نصيحَتي لإخواني الكِرام - سيَما الشَّباب منهُم - أن لا يُكثرُوا من الخُلوة مَع أنفُسِهم؛ إلا أن تكُون خُلوة مَع قيُّوم السَّماوات والأرض!!
الاختلاء بالنَّفس؛ أو البقاء مُنفردًا في بيتٍ أو في متجرٍ في إحدَى مُدُن التَّلِّ مثلاً؛ يُهيِّج الوساوس، ويُثير شهوات النَّفس، ويُسهِّل للإنسان الوُقوع في معاصٍ كثيرَة، أقلُّها رُبَّما - ولا هيِّن في معصيَة الله - سياحَة الخَيال في قضايا الجِنس والغَرام؛ فتتبرمَج النَّفس على المعصيَة وحُبِّها، والاشتياق إليها، والتَّطلُّع إلى مُقارفتِها؛ حتَّى إذا سنَحت الفُرصَة كان أسهَل ما يكُون اقتحامُها، والخَوض في وحلِها! ناهيكَ عَن النَّظر الحرام إلى ما يحلُّ من الأفلام المُحرَّمة، وما هُو أفظَع وأنكَى من معاصي الفَرج المُختلفَة؛ عافانا الله جميعًا مِن الحرام وأفخاخِه!!
استغل وقتَك أخي الشَّاب في النَّافعات، واصرِف كُلَّ طاقتِك في العبادَة الخاشَعة، والعِلم النَّافِع، والعَمل المُثمِر (في أيِّ حقلٍ من حُقول الحياة المُتشعِّبَة)، وخالِط الصَّالحين، واجتنب الأشرار، واقضِ ما تبقَّى لَك من أوقاتٍ في خُلوتك في ذِكر الله وقراءَة القُرآن، والاستِماع للدروس المُفيدَة، تنزوي عَنك الشَّياطين، وتزُول عَنك الأفكار الخبيثَة.
أسألُ الله أن ينفعني بما أقُول أوَّلاً قبل أيِّ أحدٍ آخَر؛ فالمَهاوي كثيرَة، والفِتن مُدلهمَّة؛ نبتغي من الله العافيَة والمُعافاة. طابَت أوقاتُكم أحبابي!!