قام اصحاب ملهي ليلي شهير في اسبانيا بتغيير اسمه بعد موجة احتجاجات من قبل المسلمين، حيث كان يطلق على المكان اسم "مكة"، وهو ما اعتبره الكثيرون إهانة دينية، كما ابدى المسلمون اعتراضهم ايضا على التصميم المعماري للملهي المزين بالمآذن على شكل مسجد.
القاهرة: اضطر مسؤولو إحدى الملاهي الليلية الشهيرة في إسبانيا إلى تغيير الاسم الذي سبق لهم أن أطلقوه عليه، وهو "مكة"، بعدما أثاروا ردود فعل غاضبة في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وذكرت اليوم صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن قادة الاستخبارات في البلاد حذروا مُلاك الملهى من أنهم مستهدفون من جانب المتطرفين الذين يقولون إن هذا المرقص يهين دينهم. ومضت الصحيفة تميط النقاب في هذا السياق كذلك عن أن قراصنة قاموا باختراق الموقع الإلكتروني للملهى، ونشروا مقطع فيديو مصور يهددون فيه بنشوب "حرب كبرى بين إسبانيا وأهل الإسلام"، ما لم يقم الملهى الليلي بتغيير اسمه.
وفي الوقت الذي مازالت يُثار فيه الجدل حول هذا الأمر، قالت الصحيفة إن ملاك الملهى، بمن فيهم كما يُقال حارس المرمى السابق لنادي ريال مدريد الإسباني سانتياغو كانيزاريس، قد وافقوا اليوم على تغيير الاسم، بعد أن اجتمعوا إلى الزعماء المسلمين المحليين.
ولفتت الصحيفة إلى أن ملهى (La Meca ) – ( وهي المعنى بالعربية لكلمة مكة) كان المرقص الأكثر شعبية في مدينة أغيلا الساحلية بمورسيا في جنوب شرق اسبانيا، في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، قبل أن يُغلق قبل عشرة أعوام. وقد أعيد افتتاحه في الثامن عشر من شهر حزيران/ يونيو الماضي بنفس الاسم، ليثير موجة الجدل الحالية. وقد قامت الأسبوع الماضي وكالة الاستخبارات الاسبانية (المركز الوطني للاستخبارات) بلفت انتباه الملاك إلى التهديدات التي تطاردهم على الإنترنت. وفي غضون ذلك، طالب أيضا ً المسلمون الأسبان المعتدلون بأن يتم تغيير الاسم.
وفي تصريحات نقلتها عنه الصحيفة، قال محمد علي، رئيس الاتحاد الاسباني للكيانات الدينية الإسلامية: "يُصَلِّي المسلمون باتجاه مكة، وقد أنزل القرآن الكريم على النبي محمد ( ص) هناك. وإطلاق اسم مثل هذا على مكان مخصص للرقص والسُكر يُبين أن هناك تجاهلا ً لمشاعر المسلمين". هذا وقد أبدى بعض المسلمين اعتراضهم أيضاً على التصميم المعماري للملهى، المُزين بالمآذن على شكل مسجد.
وقد أفادت الدايلي ميل كذلك بأن الاتحاد الإسلامي المحلي لمنطقة مورسيا أجرى مشاورات مع محاميين يخططون لمقاضاة القائمين على الملهى، لإهانتهم شرف دينهم. ونوهت الصحيفة البريطانية في السياق عينه إلى حملات التنديد التي بدأت تروجها بعض المنافذ الإعلامية العربية، وكذلك الصفحات التي دُشِّنت على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" للمطالبة بتغيير الاسم. كما أوضحت الصحيفة أن موجات الجدل لم تقف عند تلك المنطقة الجغرافية، بل امتدت لتصل إلى الولايات المتحدة، حيث علَّقت إحدى المواقع الإلكترونية الأميركية بقولها " إذن فإنه من الجيد أن تبني مسجدا ً على مقربة من منطقة غراوند زيرو، حيث قتل المسلمون ما يقرب من 3000 من الأبرياء، لكن استخدام اسم مدينة ( في إشارة إلى مدينة مكة ) يعد مشكلة".
هذا وقد دعا اليوم ملاك الملهى إلى عقد مؤتمر صحافي مع الزعماء المسلمين المحليين، للتأكيد على خططهم التي يرمون من ورائها إلى تغيير اسم المرقص. وقد طلب مسؤولو الملهى عبر موقعه الإلكتروني اقتراح أسماء جديدة. وأشارت الصحيفة إلى أنه سيتم أيضاً تغيير الشعار الخاص بالملهى، الذي يشتمل على رموز إسلامية، وكذلك المآذن. ومن الجدير بالذكر أن هناك مليون ونصف مسلم في اسبانيا، وهم إذ يُشكلون نسبة تقل عن 3 % من إجمالي السكان الذين يعيشون في البلاد.