بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا كتاب نقد الكتاب المقدس لدى السيخ اسلاميا والسيخية ديانة كما يقال نشأت من عدة قرون كان صاحبها هندوسيا اختلط مع المسلمين وحاول تأليف ديانة تجمع بين الاثنين وهو أمر محال فلا يمكن الجمع بين حق وباطل إلا ويأتى الباطل مزيحا الحق وهو ما حدث مع ناناك الذى يتحدث عنه البعض باعتباره مسلما من أولياء الله الصالحين كما يقال ويقال أن له ضريح أو مسجد باسمه فى العراق حيث سكنه مدة وظل فيه مع الصوفية والفقهاء ونلاحظ أن معلم ناناك هو أحد الصوفية حتى أنه اقتبس أشعاره وجعلها ملحقا لكتابه المقدس المزعوم جب جى وهو فريد الدين
والحمد لله أولا وأخرا
خرافات السيخية من وجهة نظر الإسلام
1-الله لا يعادى أحد فى قول ناناك فى كتاب الأوراد أى جب جى المقدس
السلم الأول " الله أحد ... وليس هو خائفا ولا عداوة له على أحد "
وهو يخالف أن الله يعادى الكفار كما فى قوله تعالى بسورة البقرة :
"من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين "
2- الله طليق الوجه فرحان فى قوله:
السلم2 "إن الله طليق الوجه وفرحان بمرضاته وهو مستغنى وغير مبال "
ليس لله وجه جسدى حتى تظهر عليه علامات الطلاقة والفرح وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "ليس كمثله شىء" فإن كان للخلق وجوه جسدية تظهر عليها علامات الطلاقة والفرح فالله ليس كذلك وهو لا يفرح بمرضاته لأن الفرح وهو شعور مخلوقاتى لا يليق بالإله وهو يناقض استغناء الله عن الخلق فلا يفرحه طاعتهم
3- إجابة الدعاء عندما نقول القولة التى قالها ناناك فى قوله :
السلم الثالث
" نسأله ونستعطيه ونبتهل إليه قائلين يا ربنا المفضال المعطى آتنا ما وعدتنا اختصنا بعطائك فعندئذ هو يستجيب دعانا حق الاستجابة "
بالطبع الله لا يستجيب الدعاء لقولة معينة وإنما استجابة الدعاء معلقة على مشيئة الله كما قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
4- أن الكلام يحلو لله كما قى قوله :
السلم الثالث :
"وكذلك ماذا يجب علينا فى اختبار أسلوب الدعاء حتى يستمع الله إليه فيحلو له ومن ثم تزداد محبته لنا ازديادا "
بالقطع الله لا يحلو له كلام البشر ولا يمر فهو لا يوصف بذلك لأنه مستغنى عن كلام وعمل البشر والمستغنى لا يحلو له شىء ولا يكون له مر فهذه صفات المخلوقين وفى هذا قال تعالى " ليس كمثله شىء "
5- تعدد الآلهة ذكورا وإناثا كما فى قوله :
السلم4
"وتوجها لله فقط يمكن الحصول على المعرفة والعلم فى الرب الخالق الذى هو دائم الوجود فى كل مكان أما الإله شيفا المفروض فيه أنه هالك العالم بأسره وغورو غوراك والإله برهما المعوم فيه بأنه يخلق كل العالم وكذلك الآلهة بارياتى الأم فليس هؤلاء كلهم إلا مظهر من مظاهر الله بالذات "
تعدد الآلهة خرافة غير حقيقية فلو كان مع الله آلهة أخرى لأخذ كل إله خلقه معه وانفصل بهم ولكان بعضهم أقوى من بعض ومن ثم يحدث صراع بينهم يؤدى لفساد الكون وفى هذا قال تعالى " قل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " وقال "؟"بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون "
6- وجود أماكن مقدسة يستحم فيها كما فى قوله :
السلم5
"أن أقوم بزيارة المعابد المقدسة وأستحم فى حياضها المطهرة قاصدا لكى أقع موقعا حسنا من الله وأرضيه "
السلم9
بفضل استماع ذكر الله يكتسب البشر جزء على قدر ما يستحق هو مقابل القيام بزيارة واستحمام التطهير فى حياض من 68 معبدا مقدسا
لا يوجد فى الإسلام مكان مقدس سوى وادى طوى حيث تقع الكعبة وفى هذا قال تعالى " اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى "
7- وصف الدودة بالحقارة فى قوله:
السلم6
"وكان شأنه عند الله كأحقر دودة ضمن حشرات الأرض "
ولا يوجد حقير أى نجس أى قبيح سوى الإنس والجن الكفار وفى هذا قال تعالى "إنما المشركون نجس "
8- إمكانية الحصول على الألوهية من قبل البشر فى قوله :
السلم7
بفضل استماع ذكر الله يمكن الحصول على منزلة يوغيين فلاسفة علم السدهسية والقديسيين والروحانيين وكذلك مكانة الآلهة والنساك والمقربين لله"
السلم8
بفضل استماع ذكر الله يمكن للإنسان العادى أن يبلغ إلى منزلة من منازل الألوهية
بالطبع الألوهية مرتبة لا يصل لها أحد بعلم أو عمل فصاحبها واحد لا يمكن أن يوجد له ثانى وهو الله ومن ثم فخرافة الوصول لها هى خيال كاذب لأن ذلك يستلزم قوة غير موجودة سوى فى الله .
9- حلول الله فى الأماكن كطبقات الأرض فى قوله :
السلم7
"بفضل استماع ذكر الله يدرك البشر بأن الله دائم الوجود فى طبقات الأرض السبعة "
بالطبع لا يحل الله فى مكان لأنه ليس كالخلق الذين يحلون فى المكان وفى هذا قال تعالى "ليس كمثله شىء "
10- الموت لا يصيب الإنسان بفضل ذكر الله فى قوله :
السلم7:
"وبفضل ذكر الله لا يمكن للموت أن يخلق بالرجل قط "
السلم12
بفضل الايمان بالله يتخلص المرء من الذهاب مع ملك الموت "
وهو ما يخالف أن الموت سيف مسلط على كل رقاب المخلوقات وفى هذا قال تعالى "كل نفس ذائقة الموت "
ونلاحظ تناقض سبب التخلص من الموت فمرة ذكر الله ومرة الإيمان بالله
11- يمكن القضاء على الحزن والإثم بفضل ذكر الله وهو قوله :
السلم7:
"بفضل ذكر الله يمكن القضاء على الأحزان والآثام "
بالقطع طالما نحن فى الدنيا فالأحزان والآثام ستظل ترتكب ليوم القيامة وحتى فى يوم الحساب سيظل الكفار يرتكبون الآثام ويحلفون على عدم شركهم ويحزنون وفى بقاء ذلك قال تعالى "وإن سعيكم لشتى "فالسعى وهو العمل فيه الصالح وفيه الإثم
12-بفضل الاستماع لذكر الله يمكن الاحاطة بكل العلوم وهو قوله :
السلم8
"بفضل استماع ذكر الله يمكن للبشر الإحاطة بكافة العلوم "
وهو ما يخالف أن علوم الناس قليلة وفى هذا قال تعالى "وما أوتيتم العلم إلا قليلا "وسؤال بسيط لمن يقول بذلك الجنون :
هل تعلم موعد موتك أو أو موعد حمل امرأتك أو موعد ولادتها بالثانية والدقيقة والساعة واليوم
13- أن استماع ذكر الله يؤدى للحصول على منزلة الشيوخ والملوك والعلماء وهو قوله :
السلم10
"بفضل استماع ذكر الله من الممكن الحصول على منزلة من الشيوخ والعلماء وأولياء الله والملوك "
بالطبع الوصول لسن الشيوخ شىء ليس بإرادة الإنسان فكثير من الناس يموت قبل ذلك والاستماع لذكر الله لا يعنى التحول لولى لله أو عالم فكم من كافر استمع ومهع ذلك ظل مكذبا كأنه لم يسمع شيئا وفى هذا قال تعالى "يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون" وقال "وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن فى أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم"
14- لا يستطيع أحد التعبير عن حالة المشاعر الداخلية للمؤمن وهو قوله
السلم 11
"إن من انجذبت نفسه فى ذكر الله إيمانا كاملا فلا يمكن سرد حالة مشاعره الداخلية وفى أى حال لو حاول أى أحد بيان تلك الحالة لقد عاد سعيه بالفشل فى نهاية الأمر لم يستطع أى واحد من الناس على كتابة حالة المؤمن بالله النفسية الداخلي "
بالقطع الله سمى اللغة أو الكلام البيان ومن ثم فأى شىء فى العالم يمكن بيانه أى توضيحه عن طريق الألفاظ وفى هذا قال تعالى "خلق الإنسان علمه البيان " ومن ثم فالعجز هو عند البعض وليس فى الكل
15- يمكن الوصول لأى مكان فى العالم بفضل الإيمان بالله وهو قوله :
السلم12
"بفضل الاٌيمان بالله يمكن البلوغ إلى كافة العالم بما فيه "
بالقطع لم يصل ناناك نفسه لكل مكان فى العالم والمفترض أنه أول المؤمنين فى ديانته وهى معجزة وقد منع الله الآيات المعجزات منذ عهد النبى(ص) فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
16- أن بفضل الإيمان بالله ينجو المؤمن من ضربات ملك الموت على الوجه فقط وهو قوله :
السلم12
"بفضل الإيمان بالله يتخلص وينجو المرء من انهيال الضربات من قبضة ملك الموت على وجهه "
ملك الموت لا يضرب أحد على وجهه فقط عند الموت يضربون وجوههم وظهورهم وفى هذا قال تعالى "فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعماله"
17- أن اسم الله هو ما وراء التصور وهو قوله :
السلم12
"والحقيقة أن اسم الله نقى ونزيه وأرفع بكثير من سخام الصفة الكونية خادعة البصر وهو ما وراء التصور لحد أنه لا يستطيع أحد استدراكه واستقصائه إلا ذلك الإنسان المؤمن بالله يكون قد تفرغ لله تفرغا كاملا"
بالطبع اسم الله إذا اعتبرناه لفظ الله ليس وراء التصور للقدرة على النطق به ومعرفة معناه وإذا اعتبرناه الذات الإلهية فهذه لا يمكن لأحد تصورها لقوله تعالى "ليس كمثله شىء "فما دام ليس له مثل فلا يمكن تصورها أى معرفة الصورة لعدم وجود صورة وإنما يتم معرفة معنى الذات فقط بالكلام
18- أن قدر المرء مكتوب على جبينه وهو قوله :
السلم18
"بمساعدة الكلمات نحن نوضح أقدار المرء مكتوبا على الجباه بصورة اسارير لكن فيما يتعلق الأمر بكاتب أقدر البشر ليست هناك كتابة على جبينه بحيث أنه هو المطلق القادر بنفسه "
قدر المرء مكتوب فى كتاب وليس على الجبين وخرافة الجبين منتشرة حتى فى أمثالنا الشعبية فنجد مثلا يقول المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين " وفى كتابة الأقدار التى لا يعرفها سوى الله قال تعالى "ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير"
19- أن ذكر الله هو أفضل الأعمال وهو قوله :
السلم20
"إن الشرف مما يفوز البشر بفعل القيام بزيارة إلى العتبات المقدسة وممارسة الرياضة النفسانية وبتأدية عملية البر والإحسان لا يساوى هذا كله حتى مقدار حبة واحدة من خردل بالمقايسة إلى الشرف الذى يحصل عليه من طريق ذكر الله "
يخالف هذا كون الجهاد بالمال والنفس أعظم الأعمال ولذا رفع الله المجاهدين على القاعدين حتى ولو كانوا يذكرون الله ألوف الألوف من المرات وفى هذا قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجهدين على القاعدين أجرا عظيما"
20- أن المرء هو نفسه الكلام الإلهى وهو موجود فى الإله المزعوم برهما وهو قوله :
السلم20
"هو أنت بنفسك الكلام الألوهى وهو ذا أنت موجود فى الإله برهما يعنى الإله خالق العالم هو ذا أنت مستقر الوجود وهو ذا أنت الذى فرحان دائما قلبه "
كيف يكون الإنسان هو الكلام الإلهى إذا كافرا بالكلام الإلهى ؟
كيف يكون الإنسان موجود فى الإله المزعوم برهما وهذا فى الأرض وذاك فى السماء أو فى غيرها ؟
كيف يكون الخالق وهو برهما المخلوق نفسه وهو الإنسان ؟
إنه كلام جنونى
21- وجود ألوف الألوف من الطبقات فى الأرض وهو قوله :
السلم21
" توجد هناك آلاف الألاف من طبقات الأرض السفلى تقع الواحدة تلو الأخرى وكذلك آلاف الآلاف من السماوات التى تعلو كل واحدة فوق الأخرى بحيث يستحيل تصور الناس من استكشاف أخر طرف لنهايتها "
يخالف هذا أن الأرض سبع طبقات وهو ما اعترف به ناناك فى نص أخر فى كتابه وهو يخالف قول الله فى كون السموات سبع طبقات والأرض مثلها فى قوله "الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن"
22- أن الصحف المقدسة كالقرآن تذكر وجود18 ألف عالم وهو قوله
السلم21
"وتذكر الصحائف المقدسة مثل توراة وزبور وإنجيل وقرآن عن وجود 18 ألف عالم وإن منبعها الوحيد الخالق الواحد لا غيره"
العوالم لا يوجد نص فى المصحف الحالى بكون18 ألف عالم والموجود هو أن الله رب العالمين والعالمين كلمة تعنى الناس أو تعنى عند البعض عالم السموات وعالم الأرض كما قال تعالى "فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين"
23- أن إحصاء أوصاف الله يؤدى لانقراض النظام الحسابى وهو قوله :
السلم21
"فيما لو كان بالإمكان إحصاء أوصاف الله على فرض إذا حاولنا الكتابة فى أى من أوصافه حال فهذا سوف يؤدى إلى انقراض نظام الحساب نفسه وسيترتب على استهلاك كل الأرقام العددية بشأن حصر صفات الله "
بالطبع هذا كلام مجانين فالأعداد لن تنتهى لمجرد أنها تحصى أوصاف الله لأن الله خلقها لتكون بلا سقف نهاية ومع هذا فالله أحصى كل شىء عددا وفى هذا قال تعالى "وأحصى كل شىء عددا" وما دام الله أحصى كل شىء فهناك نهاية عددية لكل شىء حتى أوصاف الله .
24- أن عباد الله يفقدون وعيهم بأنفسهم وهو قوله :
السلم22
"إن عباد الله قد طابت أنفسهم فى تسبيح الله إلى الحد الذى لم يبق لهم الوعى لوجودهم بحيث صاروا متمثلين بالله روحيا تماما على غذاء تلك الأنهر"
هذا تخريف فلا يفقد المؤمن وعيه بنفسه وهو مؤمن بالله ذاكر له ففقدان الوعى بالوجود يعنى الجنون ولكن حتى المجنون يتذكر وجوده فيأكل ويشرب فلو فقد وعيه بوجوده ما شرب ولا أكل
25- أن من يحاسب الخلق هو إله معوم اسمه دهرام راج وهم يحاسبهم بحضرة الله وهو قوله :
السلم25
"وكذلك يغنى فضائلك دهرام رابح وهو الإله محاسب أعمال البشر "
"هذا ويسبح معه كل الملائكة كتبة أعمال الخير والشر للناس إذ سيقوم دهم راج بمراجعة حساب أعمالهم فيما بعد بقصد إصدار الحكم عليها"
السلم38
"أما اعمال الشر والخير فسوف تقاس بها بمحضر الله وتحتسبها حقا من قبل دهرم راج وهو الملك المحاسب "
بالقطع الله هو من يحاسب الخلق وفى هذا قال تعالى " وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله"
26- وجوب نسيان الإنسان لوجوده حتى يستغرق فى ذات الله وهو قوله :
السلم31
"إنما لأجل الوصول إلى سبيل رب العالم يلزم على أحد الصعود إلى درجات المرقاة عن طريق نسيان وجوده مستغرقا تاما فى ذات الله "
بالطبع لا يمكن لإنسان أن ينسى نفسه فى الدنيا ليستغرق فى ذات الله التى لا يمكن لأحد الاستغراق فيها لانفصال الوجودين الإلهى والإنسانى عن بعضهما حيث أن الإنسان فى مكان والله ليس فى مكان فالمجاذيب الذين يزعمون ذلك يشعرون بوجودهم بطلب الطعام والشراب والدخول لدورات المياه والإحساس بالقرص والحشرات
27- أن النمل يتنافس للوصال بالله بسبب الحديث السماوى وهو قوله :
السلم31
"سرعان ما وقع هذا الحديث السماوى على أذن النمل فقد هاج شعورهن بالتنافس أيضا على ذلك الأمر فى قلوبهن للوصال بالله "
بالطبع هذا جنون فالحديث السماوى وهو الوحى نزل على الناس وليس على النمل والنمل مؤمن بالله حسب شريعته التى وضعها الله له وليس حسب الوحى المنزل على البشر والنمل لا يتنافس بقلوبه للوصال مع الله لأنهم واصلون عن طريق اتباع شريعتهم التى لا يخرجون عنه طوعا أو كرها
28- أن الوصال بالله يكون بنظرة أو انعطاف إلهى وهو قوله :
السلم31
"يا نانك لا يمكن تحقق الوصال بالله إلا بفضل انعطاف أو نظرة عاطفة من الله "
الوصال بالله ومعناه عندنا طاعة الله عن طريق وحيه يكون بإرادة المرء فهو إن شاء آمن وإن شاء كفر وفى هذا قال تعالى "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
29-أن النبالة والرذالة ليست من إرادة المرء وهو قوله :
السلم32
" يا نانك فإن لم يكن أى إنسان نبيلا أو رذيلا أفضل أو سافلا بتلقاء نفسه إطلاقا "
يخالف هذا أن المرء هو من يصنع مصيره نبلا وسفالة بمشيئته وفى هذا قال تعالى "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
30- انقسام الحياة لخمسة مراحل فى قوله :
السلم34
"من ضمن انقسام الحياة إلى خمس مراحل قد سبق الذكر عن مرحلة الفريضة الواجبة فلنذكر الآن حول مرحلة المعرفة "
يخالف هذا كون انقسام الحياة فى الغالب لثلاث مراحل أو اثنين أو واحدة هى الضعف الأول الطفولة ثم الأشد وهو الشباب ثم الشيخوخة وهى الضعف الثانى وفى هذا قال تعالى "الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة"
31- حلول ذات الله فى قلب الإنسان وهو قوله :
السلم35
"غير أن خلال فى مرحلة أبدية الوصال يحل ذات الله حلولا كاملا فى قلب المرء يعنى به ذات الله تعالى ... حتى يتراءى فى تلك المرحلة للمرء محيط الكائنات كلها مع طبقاتها ومناطقها وما يمتد حولها عيانا التى إذا حاول أى واحد تفسيرها لن يمكن له البلوغ إلى نهاية روايتها"
بالطبع الذات الإلهية لا يمكن أن تحل فى مكان لأنها لا توجد فى مكان حيث أنها خارج المكان المخلوق ولو حلت فى مكان كالقلب أشبه الله خلقه فى وجود بمكان خلقه وهو ما يخالف قوله تعالى " ليس كمثله شىء "
الألوهية فى السيخية
المعروف تاريخيا أن ناناك صاحب كتاب جب جى المقدس لدى السيخ أتى للهندوس بمقولة أنه لا يوجد سوى إله واحد وقد أشاع من كتبوا عن السيخية هذه المقولة مع أن الرجل فى كتاب الأوراد المسمى جب جى المقدس اعترف بوجود آلهة أخرى مع الله فى مواضع عديدة وفى مواضع أخرى اعترف بألوهية الله سبحانه وتعالى وحده ومن تلك المواضع المعترفة بوحدانية الله وكونه الإله فقط ما يلى:
السلم الأول " الله أحد ... "
السلم21
"وتذكر الصحائف المقدسة مثل توراة وزبور وإنجيل وقرآن عن وجود 18 ألف عالم وإن منبعها الوحيد الخالق الواحد لا غيره"
السلم28
"على أن ناث مولى اليوغيين الذى تعلق عليه أنت أهمية بالغة هو الله وحده المولى الحقيقى لا غير الذى خلق الكائنات كلها "
وفى مواضع أخرى اعترف بأن شيفا إله وبرهما إله وبارياتى إلهة ولكنهم مخلوقين خلقهم الله كما فى قوله :
السلم الرابع
" وتوجها لله فقط يمكن الحصول على المعرفة والعلم فى الرب الخالق الذى هو دائم الوجود فى كل مكان أما الإله شيفا المفروض فيه أنه هالك العالم بأسره وغورو غوراك والإله برهما المعوم فيه بأنه يخلق كل العالم وكذلك الآلهة بارياتى الأم فليس هؤلاء كلهم إلا مظهر من مظاهر الله بالذات"
وأإلوهية شيفا وأمثاله بين ناناك أن البشر من الممكن أن يحصلوا عليها بفضل الاستماع لذكر الله فى قوله :
السلم7
بفضل استماع ذكر الله يمكن الحصول على منزلة يوغيين فلاسفة علم السدهسية والقديسيين والروحانيين وكذلك مكانة الآلهة والنساك والمقربين لله"
وأيضا فى قوله:
السلم8
"بفضل استماع ذكر الله يمكن للإنسان العادى أن يبلغ إلى منزلة من منازل الألوهية مثلما كان الإله شيفا هالك الكائنات وإلى منزلة الإله برهما خالف أو مكون للكائنات وكذلك إلى منزلة الإله أندرا وهو إله الأمطار "
وهو يعتقد أن نحل فى الإله مثل الإله المزعوم شيفا كما فى قوله :
السلم20
"هو أنت بنفسك الكلام الألوهى وهو ذا أنت موجود فى الإله برهما يعنى الإله خالق العالم هو ذا أنت مستقر الوجود وهو ذا أنت الذى فرحان دائما قلبه "
والآلهة المزعومة مع الله هم مجرد عبيد يحمدون ويصفون الله ويسبحونه ويتغنون بفضائله وهم على عروشهم وهو قوله :
السلم25
"كذلك من أمثال الإله برهما والإله أندرا والإله كرشن وجوبى كانوا قد أمعنوا إمعانا فى رواية أوصافه وإلى جانب ذلك من روى موعظته كذلك كان الإله شيفا ويرغبون أصحاب طاقة الكرامات كم من عدد أمثال الإله بوذا سبق أن أحصوا صفاته كان قد رتل صفاته ترتيلا الجان والملائكة كذلك وصفوا عظمته
وكذلك يغنى فضائلك دهرام رابح وهو الإله محاسب أعمال البشر
إن يرتل حمدك كل الآلهة
كذلك يسبحك الإله أندر متربعا على عرشه مع الآلهة الأخرين"
وهو يعتقد أن الآلهة المزعومة تولد ومنها البنين كما فى قوله :
السلم 29
"كما تداول هذه الفكرة بين الناس عامة قائلة بأن كانت الكائنات قد حملت وقتا ما من هذا الوقت أو ذلك وبالتالى أنجبت ثلاثة بنين كان أولهم الإله برهما الذى تولى مهمته فى رعاية وتربية المخلوق والثانى كان الإله وشنو الذى صار خازن الأرزاق بينما الثالث الإله شيفا الذى يعقد ديوان القضاء "
والنص السابق يبين لكل إله مزعوم وظيفة كرعاية وتربية الخلق وخزانة الأرزاق والقضاء بين الناس
وهو يعترف بوجود آلهة أى إلهات إناث والآلهة المزعومة ليس لها عدد كما فى قوله :
السلم34
"وما أكثر للآلهات على أشكالها الشتى
كم أكثر عدد من الآلهة "
بالطبع نلاحظ فى ديانات السيخية والبوذية والهندوسية قاسم مشترك وهو تعدد الآلهة مع اعتبار وجود رب أعلى هو الله والآلهة والإلهات فى تلك الديانات يشبهون الملائكة ووظائفهم فى بعض الأحيان وفى أحيان أخرى نجدهم بشرا وهى مقولة خاطئة نفاها القرآن
الذات الإلهية فى السيخية
الذات الإلهية أى الله فى كتاب الأوراد أو جب جى المقدس الذى كتبه ناناك مؤسس السيخية ليس هو الله فى الإسلام الذى قيل أنه اقتبس منه فكرة الوحدانية منه نتيجة سفرياته وعلاقاته مع المسلمين حتى أنه يقال أن الرجل حج لمكة وزار عتبات الشيعة وأقام فى بغداد واتصل بجماعات الصوفية وغيرهم
-الله عنده هو واحد أحد لا يخاف ولا يعادى أحد كما فى قوله :
السلم الأول
" الله أحد ... وليس هو خائفا ولا عداوة له على أحد "
وعدم معاداة الله لأحد مقولة تخالف الإسلام فالله يعادى الكفار الذى يكفرون به ويعاقبهم .
-الله طليق الوجه فرحان بطاعته وهو غنى غير مبال كما فى قوله :
السلم2
"إن الله طليق الوجه وفرحان بمرضاته وهو مستغنى وغير مبال "
طلاقة الوجه والفرح بالمرضاة يناقضان غنى الله وعدم مبالاته فالمستغنى لا يهمه المرضاة بطاعته أو ذكره
وأما طلاقة الوجه فهى وصف لله بالجسد فالوجه الطليق يعنى وجود جسم الله تظهر عليه علامات الفرح والطلاقة وهو يناقض كلام ناناك فى كون الله عديم الصورة
-أن الله موجود فى كل مكان وهى خرافة الحلول فى المكان كما فى قوله :
السلم 4
"وتوجها لله فقط يمكن الحصول على المعرفة والعلم فى الرب الخالق الذى هو دائم الوجود فى كل مكان"
وتكررت نفس الخرافة بوجود الله فى طبقات الأرض فى قوله :
السلم7
"بفضل استماع ذكر الله يدرك البشر بأن الله دائم الوجود فى طبقات الأرض السبعة "
وتكررت خرافة الحلول ولكن هذه المرة فى القلب الإنسانى فى أقواله :
السلم31
"إنما لأجل الوصول إلى سبيل رب العالم يلزم على أحد الصعود إلى درجات المرقاة عن طريق نسيان وجوده مستغرقا تاما فى ذات الله "
السلم35
"غير أن خلال فى مرحلة أبدية الوصال يحل ذات الله حلولا كاملا فى قلب المرء يعنى به ذات الله تعالى ... حتى يتراءى فى تلك المرحلة للمرء محيط الكائنات كلها مع طبقاتها ومناطقها وما يمتد حولها عيانا التى إذا حاول أى واحد تفسيرها لن يمكن له البلوغ إلى نهاية روايتها"
- الله لا يمكن تحديد ذاته أو الاحاطة به كما فى قوله :
السلم15
"فيما لو حاول أحد أن يتأمل ويفكر تفكيرا فى تحديد ذات الله أو يحيط بجبروت الله لن يكون فى مستطاعه أن يعد عدة لصفات الله البارىء إطلاقا "
ومن ثم فالرجل لو كان صحيحا اتصاله بالصوفية فإنه أخذ منهم خرافة الحلول أو الاتحاد بالله
تناقضات السيخية
كتاب الأوراد أو جب جى المقدس لدى السيخ والذى كتبه ناناك يوجد به العديد من التناقضات الداخلية ومنها :
-توجد سبع طبقات للأرض فى قوله :
السلم7
"بفضل استماع ذكر الله يدرك البشر بأن الله دائم الوجود فى طبقات الأرض السبعة "
وهو ما يناقض وجود آلاف الآلاف من طبقات الأرض فى قوله :
السلم21
"توجد هناك آلاف الألاف من طبقات الأرض السفلى تقع الواحدة تلو الأخرى وكذلك آلاف الآلاف من السماوات التى تعلو كل واحدة فوق الأخرى بحيث يستحيل تصور الناس من استكشاف أخر طرف لنهايتها "
-الموت غير موجود لمن يذكر الله فى قوله:
السلم7
"وبفضل ذكر الله لا يمكن للموت أن يخلق بالرجل قط "
وهو يناقض فى سبب عدم الموت كونه الإيمان فى قوله :
السلم12
"بفضل الايمان بالله يتخلص المرء من الذهاب مع ملك الموت "
-الموت ليس حتمى فمن الممكن التخلص منه كما فى قوله :
السلم12
"بفضل الايمان بالله يتخلص المرء من الذهاب مع ملك الموت "
وقوله :
السلم35
إنما لا يمكن وصف أو تفسير الحالة النفسية لهؤلاء الرجال إطلاقا وبحكم ذلك الأمر فهم لا يموتون ولا هم يفترون أو يضلون من الملذات النفسية "
ومع هذا فالقدوم والذهاب وهو الموت حتمى بأمر الله فى قوله :
السلم19
" يا نانك تحفظ جيدا بأن الأمر فى قدوم أو ذهاب البشر عن هذا العالم فهو مرهون بحكم وقضاء الله لوحده "
-
السلم35
إنما لا يمكن وصف أو تفسير الحالة النفسية لهؤلاء الرجال إطلاقا وبحكم ذلك الأمر فهم لا يموتون ولا هم يفترون أو يضلون من الملذات النفسية
السلم 11
إن من انجذبت نفسه فى ذكر الله إيمانا كاملا فلا يمكن سرد حالة مشاعره الداخلية وفى أى حال لو حاول أى أحد بيان تلك الحالة لقد عاد سعيه بالفشل فى نهاية الأمر لم يستطع أى واحد من الناس على كتابة حالة المؤمن بالله النفسية الداخلي
-يمكن للمؤمن استدراك واستقصاء اسم الله وصفاته الله فى قوله :
السلم12
"والحقيقة أن اسم الله نقى ونزيه وأرفع بكثير من سخام الصفة الكونية خادعة البصر وهو ما وراء التصور لحد أنه لا يستطيع أحد استدراكه واستقصائه إلا ذلك الإنسان المؤمن بالله يكون قد تفرغ لله تفرغا كاملا"
وقد فعل هذا العديدين مثل بوذا فى قوله :
السلم25
"كم من عدد أمثال الإله بوذا سبق أن أحصوا صفاته "
وهو يناقض عدم استطاعة أحد ذلك فى قوله :
السلم15
"فيما لو حاول أحد أن يتأمل ويفكر تفكيرا فى تحديد ذات الله أو يحيط بجبروت الله لن يكون فى مستطاعه أن يعد عدة لصفات الله البارىء إطلاقا "
وكرر نفس المقولة وهى عدم الاستطاعة فى قوله :
السلم21
فيما لو كان بالإمكان إحصاء اوصاف الله على فرض إذا حاولنا الكتابة فى أى من أوصافه حال فهذا سوف يؤدى إلى انقراض نظام الحساب نفسه وسيترتب على استهلاك كل الأرقام العددية بشأن حصر صفات الله
-اعتبر ناناك المحاسب أى القاضى شيفا فى قوله:
السلم 29
"كما تداول هذه الفكرة بين الناس عامة قائلة بأن كانت الكائنات قد حملت وقتا ما من هذا الوقت أو ذلك وبالتالى أنجبت ثلاثة بنين كان أولهم الإله برهما الذى تولى مهمته فى رعاية وتربية المخلوق والثانى كان الإله وشنو الذى صار خازن الأرزاق بينما الثالث الإله شيفا الذى يعقد ديوان القضاء "
ثم ناقض نفسه وجعله أخر هو دهرم راج فى قوله :
السلم38
"أما اعمال الشر والخير فسوف تقاس بها بمحضر الله وتحتسبها حقا من قبل دهرم راج وهو الملك المحاسب "
-احاطة المرء بصنع الخالق غير ممكنة فى قوله :
السلم23
"لا حول ولا قوة على الاحاطة بمنتهى صنع الخالق ولا قوة كذلك على المعرفة بمنتهى الله المعطى"
ومع هذا اعترف بأن المرء يحيط بكل الكائنات عند حلول الله فى قلبه فى قوله:
السلم35
"غير أن خلال فى مرحلة أبدية الوصال يحل ذات الله حلولا كاملا فى قلب المرء يعنى به ذات الله تعالى ... حتى يتراءى فى تلك المرحلة للمرء محيط الكائنات كلها مع طبقاتها ومناطقها وما يمتد حولها عيانا التى إذا حاول أى واحد تفسيرها لن يمكن له البلوغ إلى نهاية روايتها"
-جعل سبب إحاطة المرء بكافة العلوم هو ذكر الله فى قوله :
السلم8
"بفضل استماع ذكر الله يمكن للبشر الإحاطة بكافة العلوم مكتوبة عليها فى الصحاف مثل شاسترات وسمرتيات وفيدات بأكملها "
وهو يناقض كون السبب حلول الله فى قلب البشر فى قوله :
السلم35
"غير أن خلال فى مرحلة أبدية الوصال يحل ذات الله حلولا كاملا فى قلب المرء يعنى به ذات الله تعالى ... حتى يتراءى فى تلك المرحلة للمرء محيط الكائنات كلها مع طبقاتها ومناطقها وما يمتد حولها عيانا التى إذا حاول أى واحد تفسيرها لن يمكن له البلوغ إلى نهاية روايتها"
-جعل السدهية موصلة لمراتب عالية كالألوهية المزعومة والقرب من الله وما شاكل هذا وهو ما يعنى أن علم السدهية حق وهو قوله :
السلم7
"بفضل استماع ذكر الله يمكن الحصول على منزلة يوغيين فلاسفة علم السدهية والقديسيين والروحانيين وكذلك مكانة الآلهة والنساك والمقربين لله"
ومع هذا اعتبر السدهية والردهية باطل يصرف عن الله فى قوله
السلم28
"حبذا لو تفهم بأن القوة المكتسبة الروحانية بفضل علم سدهية وبممارسة ردهية ليست إلا باطلة وهى التى تصرفك عن الله "