من الصندوق الاسود للسيد/ عمر سليمان
من أجل مصرنا الحبيبة، ومن أجل شباب ثورة 25 يناير، ومن أجل التاريخ ....
أيها ألأخوة والأخوات، السلام على من إتبع الهدى...
نبدأ بإذن الله تعالى بنشر ملخص ما حدث مع مؤامرة 25 يناير " دور عمر سليمان و طنطاوي ماقبل و مابعد 25 يناير" ثم ننتقل بعدها بإستعراض بعض حلقات " كيف تعامل عمر سليمان مع مؤامرة 25 يناير".
أولا : دور عمر سليمان و طنطاوي ماقبل و مابعد 25 يناير...(ملخص)
الجزء الأول:
كان السيد/ عمر سليمان مشغولا بايجاد 3 اجابات لثلاث أسئلة مهمة:
1- هل هناك خطورة حقيقية على مصر كدولة بغض النظر عن النظام فيها؟
2- ما قدرة الأجهزة على التعامل مع التهديدات الخارجية والداخلية؟
3- هل التحركات واللقاءات الإخوانية والدولية قادرة على إسقاط مصر؟
طبقا لتقديرات السيد / عمر سليمان فان مصر كانت وصلت لمرحلة خطيرة توشك بالقضاء على الدولة المصرية. فمصر لم تواجهه كل هذه المخاطر مجتمعة من قبل (ففى الشرق الاحتلال الإسرائيلي وحماس ..وفى الجنوب نظام حكم سودانى دينى .. وفى الغرب هناك التحركات المفاجئة وغير المحسوبة للقذافى ) .. بالاضافة الى ما يحاك فى الظلام فى عواصم متعددة (سبق ان ذكرناها) .. لم يكن الهدف حماية مبارك فقط (وهو عنوان الشرعية) ولكن منع إسقاط مصر كلها وإدخالها فى فوضى تقضى على الدولة وتجبر الجيش على حرب أهلية تؤدى إلى تفتيته كما حدث مع الجيش العراقي.
طلب من رجاله المزيد من الحركة وجمع المعلومات (التوقيتات والإجراءات على الأرض) بأقصى سرعة لتحليل المعلومات. اشارت المعلومات التى تراكمت أمام السيد / عمر سليمان الى تحرك جماهيرى واسع يتوافق مع هجوم على المؤسسات الحيوية للدولة مما يؤدى إلى شل الشرطة وتصبح مصر جاهزة للسقوط فى يد الإخوان. ورغم أنه ليس من مهام جهاز المخابرات متابعة الحالة السياسية إلا إذا اقترن ذلك بتعاون مع جهات أجنبية، فإن المخابرات العامة وجدت نفسها فى النهاية أمام مجموعة من الخيوط المتشابكة تجمع ما بين الخارج والداخل وتدخل فى صميم عمل الجهاز.
لاحظ السيد / عمر سليمان الضغوط الامريكية على مبارك للإفراج عن ايمن نور لدرجة أنه لم يأت مسئول أمريكى إلا وطرح هذا الموضوع على مبارك حتى خرج أيمن نور بعفو صحى. وتساءل عن سر الاهتمام الأمريكي الكبير بأيمن نور؟! اتضحت الاجابة عندما بدأت بعض الجماعات السياسية الشابة تلقى دورات تدريبية على مقاومة الشرطة وتنظيم التظاهرات وإسقاط النظم السياسية … فلاحظ أن كثير منهم أعضاء فى حزب الغد وخرجوا منه بعد سجن أيمن نور .. وشكلوا الحركات الاحتجاجية الشابة. ليس معنى هذا أن كل الحركات السياسية الشابة مرتبطة بالخارج، فقد انغمس كثير من الشباب بالاحتجاجات لدوافع وطنية دون أية ارتباطات خارجية منذ 2008 .
ولكنه لاحظ فى نهاية 2010 تدرب شباب خارج مصر على مقاومة الشرطة واغلبهم على علاقة مستترة بالإخوان مما وضع علامات استفهام حول عمل تلك الحركات وأهدافها الحقيقية وعلاقتها بجماعة الإخوان. فاعتباراً من أكتوبر 2010 رصدت المخابرات العديد من الاتصالات بين الإخوان وجهات خارجية وتدريب بعض الجماعات ليس على الحشد والاجتماعات فقط وإنما على مواجهة الشرطة.... وأحدى هذه الدورات عقدت فى مصر فى يناير 2011 واستمرت 3 أيام.
وبينما كانت صفحة "كلنا خالد سعيد" تحشد لمظاهرات 25 يناير اكدت معلومات السيد / عمر سليمان أن الإخوان المسلمين مشاركين بالحراك وهم القوة الأكثر تنظيما وفاعلية، وعنفا ..ويسعون لتحقيق أهداف أخرى غير مطالب المواطنين العاديين. توقع السيد / عمر سلمان أن اعداد المتظاهرين يوم 25 يناير سيترواح بين 90 ألفا إلى 120 الف.
كان مبارك يمر بمرحلة من الاكتئاب والزهد فى السلطة عقب وفاة حفيده ورفض ان يقابل اوباما فى المطار، وقال "أوباما جاء للقاهرة لإلقاء خطاب وليس فى زيارة رسمية وبالتالى لن أستقبله رسميا" ورفض مبارك اصلا لقاء أوباما ولكن بعد اتصالات بين وزارتى الخارجية، وجهازى المخابرات تم إقناع مبارك باستقبال أوباما فى قصر القبة فى لقاء مجاملة وتناول الإفطار معا وعقد جلسة مباحثات لا تتعدى نصف ساعة .. وهو ما وافق عليه مبارك أخيرا.
فى اللقاء، لم يتحدث مبارك مع أوباما وظل صامتا، واقتصر الحوار على المرافقين. هنا اقتنع أوباما انه أمام نظام بلغ مرحلة الشيخوخة ويجب تغييره. واقتنع بوجهة النظر الإسرائيلية ان نظام مبارك أيل للسقوط، بعكس ما كانت ترى الإدارة الأمريكية من قبل الزيارة.
ولكن ما الذى يجعل واشنطن تثق فى الإخوان وتتفق معهم على حكم مصر؟ رأى السيد / عمر سليمان أن امريكا تعاملت مع الإسلاميين قبل ذلك وارتاحت جدا فى الحرب الأفغانية التى سببت تفتيت الاتحاد السوفيتى ومع الحزب الإسلامى فى العراق بعد إسقاط صدام وساندت أمريكا شيخ شريف محمد الذى كان يدير المحاكم الشرعية فى الصومال والقريب من تنظيم القاعدة، وثبتت حكمه كرئيس للصومال مقابل انه وقف ضد حركة الشباب الأكثر تطرفا وتحالفا مع القاعدة وكذلك تجربة حماس فى غزة فمنذ عام 2007 توفر الأمن لإسرائيل حتى ان حماس كانت تلاحق مطلقى الصواريخ على إسرائيل.
اخذ السيد / عمر سليمان كل المعلومات الى مبارك يوم 19 يناير 2011 عقب انتهاء المؤتمر الاقتصادى الذى كان منعقداً فى شرم الشيخ .. وطلب السيد / عمر سليمان من مبارك ضرورة عقد اجتماع عاجل. لكن مبارك أمر بعقد الاجتماع برئاسة أحمد نظيف يوم 20 يناير!!!
وهنا افترض السيد / عمر سليمان أن غياب مبارك عن اجتماع بهذه الخطورة معناه أنه كان مطئمنا أو غير مصدق للمعلومات. .. فطلب تعجيل الاجتماع.
فى الساعة الواحدة يوم 20 يناير انعقد الاجتماع فى القرية الذكية حسب رغبة أحمد نظيف وشارك فى الاجتماع المشير /طنطاوى .. حبيب العادلى .. ورئيس المخابرات العامة .. ,وزير الاتصالات طارق كامل شرح السيد / عمر سليمان كل المعلومات واكد العادلى ان معلومات امن الدولة تؤكد أن الإخوان لن تشارك كسابقتها طوال السنوات السابقة. كانت الإخوان أوقفت منذ اول يناير الاتصالات المباشرة مع حماس ومع المخابرات الأمريكية وأعلنت انها لن تشارك فى 25 يناير وتركت لأعضائها حرية المشاركة من عدمه. ولكن بدا من المتابعة انها ستكون موجودة بشكل رمزى يوم 25 يناير .. فإذا نجح الحشد فى إنجاز ما فهى شاركت، وإن فشل فقد أثبتت عبر تصريحات المرشد وعصام العريان أنها بعيدة ولم تشارك.
وهنا سأل السيد/ عمر سليمان العادلى سؤالا صريحا “كيف ستتعامل يوم 25؟"
أجاب العادلى “سيتم تأمين المظاهرات حتى تنتهى لأن معلوماتنا إن المظاهرات هتيجى وهيقعدوا فى الميادين المختلفة وآخر الليل هيمشوا ومهمتنا الأساسية هى تأمين المظاهرة وتأمين الأماكن الإستراتيجية.”
سأل السيد / عمر سليمان العادلي مرة أخرى: "كيف ستعالج الموقف إذا تطور الأمر؟"
قال العادلى: "سنلقى القبض على بعض عناصر الإخوان المسلمين إذا تحركوا وتطور الأمر.”
لاحظ العادلى ان مبارك عهد لنظيف برئاسة الاجتماع وهو بلا خلفية أمنية او قدرات سياسية تؤهله لإدارة اجتماع بمثل هذه الخطورة .. قد يكون نظيف مميزا فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ففى هذا الاجتماع لم ينطق بل ظل مستمعا ولم يستطع تقدير خطورة الموقف.
نلتقى بإذن الله تعالى مع الجزء الثانى من هذا الملخص...