تقدم أكثر من 150 من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر بمذكرة إلى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من أجل وقف بث قناة "أزهري"- التي يرأسها الداعية الشيخ خالد الجندي- أو تغيير اسمها، بدعوى أنها تحمل اسم الأزهر بينما هي لا تمثله، وأن صاحبها ومالكها والمساهمين فيها ليسوا من دعاة ولا أساتذة الأزهر.
وأكدوا في مذكرتهم أن القناة التي انطلقت قبل عام لم تحصل على موافقة الأزهر بحمل هذا الاسم، مطالبين بإجبار الشيخ خالد الجندي على تغيير هذا الاسم، أو التحرك لملاحقته قضائيًا بتهمة انتحال الصفة التي تصل عقوبتها إلى السجن ثلاث سنوات، فضلا عن كونها قضية مخلة بالشرف والآداب، على حد قولهم.
وأكد الدكتور احمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر، وأحد الموقعين على الطلب لـ "المصريون، "تقدمنا بطلب للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لاتخاذ الإجراءات القانونية لوقف بث القناة أو تغيير اسمها، وفي حال و لم تستجيب إدارة القناة للطلب سوف نتقدم بطلب مباشر لوزير الإعلام لوقف بث القناة، كما أننا قد نصعد الأمر بعد ذلك إذا احتاج الأمر إلي التصعيد".
وقال في سياق مبرراته لطلب الإلغاء الاسم الذي عرفته به القناة منذ إطلاقها قبل أكثر من عام، إن قناة "أزهري" لا تمثل الأزهر الشريف ولا تعبر عن رأيه أو اتجاهه، ولا تتبني قضاياه، ولم تحصل على موافقة الأزهر بحمل هذا الاسم، كما أن صاحبها ومالكها والمساهمين فيها ليسوا من دعاة ولا أساتذة الأزهر، وبالتالي فلا بد من تغيير مسماها الحالي إلى اسم آخر.
وأضاف: "الأزهر الشريف جامعا وجامعة وإدارة وأساتذة استاءوا جدا من أن تصدر قناة فضائية باسم مؤسسة الأزهر الشريف من خلال شخص ليس من خريجي أو أعضاء الأزهر الشريف وهو الشيخ خالد الجندي، كما أننا لا نعلم أي شيء عن القناة أو عن مصادر تمويلها ولا يوجد رقيب على أفكارها ".
وتابع: "لابد من إلغاء اسم القناة، لأن جميع المشاهدين يظنون وهما وكذبا أنها تابعة للأزهر الشريف، رغم أنها لا تمت بصلة للأزهر، ومالكها والمساهمون فيها ليسوا من دعاة ولا أساتذة الأزهر الشريف"، واستدرك: "لا نعرف شيئا عن الأفكار التي تبثها ومن يقف خلفها، فقد تبث فكرا متشددا وتتساهل في أحكام الدين بشيء مبالغ فيه".
وطالب كريمة الجهات المسئولة بالتحرك حتى لا يُستخدم اسم الأزهر هذا "الاستخدام الخاطئ"، معتبرًا أن "ما يحدث تساهل وتهاون في حق الأزهر لا يمكن السكوت عليه ويرفضه رجال الأزهر جميعًا".
من جانبه، أبدى الشيخ خالد الجندي رئيس مجلس إدارة قناة "أزهري" استغرابه من الطلب بإغلاق القناة لمجرد الاعتراض على الاسم، وقال إن من يريد إغلاق القناة مجرد حاسد أو حاقد أو في قلبه غلا له شخصيا، على حد قوله.
وأضاف: "إنني أتعجب من هذا الإجراء الخطير من قبل بعض علماء الأزهر، الذين يحاربون قناة دينية وسطية تنشر العلم والفضيلة، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر وتحض الناس علي الخير، وتحارب مع الأزهر الشريف كل البدع والأفكار الخارجة عن الدين والقانون، في الوقت الذي انتشر فيه المجون والأفلام الخليعة والقنوات التي تفتح خصيصا في رمضان لنشر الرذيلة وكل ما يخالف الشريعة الإسلامية".
وفي رده على المطالبين بوقف بث القناة، بدعوى أنها تحمل اسم الأزهر، نفى الجندي ذلك وقال إن القناة لا تحمل اسم " الأزهر" صراحة وهو الاسم المعروف والصريح لمؤسسة الأزهر الشريف، لكنها تحمل اسم "أزهري" على عكس ما يقول المطالبون بإغلاقها من أنها تستغل اسم الأزهر.
وأضاف: "اخترت هذا الاسم لتكون بوابة وملاذا ومنبرا لكل خريجي الأزهر الشريف، وانطلاقا من هذا الاسم فإنه يعمل بالقناة العديد من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف الحاصلون علي الشهادات الأزهرية بكافة مراحلها وجميعهم يتبنون منهجا واحدا وفكرا وسطيا وهو منهج وفكر وطريقة الأزهر الشريف، وجميعهم يتعاون معه لنشر الدين الصحيح ومواجهة القنوات والآراء المتشددة التي تروج للأفكار الهدامة والمتشددة والرجعية"، على حد قوله.
وأوضح الجندي أن "الأزهر إذا كان يريد إنشاء قناة فضائية فعليه أن يتقدم ونتعلم جميعا منه وإذا كانت هناك أخطاء في القناة فنحن لا نتعالى على النصيحة وتصحيح الخطأ في لأي وقت".
ورفض في الوقت ذاته الوصف الذي ورد علي لسان بعض علماء الأزهر الشريف بأن القناة مشروع "بيزنس" علي حد قولهم، مؤكدا أن القناة "وقف لله تعالى ولا يستطيع احد إغلاقها وإنما المخول له بهذا الأمر هما وزير الإعلام وجهاز أمن الدولة إذا ارتأيا أن القناة تمثلا تهديدا لأمن مصر القومي".