فضيحة رجم النساء فى سجون طهران

في الثلاثاء ٢١ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

فضيحة رجم النساء فى سجون طهران

 الصفحة رقم   4

فضيحة رجم النساء فى سجون طهران
وهكذا ترجم النساء فى ايران الدفن ثم القاء الحجارة
 
أمام عيون ابنها الوحيد الذى رفض أن يتركها بمفردها، تلقت «سكينة مجدى» جلدة، ورغم ذلك مازالت تنتظر «الموت» حاليا، داخل أشد السجون الإيرانية قسوة، وبأشد طرق الإعدام بشاعة، الرجم، فالجريمة التى تواجهها السيدة الإيرانية هى «الزنى»، ورغم كل المحاولات الدولية لإنقاذها من الموت بهذه الطريقة، إلا أن السلطات الإيرانية تصر على موقفها، الذى حول الأمر من قضية حقوقية وإنسانية إلى أزمة دولية بين إيران والغرب، تضاف إلى الأزمات الأخرى التى تمر بها العلاقات بين الجانبين، لكن «سكينة» وحدها هى التى كان عليها أن تدفع ثمن هذه الخلافات
داخل سجن تبريز بطهران، التقت الصحفية الإيرانية «شاهيناز» بسكينة، وسمعت منها حكايتها بالكامل، بداية من اتهامها بالزنى وقتل زوجها، إلى التعذيب الذى تعرضت له داخل السجن، لتعترف بالجريمتين، وعندما خرجت «شاهيناز» إلى خارج إيران، لتعيش منفية لما تبقى من حياتها، قررت أن تنقل للعالم كله ما شاهدته بعينيها من آثار التعذيب على جسد سكينة، لإجبارها على الاعتراف بارتكاب جريمتى الزنى وقتل الزوج
تتضمن المنطقة الثامنة بسجن تبريز، بحسب ما ذكرت شاهيناز لمجلة «باى ماتش»، أربع زنزانات تبلغ مساحة الواحدة متراً، وتضم أكثر من سيدة فى الزنزانة الواحدة، حيث لا يوجد سوى سريراً، وبالتالى فإن أغلب السجينات ينمن على الأرض، ولا يحظى بمتعة النوم على السرير سوى السجينات القديميات
فى ذلك المكان تعرفت شاهيناز على سكينة، قبل أن يتم نقلهما للمحاكمة فى خريف عام ، حيث تمت إدانة سكينة، واعتبرها قضاة مذنبة، رغم أن عائلة زوجها المتهمة بقتله تنازلت عن الحق المدنى
وأثناء العودة للسجن، لم تتوقف سكينة عن البكاء حتى فقدت وعيها فى النهاية، وتم إسعافها، ولكن ظل الحكم المعلق برقبتها، أقرب لزلزال أصاب السجن بأكمله، خاصة أن حكم الإدانة يعنى أنها ستواجه عقوبة الرجم حتى الموت أمام الناس، بما فى ذلك أصدقاؤها وأطفالها وعائلتها
قبل النطق بالحكم كانت سكينة تحاول التغلب على معاناة السجن، وتقول شاهيناز إنها كانت تقرأ كثيراً وتمارس الرياضة، كما كانت تهتم بمظهرها متمسكة بالأمل، خاصة أن ابنها وابنتها حرصا على زيارتها ولكن بعد الحكم انهارت تماماً وفى أغسطس الماضى، عرض التليفزيون الإيرانى اعتراف سكينة أمام شاشة التليفزيون بالجرائم المتهمة بها، كما اتهمت محاميها محمد مصطفاى بجلب العار على أسرتها عندما تحدث مع وسائل الإعلام الغربية التى تدخلت فى حياتها لكن إعلان سكينة التليفزيونى بوجهها المتألم وصوتها الحزين، والورقة التى كانت تقرأ منها لم يمنع المحامى محمد مصطفاى من الاستمرار فى نضاله من أجل سكينة، حيث هرب من بلاده عبر الحدود التركية منذ شهر، وهو يقيم حاليا بفندق متواضع فى أوسلو، ولم يتردد فى الانضمام لجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان هناك، تاركاً وراءه ابنته الصغيرة بارميدا ذات السبع سنوات، وزوجته فيرشتيه ذات الـ عاماً على صفحات بارى ماتش يؤكد المحامى الهارب أنه لم يفعل شيئا سوى الدفاع عن حياة الناس، ليس فقط سكينة، التى ستتعرض للرجم والتعذيب والإهانة، ولكن كل الشعب الإيرانى والإنسانية كلها، وكذلك العدالة قصة سكينة لاتزال مستمرة، ويؤكد محاميها الحالى هوتان كيان أنها تعرضت للضرب قبل تقديم هذا الاعتراف، كما أن ابنها وابنتها لا يزالان مؤمنين ببراءتها، ولم يتوقفا لحظة واحدة عن مخاطبة منظمات حقوق الإنسان، من أجل تدشين حركة دولية لإنقاذ والدتهما لم يتوقف الأمر على المنظمات الدولية، ولكن أبناء سكينة أرسلوا العديد من الخطابات لمفتى إيران، ورئيس الهيئة العليا للعدالة، وكذلك إلى الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، ولكن دون أى استجابة أو رد عقوبة الرجم لا تهدد النساء فحسب فى إيران، ولكن الرجال أيضاً عرضة للعقوبة نفسها فوفقاً لمنظمة العفو الدولية، تعرض إيرانيا للرجم منذ عام وفى المنفى هناك العديد من الإيرانيين الذين هاجموا هذه العقوبة، ومنهم الصحفية آسيا أمينى، وهى مازالت تذكر قصة «محبوبة»، التى ترقد اليوم فى مدفنها محاطة بعدد من الحجارة التى كتب عليها أبناؤها الأربعة قصيدة، تجسد مشاعر الحب والاحترام تجاه والدتهم، حيث يقول ابنها إن والده اتهمها بالخيانة، وهى تهمة غير صحيحة، وحتى لو كانت صحيحة فهو لا يلومها، فقد كان والده لا يستحقها، ولايزال هذا الابن يتذكر كيف تعذبت والدته أمامه وأمام أخواته وتؤكد آسيا أن المرأة الإيرانية لا يحق لها طلب الطلاق، وإذا طلبته فإن الزوج يكفيه اتهامها بالخيانة لينتقم منها، وعندها لا تجد المرأة الإيرانية سوى الموت لتهرب من جحيم الزواج
اجمالي القراءات 9548