{{ وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا}}
أين الوعد ؟ متى النصر ؟
ربيعي بوعقال
في
الجمعة ١٧ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
-
سأل سائل، وتحدى، ثم عاد إلى ـ رشده ـ فراح يتمتم كالمستغفر، ثم رجع القهقري فكفر فتصلب ثم تنصر، وأخذ يكرر: هل فشل ربك؟ أين الوعد ؟ متى النصر ؟
-
قلت : كنتُ مثلك أقول بما يشبه قولك ، كنت أقول : كل الأنبياء حاولوا الإصلاح لكنهم فشلوا فشلا ذريعا ، وكنت أذكر نوحا والطوفان، ولا أغفل نجاة قلة قليلة من المؤمنين، وكنت أذكر قصة موسى الذي أغرق عدوه ليجد نفسه وسط قوم مشركين ، {{ وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا}} كلهم أغرقوا أهلكوا دمروا وأبيدوا ، وما كانت دعوة خاتم الأنياء والرسل استثناء، والفتنة الكبرى ـ المستمرة لحد الآن ـ أكبر شاهد !!
-
نعم، كنت أقول ذلك ، وبأسلوب أكثر حدة من أسلوبك ، ثم تبين لي بحمد الله أن الأمر ليس كما ظننتُ، ويكفي الرسل ـ عليهم السلام ـ فخرا أنهم أخلصوا دينهم لله ، ودفعوا بالبشرية قدما خطوة خطوة نحو الحضارة والأنسنة والرفعة ،، والقصة لم تنتهي طبعا،، ولئن ختمت النبوة فقد استيقظ العقل والحمد لله ، وما أربعة عشر قرنا إلا كيوم وليلة :{{وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون}} فلا تستعجل النصر ، سبأتي النصر ـ بإذن الله ـ سيأتي شاملا كاملا كما وعد الله ، وسيأتي وفق سنن الله التي لا تتغير:{{حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين}}{{فاصبر صبرا جميلا إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا}}.