"جلوبال بوست": المعارضة المصرية تواصل عجزها أمام "الوطنى".. "البرادعى" فشل فى إقناع الأحزاب بمقاطعة الانتخابات.. و"الليبراليون" يملكون أفكاراً جيدة دون أتباع.. والإخوان يملكون أتباعا بلا أفكار
الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010 - 19:52
كتبت رباب فتحى - تصوير: أحمد إسماعيل
أكدت مجلة جلوبال بوست الأمريكية عجز المعارضة المصرية عن مواجهة الحزب الوطنى فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، أو الانتخابات الرئاسية المقررة 2011، موضحة فى تقرير لمراسلها بالقاهرة جون جينسن، أن الدكتور محمد البرادعى رئيس الجمعية الوطنية للتغيي- أحد أبرز رموز المعارضة على مدار الشهور القليلة الماضية- لم يتمكن حتى الآن من توحيد صفوف المعارضة على مقاطعة الانتخابات، وفيما يبدو لن يتمكن من تحقيق أى إنجاز يذكر فى الانتخابات الرئاسية.
وأوضحت المجلة أن أبرز نشطاء الإصلاح فى مصر يسعون للتجهيز لأكبر حركة مظاهرات سياسية حتى الآن بقيادة البرادعى الذى يرى أنه "إذا لم يشترك أحد فى الانتخابات سوى الحزب الوطنى، فسيشعر المصريون بأن الحزب لا يمثلهم وأنه لا يرفع شعار الديمقراطية الفعلية".
ورأت جلوبال بوست أن هذه الدعوة تأتى فى وقت حرج بالنسبة للمشهد السياسى فى مصر التى تشكل مرساة الاستقرار فى الشرق الأوسط، وتعد حليفا بارزا للولايات المتحدة الأمريكية، فبعد مضى قرابة الثلاثة العقود على اعتلاء الرئيس مبارك لكرسى الرئاسة، كثر الحديث عمن سيخلفه، خاصة وأنه أذعن عن تسمية نائب له، وزادت الأقاويل عن أن نجله جمال يستعد لترشيح نفسه فى الانتخابات وتولى مسئولية الرئاسة.
ويسعى البرادعى لتوحيد أحزاب المعارضة المقسمة والتى تصب جميعها لإصلاح الدستور، ولمقاطعة الانتخابات، ومع ذلك تبقى إمكانية إقناعه لجميع الأحزاب المختلفة أمرا مستبعدا، بل أغلب الظن سينتهى المآل بالبرادعى وقد زاد من انقسام الصفوف المقسمة بالأساس قبل الانتخابات الرئاسية المصيرية فى 2011.
قالت جلوبال بوست إن أى ائتلاف للمعارضة يجب أن يضم جماعة الإخوان المسلمين، التى تم حظرها سياسيا عام 1954 لتأييدها تطبيق الشريعة الإسلامية، ورغم أن الجماعة ساعدت البرادعى لجمع أكثر من 700 ألف توقيع على العريضة الوطنية لتغيير الدستور، إلا أنها تتبنى أجندة وأيديولوجية من شأنها أن تعمل ضد رمز علمانى وليبرالى مثل البرادعى.
نقلت عن ناثان براون، وهو أستاذ سياسات الشرق الأوسط فى جامعة جورج واشنطن قوله "الليبراليون والعلمانيون لا يملكون أعدادا، وإنما أفكارا ويحظون بالاحترام الدولى والوقار بين أعلى مستويات المجتمع المصرى، بينما يمتلك الإخوان المسلمون أعدادا لا شيئا آخر".
إضافة إلى ذلك، لم يكترث كثير من جماعات المعارضة لدعوة البرادعى بعد قرابة الأسبوعين من الإعلان عن النية لمقاطعة الانتخابات، ويرى الخبراء والأكاديميون وبعض الأحزاب السياسية أن البرادعى سيواجه مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة فى حشد الفصائل السياسية المختلفة وتشكيل جبهة واحدة موحدة فى نوفمبر المقبل.
"ربما يتمكن البرادعى من خلق صخب سياسى فى الانتخابات البرلمانية، ولكنه لن يتمكن من إدارة مقاطعة كاملة لجميع أحزاب المعارضة"، حسبما يقول وليد قزيحة، أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وأضاف: "الكثير من جماعات المعارضة الكبيرة أغلب الظن ستستمر فى مسيرتها بأى شكل من الأشكال، رغم أنهم ينتقدون العملية الانتخابية".
وقالت المجلة الأمريكية إن جزءا من مشكلة البرادعى يكمن فى وجود الناخبين بمنأى عن المشهد السياسى، فبعد احتكار حزب واحد للسلطة، بات الناخبون وأعضاء المعارضة يشعرون بخيبة الأمل حيال العملية السياسية برمتها.
وسردت جلوبال بوست كيف أسس الرئيس الراحل أنور السادات أول نظام سياسى فى الدولة يعتمد على تعددية الأحزاب عام 1976، ولكن على ما يبدو واجه الحزب الوطنى منافسة ضئيلة على مدار 30 عاما.
وأكد عبد الرحمن يوسف، المتحدث الرسمى باسم حركة البرادعى أن "الحزب الوطنى أصبح أكثر قوة على مدار 40 عاما، بينما أصبحت المعارضة أكثر ضعفا، والمقاطعة ستزيد من شوكة المعارضة وتقويها".