إستعرضنا المسار التركى فى الحلقة الأولى والآن نستعرض المسار الأمريكى
الحلقة الثانية
من أجل مصرنا الحبيبة، ومن أجل شباب ثورة 25 يناير، ومن أجل التاريخ ....
أحس عمر سليمان بخطورة فوز أوباما برئاسة أمريكا وقال كلمته الشهيرة " أوباما يمثل القلب الصلب داخل أمريكا ( يعنى العصابة التى تدير الدولة داخل المخابرات والبنتاجون ولا تتأثر بتغير أى رئيس) فأوباما يملك الثلاثية التى تحدث عنها كيسنجر فى وصفه للرئيس الأمريكى الذى يمكن أن يدير الشرق فباراك حسين أوباما مسلم ( فى نظر البعض أو هكذا روج له)، وهو الرئيس الأسود فى تاريخ الغرب وليس أمريكا فقط وهو ينسجم تماما مع توجهات القلب الصلب الأمريكى.
لم يكن فوزه بالرئاسة مغامرة من القلب الصلب الأمريكى ولكن نتاج تعامل سابق بين أوباما و ( كشافى القلب الصلب) منذ الجامعة فكانوا يعرفونه جيدا وقادرين على التأثير فيه.
لم ينتظر عمر سليمان طويلا وأبلغ مبارك أن أوباما لن يكةن كسابقه الذين إعتبروا مصر ضمانة الإستقرار بالمنطقة. وهذا ما نجح مبارك فى إيصاله للأمريكان سواء أثناء حرب الخليج أة التهدئة بين حماس وإسرائيل. كان عمر سليمان يرى أن أوباما هو الرئيس الأمريكى الذى سينفذ مخطط الشرق الأوسط الجديد.
كان عمر سليمان قد حصل على تفاصيل تنفيذ المخطط فى كل دولة. حاول عمر سليمان عرضها كاملة عدة مرات على مبارك لكنه كعادته كان يهوى الخطوط العريضة " إدينى العناوين لا أكثر ولا أقل " وهى طريقة ممتازة فى إدارة شئون الدول فلا ينبغى على الرئيس الإنغماس فى التفاصيل المعقدة بل يترك ذلك للمتخصصين ( رؤساء الأجهزة ). ولكن يجب على الرئيس الأخذ بمقترحات رؤساء الأجهزة لكن المشكلة أن مبارك بعد أن قرأ الخكوك العريضة مع عمر سليمان أعطى صك التحرك لوزير داخليته حبيب العادلى بدلا من عمر سليمان!!
علمت المخابرات الأمريكية بعلاقة عمر سليمان بتفاصيل فطالبت أوباما بتأجيل زيارته للقاهرة خوفا على حياته. لم يكن ذلك ممكنا فتمت إجراءات أمنية غير مسبوقة فى أى زيارة لرئيس أمريكى على مر التاريخ. فبدلا من إستقلال أوباما لسيارته تقله هو وهيلارى كلينتون لجامعة القاهرة لإلقاء الخطاب منفردا بدون مبارك تغيرت الخطط الأمنية للموكب وتم تجهيز طائرة الرئاسة التى لم تكن فى الحسبان لنقل أوباما وهيلارى والوفد المرافق لهما للجامعة ليهبط أولاما أمام قبة الجامعةويدخل دون سالق إنذار إلى القاعة. تم إلغاء لقاء أولاما مع السفير الإسرائيلى بالقاهرة " شالوم كوهين ". تم إغلاق السفارة الإسرائيلية ومنح الدبلوماسيين أجازة بدلا من لقاء أوباما.
كان أوباما فعليا يعلن الحرب على مصر من داخلها فى وجود رئيسها بصفتِه رئيس العالم فقد سأم الدول الصغيرة التى تهرول للحصول على المعونات من أمريكا تم تعارضها. تفاخر أوباما لهيلارى كلينتون "أعدك أنها آخر زيارة لرئيس أرمريكى لمصر لأنها لن تستمر فى الوجود " ( وفعلا زار بعد ذلك إسرائيل والأردن ورفض زيارة مصر فى عهد مرسى للحفاظ على وعده).
أدرك مبارك أن الأمر قد إنتهى ولم يعد يفكر فى افتوريث بل على تصعيد عمر سليمان ليصبح الرئيس القادم فهو من يعلم تفاصيل المخطط ويستطيع مواجهته. كان عمر سليمان مؤمنا بأن مصر مندفعة نحو مواجهة شرسة على أرضها ةضد أعدائها من داخل الوطن وأن رئيس مدنى لن يصلح لهذه المرحلة.
توقع عمر سليمان مواجهة ليست " عسكرية فى غالبيتها " ولكن أمنية فى مجملها يتخللها عمليات عسكرية" وكان يرى ضرةرة تأهيل قوات خفيفة محمولة على محاور معينة فى سيناء والصحراء الغربية الجهة الجنوبية.
بينما قرر حبيب العادلى حينذاك عقاب الإخوان بألا يحصلوا على أى فرصة بالبرلمان ومراقبة أموالهم، كان عمر سليمان يرى أن الإخوان يجب أن يحصلوا على مقاعد تناسب وجودهم بالشارع بل يمكن توليهم حقائب وزارية ضمن تصور خاص به لإخراجهم للنور ووضعهم فى مواجهة الشعب لكنه كان قلقا فيما يخص الوقت المتاح قبل تفجر الأوضاع.
بدأ مبارك وضع سيناريو الخروج من المشهد السياسى وصرح لزكريا عزمى " تحديد وقت إستراحة المحارب أهم من البقاء على الساحة ". وجائته فرصة وفاة حفيده للخروج ووافقه عمر سليمان الذى قال فيما بعد " لو كان القرار قد أتخذ فى تلك الفترة فإن مبارك كان سيبقى مقربا من الشارع مهما حدث وأى رئيس قادم من المؤسسة العسكرية كان سيجد أجواء مناسبة وافضل كثيرا لتجهيز البلاد لما هى مقدمة عليه ".
أدرك عمر سليمان بعد لقائات القيادات الإخوانية بالمخططين إستراجيين لوكالة المخابرات الأمريكية أن ساعة الصفر قد إقتربت وأن هناك ضوء أخضر للتنفيذ قد أضئ عبر المحيط. كان عمر سليمان مُصِرا أن الإخوان لن يقوموا بمواجهات على الأرض بل يستخدمونغيرهم كوقود لمعركتهم ويتحركوا فى اللحظات الأخيرة ولكنه كان موقن أن الجماعات السياسية غير مؤهلة لأى تحرك فعال لإسقاط النظام فبدأ دراسة سيناريوهات أخرى أبرزها تسريب عناصر من حركات إسلامية أخرى إلى مصر، ولكن جائت معلومات جعلته يغير كل السيناريوهات المطروحة.
نلتقى بإذن الله تعالى مع الحلقة الثالثة...