قرآني في بداية الطريق
هذه قصة حقيقية لقرآني يحكي بداية طريقه للوصول إلى الحقيقة :(أن القرآن هو وحده المصدر والملاذ للمسلم )، كان عليه أن يستخدم عقله عندما صدمه حديثا ,وقال في نفسه أنه لا يمكن أن يقول الرسول هذا !! وذلك حين كان يقدم فقرته في الإذاعة المدرسية في المرحلة الثانوية، فوقف مبهوتا فترة من الزمن لا يصدق ما يقرأه .. ثم قرر بعدها هو وصديقاه ،وقد هالهما مثله ما قرءا : أن يأخذوا ثلاثتهم خطوة احترازية عند قولهم لفقرة الحديث في الإذاعة المدرسية ، لكن ما هذه الخطوة هذه التي قررت البراعم الصغيرة أخذها ؟ وكيف ساربطل قصتنا في طريقه إلى الوصول إلى الحقيقة ؟ دعنا نسمع ذلك منه ، وللتذكرة هو نفسه ذلك الشاب الذي كان سنه دون العشرين كما يقول هو عن نفسه:
وقف شاب دون العشرين ربيعا، مع اثنين من زملائه يقدمون الحديث الشريف في الإذاعة المدرسية في المرحلة الثانوية ،بعد تلاوة قصيرة للقرآن الكريم دون المستوي المطلوب للتلاوة من قراءة ومراجعة !! بعدها وقف الطلا ب الثلاثة مرة أخرى في فناء المدرسة حينذاك وبعد انتهاء طابور الصباح قالوا في صوت واحد: هل هذا الحديث قاله رسول صلي الله عليه وسلم؟ واتفق الشباب الثلاثة على أنهم :عند البدء في فقرة الحديث في التقديم لابد من أن تسبقه عبارة (يروي أنه قال )حتى يبعدوا عن أنفسهم وزر الكذب علي رسول الله !! واستبعدوا أن يقول الرسول مثل هذا الحديث وتعجبوا أنه كان يحمل طبعة كتب الصحاح(رواه البخاري ومسلم )!!!
ثم توالت الأيام والسنين وكان هذا الشاب كلما سمع حديثا فكر فيه وتعقله ولابد أن يتيقن بنفسه أي حديث يمكن أن يقبله عقله أو لا يقبله ! وظل علي هذه الحال أعواما ..من الله عليه خلالها بحفظ الكثير من سور القرآن الكريم ، فأصبح يرددها بين الحين والحين حتى لا ينساها ، حتى أنه عندما كان يقرأ بعض الآيات يمن الله عليه من فضله بفهم هذه الآيات، وكان منها علي سبيل المثال قول الله تعالي" يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلي الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا " وقرأ مثلا عن المذهب الذي يقول :يكفي مسح ثلاث شعرات في الرأس ، وآخر يقول :مسح ربع الرأس ،وثالث يقول مسح الرأس كلها ، ولابد من غسل الأعضاء ثلاثا وما حكمة ثلاثا ؟!!
خاصة إذا شح الماء فقال الشاب سأطبق الآية الكريمة بالنسبة للوضوء دون الرجوع إلي المذاهب جميعها ! فإذا كان في اختلاف المذاهب راحة ،فإن راحته كانت في البعد عن كل المذاهب !! ،لأن عقله ليس مقبلا ،ولكنه مدبرا وذاهبا في البعد عن تلك المذاهب ، ولم يأمرنا سبحانه في الرجوع إلي تلك المذاهب ،لأنه لم يكن هناك مذاهب حينذاك !!ولكن الله تعالي قال :
:( ياأيها الذين آمنوا ) أي آمنوا بما أنزل بكتابه ويعملون بما آمنوا به ( إذا قمتم إلي الصلاة) إذا قمتم لأداء الصلاة التي عهدها الخلف عن السلف( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق) والمقصود غسل الوجه واليدين حسب توفر المياه، فإذا قل وجود المياه كوب من الماء(لتر) وأريد أن أتوضأ فلا يكفي إذا ثلاثا ولا عذر له لوجود لتر من المياه يعفي عن التيمم ،وامسحوا برءوسكم: استخدم الله تعالى "امسحوا " فهي مختلفة عن :" اغسلوا " فيكفي أن نمسح بأيديا المبتلة بالرأس ثم الأرجل مسحة لم يحدد في المسح جزء فقط بل كل الرأس وكل الأرجل ..والله أعلم
والحمد الله قام باتباع ماجاء بكتابه العزيز، وهداه الله إلي العمل بما جاء به وهو الهادي سبحانه إلي سواء السبيل.
إلى هنا انتهى ما قصه، لكن وإن كنا نرى بداية بسيطة إلا أنه استطاع بتوفيق من الله وهدايته أن يصل إلى ما عجزت عنه عقول وأقلام كثيرة .. يكفي أنه وصل بفطرته السليمة إلى طريقة تبرئة الرسول مما ألصق به ! وكفاه شرفا اتباع القرآن وحده ،و ترك كل مذاهب الفقه مكتفيا بالقرآن ، وتكريس وقته للقرآن وجعله شغله الشاغل ...
رحم الله سبحانه أمواتنا جميعا ، وهدانا وإياكم إلى الصراط المستقيم ,وإذا كان المقال يرصد بداية قرآني ،فما أحوجنا، أن يبدأ كل منا طريق القرآن وقراءته بعيدا عن أي تعويذات أو تفسيرات ، ويبدأ مع فاتحة الكتاب: (بسم الله الرحمن الرحيم (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7))
ودائما صدق الله العظيم.