هل حرم الله السخاء والجود والكرم ؟

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ٠٨ - سبتمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

هل حرم الله الجود والسخاء والكرم ؟

من الأمور الملاحظة فى آيات وسور المصحف أن ألفاظ الكرم والجود والسخاء بمعنى دفع المال بكثرة لم ترد فى الوحى الموجود بين أيدينا

 السؤال الذى يجب طرحه :

ما السبب فى هذا ؟

السبب هو أن الألفاظ الثلاثة تعنى أمرا محرما هو الإسراف أى التبذير وأدلة التحريم هى :

-        قوله تعالى بسورة الفرقان :

"وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً"

فالواجب على المسلم فى الإنفاق التوسط  لا إسراف أى لا سخاء أى لا جود  ولا بخل أى ولا شح  

-        قوله تعالى بسورة الإسراء :

"وَلَا تَجْعَل يَدك مَغْلُولَة إِلَى عُنُقك وَلَا تَبْسُطهَا كُلّ الْبَسْط فَتَقْعُد مَلُومًا مَحْسُورًا"

فبسط اليد وهو السخاء كالحكايات التى تروى مثل تبرع واحد بكل ماله أو تبرع غيره بمعظم ماله  أو إطعامه العشرات والمئات  أو إعطاء السائل  ماله  كله ولما وجد السائل لا يقدر على حمل المال خلع الرداء ودفعه أجرة للحمالين  أو أعطاه أحدهم المال بمئات الألوف فوزعه كما يروى بالطبق وأكل العشاء خبز وزيت هو أمر محرم  والنتيجة هو أن المسرف سوف يلوم نفسه ويتحسر على تضييعه للمال كله

-        قوله تعالى بسورة النساء :

"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"

 فهنا طالب الله أصحاب المال أن يبقوا بعض مالهم لأولادهم الضعاف سواء صغار أو معاقين أو مرضى بأمراض مزمنة  وإبقاء المال بوصية واجبة يعنى حرمة التبرع به كله

-        قوله تعالى بسورة الإسراء :

"وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيلولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا"

فهنا يجب ان يعطى المنفق الحقوق المالية لأصحابها مثل النفقة على ذوى القربى من أولاد وزوجات وآباء وأمهات وبعد هذا يعطى المحتاجين كالمسكين وابن السبيل مما يفضل عن نفقته على ذوى قرباه وهذا يعنى أن يبقى المنفق مال النفقة الشهرى أو السنوى معه ولا يتبرع بكل ماله أو نفقة من تجب عليه نفقتهم

-        قوله تعالى بسورة  البقرة " وما تنفقوا من خير فلأنفسكم " وقوله بسورة آل عمران "حتى تنفقوا مما تحبون " وقوله بها "وما تنفقوا من شىء  فإن الله به عليم" وقوله بسورة الرعد  "وأنفقوا مما رزقناهم "

وهناك أكثر من عشر آيات نجد التعبير من خير من شىء  مما رزقناهم  مما تحبون فاستخدام من ومما يدل على إنفاق جزء من المال وليس كله ومن ثم فالإسلام يحرم السخاء أى الجود أى الكرم الإنسانى  باعتباره إسرافا مرفوضا

ومع هذا التحريم جعل الله هناك نفقة أعظم وهو الإيثار وهى :

أن يعطى الإنسان الغير جزء مما هو محتاج إليه مؤثرا هذا الغير على نفسه وفى هذا قال تعالى مادحا الأنصار فى سورة الحشر :

"وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"

وبالطبع ما يحكى عن وجود أغنياء للمسلمين كان عندهم الملايين والمليارات وضياع وقصور فى الدولة الإسلامية كابن عوف والزبير وغيرهم هو محض افتراء فالدولة الإسلامية لا يوجد فيها أغنياء لتلك الدرجة لأن الله حدد الأرباح بألا تزيد عن الضعف وحدد ما يقلل الثروات من الأحكام  كالزكاة بحيث يكون المال كما قال تعالى  بسورة الحشر " كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم "

اجمالي القراءات 9665