الملف السرى للإخوان المسلمين بوزارة الداخلية

في الثلاثاء ٢١ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

الملف السرى للإخوان المسلمين بوزارة الداخلية

 الصفحة رقم   13

الملف السرى للإخوان المسلمين بوزارة الداخلية
حسن البنا
 
قبل 62 عاما وبالتحديد مساء يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 1948 وبعد ساعات من اغتيال النقراشى باشا رئيس وزراء مصر ووزير الداخلية على يد عبد الحميد احمد حسن عضو جماعة الاخوان المسلمين والطالب بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة قرر ابراهيم باشا عبد الهادى رئيس الديوان الملكى إنشاء ملف لجماعة الاخوان المسلمين بوزارة الداخلية يضم كل تقارير الامن والحكومة والقصر والبوليس السياسى عن الجماعة وظل الملف يستقبل يوما بعد يوم اوراقا ومذكرات وتقارير حتى بعد قيام ثورة 23 يوليو ظل هذا الملف مفتوحا حتى استقبل آخر الوثائق وكانت قرارت مجلس قيادة الثورة بإلغاء احالة بعض القضايا إلى محكمة الثورة وهما قضية اغتيال حسن البنا وقضية مصرع عبد القادر طه، وبعد تولى الرئيس جمال عبدالناصر مقاليد السلطة بدلا من اللواء محمد نجيب نسى الجميع هذا الملف الذى وطبقا لدولاب العمل الحكومى أحيل إلى الحفظ بدار المحفوظات بالقلعة ليظل هناك لمدة نصف قرن حتى عثرنا عليه الاسبوع الماضى خلال رحلة لتوثيق مقتنيات حسن البنا وجماعة الاخوان المسلمين لتكون المفاجأة وهى ان الملف لايضم سوى 5 وثائق فقط، فى حين اختفى من الملف وثائق عديدة ومهمة فى تاريخ صراع الدولة مع الاخوان منها مثلا مذكرة النقراشى باشا للملك فاروق لحل جماعة الاخوان المسلمين والتى لم يظهر لها اثر حتى الان، وتقرير عن زيارة حسن البنا لوزارة الداخلية ولقائه مع سليم زكى حكمدار القاهرة وقتها بعد ايام من قرار حل الجماعة، والخطابات المرسلة من حسن البنا الى الملك فاروق يستعديه على النقراشى باشا، وتقارير البوليس السياسى العديدة عن نشاط الجماعة قبل الثورة، وبحسب المصادر فإن عدم وجود هذه الوثائق أما انها سحبت بمعرفة جهات حكومية للحفظ لدى دار الوثائق على كورنيش النيل، او للحفظ بمركز الدراسات القضائية بوزارة العدل، او ان هذه الوثائق وجدت طريقها لهواة جمع الوثائق بأعلى سعر، ولم تعثر «الفجر» سوى على وثائق فقط لاغير داخل أخطر ملف وثائقى عن تاريخ جماعة الاخوان المسلمين فى مصر
الوثيقة الأولى
وهى مذكرة من صفحتين بعنوان«سرى وسياسى» من مجهول لم يحدد اسمه او صفته وان كان واضحا انه مسئول امنى مهم وقتها، ففى الصفحة الأولى وهى غلاف التقرير وسطر عليها «سرى وسياسى» «تقرير اجتماع الإخوان المسلمين 1945 » حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء، وفى الصفحة الثانية كتب بخط الآلة الكاتبة مايلى
«حضرة صاحب الدولة وزير الداخلية والحاكم العسكرى العام محبوبنا ومحبوب البلاد محمود فهمى النقراشى باشا حفظه الله لأمن البلاد واسعاد البلاد السلام من الله ومن الامة المصرية والشعوب الإسلامية على دولتكم وأعوانكم من رجال مصر الأعزاء الى دولتكم خدمة للامن الذى تحرصون عليه الكلمات الآتية
يوجد ببعض المصالح أشخاص خطرون يحملون علم إخوان البلاد المعروفين بالاخوان المسلمين يملأون نفوس الناس بأنواع عديدة من كراهية الحكومة ويبالغون فى الاطراء والثناء للجماعة البغيضة المنحلة اذكر منهم شخصا يدعى الشيخ عبد الرازق موظف بهندسة الوابورات بالسبتية كاتب وهو اخطر خطباء تلك الجماعة وله اعوان بالسبتية منهم الفتوة المعروف بإبراهيم كروم وهو قطب الاخوان بالسبتية ويسندهم شيخ من ائمة المساجد يدعى محمد فايد إمام مسجد الجلادين وشيخ اخر يدعى عبداللطيف الشعشاعى من ائمة وزارة الاوقاف يجاهرون بالدعوة لتلك الجماعة ويسمون الحكومة باسم اليهود الذين تجب مقاتلتهم ومعهم بعض رؤساء من وزارة الاوقاف مثل محرم زهران ولهم اعمال مستترة فوق جهرهم بالحض على كراهية الحكومة فى كل مكان فوجود هؤلاء فى الاوساط المذكورة تربية لروح الشر والعدوان فاعملوا بهم مليلم اظافرهم ويكبت الناس انفاس دعوتهم الباطلة
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام،،
الوثيقة الثانية
وهو تقرير من 3 صفحات مكتوب على الالة الكاتبة مؤرخ بتاريخ 3 اكتوبر 1945 من حكمدار بوليس مدينة القاهرة ومختوم بختمه الشخصى ويحمل التقرير نمرة 2652 سرى سياسى وجاء فيه نصا حضرة صاحب العزة مدير عام ادارة عموم الامن العام الحاقا لكتابنا رقم 2631 سرى سياسى بشأن مؤتمر الاخوان المسلمين بدارها يوم امس
اتشرف بان ابلغ عزتكم نص التقرير الوارد الينا من حضرة مأمور قسم الدرب الاحمر بناء على كتاب الفرقة 1033 سرى بالموافقة على هذا الاجتماع قد اعلنا الاستاذ المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين بهذه الموافقة وحضرت قوة من البوليس الملكى لملاحظة حالة الامن بداخل الاجتماع وخارجه، وقد اعدت دار الاخوان المسلمين بشارع احمد بك عمر نمرة ودارهم المقابلة لها فى ميدان الحلمية لاستقبال اعضاء الشعب فوضعت الكراسى فى فناء الدارين وفرشت اسطحها بالحصير وقد بدأ اعضاء الشعب يفدون ابتداء من الساعة الخامسة مساء وبدأ الاجتماع فى الساعة السابعة والنصف مساء بتلاوة آيات الذكر الحكيم من الاستاذ الشيخ عبد اللطيف محمد إمام مسجد شبة جزيرة بدران وقد بلغ عدد الحاضرين حوالى 5000 شخص ضاقت بهم الدارين فوقفوا بميدان الحلمية وشارعى احمد بك عمر وجزء من سكة راتب باشا وجلس اكثرهم على الحصير بالطريق وتعذر مرور السيارات فاتصلت بوكيل الاخوان المسلمين ليفسح الطريق لمرور السيارات ولكن لم يمكن ذلك لشدة الازدحام وكثرة الموجودين فوضعت قوة من التوابع لتحويل مرور السيارات فى هذين الطريقين
وألقى كلمة الافتتاح احمد افندى السكرى الوكيل العام للجماعة فوجه كلمة الى الزعماء وقادة الفكر ان يعملوا وهم ينادون بحقوق مصر المغصوبة الخ
ثم كلمة الاستاذ «كمال بك عبدالنبى » تكلم عن حقوق مصر فى معاهدة سنة 1936 وماورد بها ماسا بالشعور الوطنى الخ
ثم تكلم الاستاذ« محمد محمود جلال بك» رئيس شرف هيئة الاخوان المسلمين ببنى مزار تكلم عن السودان الخ
ثم كلمة الاستاذ «حسين عبدالرازق» تكلم عن مؤتمر سان فرانسيسكو فذكر انه تجاهل مبادئ الاطلانطى وانه جعل مجلس الامن سلطة للدول الكبرى الخ
ثم «كلمة الاستاذ صلاح الدين حافظ المحامى» تكلم عن الوعى الوطنى الإسلامى فى الربع قرن الاخير الخ
ثم «كلمة الاستاذ المرشد العام» قال كلمة حيا فيها الحاضرين واوضح لماذا اتجه الاخوان المسلمين وجهة سياسية فى الفترة الاخيرة وقال بان الداعى لذلك هو تنابذ الزعماء وتنافرهم وعدم اتجاههم الى المطالبة بحقوق البلاد مطالبة جدية وقال إنه سوف يوحد صفوف الامة ويترك الصف الأول للزعماء لقيادة الشعب فاذا تخلفوا فإنه سيضطر الى قيادتهم
وقد أصدر المؤتمر القرارات الاتية
تأييد قرارات الجامعة العربية الصادرة فى 2 شوال سنة 1364
إن المعاهدة المصرية الانجليزية المنعقدة فى سنة 1936 لم تعد صالحة لان تكون أساسا لعلاقة المصرية البريطانية
إلغاء الاعلان الصادر للبنك الاهلى فى إصدار نقود مضمونة بسندات انجليزية
وجوب استيفاء ديون مصر على انجلترا
وضع حد للهجرة الى فلسطين وطلب اطلاق سراح المبعدين من المجاهدين وفى مقدمتهم الشيخ امين الحسينى
رد المستعمرات الايطالية الى اهلها وعدم إعادتها تحت انتداب او وصاية لايطاليا مرة اخرى
وقد انتهى هذا الاجتماع فى الساعة الواحدة صباحا بالضبط وتفرق المجتمعون ولم تحدث مظاهرات او هتافات دعائية وانصرفوا متفرقين وقد اشرف على هذا الاجتماع حضرة صاحب العزة البك المساعد وحضرات المفتشين القائمقام محمود بك عاشور وعبده بك ابراهيم
وهذا لعزتكم للإحاطة
حكمدار بوليس مصر
ملحوظة
يعدالان تقرير تفصيلى سيرسل عند الانتهاء من كتابته
الوثيقة الثالثة
وهى عبارة كشف من 4 صفحات باسماء الطلبة الخطرين بكليات جامعة فاروق الاول، أعده مكتب القسم المخصوص بمديرية امن الجيزة بتاريخ 1940 ، وفى الصفحة الاولى من التقرير جاءت كلية الحقوق حيث رصد التقرير 15 طالبا بها اعضاء بحزب الوفد منهم«يس سراج الدين، ومحمد عدلى المولد، ومحمد سامى سراج الدين، واحمد حسين »وعدد طلاب اخوان مسلمين منهم محمد سعيد رمضان، وعصمت عبد القادر، وعبدالرحمن ناصف»، وفى الصفحة الثانية من التقرير يأتى الطلاب الخطرين بكلية الهندسة وهم 12 من الاخوان المسلمين منهم «مصطفى مؤمن، احمدلاشين، حكمت بكير، محمود غنيم، ايمن مصطفى شرف» ومن الوفد 11 طالباً منهم « عبد المحسن حمودة، محمود رفاعى، فهمى ميخائيل عبد الملك »، وفى الصفحة الثالثة من التقرير عن الخطرين فى كلية الاداب وهم 7 من الاخوان المسلمين منهم« مصطفى فودة، محمد حلاوة، وسيد مصطفى» و من حزب الوفد، وطالب واحد فقط يتبع مصر الفتاة وهو حسن سلومة، وفى الصفحة الرابعة الطلاب الخطرين بكلية التجارة وعددهم 7 من الاخوان منهم«محمد يونس الانصارى، محمد دعبس، حسين رشدى على، محجوب الشربينى محجوب»، ومن حزب الوفد 8 طلاب، و 3 طلاب من حزب مصر الفتاة، وفى الصفحة الرابعة من التقرير يأتى الطلاب الخطرون بكلية الزراعة وهم من الاخوان «حسن احمد عزام، بكرى محروس، احمد محمود مخلوف»، و من حزب الوفد، و من مصر الفتاة
الوثيقة الرابعة
وهو قرار من صفحتين صادر بتاريخ 14 يناير 1954 بعنوان«حل جماعة الاخوان المسلمين» ونصه كالتالى
قرر مجلس قيادة الثورة حل جماعة الاخوان المسلمين وتعتبر جماعة الاخوان المسلمين حزبا سياسيا ويطبق عليها أمر مجلس قيادة الثورة الخاص بحل الاحزاب السياسية
صدر بجهة القاهرة فى 9 جمادى الاولى سنة 1373 هجريا 14 يناير 1954 ميلاديا وقد وقع على القرار 11 عضوا من أعضاء مجلس قيادة الثورة منهم اللواء محمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة، و جمال عبد الناصر وانور السادات وصلاح سالم وزكريا محيى الدين
الوثيقة الخامسة
ومكون 3 صفحات وهى عبارة عن «امر من مجلس قيادة الثورة بشأن إلغاء احالة بعض القضايا الى محكمة الثورة» ونصه كالتالى
بعد الاطلاع على المادة الثانية من امر مجلس قيادة الثورة الصادر فى 16 من سبتمبر سنة 1952 بشأن تشكيل محكمة الثورة وإجراءاتها
وفى المادة الاولى من امر مجلس قيادة الثورة الصادر فى 17 سبتمبر سنة 1953 بشأن بعض القضايا الى محكمة الثورة
تقرر مايلى
مادة تلغى إحالة القضيتين الاتيتين الى محكمة الثورة
القضية رقم 1071 قصر النيل لسنة 1952 المقيدة برقم 684 كلى جنوب القاهرة لسنة 1953 «قضية مقتل المرحوم الشيخ حسن البنا»
القضية رقم 184 مصر القديمة لسنة 1953 المقيدة برقم 10 كلى جنوب القاهرة لسنة 1953 «قضية مقتل المرحوم عبد القادر طه»
يعمل بهذا الامر اعتبارا من تاريخ صدوره
صدر فى القاهرة فى 16 من محرم 1377 فى 5 اكتوبر 1953

اسماء الطلبة الاخوان الناشطين فى الجامعة

تقرير الداخلية عن كلمة البنا عن الاتهامات الموجهة للاخوان
اجمالي القراءات 5175