لعل أكثر كلمة مستعملة في عالمنا وخاصة من قبل أصحاب الفكر الشمولي ونظم الحكم الشمولية هي كلمة ولكن ..
تجدها دائما تتبع أي جملة يقولها أصحاب هذا الفكر ..
نحن مع حرية الفكر ولكن ...
مع حرية التعبير ولكن .....
مع حرية العقيدة ولكن ...
مع الديمقراطية ولكن ..
ثم تجد ما بعد لكن هذه ما ينسف تماما حرية الفكر والتعبير و العقيدة والديمراطية من الأساس ..
فمن يضع لكن بعد حرية الفكر .. تجده يضع بعدها من القواعد والثوابت والخطوط الحمراء مايضع قيودا من حديد علي أي فكر إلآ فكره هو ..
ومن يضعها بعد حرية التعبير يضع بعدها قواعد لا تسمح بحرية التعبير إلا له هو ..
ومن يضعها بعد حرية العقيدة يضع بعدها من القيود مايمنع أي حرية وليس فقط حرية العقيدة ..
ومن يضع لكن بعد الديمقراطية من أصحاب الفكر الشمولي ورموز نظم الحكم الشمولية يجعل للديمقراطية أنياب ومخالب وهو في الحقيقة لايريد إلا ديكور ديمقراطي ..
حرية الفكر لا تعرف ولكن ..بل تعرف لماذا ؟
وحرية التعبير ليس لها حدود إلا التحريض علي العنف و قذف الناس بغير دليل ..
وحرية العقيدة هي مطلقة .. أطلقها الله وهو القادر علي كل شيء .. في محكم كتابه .. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. وقال لرسوله الكريم صلوات الله عليه وسلم أنت مذكر ولست بمسيطر .. الله ضرب لنا المثل الأعلي عندما خلق الإنسان وميزه عن باقي خلقه بحرية الاختيار .. وماكان أسهل عليه جل جلاله أن يجبره .. ولكنه لم يفعل بل بعث اليه الرسل يدعون الي سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة .. أعطي للإنسان حق تقرير مصيره وحق الاختيار وتحمل مسئولية هذا الاختيار .. ثم يأتي لنا بشر فاني يريدون أن يحرموا خلق الله من هذه النعمة ... نعمة الحرية التي وهبها الله لنا .. حرية الاختيار وحق تقرير المصير .. ليقولون لنا ولكن ويضعون علي الفكر الإنساني قيودا من حديد تمنعه من الانطلاق والابتكار والابداع .. بحجج واهية سموها الثوابت والخطوط الحمراء ..
الخط الأحمر الوحيد للفكر هو العنف والتحريض عليه ..
ولن تتقدم أمة إلا إذا استبدلت لكن بلماذا ..
لو لم يسأل إنسان حر نفسه لماذا؟ ويتمرد علي قيود المألوف من الأفكار والعادات .. لما وصلت الإنسانية كلها الي ما وصلت اليه من تقدم وحضارة .. بل وما كنا عرفنا الله .. ولما تحرر العبيد ..
الفكر الحر هو من يخلق التقدم والحضارة .. والفكر الأسير للعادات والماضي والمألوف هو من يخلق جمودا وتطرفا وعنفا ..
لو قرأنا سيرة كل عظماء الانسانية وعلي رأسهم الرسل والأنبياء لوجدنا صفة مشتركة بينهم جميعا ... أنهم كانوا أحرارا يسالون لماذا؟ لم تمنعهم ثوابت المجتمعات التي نشأوا فيها وافكار سلفهم الصالح من الأولين السابقين من التساؤل والتمرد والبحث عن الأفضل ..
اللهم احفظ شبابنا من كلمة ولكن التي التي يرددها من يعتبرون أنفسهم عقلاء الأمة .. وامنحهم القدرة أن يقولون لماذا؟
لماذا نحن محلك سر والدنيا كلها تتقدم من حولنا؟
لماذا لايحظي الإنسان في مجتمعاتنا بأبسط حقوقه ؟ بينما الانسان وحتي الحيوان أصبح له حقوق تحترم في مجتمعات أخري ؟
لماذا لا نستطيع أن نختار حكامنا ونغيرهم سلميا مثل باقي خلق الله في شرق الأرض وغربها؟
لماذا تستمتع القلة بالثروة والسلطة وتشقي الأغلبية حتي يريحها الموت غرقا في عبارة أو حرقا في قطار أو علي يد مهووس قرر أن يفجر نفسه في الغلابة من الذين كتب عليهم الشقاء ؟
اللهم ارزق مصر وشعبها بمن يسألون لماذا ؟
عمرو اسماعيل