البخاري وموقعة التل الكبير

سامح عسكر في الخميس ٢٣ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

وقعت هذه المعركة عام 1882م بين الجيش المصري والجيش الانجليزي، وانتصر الانجليز واحتلوا مصر منذ هذا العام..

المهم أنه في هذا التوقيت كان الشيوخ يتعاملون مع صحيح البخاري على أنه كتاب مقدس يعادل القرآن في منزلته، حتى أنهم كانوا يقرأون صحيح البخاري دفعاً للشرور والأوبئة والحروب، وكلما تعرضوا لمحنة يلجأون للبخاري فيعتصمون بدار القراءة ويهيمون بقرائته وحفظه.

يقول الشيخ السوري جمال الدين القاسمي في كتابه.."قواعد التحديث"..وهو كان ممن يعيشون في تلك الفترة:

"في الجامع الأزهر، يقرأون متن البخاري موزعًا كراريس على العلماء...في نحو ساعة، جريًا على عادتهم من إعداد هذا المتن أو السلاح الجبري؛ لكشف الخطوب، وتفريج الكروب فهو يقوم عندهم في الحرب مقام المدفع والصرام والأسل، وفي الحريق مقام المضخة والماء، وفي الهيضة مقام الحيطة الصحيحة وعقاقير الأطباء، وفي البيوت مقام الخفراء والشرطة وعلى كل حال هو مستنزل الرحمات، ومستقر البركات"..(قواعد التحديث 1/264)

ولكن القاسمي يعترض على هذا السلوك من شيوخ الأزهر إذ يقول:

"سألت الملم منهم بالتاريخ أن يرشدنا إلى من سن هذه السنة في الإسلام، وهل قرئ البخاري لدفع الوباء قبل هذه المرة، فإنا نعلم أنه قرئ للعرابيين في واقعة التل الكبير "أي في مصر" فلم يلبثوا أن فشلوا، ومزقوا شر ممزق"..انتهى

الترجمة: مصر كانت في القرن التاسع عشر من الشعوب المُعظّمة لصحيح البخاري، وكان شيوخ الأزهر يتبركون بالكتاب عن طريق حفظه وقرائته، طبعاً دون فهمه..حيث القراءة السريعة مع الحفظ غالباً ما تؤثر على جانب الفهم.

المهم ان الشيوخ ذهبوا بصحيح البخاري مع أحمد عرابي للتل الكبير في الإسماعيلية، وكعادتهم قرأوا البخاري في المعركة...وعينك ما تشوف الا النور...انتصر الانجليز واحتلوا مصر لأكثر من 70 عام ، وكله بسبب البخاري الذي أصبح لدى شيوخ الأزهر كالقرآن بل هو أٌقدس منه...

وربنا يسامحك ياعرابي
 
اجمالي القراءات 7131