تعامل الأزهر مع قصة الغرانيق شاذ ومستنكر

سامح عسكر في السبت ١٦ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

قلنا أن مراجعة التراث وحذف المسئ للنبي هو واجب وليس خيار، رأينا جميعاً كيف يتعامل شيوخ الأزهر مع قصة الغرانيق..

فئة منهم تريد الإثبات.. والدليل كلام ابن قتيبة

وفئة منهم تريد الإنكار ..والدليل كلام الرازي

هكذا جعلوا التراث عُرضة للأهواء، ونحن عندما نقول مراجعة التراث فيعني حذف المسئ وليس مجرد التأويل أو التبرير، لأنهم بذلك يُشرعنون لداعش وجماعات العنف أن يجتهدوا على تلك الأصول والنصوص المسيئة..

يبقى السؤال كيف نحذف؟

لو توافرت الإرادة ستكون الأساليب والآليات تحصيل حاصل، ليس معقولاً أن يظل الأزهر على هذه الاستكانة وقد رأينا من يذبح ويقتل ويشرد ويظلم ثم ندعي أنه لا يفهم الدين..!

ياسيدي إن من الغباء أن تعتبر الناس كلهم أغبياء، من يريد مراجعة التراث لديك فهو غبي وليس متخصص، ومن يقتل ويذبح فهو غبي وليس متخصص..ثم تدعي أن ذلك وسطية وقد أبحت لنفسك أن يفهم الآخر على قواعدك فهماً إجرامياً...

فليُخرج لي شيوخ الأزهر قاعدة من قواعدهم تختلف عن قواعد الإرهابيين، أو أصلاً من أصولهم ليس عند داعش..

الأزهر يقول بالخلافة...وداعش كذلك
الأزهر يقول بالدولة الإسلامية، وداعش كذلك
الأزهر يقول بتطبيق الشريعة، وداعش كذلك
الأزهر يقول بحرمة فصل الدين عن الدولة، وداعش كذلك
الأزهر يقول بعصمة وقدسية البخاري، وداعش كذلك
الأزهر يقول بالناسخ والمنسوخ، وداعش كذلك
الأزهر يقول بحاكمية البخاري على القرآن، وداعش كذلك
الأزهر يقول أن الاجتهاد توقف منذ القرن الرابع، وداعش كذلك
الأزهر يقول بدليل الإجماع، وداعش كذلك..رغم أن هذا الدليل ممتنع

قولوا لي ماذا تفترقون عن داعش ياشيوخ الأزهر؟

لو قلتم أن لكم حق الفهم الصحيح فالداعشيون يعتبرونكم على البدعة والسبب تعلمونه جيداً ..أنكم أشاعرة، فكيف ستقعنهم أن فهمك صحيحاً..

مراجعة التراث تعني الحذف والتبرؤ من كل نص يسئ للنبي ولرحمة الله وعدله في الحديث وكتب التاريخ، لأنها تُشكل قواعد فكرية وخلفيات معرفية لديهم.

لو فعلتم على الأٌقل ستزرعون في عقولهم الشك، أنهم يحلمون ولا يعقلون، أنهم حمقى يهرولون نحو الجريمة..فهم يطمئنون أن ما يفعلونه ليس جرائم ولكنه حُكم الله، والسبب هذه القواعد التي قعدتموها، والأصول التي زرعتموها ظلماً وعدوانا.

الزمن لم يتوقف عند الأئمة الأربعة، والمعرفة لم تتوقف عند عقل البخاري

تقرأون نصوصاً كارثية وتلجأون إلى التقعير والتدوير ..وأنتم تعلمون جيداً أن الإرهاب لا يعرف هذه اللغة، بل يحكم بظواهر النصوص.

يبدو أنكم ستدفعون ثمن جريمتكم في حق المذاهب..كفرتم الجميع إلا أنتم، المعتزلة لديكم متهورون ومبتدعة ، وأهل الرأي لديكم جهمية وقدرية ومرجئة، والشيعة لديكم رافضة لا يُقبل منهم صرفاً ولا عدلا، وأي تنويري يرى هشاشة هذه الأحكام وعدم اتفاقها مع صحيح الدين تسارعون في العدوان والأذى..

ما الفارق الآن بينكم وبين الطغاة والمتجبرين الذي لا نبي مرسل إلا وعرفهم، لا مصلح إلا وأوذي منهم، جميعهم كانوا مثلكم.. نتبع فقط ما ألفينا عليه آباءنا، لا زمن جديد ولا عقل جديد بل ولا واقع جديد...

إنكم إذاً مثلهم..تشابهت قلوبكم
 
اجمالي القراءات 7731