أثر قلة الذكر
ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيش له شيطانا!!

نسيم بسالم في الأحد ١٢ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

لنستيقِن أحبَّتي أنَّ كُلَّ وسوسَة شَيطانيَّة أثيمَة، بمثابة سَهم سَام يخترقُ القَلب؛ فيُدمِّر عمارَه، ويُشتِّتُ تماسكه وصلابته؛ فيُصيِّرُه خرابًا ويبابًا! فتصوَّرُوا كَيف يكُون حالُ الإنسان إذا كان قلبُه مسرحًا مفتُوحًا لتِلك الوساوِس؛ يستقبلُ مِنها في اليَوم الواحِد العشرات والمئات، كما ذلكُم القُنفُذ المُحاط بالإبر والأشواك في سائر أنحاء جسمِه؟! 
والمعاصي التي ما هي إلا نتاج وثمرَة لتلاقُح القلب بالوساوس؛ تفعلُ الفِعل نفسَه في القَلب كُلَّما جدَّت واستحدثَت، فالنظرة الأثيمة الخائنَة مثلا سهم مسموم من سهام إبليس لعنه الله!!
لا شكَّ أن كُلَّ مَن سمِع هذا وآمَن بِه ينشُد حلاًّ شافيًا لهذه المُعضلَة؛ سيَما لمَّا يصطلي بنار آثارها الوخيمَة، ويكتوي بحرِّ الوساوس المُوجِع؛ من قَلق وكآبَة وضيق صَدر، وسُرعَة غضب وانفلات، وجزَع وقلَّة صَبر، وظلاميَّة وفُقدان حكمَة وبصيرة... الخ. والحَل سَهل ميسُور في مُتناوَل جميع الخَلق إلا مَن أباه؛ وهُو الإكثار من ذِكر الله تعالى بالليل والنَّهار!!
ذِكر الله تعالى بقُوًّة وفعاليَّة، يُعطي للقَلب حصانَة منيعَة، ويُحيطُه بسياج من نُور، تنبهرُ الشَّياطين من ضيائه السَّاطع كُلَّما اقتربَت مِنه!! وفُقدانُه أو الإقلال مِنه (العُشو عَن ذِكر الله) يُضعف طاقَة القَلب ونُورانيَّته، فتستحوذ مِن ثمَّ عليه الشَّياطين، وتُهيمن عليه، وتُمطره بنبال وساوسِها!!
لا أرى حقيقَة ينبغي عَدم السَّأم من تكرار الوَعظ بِها كهذه الحقيقَة التي ذكرتُها الآن؛ لأنَّ القَلب إذا صلُح واستقام وثبُت أتت بعده الخَيرات تترا، وانفتحت أبواب البركات على مصراعيها للإنسان، وإذا فسُد وخبُث لم ينتفع بشَيء، ولَم يُبارَك له في شيء، ولَم يسعَد بشَيء؛ مَهما كثرت عُلومه ومعارفُه، ومَهما توافرت بين يَديه المُتع والنَّعائم الماديَّة!!
(وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) [الزخرف : 36].

اجمالي القراءات 8177