بلاوي محمد حسان والثقافة...

سامح عسكر في الخميس ٠٥ - يونيو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

كنت في حوار مع زميل في العمل ودخلنا في مفهوم كلمة.."الثقافة"..وإذ به يصدمني بتعريف لم أسمعه من قبل.. لدرجة شعرت معها بالامتهان ، قال أنه يسمع للمثقفين مثل الشيخ.."محمد حسان"..حينها انتفضت وشاب على وجهي الوجوم..

ماذا تقول يارجل ؟!...محمد حسان مثقف؟!!

قال ما الخطأ في ذلك؟

قلت: الكلمة كلها خطأ ولا تجوز منطقياً..ماذا تعني الثقافة لديك أولاً؟

قال :أن الثقافة هي الاطلاع والقراءة وتحصيل المعلومات

قلت: هذا تعريف ناقص يعطي للإرهابيين صفة الثقافة، فالإرهابي يقرأ ويطلع ولديه معلومات، ولو كانت الثقافة كما تقول لصح قولنا على الإرهابي أنه عالِم ومثقف..فلماذا نحاربه إذا ؟!

قال: وما تعريف الثقافة لديك؟

قلت: الثقافة هي: الاطلاع بلا حدود داخل الأديان واللغات والمذاهب والنماذج، وهذا يعني التفكير الدائم من خارج الصندوق ، حينها تصبح المعلومات موثوقة وصحيحة.

أنا أقرأ للبوذية والهندوسية ولدي مكتبات مسيحية وشيعية وسلفية وإخوانية تجاوز ال40 ألف كتاب، وأقرأ في الفلسفات جميعها ومشكلات المفاهيم كاختلاف الفلاسفة حول العقل والوجود والحريات والسياسة...وهكذا...لا أضع لنفسي حاجزاً يقيدني..هدفي دائماً هو المعلومة الصحيحة ..التي ستكون هي الأصل في بناء ثقافي سليم.

محمد حسان ليس مثقفاً بل هو مدعي ثقافة وجاهل جهول وكذاب حين أوهم أتباعه أنه كذلك، ياأخي أكبر دليل على كلامي أن حسان لا يستطيع أن يقرأ خارج حدود دينه الإسلامي ولغته العربية ومذهبه السني واتجاهه السلفي وأيدلوجيته التيمية الحنبلية، باختصار ثقافة حسان هي داخل أصغر صندوق من صناديق الفكر الإنساني المتعددة، ودائماً ما تكون هذه الثقافات هي السبب في انتشار الإرهاب.

دعني أمثّل ذلك بطريقة أوضح، لو جئنا بصندوق مكعب متر في متر هذا هو الدين ، ثم صندوق بداخله أصغر قليلاً 90 في 90 هذا هو اللغة، ثم صندوق بداخله 80 في 80 هذا هو المذهب، ثم صندوق بداخلهم جميعاً 70 في 70 هذا هو الاتجاه أو النموذج..

تخيل هذا الشكل حين تصل لأصغر صندوق 10 سم في 10 سم..هذا هو الصندوق الذي يعيش فيه محمد حسان ويقبع فيه هو وأمثاله..

في النهاية يخرج محمد حسان جاهلاً بالأيدلوجيات الأخرى وبالمذاهب الأخرى وباللغات والأعراق الأخرى وبكافة الأديان والصناديق الأخرى..هو لا يعترف بهم جميعا ولديه نقص حاد وضمور معرفي في كافة تلك العلوم، فكيف يكون مثقفاً وهو يجهل حتى أقرب أقربائه داخل الدين أو اللغة..

حسان يقرأ لابن القيم وابن تيمية ولا يقرأ لابن رشد وابن سينا
يقرأ لابن حنبل وابن الجوزي ولا يقرأ لباقر الصدر والمطهّر الحلي
يقرأ لابن باز وابن عثيمين ولا يقرأ للبابا شنودة وعبدالمسيح بسيط
يقرأ عن الأشعرية ولا يقرأ للأشعرية
يقرأ في ذم الهندوكية ولا يقرأ في مدحها

هذا هو المعنى..الرجل يأخذ جانباً من جوانب العلم ويتعصب له ويتعمد أن يكون جاهلاً بطرق وأساليب الآخرين فكيف يكون مثقفاً..إنها البلوى التي عمّت ديار المسلمين..
 
اجمالي القراءات 10929