الألباني : إسناده صحيح . في كتابه " صحيح سنن النسائي " الحديث رقم 4081 ] . 
ولكن قبل أن أعلق أو أقول أي شيء عن هذا الحديث ،أفضل أن أورد ماقاله عنه أهل التراث من ابن تيمية وغيره حتى لا يقال أننا نفتري على الناس الكذب ! 
هو حديث مرسل بشهادة جميع من سيرد ذكر أسمائهم هنا ، والحديث المرسل معناه أنه لم يثبت وروده عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ! ( هذا بشهادتهم) ( وشهد شاهد من أهلها ) ! ولكنه من مراسيل الشعبي . ومعنى مراسيل الشعبي هي الأحاديث  المرسلة التي وردت عن طريق الشعبي . وهم يعتدون بها برغم كونها مرسلة ! فهل يعقل هذا؟ هل يعقل قتل الناس بناء على أحاديث مرسلة ، ناهيك عن أنها جاءت عن طريق عكرمة ! وعكرمة هذا من الخوارج الذين لا يعتد بحديثه لأنه كذاب ! حيث ان ابن إبن عباس ربطه عند جذع شجرة ، وعندما  سأله الناس ، لماذا فعل هذا بعكرمة ، الذي كان مولى لأبيه ابن  عباس قال لهم : إنه كان يكذب على أبي "  ! و الأستاذ إسلام بحيري بارك الله فيه ، أظهر في مجموعة من حلقاته كذب عكرمة هذا ! وكانت مفجأتي كبيرة جدا عنما وجدت أن هذا الحديث أيضا عن طريق عكرمة ! فكيف إذا يعتد بكلام مرسل ، من مراسيل الشعبي ، أتى عن طريق عكرمة ، وهو رجل كذاب ، لإقامة حدود ما أنزل الله بها من سلطان ! 
أرجو من القارئ أن يتسع صدره لمعرفة من أين جاء هذا الحديث ومن الذي رواه حسب أولئك الذين تناقلوه وجعلوه نصا قانونيا دينيا لقتل البشر ! لا أقول بأن صحفيي " شارلي ابدو " من حقهم إهانة الرسول الكريم ، حاشا لله أن يكون هذا ، ولكن الله تعالى قال : "ومن اعتدى عليكم فااعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ! " وقد اعتدى هؤلاء بآقلامهم وكان من الأولى على أموال البترودولار التي تذهب هدرا في قتل أبرياء سوريا رفع دعوات متتالية على هؤلاء وقطع علاقاتها الدبلوماسية مع بلدانهم  احتجاجا على هذه الرسومات. فالرسول عليه الصلاة والسلام في آخر المطاف مدفون فوق أرضها التي تربح منها ملايير الدولارات من حجيج يقصدون مثواه كل عام! لا أن تزج بشباب مغرر بهم بسبب أحاديث مرسلة جاءت في كتب ابن تيمية الدموية ! ولنعد إلى أصل حديث الأعمى : 
أولا : الحكم على الحديث .
الحديث رواه أبو داود ( 4361 ) ، ومن طريقه الدارقطني ( 3 / 112 ) ومن طرق أخرى أيضا ، ورواه النسائي في " المجتبى " ( 4070 ) وفي " السنن الكبرى " ( 2 / 304 ) ، وابن أبي عاصم في " الديات " ( رقم 249 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 11 / 351 ) والحاكم في " المستدرك " ( 4 / 394 ) والبيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 60 ) جميعهم من طرق عن عثمان الشحام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس به ، على اختلاف في ألفاظ الروايات وتطويل وتقصير.
لا حظ عزيزي القارئ أن كل هؤلاء أخذوا حديثاعن عثمان الشحام الذي  جاء عن طريق عكرمة الذي رواه عن ابن عباس !الذي  ربطه ولد ابن عباس إلى شجرة قائلا للناس ، إنه كان يكذب على أبي ، أي على ابن عباس عم النبي عليه الصلاة والسلام ! 
ومع ذلك فقد  قبل هذا الحديث : أبو داود والنسائي بإخراجهما له وسكوتهما عنه ، والإمام أحمد أيضا ، فقد قال المجد ابن تيمية : " واحتج به أحمد في رواية ابنه عبد الله " انتهى من " نيل الأوطار " ( 7 / 208 ) ، وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ،( لاحظ عزيزي القارئ ان البخاري ومسلم لم يخرجاه )  وصححه الذهبي في " تلخيصه " ، وابن حجر في " بلوغ المرام " ( 363 ) وقال : رواته ثقات ، وقال الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 5 / 91 ) : إسناده صحيح على شرط مسلم . انتهى. 
وانظر عزيزي القارئ كيف سيستشهدون بحديث آخر لتصحيح هذا الحديث قائلين :  
ويشهد له ما جاء عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ( أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ ، فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا ) .
رواه أبو داود في " السنن " ( 4362 ) ، ومن طريقه : البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 60 ) ، والضياء المقدسي في " المختارة " ( 2 / 169 ) . 
قال الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 1251 ) : إسناده صحيح على شرط الشيخين ، لكنه ضعفه في " ضعيف أبي داود " بالانقطاع .
معنى هذا ، أن الحديث ضعيف ومنقطع وضعفه الالباني  بالانقطاع ! أي أنه حديث لا علاقة له برسول الله ومنقطع الصلة به  ومع ذلك يستمر الرواة في غيهم وافتراءهم على رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم ! 
ولكي يستمروا في كذبهم ،  قالوا :
ولعل الأقرب هو الحكم بإرسال الحديث ،( أي لكي لا يقولوا منقطع ، قالوا أنه مرسل عن طريق الشعبي ) وانظر كيف سيبلغ بهم التزوير مبلغه حيث يقولون :
" فقد قال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " ( 5 / 68 ) : " وقال الدارقطنى فى " العلل " : لم يسمع الشعبي من عليٍّ إلا حرفاً واحداً ، ما سمع غيره .
معنى هذا ، أن الشعبي ، حسب شهادة الدارقطني  لم يسمع من علي إلا حرفا واحدا وانظر كيف سيزورون أيضا ما سمعه من علي ! لن نناقش هنا معنى الحرف الذي سيصير جملة فيما بعد ، ولكن نطلب من القارئ ان يتسع صدره لقراءة هذا ! فهم يقولون عنا أننا منكروا سنة! بل نحن منكرون لما اخترعوه وجعلوه سنة ! وأعود مرة أخرى إلى الدارقطني ( حبيب ياسر برهامي ): 
يقول الدارقطني في العلل: " لم يسمع الشعبي من علي إلا حرفا واحدا ماسمع غيره . ما هو. هذا الحرف ؟ الله أعلم ! ولكن سيصبح هذا الحرف حديثا فيقولون : 
" كأنه عنى ما أخرجه البخاري فى " الرجم " عنه عن علي حين رجم المرأة قال : رجمتها بسنَّة النبى صلى الله عليه وآله وسلم " انتهى كلام ابن حجر . 
أصبح هذا الحرف هو حديث الرجم الذي رواه. الشعبي مرسلا عن علي فالتقطه البخاري لإقامة حد الرجم حيث يقولون مرة أخرى : 
" لكن مراسيل الشعبي مقبولة عند كثير من أهل العلم ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في " الصارم المسلول " ( ص 65 ) : وهذا الحديث جيد ؛ فإن الشعبي رأى عليّاً ، وروى عنه حديث شراحة الهمدانية ، وكان على عهد علي قد ناهز العشرين سنة ، وهو كوفي ، فقد ثبت لقاؤه ، فيكون الحديث متصلا ، ثم إن كان فيه إرسال لأن الشعبي يبعد سماعه من علي : فهو حجة وفاقاً ؛ لأن الشعبي عندهم صحيح المراسيل ، لا يعرفون له مرسلا إلا صحيحا ، ثم هو من أعلم الناس بحديث علي ، وأعلمهم بثقات أصحابه . انتهى . 
انظروا الى التدليس في أبهى حلله : " اذا كان في هذا الحديث ارسال لأن الشعبي يبعد سماعه عن علي فهو حجة وفاقا ! يالله ! ما هذا الافتراء ، وأين الله ورسوله من كل هذا؟ وأين عليا. كرم الله وجهه من كل هذا ؟ 
وللقصة شاهد آخر يرويه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " ( 4 / 210 ) فيقول : 
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن معقل قال : ( نزل ابن أم مكتوم على يهودية بالمدينة عمة رجل من الأنصار ، فكانت ترفقه وتؤذيه في الله ورسوله ، فتناولها فضربها فقتلها ، فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أما والله يا رسول الله إن كانت لترفقني ، ولكنها آذتني في الله ورسوله ، فضربتها فقتلتها . 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبعدها الله تعالى ، فقد أبطلت دمها ) . 
فانظرعزيزي القارئ كيف يستشهدون بحديث على حديث على حديث ، طبعا كل هذا بعيدا عن كتاب الله ، ويستعينون بأحاديث مرسلة بشهادتهم ، منقطعة بشهادتهم ، ضعيفة بشهادتهم . ليشجعوا الارهاب . 
طبعا لم أكن لأطيل عى القراء هكذا لولا ان هذا الحديث ينقل على الفضائيات ! عن طريق العريفي وغيره إلى اليوم ! فماهدف شخص كالعريفي من إقامة خطبة جمعة على منبر رسول الله للتحديث بكلام مكذوب على الله ورسوله ! ويقولون : من لغى فلا جمعة له ! فمن الذي لغى في جمعتك ياعريفي ؟ من الذي نقل لغوا وكذبا وافتراء على رسوله الكريم ! ومن نلوم على الارهاب ؟ هؤلاء الشباب الذين لا يعرفون شيئا عن الدين إلا ما يسمعونه من أمثالك؟ أم نلومك أنت وأمثالك؟ 
بل نحن إذ نندد بالارهاب ! نحن نندد بصانعي الإرهاب ! بناشري فكر الإرهاب ! وبأرباب الإرهاب ! ونحملهم المسؤولية كاملة فيما يقوم به الشباب المسلم من تشويه للإسلام!  ولكن قبل أن أنتهي أريد أن أثير انتباه القارئ إلى أن هؤلاء الشباب لا يعرفون عن الدين إلا مايسمعونه من الوهابيين الأشرين ، لأنهم  أصلا لا يعرفون شيئا عن اللغة العربية ولا يفقهونها كي يفقهوا دينهم! فهم ضحايا ارهاب ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب والقرضاوي والقائمة طويلة ...  ! وحينما يضحون بأنفسهم وذويهم فلأنهم يظنون أن الدين يأمرهم بذلك ويقومون بخيار الاستشهاد بصدق كبير مع الذات ! ولا غرابة أن داعش تستقطب الكثيرين من مسلمي الغرب ! الذين لا يفقهون اللغة العربية لكي يعرفوا كنهها بل يعتمدون على كتب ترجمتها الوهابية لاستقطابهم! 
وأما الله ! الله أكبر ! فقد جعل ابن تيمية وأمثاله حكمه يأتي بعد مراسيل الشعبي !!!
 ولكن الله اكبر . الله الكبير والعليم والجبار الذي هو على كل شيء قدير قال عندما اهانت امرأة أبي لهب الرسول الكريم وآذته كل الأذى الجسدي والنفسي الممكن ، الله الاكبر يا عريفي قال : تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ماله وما كسب ، سيصلى نارا ذات لهب ، وامرأته حمالة الحطب ، في جيدها حبل من مسد " . لقد اعترضت هذه المرأة ومن والاها طريق الرسول الكريم ، واضرمت النار في الحطب في طريقه ، ومع ذلك لم يأمر الله  الأكبر كبيرا نبيه بأن يحرض عليها ولا ان يقتلها ولا أن يعاقبها عقابا دنيويا ، بل توعدها بعذاب أخروي وسيصدق الله وعده !
فهل فقد المسلمون إلى هذا الحد ثقتهم في الواحد القهار ففضلوا ان يسلبوه اهم اختصاصاته ؟ ان يحاسب ويعاقب من يشاء كيف يشاء لأنه علام الغيوب ويعلم ما بذات الصدور ؟
 وأعود للعريفي هنا الذي كان يتلذذ بالقتل وهو يحكي هذا الحديث ، الذي لم يصح أنه حديث بشهادته سيده الدارقطني " ! فمن القاتل هنا ، أهما الأخوان كواشي ببندقيتيهما ، أم هو العريفي وأمثاله بتحريض شباب لا يفقه دينه؟ 
وفي الأخير لا نملك إلا أن نحتكم لله عز وجل القائل: " أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ". 
اجمالي القراءات 18406