بسم الله الرحمن الرحيم
بحث ناصر العبد
الحمد لله تعالى أن تمت الموافقة على أن أكون من ضمن الرعيل الأول من هذه المدرسة القرآنية الرائعة,)،) وأن أتتلمذ على أيدي أستاذنا الدكتور احمد صبحي منصور , وغيره من الأساتذة الأفاضل كتاب موقع أهل القرآن.
_ تم تكليفي ببحث بعنوان :
هل يغفر الله تعالي لمن يشرك ويكفر؟
مقدمة البحث:_
اعتقد ( إعتقد) الكثير من الناس ,(،) بأنهم هم الناجون من عذاب الله الواحد الأحد, (،) مهما فعلوا من مخالفات لأوامره, (،) ومن افتراءات عليه جل وعلا, (،) وعلى رسله, (،) الذين أرسلهم إليهم لهدايتهم إلي وحدانيته سبحانه وتعالي , (،) وعدم الكفر بآياته ,(،) وعدم الإشراك به في الوحدانية والإلوهية والتعظيم والتبجيل ....الخ.
الهدف من هذا البحث:_ هو محاولة توضيح ما قد التبس علي بعض الناس , (،) وبخاصة من (x) المسلمين لبعض المفاهيم والأمور, (،) التي قد اختلط مفهومها وتعريفها لهم, (،) نظرا (نظراً) لبٌعد زمن خاتم النبيين عليه أصلي وأسلم,(،) وذلك من خلال محاولة الإجابة علي السؤال , (،) هل يغفر الله تعالي لمن يشرك ويكفر؟.
خطة البحث/ (:)
نظرا لكونه أول البحوث القرآنية التي أٌكلف بها , (،) فقد اعتمدت علي القرآن الكريم فقط, (،) وعلي فهمي للمعني العام للآيات القرآنية موضوع البحث,(،) علي وعد بأن أتوسع في مصادر بحوثي القادمة بإذن الواحد الأحد.
نقول الأتي من خلال آيات القرآن الكريم,)K( وبالله تعالى التوفيق:
قمت بدايةََ في بحثي هذا ببعض التعريفات التي ستساعد في فهم معرفة إجابة السؤال موضوع البحث.
أولا: يجب معرفة :
1ـ ماهية المغفرة ؟لنعرف من يستحقها.
2ـ ما هو الشرك ؟ لنعرف من هو المشرك؟.
3ـ ما هو الكفر؟ لنعرف من هو الكافر؟
تعريف المغفرة
مفادها محو وإسقاط الذنب / الذنوب من قِبل الله جل وعلا .لعبده / لعباده مرتكب / مرتكبي تلك الذنوب, (،) أي يمحو الله تعالي الذنوب ويسقطها عن عبده أو عباده,(،) وذلك لقوله جل وعلا في سورة آل عمران الآية (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ).(193) و كذلك قول الحق سبحانه في سورة آل عمران الآية 137(وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) .فمغفرة الله تعالي هي محو الذنب وعدم الاعتداد به عند محاسبة العبد على ذلك الذنب.أي إسقاط الذنب عن العبد كأن لم يكن.
وصاحب الحق في غفران الذنب: هو الله جل وعلا فقط ,(،) يقول المولي سبحانه في بدايات سورة غافر ((حم
تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ(( , ولذلك من أسمائه سبحانه وتعالي, الغفار, (،) يقول المولي تعالي في سورة طه, (،) الآية رقم 82 (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى).و أيضا من معاني المغفرة عندما تٌلحق بالإنسان تكون بمعني التسامح, يقول الحق الواحد الأحد في الآية 37 من سورة الشورى (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ).(4) فإذن ( فإذاً) المغفرة بمعنى إزالة ومحو وإسقاط الذنب عن العبد ( بمعنى آخر عدم الاعتداد ( الإعتداد) بالذنب وقت الحساب ) هي لله جل وعلا.وعندما تكون بمعني المسامحة تكون لخلق الله تعالي من البشر بين بعضهم البعض في أثناء الغضب فقط.ونحن الآن بصدد المغفرة التي من حق الله جل وعلا ,(،) (المغفرة الإلهية),(،) وليست التسامح البشري.
تعريف الكفر :
هو عدم التصديق وعدم الإيمان بآيات الواحد الأحد المنزلة(بضم الميم وفتح اللام) على رسله عليهم جميعا السلام .
يقول الحق جل وعلا في سورة البقرة الآية 41((وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ)).
وهذا أمر الله تعالي ,(،) للإيمان بالقرآن المجيد الذي وصفه الحق تعالي بأنه , (،) مصدقا لما مع بني إسرائيل ,(،) وأن لا يكونوا أول الناس في عدم التصديق وعدم الإيمان بهذا القرآن المجيد.(،) وهناك الكثير من الآيات الكريمة في القرآن المجيد التي تدل على أن الكفر ,(،) بمعني عدم التصديق ,(،) وعدم الإيمان ,(،) بآيات الحق جل وعلا, (،) منها على سبيل المثال لا الحصر,(،) يقول الحق سبحانه وتعالي في الآية الكريمة 89 من سورة البقرة ((وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ)) وفي هذه الآية الكريمة تأكيد علي أن الكفر يكون بعدم التصديق وعدم الإيمان بكتب الله تعالي المنزلة علي رسله عليهم جميعا السلام, وهذا الأمر واضح من خلال سياق الآيات السابقة, (،) على هذه الآية الكريمة والآيات اللاحقة لها, (،) فيقول الحق تعالي في سورة العنكبوت الآية 51((أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)).
مما سبق يتضح أن الإيمان عكس الكفر ,(،) فهما كلمتان متضادتان في المعني والدلالة.
فالكافر, (،) هو ذلك الذي لا يؤمن بما أُنزل من آيات الله جل وعلا ,(،) علي الأنبياء, (،) والرسل للبشر.
تعريف الشرك:
الشرك من معانيه: الاعتقاد بأن هناك إله ( إلهاً) غير الله تعالي يقول جل وعلا في سورة الطور الآية 43 ((أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )),(11)
وكذلك من معانيه: أن يكون هناك شخص ما ,(،) له حق التصرف في أي أمر من الأمور الخاصة بغيره, (،) يقول الحق جل وعلا في سورة الروم الآية 28,(( ضَرَبَ لَكُم مَّثَلا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )),(12) ولله تعالي المثل الأعلى في السموات والأرض فالمشرك هو ذلك الذي يعتقد أن هناك من يقوم أو يستطيع القيام بعمل الواحد الأحد , (،) في تصريف أمور خلق الله تعالي. (،) وأن يشرك بالله تعالي غيره سبحانه في الإلوهية والوحدانية .
وأيضا من معاني الإشراك,(،) أن نعتقد أو نؤمن بما لم ينزل الله جل وعلا به سلطانا,يقول الواحد الأحد في سورة الأعراف الآية 33((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ))
من خلال التعريفات السابقة نستطيع قول الآتي :
الغفران ,(،) أي المحو والإزالة.
المشرك , (،) أي الذي يؤمن بأن هناك إله (إلهاً) غير الله جل وعلا , (،) أو الاعتقاد بأنه يوجد إله آخر مع الله الواحد الأحد له حق التصرف فيما خلق الله تعالي, (،) أو الإيمان بوجود كتاب أو كتب لم ينزلها الحق سبحانه وتعالي علي رسله.
الكافر ,(،) هو الذي لا يؤمن بآيات الله جل وعلا, (،) المُنزلة على رسله والمكذب لها.
هذه التعريفات ستساعدنا في معرفة الإجابة عن سؤال البحث , (،) نقول وبالله سبحانه وتعالي التوفيق.
يقول الله جل وعلا في آيتين كريمتين , (،) الأولي في سورة النساء , (،) رقم 48 ((إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)).
والثانية في نفس السورة آية رقم 116((إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا )).
وهاتين ( هاتان) الآيتين ( الآيتان) هما الأساس الذي بناءا ( بناءاً) عليه يتم الغفران أو عدمه من قٍبل الحق تعالي لمن يشرك به, (،) ولذلك لابد لنا أن نقرأ الآيتين الكريمتين السابقتين في سياقهما بين الآيات البينات الواردتين بينهم,حتى نكون علي بينة من, (،) لماذا لن يغفر الله جل في علاه لمن يشرك به؟ ولماذا وصف الله جل وعلا لمن يشرك به مرة بأنه افتري إثما عظيما؟ ومرة أخري وصفه الله جل وعلا بأنه ضل ضلالا بعيدا( ضلالاً بعيداً) ؟ لمعرفة الإجابة على السؤالين السابقين , (،) يجب علينا أن نقرأ الآيتين الكريمتين في سياقهما القرآني الواردتين بينهما ( x).
فالآية الأولي ذكرها المولي سبحانه وتعالي , (،) بعد أن أمر أهل الكتاب بأن يؤمنوا بالقرآن المنزل ( بضم الميم وتشديد وفتح ما قبل الأخير) , (،) على رسول الله عليه أصلي وأسلم, (،) مصدقا ( مصدقاً) لما معهم من الكتاب يقول الحق تعالي ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً)), (،) فهذه الآية الكريمة سبب , (،) وآية عدم الغفران نتيجة لهذا السبب , (،) فالسبب المقصود في الآية الكريمة,(،) هو الإيمان بهذا القرآن المٌصدق لما بين أيدي أهل الكتاب, (،) بأنه كتاب مفصل ,(،) يقول الواحد الأحد في سورة الأنعام الآية 114((أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)) (،) وأيضا الآية السابقة دليل آخر علي أن الذين أوتوا الكتاب يعلمون أن هذا القرآن منزل بالحق , (،) وأنه كتاب مبين,يقول الحق تعالي في سورة يوسف الآية الأولى((الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ)), (،) وغير ذلك من صفات الكتاب المنزل علي خاتم النبيين عليهم جميعا السلام.
وإجابة سؤال لماذا وصف الله جل وعلا المشرك في الآية 48 من سورة النساء بأنه أفتري إثما عظيما؟نقول بأن الإثم في حد ذاته من المحرمات, (،) التي حرمها الله تعالي جل وعلا, (،) ولذلك قال جل وعلا عن المشرك بأنه ((افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا))..
والإعتقاد بوجود كتب أخري غير التي انزلها (أنزلها) الحق سبحانه وتعالي علي رسله عليهم جميعا السلام (الشرك) هو من المحرمات التي أمر الله تعالي خاتم النبيين عليهم جميعا السلام,(،) بأن يبلغها لبني آدم جميعا, (،) وذلك من خلال قراءتنا لسياق الآية 33 من سورة الأعراف((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)), (،) فمن ضمن المحرمات التي حرمها الله تعالي علي بني آدم, (،) هوالإعتقاد بوجود كتب أخري غير التي انزلها الله جل وعلا علي رسله ,(،) عليهم جميعا السلام.
والآية الثانية ذكرها الله تعالي ,(،) بعد أن توعد سبحانه وتعالي, (،) الذي يشاقق الرسول بعد أن تم تبيين له الهدي (القرآن), (،) يقول جل وعلا ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)), (،) فالهدي وسبيل المؤمنين هو القرآن فقط, (،) يقول الحق سبحانه وتعالي عن ذلك في سورة البقرة الآية 185((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )), (،) في الآية الكريمة السابقة, (،) يصف الله جل وعلا هذا القرآن ,(،) بأنه هدي للناس, (،) ويصف الحق سبحانه وتعالي أيضا القرآن في آية أخري بأنه هدي وشفاء للذين أمنوا في سورة فصلت الآية 44((وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ)).
وكذلك لن ينال غفران الواحد الأحد ذلك الكافر , (،) الذي كفر بآيات الله تعالي, (،) لأنه سبحانه قد توعد الذي لا يؤمن بآيات الله بالعذاب الشديد, (،) يقول جل وعلا في سورة آل عمران الآيات من 1 إلي 4((الم
اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ
مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ )). (،) ومن خلال قراءتنا للآية السابقة من خلال سياقها يتضح أن المقصود بالكفر بآيات الله تعالي هو, (،) الكفر بالقرآن المجيد(.)
ولذلك يستنكر الحق سبحانه وتعالي على الذين أمنوا (آمنوا) , (،) بأن يكفروا بآياته سبحانه وتعالي , (،) رغم أنها تتلي عليهم ,(،) وأيضا رغم أن رسول الله مازال بينهم, (،) ولذلك يقول جل وعلا في سورة آل عمران الآية 101((وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)).
ولذلك توعد سبحانه وتعالي الذين كفروا بالخلود في النار, (،) يقول الحق سبحانه في سورة آل عمران الآية 116((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئًا وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )), (،) وهذه نتيجة إلهية لمن يكفر بآياته سبحانه وتعالي وكما اشرنا (أشرنا) سابقا فإن الكفر, (،) يكون بعدم الإيمان بآيات الله تعالي, (،) ونستدرك على ما سبق بالقول, (،) بأن الآيات منها الحسية, (،) يقول الحق تبارك وتعالي, (،) في سورة آل عمران الآية 49, على لسان نبي الله تعالي عيسي ابن مريم عليه السلام,((وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )), (،) ومنها الآيات القرآنية كما في قوله تعالي في سورة آل عمران الآية 164((لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)).. والآية 99 من سورة البقرة((وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ)).
والذين لا يؤمنوا (يؤمنون) بآيات الله تعالي (الكافرين) (الكافرون) عندما يشركون بالله ما لم ينزل به سلطاناً فإن مأواهم النار, (،) يقول جل وعلا(( سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)).
ويذكر الحق جل وعلا آية التوبة, (،) في سورة النساء الآيات الكريمات 17و18((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (.)
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)),(،) فإن أهم شروط التوبة,(،) هو فعل السوء بجهالة(أي ونحن في غفلة في وقت الفعل) وهنا نري عظمة الخالق جل وعلا في تشريعاته الإلهية العظيمة وهى, (،) أنه عندما نفعل السوء ونحن في غفلة أثناء الفعل, (،) فإن الله تعالي يقبل توبة فاعل السوء بعد الإفاقة من تلك الغفلة مباشرة, (،) وليس هناك توبة للذي يحضره الموت أي( وقت سكرات الموت), (،) ولا للكفار الذين لم يتوبوا لله تعالي لم يؤمنوا بآياته جل وعلا سواء كانت آيات حسية أو آيات قرآنية, (،) وهذه العظمة الإلهية نري عكسها تماما في التشريعات البشرية القائمة معظم تشريعاته ( تشريعاتها) علي التعسف في استعمال ( إستعمال) الحق وخير دليل هو القاعدة القانونية التعسفية القائلة :الجهل بالقانون لا يعفي من المسؤولية.
فما أعظمك يا الله.
ولذلك سبحانه وتعالي لا يقبل توبة الذي يتوب قبل مماته مباشرة حتى وإن كان غير كافر بآياته جل وعلا.
والآية الكريمة التالية في سورة الفرقان آية 70 ((إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)),فهذه الآية الكريمة آية شرطية بمعنى, (،) أنها اشترطت في [((وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا)) سورة الفرقان الآيات 68و69], (،) والتوبة لابد منها قبل حضور الموت وأيضا لابد من فعل السوء بجهالة حتى تقبل توبته, (،) الإيمان والعمل الصالح.
والله تعالي وحده هو صاحب قبول التوبة عن عباده يقول الحق جل وعلا في سورة الشورى آية 25((وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )), (،) فقبول توبة العبد هي من حق الله جل وعلا, (،) وقبولها ليس بالضرورة توبة كل فاعل سوء بجهالة .
فشروط التوبة ليست متوفرة علي المشرك والكافر , (،) لأن كل ( كلاً) منهم يعرف ويعلم أن شركه بالله تعالي وبقرآنه, (،) وكفره بآيات الله الواحد الأحد ليس عن جهل, (،) بل عن علم وإدراك ووعي كامل بأن ما يقومون به سينالون عليه عقاب الواحد الأحد.
وأرجو من الله الواحد الأحد بأن أكون في بحوثي القادمة أفضل من الحالي.
الي استاذي الحبيب:
استاذي ( أستاذى) الحبيب ارجو ( أرجو) المعذرة في بساطة هذا البحث وعدم التعمق فى تدبر الايات ( الآيات) الكريمة التي وردت به, (،) وأيضا اسف ( آسف) علي اني ( أنى) تأخرت في ارساله ( إرساله) سابقا ( سابقاً) لانني ( لأننى) كنت أريد أن اضيف اليه ( إليه) بعض التعديلات وبالفعل فعلت ولكن ليس كما اريد( أريد) ,(،) وهذا بسبب الاجهاد ( الإجتهاد) النفسي الذي اعاني ( أعانى) منه الان (الآن) , (،) والحمد علي كل شئ.(،)
ابنكم ( إبنكم) ناصر العبد