مصر والإرهاب بلثام فلسطيني
كمال غبريال
واضح فيما أطالع هنا وهناك، من نقد قاس واستهجان واحتقار لإرهابيين كداعش مثلاً، تركز أغلب النقد واللوم، على أنهم لم يتوجهوا بإرهابهم إلى العدو الحقيقي والأبدي إسرائيل. قليلون هم من يلتفتون إلى أن الأمر هكذا طبيعي جداً، فنحن الآن تدمى أيدينا وجنوبنا، من الشوك الذي زرعنا، ونشرب من السم الذي تفرز عصيره ثقافتنا. فمن يربي أولاده كي يصيروا ذئاباً قادرة ومتخصصة في العقر، ليس له أن يستغرب حين يجدهم يعقرون بعضهم بعضاً ويعقرونه، قبل أن يصلوا إلى من تم تربيتهم من أجل عقره، فهنيئاً لنا جميعاً بحصاد ما زرعنا!!
هل هناك انقسام بيننا نحن المصريين حول الموقف من الإرهاب والإرهابيين، بعدما رأينا الإرهابيين يجتاحون البلاد المجاورة لنا في الغرب والشرق، وتسلل البعض منهم إلى أعماق مدننا، ويستهدفون السيطرة الكاملة على بقعة غالية من بلدنا هي سيناء، هل بعد كل هذا هناك من تدفعه متاجرات سياسية، أو هلاوس أيديولوجية، أو ادعاءات بإنسانية وتعاطف زائف وكاذب ومفتضح، إلى التهاون أو التضليل عن عدونا وعدو الحياة الواضح الصريح والخطير، والذي يبدأ بجماعة الإخوان المسلمين، ويمتد لحماس وحزب الله حتى داعش والقاعدة، وما بينهم من سائر المجاهدين في سبيل الله بسفك الدماء؟!!
سؤال ساذج جداً: لماذا لم نسمع دعوات للجيش المصري، لنجدة العراقيين من إرهاب داعش، ونسمع دعوات له لنجدة إرهابيي حماس، أو فلنقل أهل غزة؟!!. . أنا شخصياً أعتبر أن تعاطف أي مصري مع حماس الآن، هو من باب "الهطل"، إن لم يكن من قبيل "الخيانة للوطن". قال خالد مشعل: «ننتظر نخوة جيش مصر العظيم لأمته العربية». لقد تجلت نخوة الجيش المصري بالفعل تجاه حماس، أيها المجاهد من جناحك بفندق السبع نجوم في الدوحة، بأن تحلى الجيش المصري بالصبر، ولم يدك مواقع عصابتك، ويسوي معسكراتها وأوكارها بالأرض، بعدما ارتكبت من جرائم أثناء ثورة الشعب المصري في 25 يناير، وملا تلا ذلك من جرائم اغتيال جنودنا على حدود غزة، والتي مازالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور!!
بغض النظر عن حق الفلسطينيين اليهود أو المسلمين أو المسيحيين أو الدروز في قطعة الأرض المسماة فلسطين أو إسرائيل. لقد حاولت مصر أيام عبد الناصر، أن تلعب دور ولي أمر المنطقة، وتأخذ من هذا لتعطي لذاك، فكان أن فشلت وأفشلت الآخرين معها، واحتُلت أرضها، وأراض سورية، علاوة على ابتلاع إسرائيل لفلسطين بكاملها. فكان أن أزادت هكذا "الطين بلَّة" على رأس الشعب الفلسطيني. يكفي إلى هنا يا حضرات، ولننتبه لبلادنا، الموشكة على الدخول إلى هاوية. كفانا "فلسطين قضية العرب المصيرية"، ولنتركها لمجاهديها وأشاوسها، يرتكبون في حق شعبهم المسكين ما شاءوا من جرائم، وليتاجروا بدماء الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين ما شاءوا، وليبيعوهم كما يشاءون في أسواق النخاسة لكل من يدفع بالدولار، من العابثين بمقدرات شعوب المنطقة!!
ما كان يحدث طوال عهد مبارك، أنه كان يتم تشجيع، أو السماح بترويج، ثقافة وأفكار عدائية، مضادة للعالم الغربي وللسلام. ثم نأتي إلى المواقف الساخنة الحاسمة، مثل تأديب إسرائيل لحزب الله أو حماس، فيجد النظام السياسي نفسه في مأزق، بين مواقفه العملية، المضطر لها وفق الواقع وموازين القوى، وبين الضغوط الشعبية الناتجة عما تم الترويج له من أفكار. الآن هل سيسير النظام الحالي على ذات النهج، باعتباره الممكن مع شعب أدمن الكراهية والعداء للآخر، أم سيقدم على المضي في طريق نشر ثقافة إنسانية واقعية، نتخلص بها من الانفصام الأبدي بين الأفكار والممارسة العملية؟!!
هي مأساة إنسانية، أن يسيطر ديكتاتور أو عصابة إجرامية على شعب، ويتخذ منه رهينة وأداة للعداء مع العالم. فعل هذا هتلر بألمانيا، وصدام بالعراق، ويفعله الآن حزب الله بلبنان، وحماس بغزة، وكاد أن يفعله إخوان الخراب بمصر. هذه العصابات الفلسطينية سارقة قضية الشعب الفلسطيني المظلوم، تكرر طول الوقت قصة "شمشون"، الذي يدمن هدم المعبد على رأسه ورأس الجميع. يفعلون ذلك في بلادهم، ويفعلونه في كل دولة استضافتهم، في الأردن ولبنان وسوريا والكويت. لقد صارت هذه المنظمات لعنة على الشعب الفلسطيني، بأكثر مما حاق بهذا الشعب، جراء الحركة الصهيونية أو ممارسات دولة إسرائيل.
فيما يتعلق بقضية فلسطين، أظن أن من يبغي بصدق حلاً لها، لابد وأن يترك أسانيد الطرفين التاريخية للدارسين، ويترك أسانيدهما الدينية لمشايخ وقساوسة وحاخامات الدين، لكي نتخذ من الواقع الحال مرجعية لنا. لنحيا جميعاً في وئام وتعاون مشترك، بدلاً من تبادل الذبح إلى مالانهاية. أظن أيضاً أن النابحين بشعارات العروبة وفلسطين وما شابه، يدركون أن حدود دورهم لن تتعدى الصياح في الهواء الطلق أو أمام الميكروفونات، وبالأكثر هذه الصواريخ التافهة العبثية، التي يطلقونها من منصات مستترة في غرف النوم، وبأجساد النساء والأطفال والرضع. وأن المسؤولين عن مصير سائر الدول العربية، مضطرون اضطراراً لأن يتخذوا قراراتهم، ويحسبوا خطواتهم، على أسس أخرى، تراعي حقائق الواقع، ولا تلقي بالاً للأكاذيب التاريخية الموروثة، ولتهويمات شراذم المجاهدين والأفاقين الذين يديرون المعارك من فنادق الدوحة!!
لا بأس من التركيز الآن على حماس، لكن نشأة الإرهاب العالمي مرتبط بالمنظمات الفلسطينية منذ تأسيسها. هم أصحاب الفضل والريادة في خطف الطائرات بالعالم، ولا ننسى اغتيال وصفي التل رئيس وزراء الأردن بالقاهرة، ولا مذبحة دورة الألعاب الأولومبية في ميونخ، وما حدث منهم تجاه المصريين في لارناكا، ولا ينبغي أن ننسى الشهيد/ يوسف السباعي. وما حدث في قضية السفينة أكيلي لارو، من إرهاب وخداع وخيانة. إذا كان لابد من أن نعزو الفضل لأهله، فلابد من الاعتراف بأن الإرهاب العالمي اختراع المنظمات الفلسطينية بالأساس!!
كثيرون يصعب عليهم مواجهة حقيقة، أن من أطلقنا عليهم لمدة نصف قرن توصيف "مقاومة فلسطينية"، قد تحولوا سريعاً بعد البدايات الأولى، إلى مجرد عصابات لصوصية إجرامية وإرهابية، خارجة على كل القوانين والأعراف. . ليس هذا رأياً شخصياً، وإنما ما يصرخ به ويفضحه تاريخهم منذ نشأتهم.
هذا النقد لما أنتجه الشعب الفلسطيني من منظمات، ليس تحريضاً على الشعب الفلسطيني، أو كراهية له. إنما هو من قبيل مقولة "صديقك من صدقك"، وليس من سار معك فيما أنت فيه منذ عقود، ولم ولن يصل بك إلا إلى الطرق المسدودة.
هل هذه الكلمات صعبة وقاسية؟ نعم هي تبدو كذلك بالفعل، ولم يدفعني للمغامرة بتسطيرها، إلا لأن الأمور وصلت بنا في سائر أنحاء المنطقة إلى درجة الانهيار الشامل والتام. وصار الصمت والاستمرار في التعامي والتدليس هو الجريمة الأكثر بشاعة، التي يمكن أن يرتكبها إنسان أو شعب في حق نفسه وشعبه.
هل هناك انقسام بيننا نحن المصريين حول الموقف من الإرهاب والإرهابيين، بعدما رأينا الإرهابيين يجتاحون البلاد المجاورة لنا في الغرب والشرق، وتسلل البعض منهم إلى أعماق مدننا، ويستهدفون السيطرة الكاملة على بقعة غالية من بلدنا هي سيناء، هل بعد كل هذا هناك من تدفعه متاجرات سياسية، أو هلاوس أيديولوجية، أو ادعاءات بإنسانية وتعاطف زائف وكاذب ومفتضح، إلى التهاون أو التضليل عن عدونا وعدو الحياة الواضح الصريح والخطير، والذي يبدأ بجماعة الإخوان المسلمين، ويمتد لحماس وحزب الله حتى داعش والقاعدة، وما بينهم من سائر المجاهدين في سبيل الله بسفك الدماء؟!!
سؤال ساذج جداً: لماذا لم نسمع دعوات للجيش المصري، لنجدة العراقيين من إرهاب داعش، ونسمع دعوات له لنجدة إرهابيي حماس، أو فلنقل أهل غزة؟!!. . أنا شخصياً أعتبر أن تعاطف أي مصري مع حماس الآن، هو من باب "الهطل"، إن لم يكن من قبيل "الخيانة للوطن". قال خالد مشعل: «ننتظر نخوة جيش مصر العظيم لأمته العربية». لقد تجلت نخوة الجيش المصري بالفعل تجاه حماس، أيها المجاهد من جناحك بفندق السبع نجوم في الدوحة، بأن تحلى الجيش المصري بالصبر، ولم يدك مواقع عصابتك، ويسوي معسكراتها وأوكارها بالأرض، بعدما ارتكبت من جرائم أثناء ثورة الشعب المصري في 25 يناير، وملا تلا ذلك من جرائم اغتيال جنودنا على حدود غزة، والتي مازالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور!!
بغض النظر عن حق الفلسطينيين اليهود أو المسلمين أو المسيحيين أو الدروز في قطعة الأرض المسماة فلسطين أو إسرائيل. لقد حاولت مصر أيام عبد الناصر، أن تلعب دور ولي أمر المنطقة، وتأخذ من هذا لتعطي لذاك، فكان أن فشلت وأفشلت الآخرين معها، واحتُلت أرضها، وأراض سورية، علاوة على ابتلاع إسرائيل لفلسطين بكاملها. فكان أن أزادت هكذا "الطين بلَّة" على رأس الشعب الفلسطيني. يكفي إلى هنا يا حضرات، ولننتبه لبلادنا، الموشكة على الدخول إلى هاوية. كفانا "فلسطين قضية العرب المصيرية"، ولنتركها لمجاهديها وأشاوسها، يرتكبون في حق شعبهم المسكين ما شاءوا من جرائم، وليتاجروا بدماء الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين ما شاءوا، وليبيعوهم كما يشاءون في أسواق النخاسة لكل من يدفع بالدولار، من العابثين بمقدرات شعوب المنطقة!!
ما كان يحدث طوال عهد مبارك، أنه كان يتم تشجيع، أو السماح بترويج، ثقافة وأفكار عدائية، مضادة للعالم الغربي وللسلام. ثم نأتي إلى المواقف الساخنة الحاسمة، مثل تأديب إسرائيل لحزب الله أو حماس، فيجد النظام السياسي نفسه في مأزق، بين مواقفه العملية، المضطر لها وفق الواقع وموازين القوى، وبين الضغوط الشعبية الناتجة عما تم الترويج له من أفكار. الآن هل سيسير النظام الحالي على ذات النهج، باعتباره الممكن مع شعب أدمن الكراهية والعداء للآخر، أم سيقدم على المضي في طريق نشر ثقافة إنسانية واقعية، نتخلص بها من الانفصام الأبدي بين الأفكار والممارسة العملية؟!!
هي مأساة إنسانية، أن يسيطر ديكتاتور أو عصابة إجرامية على شعب، ويتخذ منه رهينة وأداة للعداء مع العالم. فعل هذا هتلر بألمانيا، وصدام بالعراق، ويفعله الآن حزب الله بلبنان، وحماس بغزة، وكاد أن يفعله إخوان الخراب بمصر. هذه العصابات الفلسطينية سارقة قضية الشعب الفلسطيني المظلوم، تكرر طول الوقت قصة "شمشون"، الذي يدمن هدم المعبد على رأسه ورأس الجميع. يفعلون ذلك في بلادهم، ويفعلونه في كل دولة استضافتهم، في الأردن ولبنان وسوريا والكويت. لقد صارت هذه المنظمات لعنة على الشعب الفلسطيني، بأكثر مما حاق بهذا الشعب، جراء الحركة الصهيونية أو ممارسات دولة إسرائيل.
فيما يتعلق بقضية فلسطين، أظن أن من يبغي بصدق حلاً لها، لابد وأن يترك أسانيد الطرفين التاريخية للدارسين، ويترك أسانيدهما الدينية لمشايخ وقساوسة وحاخامات الدين، لكي نتخذ من الواقع الحال مرجعية لنا. لنحيا جميعاً في وئام وتعاون مشترك، بدلاً من تبادل الذبح إلى مالانهاية. أظن أيضاً أن النابحين بشعارات العروبة وفلسطين وما شابه، يدركون أن حدود دورهم لن تتعدى الصياح في الهواء الطلق أو أمام الميكروفونات، وبالأكثر هذه الصواريخ التافهة العبثية، التي يطلقونها من منصات مستترة في غرف النوم، وبأجساد النساء والأطفال والرضع. وأن المسؤولين عن مصير سائر الدول العربية، مضطرون اضطراراً لأن يتخذوا قراراتهم، ويحسبوا خطواتهم، على أسس أخرى، تراعي حقائق الواقع، ولا تلقي بالاً للأكاذيب التاريخية الموروثة، ولتهويمات شراذم المجاهدين والأفاقين الذين يديرون المعارك من فنادق الدوحة!!
لا بأس من التركيز الآن على حماس، لكن نشأة الإرهاب العالمي مرتبط بالمنظمات الفلسطينية منذ تأسيسها. هم أصحاب الفضل والريادة في خطف الطائرات بالعالم، ولا ننسى اغتيال وصفي التل رئيس وزراء الأردن بالقاهرة، ولا مذبحة دورة الألعاب الأولومبية في ميونخ، وما حدث منهم تجاه المصريين في لارناكا، ولا ينبغي أن ننسى الشهيد/ يوسف السباعي. وما حدث في قضية السفينة أكيلي لارو، من إرهاب وخداع وخيانة. إذا كان لابد من أن نعزو الفضل لأهله، فلابد من الاعتراف بأن الإرهاب العالمي اختراع المنظمات الفلسطينية بالأساس!!
كثيرون يصعب عليهم مواجهة حقيقة، أن من أطلقنا عليهم لمدة نصف قرن توصيف "مقاومة فلسطينية"، قد تحولوا سريعاً بعد البدايات الأولى، إلى مجرد عصابات لصوصية إجرامية وإرهابية، خارجة على كل القوانين والأعراف. . ليس هذا رأياً شخصياً، وإنما ما يصرخ به ويفضحه تاريخهم منذ نشأتهم.
هذا النقد لما أنتجه الشعب الفلسطيني من منظمات، ليس تحريضاً على الشعب الفلسطيني، أو كراهية له. إنما هو من قبيل مقولة "صديقك من صدقك"، وليس من سار معك فيما أنت فيه منذ عقود، ولم ولن يصل بك إلا إلى الطرق المسدودة.
هل هذه الكلمات صعبة وقاسية؟ نعم هي تبدو كذلك بالفعل، ولم يدفعني للمغامرة بتسطيرها، إلا لأن الأمور وصلت بنا في سائر أنحاء المنطقة إلى درجة الانهيار الشامل والتام. وصار الصمت والاستمرار في التعامي والتدليس هو الجريمة الأكثر بشاعة، التي يمكن أن يرتكبها إنسان أو شعب في حق نفسه وشعبه.