أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- اعتبر إمام أمريكي مسلم يقف وراء مشروع بناء مركز إسلامي ومسجد على بعد خطوات قليلة من موقع "المنطقة صفر"، التي كانت تضم برجي مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك، أن الأمن القومي للولايات المتحدة يعتمد على كيفية التعامل مع هذه القضية المثيرة للجدل.
وقال الإمام فيصل عبد الرؤوف، خلال مقابلة مع برنامج "لاري كينغ لايف" على شبكة CNN مساء الأربعاء: "إذا انتقلنا من هذا الموقع، فإن ذلك يعني منح فرصة للمتشددين لاعتلاء المنابر"، وتابع قائلاً إن "العناوين الرئيسية في العالم الإسلامي ستقول إن الإسلام يتعرض لهجوم."
وشدد عبد الرؤوف، الذي قام بجولة في منطقة الشرق الأوسط مؤخراً، على أن مهمته كانت ترتكز على الدعوة للسلام وإقامة جسور بين المؤمنين، وأضاف أنه تحدث أيضاً عن وجود "متشددين" في كلا الجانبين اللذين يحتدم الجدل بينهما حول قضية المركز الإسلامي.
روابط ذات علاقة
واستطرد قائلاً: "أمننا القومي حالياً يعتمد على كيفية تعاملنا مع تلك القضية، وكيف نتحدث عنها"، خاصة أن المنطقة التي من المخطط إنشاء المركز الإسلامي عليها، تبعد أمتار قليلة من موقع برجي مركز التجارة العالمي، اللذين دمرا في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
وفيما أشار إلى وجود ما أسماها "معركة" بين المعتدلين والمتشددين في كلا الجانبين."، فقد حذر عبد الرؤوف من أن نقل المشروع إلى مكان آخر، من شأنه أن يزيد قدرات المتشددين الإسلاميين لتجنيد أتباع لهم، وقد يؤدي ذلك إلى تزايد في أعمال العنف ضد الأمريكيين.
ورداً على سؤال عما إذا كان يضع في اعتباره إمكانية نقل المشروع إلى موقع آخر، أجاب قائلاً: "لا يوجد خيارة غير مطروح على طاولة المفاوضات"، وتابع: "نحن نقوم بالتشاور والتحدث مع العديد من الناس، حول كيفية إنجاز ذلك، لذلك فإننا نتفاوض من أجل الوصول إلى أفضل وأسلم الخيارات المتاحة."
وكان الإمام المصري الأصل، قد ذكر خلال ندوة بإمارة دبي أواخر أغسطس/ آب الماضي، أن قضية بناء المركز الإسلامي في نيويورك "أخذت أكبر من حجمها الفعلي"، كما اعتبر أنها "امتدت لتصبح موضوع الوجود الإسلامي في أمريكا ككل."
وقد أثار مشروع بناء المركز الإسلامي في المنطقة موجة استياء شعبي، كشف عنها استطلاع أجرته CNN بالتعاون مع "ريسيرش كورب" هذا الشهر، وجد أن معارضي المخطط يصل إلى 68 في المائة من جملة المستطلعين، وهو ما وصفه حاكم نيويورك، ديفيد باترسون، بأنه مؤشر بأن "جراح 11/9 لم تندمل بعد."
وكان المئات من الأمريكيين قد احتشدوا قرب موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الأحد، منقسمين بين مؤيد لمشروع مثير للجدل يرمي لإقامة مركز إسلامي ومسجد في الموقع، وبين معارضين له قاموا برفع شعارات تحذر من المد الإسلامي في البلاد وانتشار المساجد التي اعتبروا أنها تهدد الحرية وتذكّر بالهجمات التي وقعت عام 2001.