أكثر من 100 ألف إله يقدسهم دواعش الأزهر

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٧ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا : تأليه الصحابة فى الدين السنى الحنبلة الوهابى الداعشى

1 ـ تراثيا يقولون إن عدد الصحابة مائة ألف ، وأن الصحابى هو من رأى النبى محمدا عليه السلام . ويجعلون الصحابة مصدر الدين السّنى ، اليهم تنتهى العنعنة فى الاسناد : ( روى فىن عن فلان ... الخ ..عن ( الصحابى فلان ) عن النبى أنه قال  )، وهم فى فحص السند ومعرفة الراوى هل هو ضعيف أو ثقة يقفون عند الصحابة ويحكمون أنهم جميعا ( عُدول ) أى معصومون من الخطأ . وهذا تأليه للصحابة ، لأن الذى لا يخطىء هو الله جل وعلا فقط ، ولأن أشرف البشر وهم الأنبياء وقعوا فى اخطاء ذكر رب العزة بعضها فى القرآن الكريم . بذلك فإن أهل الدين السُّنى يرفعون الصحابة فوق الأنبياء ، أى يؤلهونهم . وإذا كان عدد الصحابة مائة ألف فإن عدد آلهة السنيين مائة الف ، يضاف اليهم أئمة الدين السّنى وفقهاؤه من أئمة المذاهب الفقهية ومؤلفى الأحاديث ، من مالك والشافعى الى البخارى ومسلم الى ابن تيمية وابن القيم ..الى ابن عبد الوهاب .

2 ـ هذا يؤكده دواعش الأزهر ، الذين يحكمون بكفر من ينتقد الصحابة لأن الصحابة عندهم آلهة لا تخطىء ، ومن ينتقدهم فهو كافر بالدين السّنى . ويتردد فى أقوال دواعش الأزهر وبياناتهم التنديد والتهديد لكل من ينتقد الصحابة ، او يهاجمهم ، وهذا متواتر على ألسنتهم وبأقلامهم لا يستطيعون إنكاره . وما يقوله دواعش الأزهر وما يفعلونه فى تقديس وتأليه  100 ألف صحابى يعنى أنهم يكفرون بالقرآن الكريم ويكذبون رب العزة جل وعلا ، لأنه جل وعلا ذكر فى مئات الآيات القرآنية ما فعله المنافقون ( وهم صحابة ) وما فعله غير المنافقين ، ووصفهم بالكذب والخيانة ، وجعل المنافقين فى الدرك الأسفل من النار .

3 ـ هنا قضية لا تحتمل الرأى الوسط : فإما أن تؤمن بالله جل وعلا ورسوله وتؤمن أن الصحابة بشر فيهم السابقون وفيهم من خلط عملا صالحا وآخر سيءا ، وفيهم منافقون وخائنون وكذابون . وإما أن تُكذّب الله جل وعلا وتكفر بكتابه وتؤمن بأن الصحابة كلهم ( عُدول ) معصومون من الخطا ، لا يأتيهم الباطل بين أيديهم وما خلفهم .

4 ـ التاريخ نفسه ـ الذى لا يستطيع دواعش الأزهر إنكاره ـ يسجل الحروب الأهلية بين الصحابة منذ قتل الخليفة عثمان ، وماتلاه من مواقع ( الجمل ) و ( صفين ) و ( النهروان ). دواعش الأزهر يسيرون على سُنّة السلف فى تجاهل هذه الحروب الأهلية ، وما أسموه بالفتنة الكبرى . وبسبب هذا التجاهل لا يزال المسلمون يعيشون فى نفق الحروب الأهلية حتى اليوم . وما تفعله داعش فى سوريا والعراق وما ستفعله فى غير سوريا والعراق هو إستمرار للفتنة الكبرى المسكوت عن بحثها . معروف ان سكوتهم عن بحث الفتنة الكبرى يرجع الى تأليههم للصحابة ، وللتاكيد على انهم ( عدول ) لا يخطئون ، وليذهب التاريخ الى الجحيم.  من المضحك أن أئمة السُّنة صنعوا أحاديث تنهى عن بحث الفتنة الكبرى مثل حديث ( الله الله فى أصحابى ، لا تتخذونهم غرضا بعدى ) وأحاديث أخرى تبشر بعض الصحابة بالجنة ( مع انه عليه السلام لا يعلم الغيب ) وأحاديث من نوعية ( أصحابى كالنجوم بأيهم إهتديتم إقتديتم ) .وفعلا فقد إقتدوا بهم فلا يزالون فى الفتنة الكبرى يعمهون . ولأن أحاديث السنيين مؤسسة على الكذب والتناقض فهناك أحاديث تتناقض مع ما سبق ، ومنها حديث ( إذا إلتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار ) . هذا الحديث يحكم على رءوس الصحابة وأتباعهم من الصحابة بدخول النار أجمعين ..

4 ـ لو قلت هذا الكلام لدواعش الأزهر فلن يردوا عليك سوى بالتكفير وقانون إزدراء الدين ـ الدين الداعشى الوهابى الحنبلى السنّى .

ثانيا : لمحة قرآنية عن الصحابة

 كتبنا سلسلة مقالات عن الصحابة ننصح بالرجوع اليها هنا . ونكتفى هنا بالآتى:

1 ـ  وصف الله جل وعلا بعض الصحابة خارج جماعات المنافقين بأنهم (خونة ) ، كانوا قد خدعوا النبى عليه السلام ، وجعلوه يدافع عن مجرم ، فنزل قوله جل وعلا ينهاه أن يكون مدافعا عن الخائنين ، وأن الله جل وعلا لا يحب من كان خوانا أثيما : ( النساء 105 ـ 113 ) . جدير بالذكر أن الله جل وعلا حذّر قبلها الصحابة المؤمنين من الوقوع فى خيانة الله والرسول ( الأنفال 27 )

2 ـ عشرات الآيات القرآنية تكلمت عن المنافقين الصحابة ، تقريبا فى معظم السور المدنية ، وخصوصا فى أواخر ما نزل منها . ومن تدبرها نرى نوعين من المنافقين : نوعا فضح نفسه بكلامه ومواقفه ، فنزلت الآيات تعلق عليه . ونوعا أخطر كتم نفاقه فى قلبه وضبط جوارحه وحافظ على سلوكه متظاهرا بالايمان فكان بسلوكه هذا قريبا من النبى ومن كبار القوم ، وبعد موت النبى وانتهاء الوحى نزولا أصبح آمنا من نزول القرآن يفضحه فإنطلق عدوا لله جل وعلا ورسوله . هذا الصنف توعده الله جل وعلا فى سورة التوبة بعذاب دنيوى مرتين ، ثم عذاب عظيم يوم الدين . يقول جل وعلا : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ) . نلاحظ أن الآية الكريمة نزلت وهم أحياء يصحبون النبى عليه السلام ، ومع ذلك يؤكد رب العزة مقدما أن أولئك الذين مردوا على النفاق سيموتون على كفرهم ونفاقهم بحيث سيتعرضون مرتين لعذاب دنيوى ، ثم عذاب عظيم أخروى .

3 ـ الصحابة المنافقون الذين فضحوا أنفسهم بسلوكهم تكرر وصفهم بأنهم فى قلوبهم مرض ( أى مرض الكفر ) ، منهم من كان يخادعون الله جل وعلا ورسوله وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ( البقرة 8 : 15 )، وكان مرضهم ( القلبى ـ الكُفرى ) يظهر فى أوقات المعارك ، بعد ( بدر ) : ( الأنفال 49 ) وموقعة الأحزاب ( الأحزاب : 12 ، 61  ) وفى غير ذلك ( محمد  20 ، 29 )( التوبة 125 )

4 ـ الصحابة المنافقون إتخذوا الحلف كذبا بالله جل وعلا وسيلة يدافعون بها عن أنفسهم ، أو بالتعبير القرآنى (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) المجادلة ). ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) المنافقون ).

وبعضهم كان يدخل على النبى يقدم له فروض الطاعة ثم يخرج من عنده يكذب عليه :( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) النساء )، أى بدأ الكذب على النبى عليه السلام مبكرا فى حياة النبى ، ثم انتشر بعد موته .

ووصف رب العزة بعضهم بالكذب وهم يحلفون بالله جل وعلا كذبا ( يهلكون أنفسهم ) : ( وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) التوبة ) هنا تكرر وصف أولئك الصحابة مرتين بالكذب .

 5 ـ هؤلاء الصحابة الكذابون كانوا يجدون من يصدق ويسمع لأكاذيبهم ، حدث هذا فى موضوع حديث الإفك الذى صدقه المؤمنون ورددوا هذا الإفك دون أن يتحروا الحقيقة ، فقال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) النور ) الى أن يقول جل وعلا : ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) النور ).

وفى خداعهم ومؤامراتهم كان اولئك الصحابة المنافقون يجدون من يسمع لهم بين المؤمنين ، يقول جل وعلا ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)  التوبة ).

6 ـ أكثر من هذا أن رب العزة ( يشهد ) بذاته على أن أولئك الصحابة كاذبون . لم يأت هذا مرة واحدة فى شأن هؤلاء الصحابة ، بل تكرر فى مناسبات شتى : فى كل منها يقول جل وعلا: ( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) ، يقول جل وعلا : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) التوبة ) ( أَلَمْ تَرى إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) الحشر ) ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) المنافقون ).

 الله جل وعلا يشهد بأنهم كاذبون ، ودواعش الأزهر يكذبون شهادة رب العزة ، أى يتهمون رب العزة بالكذب ، لأنهم يؤكدون أن كل الصحابة ( عُدول ) لا يكذبون . وإذا دافعت عن رب العزة فإن دواعش الأزهر يتهمونك بإزدراء الدين ( السُّنى )

سؤال أخير :

المؤمن يقول ( صدق الله العظيم ) لو تعارض القرآن مع الثوابت . فماذ يقول دواعش الأزهر لو تعارض القرآن الكريم مع ثوابتهم وما وجدوا عليه آباءهم ، ومع (المعلوم عندهم بالضرورة )؟

أصدق الحديث :

يقول جل وعلا  عن القرآن الكريم : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) الواقعة ) ويقول بعدها في من يتاجر بالدين : ( أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)  الواقعة ) .

ودائما : صدق الله العظيم.. ولو كره الداعشيون . 

اجمالي القراءات 11437