كتاب ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية فى القرن العشرين )
القسم الثانى : القسم الثانى : المعارضة الوهابية فى عهد سعود وفيصل و خالد
الفصل الثانى جهيمان العتيبى واحتلال الحرم المكى (10/11/1979 –اول محرم سنة 1400 هـ )
منهج جهيمان في رسائله : وتعقيب
كتب جهيمان رسائله في ظروف مختلفة اوجدت بعض التناقض في كتاباته فيما يخص علاقته بالسلطة كما سبقت الاشارة اليه ،الا ان السمة العامة علي رسائله تأثره الشديد بكتب الفقه الوعظي التي كتبها ائمة الفقه السلفي في الوعظ والتحذير من تلبيس ابليس ومكائد الشيطان ،كما فعل ابن الجوزي وابن تيمية وابن القيم الي ابن عبد الوهاب في رسائله التي حاول جهيمان محاكاتها .بل انه قام بتلخيص بعض رسائل ابن تيمية ونقل صفحات من رسائل ابن عبد الوهاب ،بالاضافة الي اعتماده علي غيرهم من فقهاء السلف .وانعكس هذا الاعتماد والنقل لكتب السلف علي اسلوب جهيمان ومفرداته اللغوية ،حتي حين كان يخاطب عصره ،ويتضح ذلك من النصوص التي سبق ايرادها ،الي درجة انه يصعب احيانا التفريق بين اسلوب جهيمان وبين ما ينقله عن الشيوخ والائمة لولا انه ينبه علي كلامه فيقول (قلت : ) وحتي هذا الاسلوب من تقاليد الكتابة التراثية ..
واستعان جهيمان بما ينقله من اقاويل الائمة في تدعيم وجهة نظره في الهجوم علي خصومه وكان ينقل تلك الاراء ثم يتبعها بما يؤكد انطباقها علي خصومه ،وهذا ما اعترض عليه ابن باز .اذ وافقه علي ما ينقل من كتب التراث السابقة الا انه خالفه في تطبيق ذلك علي الدولة السعودية ،الا ان اقاويل جهيمان عن عصره جاءت متسقة مع الفكر السلفي التقليدي الذي يحكم بكفر المخالفين له سواء كانوا مسلمين مثل الشيعة او من اهل الكتاب ،والذين يحظر الفكر السلفي التعامل معهم ويعتبره موالاة لهم ،والذين يعتبرهم جميعا اعداء يجب اعلان التبرؤ منهم .وقد افاض في ذلك ابن عبد الوهاب وابن تيمية .واتخذ جهيمان من اقوالهما حجة علي خصومه ورأينا مثلا من ذلك في تكفيره للحكام السعوديين مستعينا باراء ابن عبد الوهاب .
الا ان الخطورة الحقيقة في منهج جهيمان والتي ادت به الي انتهاك حرمة البيت الحرام هي اعتماده علي احاديث الغيبيات (التي تخبر عن علامات الساعة وغيب المستقبل ) وتوجيهها في ناحيتين ،الاولي :الهجوم علي خصومه ،والثانية لم يلتفت اليها احد في حينها ،وهي تمهيده بهذه الاحاديث لعمليته العسكرية في اقتحام البيت الحرام .وفي الناحيتين معا فأنه ليس في استطاعة الفكر السلفي انكار تلك الاحاديث او انكار العمل بمقتضاها .وهنا تكمن المنهجية السلفية المحكمة في رسائل جهيمان .
ومن تحليل رسائل جهيمان في جزئيها الاول والثاني يتضح انه مع ايمانه باحاديث الغيبيات الا انه لم يركز عليها كثيرافي البداية في رسائله الاولي التي اهتم فيها اساسا بالهجوم علي الحكام خصوصا في رسالته الاولي عن (الامارة والبيعة والطاعة وحكم تلبيس الحكام علي طلبة العلم والعوام ) وفيها تفصيل لارائه عن البيعه والطاعة ؛ وقد عرضنا لها ، الا انه استخدم الغيبيات في هذه الرسالة تحت عنوان جانبي يقول (فصل في اخبار النبي صلي الله عليه وسلم عن الحكام المضلين والسر الذى في آخر الزمان والمخرج من ذلك)
ثم في الرسالة الثالثة من الجزء الاول عن (النصيحة) وفي الرسالة الرابعة من نفس الجزء الاول عن ( الميزان في حياة الانسان )وبدأ يطبق احاديث الغيبيات علي الملك عبد العزيز والدولة السعودية علي ان ذلك من علامات الساعة وانه قد ان الاوان لظهور المهدي المنتظر .
ثم اكمل التفصيل في الرسالة الاولي من الجزء الثاني ،وعنوانها (الفتن واخبار المهدي ونزول عيسي عليه السلام واشراط الساعة) وهي اخطر رسائله ،وقد حاول فيها التمهيد لظهور المهدي المنتظر ،وتطبيق ما يقول علي الدولة السعودية منذ عهد عبد العزيز ،مما يقطع بأنه كان يمهد فكريا للحركة التي ازمع القيام بها ،والتي نعتقد انه كان يعد لها حينئذ عمليا وفكريا .
ونعطي امثلة.
في رسالته الاولي اضاف فصلا بعنوان (في اخبار النبي صلي الله عليه وسلم عن الحكام المضلين والسر الذي في اخر الزمان والمخرج من ذلك )ذكر فيه عدة احاديث منها حديث حذيفة ( كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني )، وفي الحديث (قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر )(دعاة علي ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها )(هم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا )(فاعتزل تلك الفرق كلها ..) وحديث اخر لحذيفة ايضا (تكون هدنة علي دخن ثم تكون دعاة الضلالة ..) وحديث (اعدد ستا بين يدي الساعة :موتي ،ثم فتح بيت المقدس ،ثم موتان (أي وباء ) يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتي يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ،ثم فتنة لا يبقي بيت من العرب الا دخلته ،ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الاصفر (أي الروم ) فيغدرونكم ..) ثم حديث فتنة الاحلاس (هي هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من اهل بيتي يزعم انه مني وليس مني …ثم يصطلح الناس علي رجل ..ثم فتنة الدهيماء لا تدع احدا من هذه الامة الا لطمته لطمة …فاذا كان ذلك فانتظروا الدجال …) ثم حديث (سيكون عليكم امراء يؤخرون الصلا ة عن مواقيتها …(الي ان يقول (…لا طاعة لمن عصي الله ) وذكر احاديث اخري عن قتال بين المسلمين وبين الروم ونصر المسلمين ونزول عيسي والدجال ،ويتوجه جهيمان بهذه الاحاديث الي الدولة السعودية وعلمائها ،بداية من عهد عبد العزيز ،فيقول مثلا ( وفتنة الدهيماء هي التي تكون بعد اصطلاح الناس علي هذا الرجل الذي هو الملك عبد العزيز …وبعد هذا الاصطلاح وهذه الهدنة تكون دعاة الضلالة )الي ان يقول ( فانك تجد هذا الوصف منطبقا علي الناس اليوم )(وهذه الصفة فيهم واضحة من حيث استقر حكم الملك عبد العزيز في الجزيرة )، وينتهي الي عنوان يقول ( الخلاصة مما تقدم ومجمل ما نعتقده في حكام المسلمين )، وفيه يؤكد علي عدم طاعتهم او البيعة لهم ،ويتعرض بالهجوم علي عبد العزيز والدفاع عن الاخوان الذين ثاروا عليه ،وينتهي الفصل بالدعوة الي ازالة انظمة الحكم في بلاد المسلمين باعتبارها منكرا .أي ان المخرج هو الثورة العامة علي كل الحكام المسلمين ..
وبمقارنة هذا الفصل الملحق بالرسالة الاولي بما جاء قبله في الرسالة الاولي نكتشف انه الحقه بالرسالة الاولي بعد ان كتب اخطر رسالة من رسائله في الجزء الثاني ،وهي رسالة ( الفتن واخبار المهدي المنتظر ونزول عيسي واشراط الساعة )بدليل انه يحيل القارئ لهذا الفصل الملحق الي رسالة الفتن ،يقول ص 77 (وقد ذكرنا الحديث الثالث والرابع في رسالة الفتن الموجودة في السبع رسائل )[60] أي في الجزء الثاني .وفيها يذكر تلك الاحاديث مع شروح وافية .
والمعني المستفاد من ذلك ان جهيمان في اخر تنقيح لرسائله اضاف اليها ذلك الفصل الاخير عن (اخبار النبي عن الحكام المضلين والسر الذي في اخر الزمان والمخرج من ذلك )ليكون المخرج من ذلك هو ظهور المهدي المنتظر الذي يعد جهيمان لاظهاره ،وختم ذلك الفصل بالدعوة للثورة العامة في بلاد المسلمين واختار ان تكون حركته في البيت الحرام بداية لهذه الثورة .
وفي هذه الرسالة الثالثة من الجزء الاول وعنوانها (النصيحة ) قدم النصيحة الي ولاة امور المسلمين وعامتهم ،وكرر فيها الاعتماد علي احاديث الغيبيات من الصراع بين المسلمين والروم وفتح بيت المقدس ،والهدنة وغدر الروم …ويتوجه بهذه الاحاديث للهجوم علي عبد العزيز ويري انه الذي عقد الصلح مع النصاري ويقول (فلم يبق الا ان يقاتل المسلمون والنصاري عدوا من ورائهم ثم يغدر النصاري بالمسلمين ويقع ما اخبر به النبي صلي الله عليه وسلم) [61].
وفي الرسالة الرابعة والاخيرة من الجزء الاول وعنوانها (الميزان في حياة الانسان ) يؤكد ما سبق في شرحه لنفس الاحاديث فيقول (ثم بعدها حصلت الهدنة بسبب تولي عبد العزيز بن سعود فانه صالح النصاري ،واقر كلا علي دينه ،وهذه هي الهدنة ، فلم يبق الا غدر النصاري )[62] وبعدها مباشرة تأتي الرسالة الاولي في الجزء الثاني (عن الفتن واخبار المهدي ) التي يمهد بها جهيمان فكريا ودعائيا لحركته العسكرية في الحرم الشريف .
وفي هذه الرسالة يبدأ جهيمان بالتأكيد علي ان علم النبي صلي الله عليه وسلم بالغيب يعد من دلائل نبوته، وانه عليه السلام ماترك شيئا يكون الي قيام الساعة الا اخبر به ،وان ما اخبر به النبي قد وقع فعلا .وبعد هذه المقدمات التي يتفق معه فيها فقهاء عصره السلفيون يسرد جهيمان احاديث المهدي المنتظر ،ولا ينسي ان يجعل من علامات صحتها ظهور عبد العزيز ال سعود الذي والي النصاري وفتح عهد الفتنة في رأي جهيمان ،وينتهز الفرصة فيدافع عن الاخوان ،ثم يعود الي التأكيد علي قرب ظهور المهدي المنتظر .
والقارئ السلفي لهذا الفصل من الصعب ان ينساه او يعترض عليه خصوصا وان جهيمان يبدأ رسالة الفتن بخطاب مؤثر للقارئ يقول فيه (وبعد فأسوة به صلي الله عليه وسلم ،في النصح للامة ،وارشادها للخير وتحذيرها من الشر ،بذلت وسعي في جمع احاديث مما صح من احاديث الفتن واشراط الساعة لعظم الحاجة اليها اليوم –وقمت بترتيبها حسب ازمنة وامكنة وقوعها ،مع الحرص علي التوفيق بين النصوص والجمع بينهما واخراجها في صورة متكاملة لتتم بذلك الفائدة ،مع العلم اني بدأت بأخبار الغيبيات لما فيها من الدلالة علي صدق نبوته صلي الله عليه وسلم ،وقد سبق الي الجمع والتأليف في هذا الموضوع اعني موضوع الفتن واشراط الساعة كثير من اهل العلم ،ولكني لاحظت فيما كتبوا امرين هامين : الاول عدم الاقتصار علي الصحيح من ذلك بل جمعوا بين الصحيح والضعيف، ومعلوم ان ديننا لابد ان يصح ثبوته لنعتقده ونعمل به ،الامر الثاني: عدم التوفيق والربط بين دلالتها وتطبيقها علي الواقع الذي وردت فيه، لذلك تجد القارئ في تلك الكتب يجد فيها شيئا من التعارض ،بل في بعض الاحيان لا يكاد ان يفقه ما دلت عليه –مع انهم يعذرون في عدم معرفة ذلك لأنهم لم يروا مارأينا –فاستخرت الله تعالي وجمعت في ذلك ما تيسر، وهو حسبي ونعم الوكيل ).
تعقيب علي منهج جهيمان في رسائله
من خلال المنهج السلفي نفسه يمكن اثبات خطأ جهيمان في اعتماده علي احاديث الغيبيات التي تتحدث عن علامات الساعة واحداثها ،وما يحدث يوم القيامة ،وقد اهتم جهيمان منها بما يخص المهدي المنتظر والفتن في اخر الزمان ،واتخذ منها مبررا فقهيا لحركته في اقتحام المسجد الحرام .
ان الامام ابن القيم الجوزية هو احد ائمة الفكر السلفي الموثقين ،وقد ولد سنة 691 /1292 م ومات سنة 751/1350 م وهو احد من اعتمد عليهم جهيمان في رسائله خصوصا ما كتبه ابن القيم في (التفسير القيم )و(طريق الهجرتين )و( الوابل الصيب )[64] كما يتضح تأثره الواضح بكتاب ابن القيم (اغاثة اللهفان من مكائد الشيطان ) في الاسلوب وطريقة الفقه الوعظي مما يدل علي انه درس جيدا تراث ابن القيم خصوصا كتابه (المنار المنيف في الصحيح والضعيف ) الا ان جهيمان تجاهل ما جاء في كتاب (المنار المنيف ) فيما يخص احاديث الغيبيات .فماذا قال عنها ابن القيم ؟
ان ابن القيم في ذلك الكتاب يجعل من علامات الاحاديث الموضوعة :مخالفة صريح القرآن ،ويؤكد ابن القيم علي ان النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب ومتي تقوم الساعة ،واستشهد ابن القيم بالايات القرآنية التالية (يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (187 :الاعراف ) (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) لقمان 34) وقوله تعالي عن عدم علم النبي سرائر المنافقين (وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا علي النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم :التوبة 101 ) وقوله تعالي للنبي (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ) (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ الانعام 50 ) (وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)الاعراف ). ويستشهد ايضا ابن القيم بأحاديث (لا يعلم متي تقوم الساعة الا الله )وحديث ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ) وقال ابن القيم انه لو كان النبي يعلم الغيب ما جري لأم المؤمنين عائشة ما جري ورماها اهل الافك بما رموها به ،لأنه لم يكن يعلم حقيقة الامر حتي جاء الوحي ببراءتها .ويري ابن القيم ان واضعي تلك الاحاديث من الغلاة ،الي ان يقول ( والمقصود ان هؤلاء يصدقون بالاحاديث المكذوبة الصريحة ويحرفون الاحاديث الصحيحة عن مواضعها لتروج معتقداتهم )..وكأن ابن القيم يشير بذلك الي جهيمان ،الا انه لا يعلم الغيب الا الله تعالي .
الا ان ابن القيم نفسه لم تكن تلك الحقيقة القرآنية واضحة لديه بما يكفي، لأنه يناقض نفسه وينسبب للنبي عليه الصلاة والسلام احاديث اخري في الغيبيات ،خصوصا عندما ناقش احاديث المهدي ونزول عيسي اخر الزمان ،وكان يمكن ان يطبق عليها حكم القرآن في تأكيده علي ان النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب وليس له ان يتحدث في الغيب خارج القرآن ،الا ان ابن القيم اجهد نفسه في الترجيح بين الروايات، منها ما اعتبره صحيحا ومنها ما اعتبره غريبا او موضوعا [65] الامر الذي يدل علي ان ابن القيم بدأ اول خطوة في الطريق الصحيح وهي الاحتكام للقرآن في الاحاديث المنسوبة للنبي ..الا انه لم يكمل المشوار ،وكان يجب علي من اتي بعده تكملة الطريق ..ولكن ذلك لم يحدث .بل حدث تراجع عن التصحيح والاجتهاد دفع المسلمون ثمنه غاليا فيما بين موت ابن القيم سنة 751 هـ 1292م الي موت جهيمان سنة 1400 هـ 1979 م ودفعت جزءا من هذا الثمن الدولة السعودية التي قامت علي الفكر السلفي دون ان تجتهد في تصحيحه وتطويره بالقرآن وبالعصر الراهن ..وستظل تلك المشكلة قائمة ،وكما افرزت جهيمان بالامس تفرز الان المسعري واخوانه …وستفرز اخرين مالم ينفتح باب الاجتهاد في التراث السلفي علي مصراعيه .