جعلو المرأة عاصية..
مالكم كيف تحكمون!!

حافظ الوافي في الإثنين ١٠ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

ألم يأمر الله المؤمنين "ذكورا وإناثا" بالحفاظ على الصلاة واقامتها بشكل يومي ويؤكد ان الصلاة لا تسقط على المؤمن وان كان مريضا أو تعذر اقامتها بمناسكها المعهودة فليصلي على اية كيفية "قياما او قعودا او على الجُنوب".

هل انقطاع المرأة عن الصلاة 7 أيام بالشهر و84 يوما بالسنة يعني اقامتها والمحافظة عليها.؟

اليست مصطلحات؛ (القانتون، الساجدون، المصلون، الخاشعون، الراكعون) صفة من صفات المحافظين على صلاتهم والمقيمين لها بشكل يومي.. وهنا نتساءل ألم يأمر الله "مريم بنت عمران" أن تركع مع هؤلاء الراكعين المحافظين على صلواتهم.. قال تعالى: "يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ"والمقصود بالركوع هنا الصلاة كلها، لا خصوص الركوع الذي هو ركن من أركان الصلاة.

أليس المرء قد يلجأ للتعبير عن عصيانه ورفضه لأمر دنيوي بالأضراب عن الطعام او عن الكلام بتظاهرة صامتة ولكن هذا الصوم يبقى لقضية دنيوية مدنية او حقوقية مثلا .. لكن يختلف الامر حين يكون الصيام لله فهو صياما لله أي عبادة، سواء كان هذا الصيام عن الكلام ام الطعام وهنا نتساءل؛ ألم يأمر الله مريم أن تصوم لله وهي نفاس اثر الولادة وليس فقط "امتناع عن الكلام فحسب" بل ان هذا الامتناع عن الكلام هو صوم للرحمن أي صوما لله تعالى.. الم يشتق الله اسم الارحام من صفاته ويقول انه يقر في الأرحام ويصور المرأ فيه كيف يشاء وهنا تبرز الدلالة بين الرحم المجهد اثر الولادة وبين لفظة الرحمن "اني نذرت للرحمن صوما"(فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا )الاية..

أليس الله أوحى الى مريم وهي بدم النفاس ويطلب منها ان تهز بجذع النخلة ثم يسترسل وحيا بمحاورتها وكيف تشير الى ولدها ليكلمهم فكيف نقول بنجاسة المرأة النفاس او الحائض ونطلب منها ان تترك صلاة مفروضة وصياما مكتوب.

اليس المرأة تؤدي فريضة الحج وهي حائضة ولا حرج في ذلك مع ان الحج لمن استطاع اليه سبيلا، فيما الصلاة التي يجب اقامتها والحفاظ عليها بشكل يومي ندعي سقوطها على الحائض والنفاس.

اذا كان الحيض اذى فهو اذى أي مرض لمن يقوم بعملية الاتصال الجنسي ويجب ان يعتزله الزوج ولعل من مظاهر الوقاية من هذا المرض والاذى هو اجتنابه حتى يتم التطهر منه اي بانقطاعه من الاذى بمعنى ان الرحم صار طاهرا ومهيأ بالنسبة للعملية الجنسية أي تطهير الرحم من هذا الأذى ولا علاقة له بأداء الفرائض ولو كان ذلك يُسقط الصلاة لاوضحه الله فهو يقول "مافرطنا بالكتاب من شيء" ويصف القرآن بانه تبيانا لكل شيء فلا نتعجل بتكذيب الله –حاشا لله- ونتعمد اتهام القرآن بالتفريط قبل ان نتدبر آياته.

اذا المحيض اذى أي "سببا للمرض" والاذى لا يسقط الفرائض ولا يعتبر مبررا لإسقاطها والا لكان سقط الحج على من به أذى من رأسه فأمره الله ان يفتدي ولا يحلق ويبقى حجه صحيحا، قوله تعالى : ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ) .

الم يأمرنا الله الا نقرب الصلاة في حالة السكرة حتى يعود الوعي صافيا نقيا كعادته ولا جنبا حتى يتم الاغتسال والتطهر وذلك لأنه بإمكاننا الاغتسال وقت حلول اداء الصلاة لنتمكن من ادائها وكذا في حال جاء الغائط ونواقض الوضوء ان يتم اعادة الوضوء بالماء او بالتيمم ان تعذر وجود الماء.

أليس على المرأة أيضا ان قتلت نفسا مؤمنة بالخطأ ان تصوم شهرين متتابعين والتتابع هنا شرطا لذلك.. فكيف سيتسنى لها ذلك وهي ستفطر 14 يوما في كل شهر 7 ايام.. مالكم كيف تحكمون؟!

ولتوضيح حول صلاة الحائض وصيامهاأقول بما فهمته من مقالات وكتابات الدكتور احمد صبحي منصور ومفكرين آخرين – نفعنا الله بعلمهم-:" حين كان القرآن يتحدث عن قضية الاتصال الجنسي بالزوجة اثناء الحيض وصف ذلك بالأذى كون ذلك قد يسبب تلوث وامراض جراء العلاقة اثناء الحيض، كان القرآن يعالج قضية الاتصال الجنسي بالمرأة الحائض حتى تطهر.. قال تعالى (فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْن).. الآية، لكن القرآن لم يكن هنا بصدد مناقشة موضوع الصلاة والصيام للحائض كون الفرائض ولا سيما الصلاة لا تسقط عن الانسان المسلم البالغ العاقل ولو في وقت الخوف فليقصر ولو كان مريضا على مشارف الموت فليصلي قاعدا أو على جنبه لان الله امر بصيغة الاوامر التالية" وأقيموا" و"حافظوا" وبقاء المرأة دون صلاة لمدة 7 ايام في الشهر و84 يوما في السنة لا تعني اقامة الصلاة ولا المحافظة عليها اطلاقا وبالتالي حين قال الله تعالى: "لا يمسسه الا المطهرون" المقصود الكتاب الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة في اللوح المحفوظ..  كان يتحدث عن ملائكة مطهرون لا يتغوطون ولا يتبولون يقومون على الكتاب المحفوظ باللوح وليس كنحن البشر نتغوط ونتبول، اذا نتساءل: كيف يجوز للمرأة الحائض ان تؤدي الحج وتطوف بالبيت وهي حائض مع ان الحج "لمن استطاع اليه سبيلا" فيما الصلاة التي يأمرنا الله بالحفاظ عليها تسقط عن المرأة شهريا بمقدار 7 أيام.

وفيما يخص الصيام فالمرأة اذا قتلت نفس مؤمن بالخطأ وأرادت التوبة فإن الله أمرها كالرجل أن تصوم شهرين متتابعين والتتابع هنا شرطا ضروريا قال تعالى: " فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ۖ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، اذا كيف ستصوم المرأة شهرين متتابعين وهي تفطر كل شهر 7 أيام... هذا لمن كان ذو لب..

 

اجمالي القراءات 9110