تأثير السحر بالايحاء فقط ، أى فيمن يعتقد فى جدواه . ولا يعتقد فى جدواه أى مؤمن حقيقى بالله جل وعلا . فالمؤمن الحقيقى يؤمن أنه لا يمكن أن يقع له سوى ما كتب الله له من قبل أن يولد ويأتى الى هذه الدنيا. فالمقدر مكتوب سلفا ولا مهرب منه . وبالتالى فلا يستطيع أحد إنقاذ أحد من حتميات القدر ، ولا يستطيع أحد أن يضر آخر بما ليس هو مكتوبا عليه .
تذكرى أنه بذكر الله جل وعلا تطمئن القلوب ، وأن قراءة القرآن وتدبره يزيد المرء إيمانا و إطمئنانا ، وأن الخشوع فى الصلاة يصلح بال المؤمن والمؤمنة ، وأننا مأمورون بأن نستعين ( على كل شىء ) بالصبر والصلاة . وجاء هذا الأمر مرتين فى سورة البقرة . وتذكرى أن فى صبرك على الأذى أجرا عظيما ، خصوصا إذا قابلت الأذى بالصفح والمغفرة . وتذكرى اليوم الآخر ، وما ينتظر المعتدى الظالم من عذاب . ولو قرأت فى القرآن العذاب الخالد الذى ينتظره أو ينتظرها لشعرت بالشفقة ، ثم أن هناك عذابا فى الدنيا ينتظر الظالم ولا يمكن أن ينجو منه لأن الله جل وعلا يقول ( من يعمل سوءا يُجز به ) .
ما تواجهينه فرصة عظيمة لك ، لكى تبدئى عهدا جديدا مع رب العزة ..هو وحده المولى ونعم النصير . اليه المآب واليه المتاب واليه المصير . تخيلى خلق السماوات والأرض ، وهذا الكون بنجومه ومجراته ، وتفكرى أن خالق هذا الكون هو الذى يحميك ويدافع عنك طالما تؤمنين به وحده وتعبديه وحده وتقرئى حديثه القرآنى تؤمنين به كتابا وحده .. هل عندئذ تخشين غير الله . إن القاعدة القرآنية أن إذا خاف الانسان منربه وإتّقاه لم يخف من اى مخلوق ، أما إذا عصى الله جل وعلا ولم يخشه ولم يخف من الله أخافه الشيطان من كل شىء ، وجعل أشباح اوهامه تطارده ، وتوسوس عليه . إستعيذى بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم ، وإقرئى كتاب الله . وتعمقى فى تدبره فستكتفين عوالم من المعرفة والايمان والسعادة ،و ستكتشفين داخلك فضاء داخليا يجب ملأه باليقين والاطمئنان .