تأملات ونظائر فى أوائل سورة العلق
الجزء الأول
بسم الله الرحمــن الرحيم ....
من المعلوم لدى معظم المسلمين أن أول سورة نزلت هى سورة العلق - إلا القليل جدا الذى يرى غير ذلك - وأول خمس آيات نزلت مجمعة ثم توقف الوحى فترة. لماذا توقف الوحى ومدته، هذا ليس موضوعنا اليوم ولكن ما سنتناوله من هذه السورة المباركة هى أول ثمان آيات.
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) } (سورة هود 1
تعالوا نبدأ بأول خمس آيات التى نزلت على الرسول عليه السلام:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5 ) (سورة العلق 1 - 5
تأملات عددية :
16X19 السورة تتكون من 19 آية، تحتوى على 304 حرف =
4 X أول خمس آيات تتكون من 19 كلمة تحتوى على 76 حرفا = 19
أذا اضفنا الثلاث آيات التى تليها :
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)
هنا نجد أمامنا 8 آيات تحكى بإختصار شديد مع إختيار الكلمات بدقة متناهية ، 8 آيات تقول: خلق الإنسان ثم علمه ما لم يعلم ثم طغى وإنتهت الآيات بالرجوع إلى الخالق للحساب. وحسب ما جاء فى سورة هود 1 ، أحكمت آياته ثم فصلت ، فأستنتج من ذلك- والله أعلم - أن تفصيل هذه الآيات الثمانية جاء فى 113 سورة فى القرءآن الكريم بعد ذلك.
أولا ، نجد أن هذه الآيات الثمانية تحكى قصة خلق الإنسان وتطوراته إلى أن يلقى ربه للحساب.
وتوضح ثانيا، سبب الفساد الذى إنتشر فى البر والبحر والإنحلال والقتل والنهب والتخلف فى ارجاء المعمورة وخاصة الأمة الإسلامية التى تحمل القرءآن الكريم ليلا ونهارا .
أولا قصة خلق الإنسان وتطوراته إلى أن يلقى ربه للحساب.
تأملات و نظائر ...
تأملات:
نجد أن كلمة إقرأ ذكرت مرتين، الأولى لنبدأ القرائة بذكر إسم الخالق " بسم الله الرحمن الرحيم " ، والثانية أن تقرأ القرءآن كلام الله الأكرم فتحدث بركة القرائة فى القلوب. ونجد أيضا أن كلمة العلم ذكرت مرتين، الأولى تفيد أن للحصول على العلم لا بد أن تستعمل القلم والثانية هى حقيقة الإنسان حين يولد لم يكن يعلم شيئا.
نستنتج من ذلك أن قراءة القرءآن هى فى حد ذاتها بركة من الله سبحانه وتعالى الأكرم. ونستنتج أيضا أن الله الخالق يحثنا على الحصول على العلم بواسطة القرائة والكتابة وهذا يؤدى إلى تفعيل العقل والحواس الذى أودعها الله فى هذا المخلوق المسمى بالإنسان. فنجد أن الله سبحانه يقول ما جاء فى هذا القرءآن يتماشى مع العلم والعقل فلا بد أن نقرأ القرءآن الكريم بتعقل وتدبر ولا يتنافى مع العلم فى أى زمان ومكان. لذا وجب مطابقة العلم مع ما جاء فى هذا الكتاب المبين و أيضا قال سبحانه أن هذا الكتاب تبيانا لكل شيئ وفصِّلَ تفصيلا فمن يجحد بهذه الحقيقة إنه آثم قلبه أو من يبتعد عن هذا الكتاب بحجة نتبع ما ألفينا عليه آبائنا فإنه ضال مُضل والذين ينكرون وحى هذا الكتاب من الله السميع العليم ويتخذون من اقوال البشر دستورا آخر فهؤلاء هم رجال النقل بدون عقل.
حين وصَلْتْ إلى "عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5 )" توقفت لأتأمل قليلا قبل الدخول على الثلاث آيات الباقية. توقفت عند كلمة الإنسان التى ذكرت أيضا مرتين فى هذه الخمس آيات. فلا بد قبل أن استكمل البحث والتدبر، لا بد أن أبحث عن كلمة الإنسان فى القرءآن وكيف وصفه الله سبحانه فى كتابه الكريم.
بالبحث عن كلمة الإنسان فى القرءآن الكريم وجدتها ذكرت 58 مرة منها 48 مرة بأوصاف لا يُحمد عقباه. وإليكم جزء يسير من هذه الصفات وهى نقطة فى بحر:
وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا " النساء 28
وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا " الإسراء 11
. وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا " الكهف 54
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا " المعارج 19
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ " البلد4
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ " (سورة هود 9
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ " (سورة إِبراهيم 34
وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا " (سورة الإسراء 100
وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا " (سورة الإسراء 83
وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " (سورة الأحزاب 72
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ " (سورة الزخرف 15
هذه هى بعض من أوصاف الإنسان الذى هو أنا وأنت والله سبحانه قال " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ " (سورة الإسراء 70) ولم يقل كرمنا الإنسان وهذا له بحث آخر . أكتفى بهذا القدر ومن يريد المزيد فعليه أن يتتبع كلمة الإنسان فى القرءآن الكريم.
نظائر:
والآن دعنا نقرأ الثمانى آيات مكتملة ونتتبع مشوار التناظر فى كتاب الله السميع العليم.
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5 ) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)
" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " ... بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) (الفاتحة
" خَلَقَ الْإِنْسَانَ " ... الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) (سورة الرحمن 1 - 3
" خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ "... هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) (سورة غافر 67
" اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ" ... يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) (سورة الِانْفطار 6
* لم يقل سبحانه بربك الجبار أو بربك المنتقم أو بربك شديد العقاب ولكن قال بربك الكريم، منتهى الكرم والحكمة.
" الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ... كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ (سورة ص 29
وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ " (سورة العنْكبوت 48"
عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ " سورة آل عمران 19"
" عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ...وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " (سورة النحل78
نلاحظ أن الله سبحانه ذكر فى الآيات الخمس كما ذكرت سابقا كلمة إقرأ وكلمة القلم وهما أساس الحصول على العلم، ففصَّل هنا فى آية النحل الأدوات التى جعلها الله لنستعملها للحصول على هذا العلم " السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ" فنبدأ بالسمع ثم يتبين الحق بالبصر ويصدقه القلب ... سبحان الله أحسن الخالقين.
" لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) (سورة البينة 1 - 4
أنظر معى أخى الكريم وأختنا الكريمة، كيف بدأت الآية السادسة التى تلى الآيات الخمس الأولى:
بدأت وبدون مقدمات بكلمة " كلاَّ " التى لها وقع شديد فى القلوب وتثير المشاعر التى تنتظر الإجابة التى تليها أو بمعنى آخر إنتظر لأن الذى سيأتى بعد " كلا " هام جدا ، فيقول سبحانه " إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى "... متى حدث هذا الطغيان؟
ثانيا: من هنا نبدأ الجزء الثانى من التدبر، سبب الفساد الذى إنتشر فى البر والبحر والإنحلال والقتل والنهب والتخلف فى ارجاء المعمورة وخاصة الأمة الإسلامية التى تحمل القرءآن الكريم ليلا ونهارا .
كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى
ألم يقل الله الخالق عن هذا الإنسان أنه لظلوم كفار، لكفور مبين، ظلوما جهولا إلى آخر هذه الصفات المذمومة.
تدبر ثانوى ...كلمة طغى وطغا...
حروف الكلمة القرءانية ترسم صورة رائعة للمعنى ، فهناك كلمة طغى مرة وذكرت مرة أخرى طغا فلا بد للإستكمال البحث أن نتعرف على معنى كل منهما.
كلمة طغــا بالألف الطويلة ذكرت فى القرءآن مرة واحدة فى سورة الحاقة آية 11:
" إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ "
أما كلمة طغــى بالألف المقصورة " الياء " ذكرت 8 مرات.
من البحث والتدبر وجدت أن لفظ طغى سواءا بالياء أو بالألف الطويلة، حين النطق بها تعطى دلالة العلو والإرتفاع وتعدى الحد المفروض. بمعنى " طغا الماء " إزداد وإرتفع عن الحد المفروض كما قال سبحانه " " إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ " لأن الماء إرتفع عن الحد ، فنستطيع أن نقول الماء طغا عن الحد المفروض له فصار فيضان.
ونفس المعنى ينطبق تماما على كلمة " طغــى " بالياء ، فالله سبحانه فرق لنا بين الإثنين فإستعمل طغا بالألف الطويلة فقط مع الماء، أما طغى بالياء إستخدمت مع ما ينسب إلى الإنسان من أفعال وخوالج وحركات وخصال. أمثلة من القرءآن:
وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى " (سورة النجم 52 أشد الطغيان
اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) (سورة طه 43 - 44
ملحوظة: يجب أن نتعلم من القرءآن الكريم كيف نبدأ بالدعوة لله سبحانه، فأنظر معى إلى قول ربنا الكريم ووصيته لموسى: فرعون طغى وموسى لا بد ان يحارب الطاغى ولكن رب موسى لم يقل له غير " فَقُولَا لَهُ قوْلَا لينا لعله .. ".
كيف نتغلب على الطغيان:" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا " الإسراء 82
لابد من مخافة الله سبحانه بمعنى أن يكون الله سبحانه أمام عينيك فى كل لحظة وفى كل خطوة وفى كل قرار، " قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى " (سورة طه 46)، فتسأل نفسك هل ما سأقدم عليه يجلب رضا الله وعفوه ورحمته، وأنظر ماذا تجيب نفسك وعلى هذا الأساس يكون الله سبحانه معك فى كل أمور حياتك. وكيف نتغلب على حب الدنيا وزينتها، أن نحارب خطوات الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وإتباع الهوى والشهوات الزائلة مع هذه الدنيا الفانية فالباقيات الصالحات وما عند الله هو أكبر، وفى نفس الوقت لا تنسى نصيبك من الدنيا بالحكمة والعقل لا بإتباع الشهوات.
معادلة قرءآنية فى منتهى الحكمة لمعالجة الطغيان :
فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) (سورة النازعات 37 - 39
وفى المقابل يقول سبحانه: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى " النازعات 40 - 41
"فأما من طغى ..........................وأما من خاف مقام ربه
" وآثر الحياة الدنيا .....................ونهى النفس عن الهوى
" فإن الجحيم هى المأوى............. فإن الجنة هى المأوى
ولا ننسى، ألم يقل الله الخالق عن هذا الإنسان أنه لظلوم كفار، لكفور مبين، ظلوما جهولا إلى آخر هذه الصفات المذمومة. إستخدم الله سبحانه المعنى الذى ينطبق تماما على تعريف الطغيان بأوصاف حدثت من الإنسان وبدون ذكر صراحة كلمة طغى. مثال، جاوز الحدّ ، تجبر ، أسرف فى الظلم، إستبد الكافر فى إرتكابه الجرائم ( المجرمون )، علا فى الكفر ، جاوز الحد فى العصيان... الخ.
نكتفى بهذا القدر فى الجزء الأول ونستكمل الجزء الثانى قريبا بإذن الله تعالى ..إن كان فى العمر بقية.
الحمد لله رب العالمين ...