أدولف هتلر، شخصية تاريخية كانت مليئة بالجفاء وقسوة القلب، شخصية تعبث بالأرواح ولا تضعف أمام الدماء مهما سالت أو كثرت، تركيبة فريدة، آمنت بوهم النازية والجنس الآري، من أجل تحقيق مجد زائف، لكنه كان يأمل أن لا يزول.
ولد هتلر في اليوم الموافق 20 إبريل 1889م، وتوفي يوم 30 إبريل 1945م، كان مواطناً ينتمي لدولة النمسا الحالية، إستطاع أن يصعد إلى سلم مجده الزائف، منذ أن أصبح زعيماً لحزب العمال الإشتراكي، والذي عرف فيما بعد بإسم "الحزب النازي" وكان هو الحاضنة الحقيقية للنازية، التي لم تكن مجرد فكرة أو مجرد أيدولوجية، كما يظن البعض ! ولكنها كانت معتقداً نما وترعرع بعد أن حظي برعاية هتلر، ليحل محل الديانات الأخرى اليهودية والمسيحية أيضاً ! وليكون هتلر مسيح آخر منتظر ! لقد أزيلت صور المسيح عليه السلام وقتها من داخل الكنائس، وإستبدلت بصور هتلر، وتلك كانت البداية، لصراع مع البشرية، فقام هتلر، بسحل وقتل اليهود ! فلم يكن للمسلمين تواجد وقتها بألمانيا، مثل اليهود، لقد تسبب النازية بقتل ما يزيد عن 2.5% من سكان العالم وقتها، فأين الحقيقة في ظل تزوير البعض للتاريخ، ليتم تطويعه لصالحهم، هذه مجرد نظرة على حياة "هتلر" لكننا سنخرج منها بالكثير.
بداية لنلقي نظرة على الأسباب الحقيقية للصراع بين النازية واليهود :
يرجع البعض أسباب الصراع بين هتلر واليهود، أو بين النازية واليهود، إلى بعض الخلافات فيما بين ديانتي المسيحية واليهودية، مثل تحريم الربا في المسيحية، وعدم تحريمه في اليهودية، وأشياء أخرى من هذا القبيل.
بيد أن السبب الحقيقي، يعود إلى إيمان الجنس الآري، بالمعتقد الجديد الذي ترسخ لديهم .. بأنهم رجال الله، وشعبه المختار، وكانوا يؤمنون بعودة المسيح المنتظر والذي رأوه في شخص "أدولف هتلر" فيما بعد، لقد بدأت أفكار النازية العنصرية تلك، تنمو بشدة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، وكان أغلب شعوب الجنس الآري يعتنقون المسيحية القديمة، وعندما قرروا الإعلان عن عنصريتهم الجديدة من خلال إستبدال المسيحية بالنازية، تصدى اليهود لأفكارهم ومعتقدهم النازي، فلم تكن بألمانيا وقتها ديانات سوى المسيحية واليهودية، فقام اليهود بالتشكيك في النازية، وأسطورة الجنس الآري، وفندوا حجج أصحابها، ومن هنا بدأ الصراع الحقيقي بين النازيين بقيادة هتلر وبين اليهود، فكانت مرارة صراع راح ضحيته عدد غير قليل من اليهود، كما أنه غير معروف العدد بدقة أيضاً، وزاد من حدة الصراع كون اليهود جنس يختلف عن الجنس الآري في الشكل والخلقة، ونتيجة تزاوجهم بالألمان، جعل هتلر يصر على إبادتهم، لأنهم كانوا سبباً في إختلاط الجنس الآري، والذي سعى "هتلر" فيما بعد لتطهير الآريين من خلال حصر التزاوج فيما بين أبناء الجنس الآري فقط.
حقيقة مذابح الهلوكوست :
كلمة هولوكوست يونانية الأصل وتعني "حرق القرابين لخالق الكون" والكلمة الآن ترمز إلى مذابح هتلر، التي قام بها ضد اليهود، وقد شكك في الـ "هلوكوست" كل من هم ضد الصهيونية أو إسرائيل، سواء من العرب أو غير العرب، بينما يؤكد اليهود على مذابح الـ "هلوكوست والتي أحرق فيها ملايين من اليهود ! فأين إذاً تكمن الحقيقة :
- إن الحقيقة ليست كما ذكر اليهود، وأيضاً ليست كما ذكر خصومهم، وأنا هنا سأذكر معلومات بناء على أدلة لمستها وشاهدتها، من خلال زيارات حية لبعض معتقلات هتلر.
ففي بداية شهر ديسمبر من العام 2010م، زرت ألمانيا، وذهبت إلى معتقلات النازية، والتي كانت لا تخلوا جميعها من المحارق ! وهناك شاهدت أفلاماً توثيقية لأشخاص كانوا أحياء، ثم شاهدتهم بعد أن أصبحوا أمواتاً، ورأيت بعيني تلك المحارق، والتي لا ينكرها الألمان أنفسهم، فهم لازالوا يحتفظون بكل دليل على عصر هتلر، فمن يذهب إلى هناك سيرى ملابس لأشخاص قتلوا أو ماتوا لأسباب عديدة، من قمصان أو فساتين أو حتى الأحذية ... إلخ، وقد يري صوراً أو تسجيلات مصورة لهم وهم أحياء منذ إعتقالاتهم إلى وفاتهم أو وفاة البعض منهم، وهذا ما إطلعت عليه في زيارتي ! لقد كانت مرارة الزيارة بالنسبة إلي أنني إشتممت في تلك المعتقلات رائحة الموت، وكم كانت رائحة كريهة، فمن أعراضها غثيان أو إغماء ولا عجب إن أدت إلى الموت.
- حقيقة الأمر، أن هناك أشخاصاً، من اليهود ومن غير اليهود أيضاً، قد تم إحراقهم، ولكن كان للحرق أسباب، وقد كان من حسن حظي أثناء زيارتي لألمانيا في بداية شهر ديسمبر، أنه كان شهر بداية سقوط الثلوج هناك، مما وفر علي وقتاً لتفسير عدداً من الألغاز حول حقيقة أسباب الحرق، فواقع الأمر أن هتلر كان يعتقل ثلاثة فئات وهم : المعارضين السياسيين، والمثليين أوالشواذ جنسياً، واليهود.
والحقيقة أن الإعتقال لم يكن من أجل إحراق المعتقلين، ولكن العوامل الجوية كانت تجبر، القائمين على المعتقلات، على إحراق كافة جثث الموتى، أي أن الإحراق كان من نصيب الموتى فقط، وكانت أسباب الموت متعددة، ومنها مثلاً...
التعذيب، كما كان منها أيضاً الموت نتيجة البرد القارس، وكان البعض يموت ميتة طبيعية، وقد كانت درجة الحرارة في بداية سقوط الثلوج في شهر ديسمبر تصل إلى 10 درجات تحت الصفر، وإرتفاعات الثلوج تصل إلى ثلاثة أمتار ويزيد ! وتشتد البرودة في شهري يناير وفبراير !
وكان المعتقلين في شهور الشتاء هم الأسوأ حظاً، فكانوا يتعرضون إلى الإستحمام الجبري، حتي في ظل البرد القارس، وبعد الإستحمام يتم تطهيرهم، ثم معاودة إستحمامهم الجبري مرة أخرى، فكان منهم من يسقط صريعاً نتيجة عدم قدرة جسده على تحمل البرد وهو عارياً ! ونظراً لمعتقدات النازية، التي أخذت من الوثنية مبادئ كثيرة ! فإن حرق الجثث لم يكن بالأمر المحرم ! بل كان الحرق أمراً يدخل في العقيدة النازية، وبالتالي كان كل من يموت داخل المعتقلات، تحرق جثته
في أفران الجحيم الدنيوي لمعتقلات هتلر.
فحقيقة الأمر إذاً : أن عدداً كبيراً من معارضي هتلر وأيضاً من المثليين جنسياً وكذلك من اليهود، قد تم إحراقهم حقاً في أفران معدة لذلك، وكانت حكمة الحرق وقتها، تكمن في أن التخلص من الجثث بالحرق بالنار، يمنع إنتشار التلوث أو الأمراض، خاصة في ظل ظروف وعوامل جوية تجعل إرتفاع الثلوج يصل إلى ثلاثة أمتار ويزيد ! مما يجعل من أمر الدفن أمراً صعباً.
الشكل العام لأفران المحارق :
الأفران التي كانت تحرق فيها الجثث لا تختلف عن تلك التي كانت تستخدم قديماً لأجل عمل الخبز، فقد كانت بدائية الصنع، بيد أنها مبنية من الطوب، بشكل هندسي مرسوم ومحدد الزوايا، وكانت غرفة الأفران تحوي عدد غير قليل يختلف من غرفة لأخرى ومن معتقل لآخر، إلا أن كل غرفة تسع إلى ما لا يقل عن عشرة أفران جميعها متجاور، ويسع كل فرن واحد لعدد جثة واحدة، ولكل فرن باب حديد قوي، وكان يتم إشعالها بطرق قديمة مثل الفحم أو الأخشاب.
أسطورة الجنس الآري :
الجنس الآري يعود أصله إلى أسطورة قديمة، تقول أن الله قد إصطفى هذا الجنس، ليكونوا رجاله وجنوده، ثم حدث فيضان عظيم، غرق فيه الجنس
الآري، بإستثناء مجموعة إستقلت زورقاً ركبوه إلى هضبة التبت، ومناطق أخرى فيما بين الهند والصين، حيث إستوطنوا هناك وسميت هذه الأرض بإسم "أطلانطس" ويعد هؤلاء هم خلق الله المختار الذين نجوا من الفيضان، ويعد سكان "أطلانطس" هم أسلاف الجنس الآري الذي كان يسكن أوربا. لكن الله عاقبهم عندما تزوجوا وإختلطوا من أجناس أخرى، عادية وليست مختارة من السماء مثلهم ! ويتسم الجنس الآري بالصفات الآتية :
1- البشرة ذات اللون الأحمر.
2- الشعر الذهبي.
3- العيون الزرقاء الملونة.
4- الجباه الضيقة.
5- الأطراف الطويلة.
وكان هذا المعتقد الذي روج له بعض كهنة النازية المؤمنين بتلك الأسطورة، بذرة نشأة النازية. والتي روج لها أحد قادة "إس إس" وإسمه "هاينرش هيملر" والذي أرسل بعثات إلى التبت لإثبات تلك الأسطورة ! والـ "إس إس" كانت وحدة عسكرية تأسست في بداية ثلاثينات القرن العشرين، وكانت وحدة تابعة للحزب النازي، وكان لها أعمال وممارسات بوليسية أيضاً بخلاف دورها العسكري.
حقيقة النازية :
النازية عقيدة لها أركان منها أن "هتلر" كان هو المسيح الآخر المنقذ، ومن سمات وأفعال النازيين بعض الأمور نذكر منها الآتي :
- تفوق الجنس الآري والذي كان أسلافه آلهة فيما قبل.
- ضرورة إعادة الجنس الآري مرة أخرى، فكان يتم إختيار الأطفال الذكور وأيضاً الإناث منهم، المتمتعين بالصفات الخاصة بالجنس الآري، لخلق جيل جديد.
- تربية الجيل الجديد على المعتقد الجديد وهو "النازية" والإيمان بـ "هتلر" على أنه المسيح الآخر المنتظر.
- بعد وصول الأطفال الجدد لمرحلة البلوغ يتم تزويجهم ببعضهم البعض، ويسمح للرجل بأن يتزوج من أكثر من إمراءة، على عكس الديانة المسيحية التي لا تسمح بأكثر من زوجة ! كما كان يسمح بالعلاقات غير الشرعية أيضاً.
- كانت الدولة النازية تقوم برعاية هؤلاء الأطفال فيما عرف وقتها بـ "نافورة الحياة" والتي كانت عبارة عن حاضنة كبيرة ترعى الأطفال حديثي الولادة، منهم من كان نتاج أبوين من الجنس الآري، من خلال علاقات غير شرعية، ومنهم من كان نتاج زواج شرعي أيضاً.
- لقد كان الهدف فقط، هو إعادة الجنس الآري النقي للحياة مرة أخرى، حتى يستعيدوا هويتهم كجنود لله، لذلك كان يجب تنقيته، على حسب معتقدهم، من خلال تطهيره بعدم إختطلاته بالأجناس الأخرى !
- لم يقف الأمر عند ذلك بل كان يتم إختطاف الأطفال من دول أخرى ممن هم يتمتعون بصفات الجنس الآري، ويوضعوا في "نافورة الحياة" ففي بولندا على سبيل المثال تم إختطاف أكثر من 200000 طفل منها !
لقد إنتشرت معتقدات النازية مع نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، وكان من أسباب إنتشارها قبل مجيئ هتلر، هو إنتشار الفقر والبطالة وتردي الأحوال الإقتصادية، أيضاً بسبب إنتشار الفكر القومي العنصري آنذاك، هذا بالإضافة إلى ضخامة أعداد المحاربين اللذين أصبحوا معوقين نتيجة فقدانهم أطرافهم أو فقدان إحداها ! لقد كانت الأحوال في ألمانيا سيئة بعد الحرب العالمية الأولى، ووقعت البلاد تحت رحمة الدول المنتصرة،
حكاية الصليب المعكوف :
الصليب المعكوف ليس إختراعاً جديداً أتت به النازية، بل كان رمزاً لبعض الديانات الوثنية في الهند، وهو على شكل أربعة قرون لثور، ترمز في الوثنية الهندية إلى القوة كما أنها تجلب الحظ.
نظرة على جرائم هتلر ضد الإنسانية :
1- فتح المعتقلات لكل من ندد بالنازية أو حتى لم يؤمن بها.
2- عدم إحترام تقاليد الموت، وقيامه بحرق كافة جثث الموتى.
3- إضطهاد اليهود كونهم أصحاب معتقد يختلف عن معتقد النازية، وإعتبارهم جنس غير نقي، تسبب بإختلاطه بالجنس الآري بتلويثه، فكان نصيبهم الإعتقال والحرق.
4- قتل الأبرياء من المعوقين الألمان، نظراً لأنهم فقط معوقين، حتى وإن إنتموا للجنس الآري !
5- قتل الأطفال المولودين بأي إعاقة كانت، بحجة تخليص أرواحهم من أجسامهم المعذبة.
6- كان هتلر الشرارة الرئيسية للحرب العالمية الثاني
ة والتي راح ضحيتها مابين 50 مليون : 85 مليون شخص ! وهو رقم يعادل نسبة 2.5 % من تعداد سكان العالم وقتها.
7- العنصرية والتطرف للجنس الآري.
تلك كانت نظرة على "أدولف هتلر" ليس إلا، وإن ألقينا عليه عدة نظرات فستتفتح لدينا ملفات أخرى، تحتاج مئآت أو آلاف الصفحات، فقد كانت حياته مليئة بدروس وعبر للتاريخ، حتى وإن كان تاريخه أسود، إلا أننا يجب أن نلتفت إليه مراراً وتكراراً، وأختتم كتابي هذا بمقولة أو حكمة لـ "هتلر" قال فيها : "السلطة يلزمها مؤسسة روحانية لحمايتها" من خلال تلك المقولة نجد أن العصر الحديث مليئ بسياسات في عدد من دول العالم يعتمدون على حكمة "هتلر" فلديهم جميعاً مؤسسات روحانية تحميهم كما يحدث في إيران والعراق ومصر أثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية ... إلخ.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت