رفضت وزارة الخارجية، شكلا وموضوعا، تصريحات تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية حول التعامل المصري مع مشكلة الأنفاق عبر الحدود مع قطاع غزة، وأكد بيان صادر عن المتحدث الرسمي للخارجية أنه بات واضحا أن هذا المنهج ليس بعيدا عما تم تدبيره في الكونجرس الأمريكي بشأن تعليق مبلغ من برنامج المساعدات الأمريكية لمصر بمشروطية تتعلق بما يطلق عليه «الأداء المصري في موضوع الأنفاق».
وقال المتحدث باسم «الخارجية» في تصريح أدلي به أمس «إنه من المفهوم أن هناك (تجاذبات) داخلية تؤدي بالوزيرة ليفني إلي اتخاذ مثل هذه المواقف، وأنه سيكون من الأفضل بالتأكيد، لوزيرة الخارجية الإسرائيلية أن تركز اهتمامها في الجهد التفاوضي المنوط بها مع الجانب الفلسطيني بدلا من أن تلقي الكلام جزافا في موضوعات لا يصح لها أن تتناولها دون دراية كافية».
وجاءت تصريحات ليفني أمس قبل زيارة إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي لمصر اليوم، والتي تعد الزيارة الأولي له منذ توليه حقبة الدفاع، لتزيد من صعوبة مهمته خلال لقائه مع الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ ومع المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع، خصوصا الأنباء التي تحدثت عن اعتزامه إثارة مسألة تهريب السلاح عبر أنفاق غزة.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن إسرائيل رفضت حتي الآن فكرة قيام مصر بنشر وحدة إضافية من حرس الحدود للمساعدة في منع تهريب الأسلحة إلي قطاع غزة، بينما تتعالي الاتهمات داخل الكنيست من جانب نواب اليمين الإسرائيلي بأن الجنود والضباط المصريين يساعدون في تهريب السلاح إلي غزة.
في سياق متصل نسبت وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» إلي مصادر فلسطينية قولها إن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحتمل أن يتوجه من دمشق إلي القاهرة للاجتماع مع مسؤولين مصريين في إطار وساطة مصرية بين حماس وإسرائيل.
وقالت إن مشعل سيبحث اتفاقا يشبه «سلة مقايضة» ترعاه مصر مع الإسرائيليين يتم بموجبه مبادلة الجندي الإسرائيلي الأسير بقطاع غزة جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح عدد كبير من الأسري الفلسطينيين المنتمين لحماس، إضافة إلي فتح المعابر وفك الحصار عن غزة مقابل أن تتعهد حماس بوقف إطلاق الصواريخ علي إسرائيل.
وذكر فوزي برهوم المتحدث باسم «حماس» أمس أن مشعل لم يقم بزيارة القاهرة ولا يوجد أي ترتيبات لمثل هذه الزيارة حتي الآن ولكنه أكد أن هناك تواصلا دائما مع الأشقاء في مصر لدورها الريادي في القضية الفلسطينية مع حرص حماس علي التواصل مع الإخوة المصريين من أجل دعم القضايا الفلسطينية المهمة.