الصد عن القرآن
وقوف الشيطان في سبيل القرآن!

نسيم بسالم في الجمعة ١٠ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

ما أعلمُ مِن كِتاب تقعُد الشَّياطين دُونه كُلَّ مرصَد، وتُجنِّد لَه أكثر جُنودِها خبرَة، وتستعين بأعتى أسلحتها، للتَّشغيب عَنه، والحيلُولة دُون وُصول بني البشَر إليه؛ ككتاب الله تعالى!! لأنَّها تعلمُ عِلم اليقين أنَّ كُلَّ مَن ألقى نفسَه في يمِّ فيُوضاته، وانغمر في بحرِه أنواره ومعانيه؛ فإنَّه سينفلتُ من قبضتِها، وسيتحرَّرُ من استِعمارِها، وسيكُون لها عدوًّا لدُودًا يُفشل مُخطَّطاتِها، ويُعوِّق أعمالَها؛ لذلك آلت على نفسِها أن تُخذّل كُلَّ شيء يُذكِّر بالقُرآن، أو يدعُو إلى تدبُّرِه وفهمِه، وأن تصدَّ عَن أيِّ مشرُوع أو جُهد يُوجِّه بصائر الخَلق للانتفاع بالقُرآن؛ ولكُلِّ واحدٍ منَّا أن يستقرئ أحوال ذَلك من نفسِه وأمِّته ليستيقِن من شيءٍ ممَّا أقُول!!
أمَّا القراءة التَّردادية الهذرميَّة؛ من غير فَهم ولا وَعي ولا استبصار ولا ادِّكار؛ فلا مُشكلَة للشَّياطين مَعها؛ إن لَم تكُن هي نفسُها تُشجِّع عليها، وكذا البروتوكولات القرآنية من مسابقات التَّجويد، وتكريم الحُفَّاظ، ومُزخرفي المصاحف وما إلى ذَلك، فليس للشَّياطين من كبير ضَرر ولا تأثير، لذلك تُرخي لَها العنان...
أقُول هذا لكَي لا يتصوَّر أحدُنا أن الجُلوس الحقيقي مَع كتاب الله، والقراءة الرَّبَّانية لآيات الوَحي، مثل جُرعَة من المياه الباردَة؛ يرتشفُها المرء بسلاسَة وسائغيَّة؛ دُون مُعكِّر أو مُشوّش؛ بل لنَعلم أنَّه كُلَّما فَتحنا المُصحف بنيَّة خالصَة؛ للاستِماع والإنصات والتَّدبُّر والذِّكر، وأخذ العبَر والمَواعِظ، واستفتاح أبواب الغَيب للوُلوج إلى حضرَة القُدس البهيَّة؛ إلا وواجهنا حربًا ضرُوسًا من قبيلِ إبليس وأعوانِه، تُحاول جَهدَها أن تبثَّ فينا القَلق والضَّجَر، وكُلَّ ما من شأنِه أن نترُك الكِتاب جانبًا ونمضي، حتَّى لا تفقد معيَّتنا، ولا تفقد السَّيطرة والهيمنَة علينا؛ لذا أُمرنا بالاستعاذَة الأكيدَة قبل كُلِّ قراءة للقُرآن...
(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) [النحل : 98].
نسألُك يا ربِّ أن لا تحرمَنا من أنوار كِتابِك، ولا تنأى بِها عَن عطائه وخيره اللامحدُود...

اجمالي القراءات 7456