ق 2 ف1 : ثانيا :حركة ناصر السعيد : تأثير دعوة ناصر السعيد

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٥ - سبتمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية فى القرن العشرين )

القسم الثانى : المعارضة الوهابية فى عهد سعود وفيصل و خالد

الفصل الأول : معارضة ناصر السعيد في عصر الملك سعود (1953 1964)

 ثانيا :   تأثير دعوة ناصر السعيد ) ــ

  تأثير دعوة ناصر السعيد :

بدايته المبكرة والضوضاء التي اثارها حوله بالاضرابات في ارامكو واستمراره في النضال داخل وخارج المملكة وتحالفه مع عبد الناصر ،كل ذلك جعل ناصر السعيد يحرك المياة الراكدة لتتبلورعنها عدة نتائج، اهمها :

أولا :  ظهور حركات معارضة متنوعة :

:معارضة عسكرية  :

 كان عبد الرحمن الشمراني علي صلة تنظيمية بناصر السعيد ، تعرف عليه في 7/11/1957 ،  وهو الذي أخبر ناصر السعيد ان الملك سعود امر بإغتياله، فهرب ناصر السعيد الى بيروت ،وقد اعترف عبد الرحمن الشمراني ضابط الحرس  السعودي لناصر السعيد ان هناك اعوام غيرت حياته ،وحولته من ضابط عادي الي ضابط ثائر ،هي هزيمة فلسطين ،وسوء احوال الشعب في المملكة ،ولقاؤه بقيادة ثورة 1952 في مصر وعلاقته بعبد الناصر ،حيث كان ضابط الاتصال السعودي بعبد الناصر حين جاء للمملكة لأول مرة ،ثم استمرت اتصالاته به حين جاءالشمراني الي مصر . ويذكر الشمراني انه ظل يشكو لعبد الناصر من سوء الاحوال فقال له عبد الناصر :" كفي بكاءا المسألة عايزة تنظيم وعمل " ، فانتقل الي الدعوة الثورية وتنظيم اخوانه فكان في ذلك نهايته.

 وبعدها تم اعتقال عدد من الضباط وطياري القوات الجوية بشبهة الاشتراك في مؤامرة اغتيال الملك سعود في اعقاب الثورة العراقية 17/يولية /1958 .

وفي عام 1962 تم اعتقال ستة ضباط لاتصالهم بزمرة الامراء الاحرار في القاهرة ،وفي عام 1969 اكتشفت محاولة انقلابية اخري ،واعتقل فيها مائة شخصية عسكرية ،وآثر هذا المناخ علي بعض الامراء السعوديين فاصبحوا (الامراء الاحرار).

 الامراء الاحرار :

يذكر ناصر السعيد انه بعد ان خطب خطبته المشهورة امام الملك سعود في حائل احدث خطابه تأثيرا في الامراء ، ومنهم الامير محمد بن عبد العزيز الذي اعلن  تأييده لناصر السعيد لكل ممن قابله من اهالي حائل ،مما شجع ناصر علي زيارة الامير محمد في قصره ،حيث كان هناك عدد من الامراء. وقد طالب منه الامير ان يكتب له تقريرا عن كل ما يريده الشعب ،وقدم له الامير محمد الورقة والقلم فكتب ناصر السعيد مطالب الجيش والشعب،وقدمها له واحتفظ بصورة منها ،وقرأها عليه قبل ان يسلمها اليه ،فقال له الامير انه سيسافر الي الملك وسيقدمها اليه وسيقف الي جانب هذه المطالب، ويقول ناصر انه اكتشف ان ذلك كله كان مجرد دعاية ، واعتبر ناصر السعيد الامراء الاحرار تجار كلام يتظاهرون بالعطف علي الوطنيين. وحكي ناصر ايضا انه ذهب لمقابلة الامير عبد الله الفيصل- المشهور بالامير المحروم- حين كان وزيرا للداخلية ،وقد استنكر الامير عبد الله الفيصل الظلم الذي يلاقيه العمال ،وطلب من ناصر السعيد والعمال ان يحنوا رؤوسهم للعاصفة الي ان يأتي ابوه فيصل الي الحكم ،بل طلب منهم اغتيال الملك سعود ،واعطاه كتاب فيلبي وطلب منه ان يكتب عنه تقريراً ، وذكر ناصر السعيد ان الامير عبد الله الفيصل قال له :" أنا اعرف انكم تعملون للثورة ،وان الثورة قادمة لا محالة ،مهما اخذنا احتياطاتنا ضدها ،ولكن المؤسف لن يميزوا بين سعود و بين الوطني المخلص عبد الله الفيصل ووالده فيصل ،  وهذه مشكلة الثوار ".

وذكر ناصر السعيد ايضا انه قابل الامير سلطان وزير الدفاع وعرض عليه مطالب العمال ،وذكر ان الامير سلطان اركبه معه سيارته ،وان الأمير سلطان لفت نظر ناصر السعيد الي الفوارق الهائلة بين قصور الامراء واكواخ الفقراء ،وان ذلك ليس من الاسلام في شئ ،وان من يطالب بالعدل يتهمه سعود بالشيوعية ، أي انه بادر بتأييد ناصر ودعوته ،ولما طالبه ناصر بان يعمل علي تحقيق ما يقول قال له الامير سلطان (انني مثلك ليس بيدي تحقيق شئ مما قلت ). ولما رد عليه ناصر بانه ليس اميرا ولكن مجرد شخص عادي لا حصانة له و نفوذ ، ومع ذلك يواجه ارامكو واجهزة الحكم، وحينها قال الامير سلطان :( هل تعلم انني اتهمت بالشيوعية وانهم يقولون عني الامير الاحمر وانني موضوع في القائمة السوداء ) .!! واعتبر ناصر السعيد اقوال الامراء الاحرار مجرد تهريج.  

واذا كان لنا ان نصدق ناصر السعيد في حواراته التي ينقلها عن اولئك الامراء فالمعني واضح ،وهو ان الدعاية الناصرية اخذت تؤثر علي العرش السعودي وتثير الجميع عليه مما اوقع اولئك الامراء في خوف من المستقبل، فارادوا الاحتياط مقدما بالكلام المعسول بمن اشتهر امره  او اسمه بانه من الثوار ،وهو مجرد كلام لا يسفر عن شئ .

والملاحظ ان ناصر السعيد لم يذكر انه قابل او تحدث مع الامير طلال بن عبد العزيز اشهر الامراء الاحرار،او الامير عبد المحسن اخيه،بينما ذكر حديثه مع الامير مشعل الذي كان خصما للثورة والمعارضة والذي قال لناصر السعيد (ان احسن شئ للوطن هو تقطيع رؤوسكم ). وحين ذكر ناصر السعيد الامراء الاحرار قال عنهم : ( وكان هناك دعاية وهمية يرددها السذج انذاك عن طيبة وديمقراطية هؤلاء الامراء امثال الامير محمد وسلطان وفيصل واولاده وطلال ومشتقاته ،لأن هؤلاء الامراء التجار اعتبروا الكلام بضاعة لا يصدقها الا الشعب المستهلك الوحيد لبضاعتهم الفاسدة بأظهار عطفهم الزائف علي الوطن والوطنيين ).

وطبقا لمنهجه في تجريد ال سعود من أي ايجابيات فان ناصر السعيد تجاهل في كتابه حركة الامراء الاحرار التي ترأسها الامير طلال وضمت اربع امراء ،الذين تقدموا بطلب اقامة دستور وتشكيل مجلس تشريعي في عام 1962،وقد رفض رئيس الوزراء الامير فيصل هذا الطلب ،ثم استقال فيصل ،وعين الملك سعود مجلسا اخر للوزارة قام برئاسته واسند منصبي وزير المالية والاقتصاد للامير طلال ،كما اسند وزارة البترول والثروة المعدنية لعبد الله التريكي احد القوميين العرب ،وقصد من ذلك استغلال الامراء الاحرار ،الا انهم عندما طلبوا اقامة مجلس وطني منتخب لاعداد الدستور زادت حدة التوتر بينهم وبين سعود . وبدأ الامير طلال ينتقد حكم سعود علنا ،فعزله سعود من مجلس الوزراء ،فاستقال معه الامير عبد المحسن،وتنازل طلال عن لقبه الملكي سنة 1969 ولجأ الي القاهرة حيث كان يعيش ناصر السعيد . وكوّن الامير طلال في القاهرة لجنة لتحرير السعودية ،ولم تكن مصدر تهديد حقيقي للنظام السعودي ،ولم تكن لها شعبية او ايدولوجية ،وبعد انتهاء نفوذ الناصرية بعد كارثة 1967 عاد طلال الي السعودية واستعاد لقبه الملكي .

المعارضة اليسارية والقومية( الشيوعية والبعثية ):

لا يمكن تجاهل اثر ناصر السعيد في نشأة المعارضة اليسارية ،وان تأثر بعضها بالحركات الثورية اليسارية والقومية في الشام والعراق واليمن ،الا ان ناصر السعيد هو الذي قام بتجهيز التربة منذ اواخر الاربعينيات ،واطلق صوت المعارضة عاليا في الخمسينيات ،فبدأ اليسار والقوميون ينسجون علي منواله .

الاحزاب البعثية :حين سيطر البعثيون علي العراق وسوريا حاولوا مد نفوذهم الي الجزيرة العربية ،وفي عام 1958 نشأ الفرع السعودي لحزب البعث ،واصبح في عام 1963 اكبر جماعة معارضة ،وفي اعقاب الانفصال بين البعث السوري والبعث العراقي في منتصف الستينيات استقال معظم الاعضاء السعوديون،وانقسم الاخرون الي بعث عراقي واخر سوري .

فالحزب الذي يوالي البعث العراقي عاش انصاره في العراق ،واصدروا مجلة صوت الطليعة سنة1978 واصبح اكثر تأثيرا خصوصا بين الطلبة الدارسين في امريكا والخارج ونشروا كتيبات ودراسات تنتقد ال سعود دون ان تكون لهم ايدولوجية واضحة.

اما حزب البعث الموالي لبعث دمشق فقد اصدر من دمشق مجلة باسم صوت الجزيرة العربية لتنطق باسم رابطة ابناء الجزيرة العربية ،ووسعت من دائرته لتضم بعض القوميين الاخرين .

الحزب الديمقراطي الشعبي :انشئ سنة 1970 ويضم في عضويته ماركسيين وقوميين بايدولوجية ماركسية وتوجه نحو النضال المسلح لتحرير الجزيرة العربية والوطن العربي كله،وكان اقرب الي فكر ماو تسي تونج ،واتخذ من اليمن الجنوبي مركزا لنشاطه،واصدر مجلة الجزيرة الجديدة وكان يتمكن من تهريبها الي داخل المملكة العربية السعودية .وبرغم راديكاليته الشديدة فقد تفكك وانفصلت عنه جبهة النضال الشعبي سنة 1971 واصدرت مجلتها النضال، واقتصرت مجهودات الجبهة علي اصدار المنشورات.ثم ظهر حزب اخر صغير ليرث الحزب الديمقراطي الشعبي كما ظهر حزب اخر جديد ليتحدث بالايدولوجية اللينية الستالينية .

وفي غمرة التشكيلات المختلفة للمعارضة اليسارية ظهر المجلس السعودي للسلم والتضامن  الذي اصدر بيانا في 26/9/1977 في جريدة (طريق الشعب ) يقول : ان الملك فهد لم ينجز ما وعد به بعد اغتيال الملك فيصل سنة 1975 من اقامة مجلس شورى وحكومة ديمقراطية ذات  سياسة ليبرالية ،والافراج عن بعض السجناء ،بل استمرت حملة الاعتقالات وبدأت تصفية المعارضة سنة 1977،وطالب المجلس باعلان دستور وتكوين احزاب سياسية ونقابات عمالية ومنظمات اجتماعية وثقافية و تأميم النفط السعودي .

جبهة التحرير الوطني :في عام 1956 شكل بعض الشيوعيين والعمال جبهة الاصلاح الوطني ، ثم انسحب منها الشيوعيون وكونوا جبهة التحرير الوطني ،وكان من اهدافها التغيير الشامل لكل ملامح الحياة في السعودية واقامة نظام دولة يعبر عن مصالح الشعب من دستور ديمقراطي يكفل كافة الحقوق السياسية والعمالية ،والنضال ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية ،والغاء القواعد الاجنبية والمعاهدات العسكرية ،ومراجعة عقود الامتيازات الاجنبية وتوثيق العلاقة مع الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية ، وفي نهاية 1975 تغير اسم الجبهة الي الحزب الشيوعي السعودي العربي واصبح محدود الفاعلية .

تدهورالمعارضة اليسارية : باعلان الملك خالد العفو العام بعد اغتيال فيصل ،حيث وعد ولي العهد الامير فهد –وقتها – بترحيبه بالمنفيين السياسيين ،تسابق اغلبيتهم للعودة واعلان الولاء للنظام، وعمل بعضهم في الاستثمارات واصبحوا ضمن الطبقة الطفيلية المستغلة،حتي ان بعضهم تنكر لتاريخه وألحق العسف بالعمال مما اضطر السلطات السعودية للتدخل لمنعه. ويفسر البعض ترحيبهم بالعودة والنكوص عن استمرار الجهاد بسوء الاحوال المعيشية في الخارج،حيث لم تكن مرتباتهم تكفيهم كلاجئين سياسيين ،في الوقت الذي ارتفعت فيه الاحوال المعيشية في الداخل، هذا مع الوقت الذي انحسرت فيه ايدولوجية اليسار وفقد مصداقيته ليحتل اليمين الساحة مكانه .

والواقع انها ضريبة الترف،اذ تعود اولئك علي رغد العيش ،ومارسوا معارضة الفنادق والغرف المكيفة في وقت الرواج لايدولوجية اليسار،فلما انحسرت تلك الايدولوجية وتبدلت الاوضاع السياسية في المنطقة بعد سقوط الناصرية وهزيمة عبد الناصر وعلو النفوذ السعودي ادي ذلك كله الي انكماش التأييد للمعارضين اللاجئين في الدول العربية،واصبح الافضل لهم استغلال فرصة العفو العام فسارعوا الي وطنهم يعلنون التوبة[17] .

هذا يشير الي مفارقة طريفة بين معارضة الاخوان في العشرينيات ،ومعارضة اليساريين والقوميين فيما بين الخمسينيات والسبعينيات ،باستثناء ناصر السعيد باعتباره حالة خاصة .فالاخوان بسبب الضنك الذي اعتادوه كانوا يقذفون بانفسهم في الموت املا في الجنة وهي افضل .وحين عارضوا عبد العزيز تطورت معارضتهم من القول الي الفعل الي حمل السلاح ،اذ ليس لديهم في الحياة ما يستحق الخوف عليه ،اما هذا الجيل الذي ارهقه الترف فقد سارع بترك موطنه في اقرب فرصة ليضع نفسه في خدمة انظمة استبدادية اخري لا تقل في الاستبداد عن أي نظام عربي اخر،وسمح بان تستغله هذه الانظمة في سياساتها وحساباتها مع الحكم السعودي، وبالتالي تعرض للكثير من العنت ،ومن هنا سارع الي العودة حين واتته الفرصة .

الوحيد الذي عاش مخلصا لمبدئه وعاني من اجله داخل المملكة وخارجها هو ناصر السعيد ،الذي رفض العودة وفضل استمرار النضال،ولم يكن ذلك الامتياز الوحيد الذي تحلي به تاريخه اذ انه مع جرأته وشجاعته الذي شابه فيها الاخوان فانه يتميز عن الجميع بايدولوجية  سلمية في المعارضة تمزج بين العدل الاسلامي وثقافة العصر في صيغة مبتكرة .

ثانيا : -النتيجه الثانيه لحركة ناصر السعيد:

عزل سعود وتنفيذ بعض الاصلاحات التي طالب بها ناصر السعيد:

في محاولة لتجنب ثورة شعبية تم نقل وظائف الملك سعود التنفيذية الي الملك فيصل سنة 1958 ولكنه استعادها سنة 1960 مع استمرارالامير فيصل ولي العهد في نفوذه الي ان تم خلع سعود وتعيين فيصل ملكا سنة 1964.

 كان فيصل قد اعلن في سنة 1962 برنامجه الاصلاحي المتأثر في نقاطه العشر بمطالب ناصر السعيد ،ويقول البرنامج في بدايته (الاصلاح بهدف تحقيق نظام موحد قائم علي مبادئ الشريعة ،فالقانون الاساسي (أي الدستور) سيتم نشره ومستمد من القرآن والسنة النبوية واجتهاد الخلفاء الراشدين واهل السنة من السلف الصالح ،وسيتم اعلان المبادئ الاساسية للحكم والعلاقة بين الحاكم والمحكومين )أي ارجأ اعلان الدستور والمبادئ الاساسية لوقت لاحق ،ثم اعلن النقاط العشر وهي :اعادة تأكيد التزام الدولة بالقانون الاسلامي والوعد بأصدار دستور واقامة مجلس شوري ،تنفيذ النظم التي علي اساسها يتم تشكيل حكومات اقليمية في كافة مناطق المملكة،اعلان استقلال النظام القضائي ويعد باقامة مجلس اعلي للقضاء ووزارة العدل ،اعلان تشكيل مجالس القضاء ،من عشرين عضوا يختارون من بين القضاة علمانيي التعليم وعلماء الدين ،فرض تطبيق الاعلام الاسلامي والدعوة ،اعلان اصلاح لجنة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ،تبني الحكومة لتنمية اجتماعية وتحقيق رفاهية للمواطنين والسيطرة علي الاسعار وتخصيص دعم حكومي لطلاب المدارس ،وتقديم نظم رعاية وامن اجتماعي ،وسن قانون لحماية العمال من اصحاب العمل،والاستعداد لاعادة تنشئة وتدريب وتشغيل العاطلين ، اعلان تقديم تشريعات ملائمة لتنظيم الانشطة الاقتصادية وتشجيع الاستثمار المالي ،التعهد بدعم جهود تطوير البلاد والبنية التحتية الاساسية ،واخيرا الغاء العبودية والرق في المملكة.

وبالطبع لم يتم تنفيذ الاصلاحات السياسية الديمقراطية ولكن قامت الدولة السعودية باصلاح البنية الاساسية في الطرق والمواصلات والمساكن والكهرباء والرعاية الصحية [18] وساعدها تطور انتاج البترول علي تحقيق رفاهية المواطنين ، وتحقيق احد مطالب ناصر السعيد .

لقد عاش ناصر السعيد حتي رأي تحقيق بعض مطالبه ،ومع ان التآمر علي حياته لم ينقطع الا ان ناصر السعيد عاش حتي رأي عزل الملك سعود وعاش حتي رأي لجوء سعود الي القاهرة ،ورأي موت سعود في القاهرة سنة 1969 ،وعاش ليشهد اغتيال الملك فيصل سنة 1975 وظل حيا يتفادي محاولات اغتياله حتي سمع باقتحام الاخوان للحرم المكي سنة 1979 ،فخرج ناصر السعيد من مخبئه ليدلي برأيه في بيروت في الحادث ،فكان في ذلك نهايته الغامضة.

ثالثا : -النتيجه الاخيره لحركة ناصر السعيد:

قبل نهايته اوجد الظروف التي اشعلت حركة جهيمان العتيبي،فقد اضطهدت السلطات السعودية حركات المعارضة اليسارية خصوصا الشيوعية منها ، واستعانت عليها بالتيار السلفي ،فضاع ذلك التوازن بين التيارين السلفي والعلماني ،خصوصا مع تحالف السادات وفيصل وعلو شأن التيار الاخواني في المنطقة ، وحين تعاظم النفوذ السلفي ظهرت منه حركات المعارضة من جهيمان الي المسعري ،وتلك هي النتيجة الاخيرة في تأثير حركة ناصر السعيد ..ونتأهب بعدها للدخول في المعارضة السلفية من جهيمان الي المسعري .

الهوامش

17-عن حركات المعارضة الاخري :ناصر السعيد :تاريخ ال سعود: 544 :547،649 ،122 :123 ،682 :685

د.رفعت سيد احمد :قديس الصحراء :95 ،49:41،58،61

 الياسيني :المرجع السابق 144 :188 ،132 ،189 :192 .

18-الياسيني :المرجع السابق:  96 ،165 :167 ،174 -.

اجمالي القراءات 11002