قبيلة من اليهود في بلاد العرب 10
الجزءالعاشر
عبدالله بن فيصل
كان لفيصل بن تركي أربعة أولاد: عبدالله، وهو الأكبر، وسعود، ومحمد، وعبدالرحمن، وكان فيصل قد بايع ولده الأكبر عبدالله بولاية العهد طبقاً للتقاليد المتبعة في البيت السعودي، ولكن سعوداً نازع أخاه عبدالله، وثار عليه، واستعرت الحروب الأهلية بين الطرفين، ونشبت الفتن والقلاقل، واستمرت الحرب بين الأخوين (25) عاماً، مما أدى الى ضعف الدولة، وذهاب سلطانها، وانتقاض حكام المقاطعات عليها، واستقللال كلّ بدويريته، كما هو الشأن في توزيع أسلاب الضعيف، واحتل الأتراك الاحساء، والقطيف.
واستطاع سعود أن ينتزع الرياض من أخيه عبدالله بعد ان فرّ منها، ونزل في ديار عتبة، ومات سعود في الرياض سنة (1290)، وتولى بعده أخوه عبدالرحمن والد الملك عبدالعزيز الشهير، وجد الملك سعود الحالي ولكن أبناء أخيه سعود انتفضوا عليه، وطردوه من الرياض، فالتجأ الى أخيه عبدالله في ديار عتبة، لاجىء الى لاجىء، وساتغل عبدالله هذا الخلاف، وأسرع الى الرياض بمعاونة بعض العربان، فجلى عنها أولاد سعود قبل وصله.
وما استقر فيها، حتى هاجمه محمد بن سعود، ودارت بينهما معارك طاحنة، فاستنجد عبدالله بابن رشيد أمير حائل، وقبل أن تصل النجدة منه تغلّب محمد على عمه عبدالله، ودخل الرياض، وسجن عبدالله، ولم يطل الأمد، حتى وصل ابن رشيد، ففر محمد بن سعود، وأخرج ابن رشيد عبدالله من السجن، ولكن لم يرجعه الى الحكم، بل عهد به الى أخيه عبدالرحمن الذي كان قد تولّى الإمارة بعد أخيه سعود، وقفل ابن رشيد راجعاً إلى حائل بعد أن ترك في الرياض مندوباً من قبله يراقب عبدالرحمن، واسم هذا المندوب سالم السبهان، وبهذه الحادثة أصبح ابن رشيد سيد نجد والمسيطر عليها.
ومات عبدالله بن فيصل سنة (1307هـ).
عبدالرحمن بن فيصل
هو الذي تولى الامارة أياماً بعد أخيه سعود، وهو الذي طرده ابن أخيه محمد بن سعود، وهو الذي اقامه ابن رشيد ثانية، وهو أيضاً والد الملك عبدالعزيز الشهير.
أشرنا إلى أنّ ابن رشيد أقام مندوباً ورقيباً على عبدالرحمن، وأراد عبدالرحمن أن يتخلص من هذا المندوب الرقيب وهو سالم السبهان، فسجنه، وقيل: إنما سجنه، لأنه حاول اغتياله بأمر ابن رشيد، ومهما يكن، فقد توجه ابن رشيد الى الرياض، وأطلق سراح السجين.
ولما رأى عبدالرحمن قوة ابن رشيد بنجد شعر أنه بين أمرين: إمّا أن يحارب ابن رشيد، وإما أن يخضع له كموظف عنده.. ولا طاقة له على الاولى، ولا تطيعه نفسه على الثانية، فلم يبق أمامه إلاّالرحيل.. وهكذا فعل. رحل عن نجد بأهله سنة (1309)، وظل متنقلاً في الأمصار.. فذهب أولاً إلى الأحساء، ثم إلى الكويت، ثم إلى قبائل بني مرّة بقرب الربع الخالي، ثم إلى قطر، ومنها عاد إلى الكويت، واستقر فيها مع عائلته وأولاده، وكان عمر ولده عبدالعزيز آنذاك عشر سنوات.
وعيّن له أمير الكويت الشيخ محمد بن الصباح مرتّباً إلى أن خصّصت له الدولة العثمانية ستين ليرة عثمانية في الشهر، فقطع ابن الصباح عنه المرتّب، وعاش هو وأفراد عائلته في شدّة وضيق.
الملك عبدالعزيز أو الأسطورة
عبدالعزيز بن عبدالرحمن أول من لقب بالملك من السعوديين..
كانت الشمس منذ القديم كما نراها اليوم تطلع من المشرق، وتتوارى في المغرب، ولم يصادف في يوم أن أشرقت حيث تغيب، أو غابت حيث تشرق، أمّا الأحداث التي تقع بين الشروق والغروب فهي كل يوم، بل كل ساعة في شأن.. فور وغور، وصعود ونزول.. لا قاعدة، ولا ضابط، ولا مقياس ينتظم كل شيء، ولا يشذّ عنه شيء.. ترى النجاح منك قاب قوسين أو أدنى، وإذا أنت في الأرض، والنجاح في السموات العلى، وترى نفسك غريقاً تتقاذفك الأمواج، وانك ستلفظ النفس الأخير، وإذا بك على اليابسة تتنفس الصعداء فرحاً وسروراً.
وترى هذا يزحف كالسلحفاة، وينطلق ذاك إلى المريخ، وبين طرفة عين وانتباهتها ترى الزاحف في الطليعة، والسابق جماداً لا يستطيع الحراك.
ومهما شككت فإني لا أشك أبداً أن الحكمة من ذلك أن لا ييأس الضعيف، فيذل ويخنع للقوي، وأن لا يطغى القوي فيتحكم بالضعفاء، وأن لا يحزن الفاقد، ولا يفرح الواجد، وأن يضع الجميع نصب أعينهم أن الغالب قد يصير مغلوباً، والمغلوب غالباً.. والتاريخ وحده يعطينا الدرس الصحيح، لا النظريات ولا الفلسفات(1).
(1) ومن هنا أومن ايماناً لا يشوبه ريب بأن إسرائيل ستمحى من الوجود، وإن بلغت من القوة ما بلغت، وآزرها الغرب والشرق، وهل في قول الله ريب: «ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ـ آل عمران 112»؟. ثم كيف تعيش دولة مبدأها وشعارها: «مادمت فليهلك العالم كله»؟.
وإليك هذا الدرس من الترايخ القريب: لقد استرجع الفتى البالغ من العمر (20) عاماً ما كان لآبائه وأجداده، وهذا الفتى هو عبدالعزيز اللاجئ وأبوه عبدالرحمن في الكويت، استرجع ملك الآباء والأجداد، ولكن لا بالمال، ولا بالجيوش، ولا بالانتخاب، ولا بتأليف الأحزاب وإعلان الشعارات المغرية، ولا بالإضراب والمظاهرات، ولا بتغيّر الزمن بسبب حرب عالمية، ولا بشيء من ذلك، بل بأسطورة، هذا موجزها.
كان عبدالعزيز وأبوه عبدالرحمن لاجئين عند الشيخ مبارك أمير الكويت، وذات يوم جاء الفتى عبدالعزيز إلى الشيخ مبارك، وقال له: أريد أن أنقذ نجداً من ابن رشيد، فهل تساعدني بالمال والعتاد؟.
وسخر الشيخ من الفتى، ولكنه لم يشأ أن يصدمه، فأعطاه مئتي ريال، وثلاثين بندقية، وأربعين جملاً، فأخذها ومضى هو وبعض أرحامه وأصحابه، ولا يتجاوز عدد الجمع أربعين رجلاً.. وكانوا يسيرون ليلاً، ويتوارون نهاراً، واذا احتاجوا إلى الطعام اختطفوا شاة أو بعيراً من هنا وهناك، وظلوا يواصلون السير إلى أن بلغوا الرياض ليلاً، وهم أهلها، وأعرف الناس بما فيها، ومن فيها، فتسلقوا الحائط الى منزل الحاكم الرشيدي عجلان، وطافوا في أنحائه، وبدأوا بالخدم، فألقوا القبض عليهم، وشدوا وثاقهم، واقتحم عبدالعزيز ببندقيته حجرة الحاكم، فوجد زوجة عجلان وأختها، ولم يجد عجلان.
ولما سألهما عنه قالتا: إنه يبيت في الحصن المجاور للبيت، وكان الفجر قد طلع فأسبغ القوم الوضوء، وصلى بهم عبدالعزيز صلاة الصبح جماعة في بيت عجلان، ثم جلسوا في البيت كأنهم أهله وأصحابه.. وما أن طلعت الشمس، حتى فتح باب الحصن، وحاول المهاجمون اقتحامه، واغتيال الحاكم، واذا به يخرج من الحصن متوجهاً الى بيته، فاستقبله عبدالعزيز برصاصة أصابته في غير مقتله، ولكن ابن جلوي السعودي أجهز عليه، وأرداه قتيلاً، وذبح المهاجمون عدداً كبير من حامية الحاكم.
وما شاع خبر هذه المفاجأة في المدينة، حتى استولى عليهم الذهول، وخافوا سوء العاقبة، فسارعوا الى تقديم الولاء والطاعة.. وذلك في (3) شوال سنة (1319هـ). الموافق (15) كانون الثاني سنة (1902م). ونقل عبدالعزيز والده من الكويت الى الرياض، واحتفظ الوالد بلقب امام، والولد برئاسة الحكومة، وقيادة الجيش، وانتقل من نصر الى نصر، فقتل ابن رشيد واستتب له الامر بنجد، وأخذ الأحساء والقطيف، والحجاز وعسير، ومات أبوه عبدالرحمن سنة (1928)، وله من العمر (78) عاماً، مات بعد أن رأى ولده ملكاً على جميع الأراضي الواقعة الآن تحت سيطرة حفيده سعود بن عبدالعزيز.
وكما كان ابن رشيد حليفاً مخلصاً للأتراك، فقد كان عبدالعزيز حليفاً دائماً، وصديقاً وفياً للانكليز، فكان يذكرها ويشكرها في خطبه وغيرها، وهذا مثال من أقواله بحق الانكليز، جاء في خطبة ألقاها بمكة المكرمة عام (1362هـ)، قال:
«ولا يفوتني في هذا الموقف أن أتمثل بأنه من لم يشكر الناس لم يشكر الله، فأثني على الجهود التي قدمتها الحكومة البريطانية بتقديم بواخر الحجّاج، وتسهيل سفرهم، كما أثني على مساعدتها، ومساعدة الحلفاء القيّمة، ومتابعتهم تتميم تموين البلاد، وما يحتاجه الأهالي من أسباب المعيشة وغيرها، وكذلك لابدّ من الإشارة إلى أن سيرة البريطانيين معنا طيبة من أول الزمن إلى آخره».
ويعلم الكبير والصغير أن الإنكليز والحلفاء، وأية دولة استعمارية يستحيل أن تفعل شيئاً بقصد الخير والإنسانية، وإذا فعلت مع بلد من البلدان ما يبدو كذلك فإنما تتخذ منه وسيلة الى التسرب إلى أسواقه، والسيطرة على مقدراته.. إن الإستعمار ينافق ويتصنّع، ليمتصّ دماء الشعوب..
وغريب أن تخفى هذه الحقيقة على الملك عبدالعزيز، وأن يقول، وهو الوهّابي الذي يصلّي في أول الوقت، حتى في بيت عدوه عجلان.. غريب أن يقرن شكر الله بشكر الإنكليز، ويقول: من لم يشكر الناس ـ أي الإنكليز ـ لم يشكر الله، هذا مع العلم بأن الوهابية ـ كما قدمنا ـ يقولون بفساد الصلاة وجميع العبادات إن أديت عند قبر نبي أو ولي، لأنّها، والحال هذه، تكون مشوبة بعبادة صاحب القبر، أو تؤدي إليها بزعمهم.. إذن، كيف ربط الملك عبدالعزيز شكر الله بشكر الإنكليز، بحيث لا يقبل الأول بدون الثاني؟.. وبعد أن ضعف الإنكليز حلّ محلهم الأميركون.
ودام حكم عبدالعزيز (64) سنة من سنة (1309) إلى سنة (1373هـ). وتولّى الحكم بعده أولاده سعود ثم فيصل فخالد ففهد الملك الحالي.
آل سعود يقطعون الرؤوس البشرية ويقدمونها مع الطعام
وقد روى حافظ وهبه (المستشار السعودي) في كتابه «جزيرة العرب» عن الطاغية الملك عبدالعزيز الأخير المتوفى سنة (1953) فقال: (قال عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لقد قاومت دعوتنا كل القبائل أثناء قيامها وكان جدّي سعود الأول قد سجن عدداً من شيوخ قبيلة مطير فجاءه عدد آخر من القبيلة يتوسطون بإطلاقهم ولكنّ سعود الأول قد أمر بقطع رؤوس السجناء ثم أحضر الغذاء ووضع الرؤوس فوق الأكل وطلب من أبناء عمهم الذين جاؤوا للشفاعة لهم أن يأكلوا من هذه المائدة التي وضعت عليها رؤوس أبناء عمهم و.. لما رفضوا الأكل أمر سعود الأول بقتلهم!.) ويقول حافظ وهبه في كتابه جزيرة العرب في القرن العشرين: «لقد قصّ هذه القصة الملك عبدالعزيز على شيوخ قبيلة مطير الذين جاؤوا للاستشفاع في زعيمهم فيصل الدويش قبل أن يقتله عبدالعزيز ليبيّن لهم أن عبدالعزيز سيقتلهم أيضاً إذا لم يمتنعوا عن طلب الشفاعة لزعيمهم فيصل الدويش).. بعد هذه المقدمة الدالة على أصله اليهودي ووحشيته أمر الملك الطاغية عبدالعزيز ـ بقتل فيصل الدويش ـ وتوضأ بدمه ثم قام لأداء الصلاة!. لماذا؟.. لأن فيصل الدويش قد استيقظ ضميره أخيراً وانقلب عليه بعد أن رأى الدويش أن الملك الطاغية عبدالعزيز كان لا يركع إلاّ لأوامر الإنكليز، واستيقظ الدويش بعد أن وقّع عبدالعزيز للإنكليز بإعطاء فلسطين لليهود في مؤتمر العقير عام (1922).. بهذا الاسلوب سارت الدعوة السعودية الوهابية من أول قيامها لا أهداف لها إلاّ النهب والسلب والسرقة والكذب والدجل و الفجور والفسوق كل ذلك باسم الدين، ولكني كما قلت عن شعبنا، إنه لم يقف منها موقف المتفرّج، فقد قاومها في كل مكان.
ثلاثة الأصول.. ويوسف بن مقرن الياهو
ألقت الثورة اليمانية (القبض) على يوسف بن مقرن الياهو في (19/12/1962م) حينما تسلّل إلى اليمن، واعترف يوسف بكلّ تحركاته بين فلسطين المحتلّة والجزيرة العربية، واعترف بصلاته الوثيقة العريقة بآل سعود، واعترف بالكتاب المذكور حينما سألناه عنه، وقال:
«لقد حزنت كثيراً على هذا الكتاب الذي أخذه مني جون فيلبي بناءً على طلب من عبدالعزيز آل سعود في رسالة قال فيها عبدالعزيز إنه يريد طبعه لكنّه تبيّن أن عبدالعزيز يريد أن يخفي الكتاب لكيلا ننشره نحن اليهود، ولكيلا يقع بيد غيرنا من اليهود أيضاً، لأن لعبدالعزيز أعداء من اليهود التقدّميّين لا يؤيدون طريقته، وحينما راجعت عبدالعزيز حول الكتاب وقلت له: «دعنا نتولى طبعه نحن»، ضحك عبدالعزيز وهو يسخر من هذا الكلام وقال: «هذا الكلام هو الذي جعلني أطلب الكتاب منكم، لأنني علمت بعزمكم على تسريبه لليهود في فلسطين ليتخذ منه بعضهم وسيلة ضغط كبيرة ضدّي تجعلني أسير حسبما يرون. وهم لا يدركون عواقب سيرنا المكشوف حسب أهوائهم وحسبما يريدون، لا حسبما تقتضيه مصلحتنا المشتركة».
وقال لي عبدالعزيز:
«وعلى ل حال فإنّ الكتاب موجود لدى الأخ عبدالله فيلبي فتشاور معه عن موضعه». ولما ذهبت إلى فيلبي وسألته عن الكتاب قال فيلبي:
«لقد نقلت وصوّرت ما يهمني من الكتاب وسلّمته لعبدالعزيز».
فقلت لفيلبي:
«إنّني أخشى أن يحرقه عبدالعزيز» فقال فيلبي: «إنه فعلاً ينوي إحراقه» ثم تراجع وطمأنني عبدالعزيز بعد أن قرأت له الكتاب، بقوله:
(إنه كتاب مهمٌّ وهو ليس «نبع نجران المكين في تراث أهله الأوّلين»، فقط، وإنّما هو نبع العالم كله في تاريخ اليهود).
وقال جون فيلبي:
«يا أخ يوسف.. إن الكتاب لدى عبدالعزيز وقد أقسم لي أنه لن يذهب منه الكتاب إلاّ إذا ذهبت روحه، وإنه إرثه الوحيد الذي يريد توريثه لا لكلّ اولاده وإنّما لأعزّ أولاده، وقد اطلع عليه جمع كثير من اقاربه، وإخوته ومنهم شقيقه: عبدالله بن عبدالرحمن، اطلع عليه قسم من كبار أولاده، وقال لهم عبدالعزيز:
(على كل حال يعيالي ـ أنا ما أطلعتكم على هذا الكتاب إلاّ لتعرفوا أنكم أنتم وحدكم في هذا العالم الذين جمعتم المجد من أطرافه الثلاثة فأنتم: يهود، عرب، مسلمين، إنّها «ثلاثة الأصول» الحقيقية التي ذكرها ابن عبدالوهاب)!..
هذا ما قاله يوسف بن مقرن الياهو باعترافاته في اليمن، وقد أذيعت من الإذاعة قبيل الساعة الخامس من بعد ظهر يوم (20/12/1962) كما اعترف أنه مواطن سعودي، وسافر بجواز سعودي الى فلسطين عام (1947) بمهمّة، وأخذ يتردّد بعدها بين إسرائيل والأردن، وخيبر، والرياض، ونجران، وجدّة، والمدينة، وتبوك، واليمن، وقال:
إن لآل سعود علاقات جيدة باسرائيل، وإنهم يسبونها علناً ويتعاونون معها سرّاً». وقال:
«مع أنّ المخفي أصبح مكشوفاً في دوائرهم».
وقال يوسف بن مقرن الياهو:
«وللتغطية والتستّر على هذا ترونهم يعلنون في مناسبات شتّى:
أن المملكة السعودية لن تقبل بإدخال اليهود الذين يحملون جنسيات أميركية مزدوجة، ولكون الأمريكان يدركون أن مثل هذه «الاعلان» ما هو إلاّ من باب كسب الدعاية أمام الفلسطينيّين، والعرب فإنّهم يستقبلون مثل هذا الإعلان بالابتسامات العريضة»..
وحينما قال المحقق لليهودي:
(هل نعرف من كلامك هذا ان السعودية تتعاون مع اليهود؟)..
قال اليهودي:
«ان هناك مواطنين يهود سعوديين يعيشون حياة عادية كسائر الناس.
أما اليهود الامريكان فإنّهم يعملون كخبراء، أو فنّيين، أو في دوائر تابعة للجيش أو دوائر الأمن»..
وحينما قال له المحقق:
(أنت تعمل لصالح إسرائيل والسعودية فهل أنت مطمئن لهذا العمل؟).
قال اليهودي السعودي:
«أنا لا أعمل لصالح السعودية، وأنا مطمئن في السعودية لكوني يهودي، ومطمئن لكون السعودية تعمل بكيانها لصالح اليهود وليس ضدّهم سواءٌ بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، وكل يهودي لاشك أنه يعمل لصالح اليهود، وأنا كواحد من اليهود أعمل لدعم كياننا اليهودي».
وحينما سألناه هل لديك نسخة ثانية من الكتاب الذي يثبت قرابتك لآل سعود؟.
أجاب: «إن لديّ نسخة ثانية في نجران، وإذا كان يهمكم هذا فأعاهدكم أنني سأقدّمها لكم في حال الإفراج عنّي، على أن نقوم بطبعها لأستحصل على بعض النسخ منها»..
ولقد سجّلنا أقوال اليهودي يوسف على شريط، كما تحدّث عنه الرئيس عبدالله السلاّل قائد الثورة اليمانية حينما افتتح مكتب الجزيرة العربية في صنعاء يوم (26/12/1962) وقال:
«اننا سنقدّم هذا اليهودي الشرير الذي يقوم مجموعة من المرتزقة، والجواسيس بين السعودية والأردن وإسرائيل ليسمع العالم كلّ شيءٍ من فمه عن أعمال السعودية ضد اليمن، وضد فلسطين. ويصف لنا أصول القرابة بينه وبين آل سعود، وكيف دخل آل سعود في الإسلام، ولماذا؟».
ولكن وبقدرة الأيدي القذرة التي تعمل في الخفاء، ومنها أنور السادات الذي أوكل بشؤون اليمن، وكان ممّن تسبّبوا بهزيمة الثورة في اليمن وإغلاق مقرنا للتدريب، وبعد عشرة أيام من إذاعة بيان يوسف بن مقرن الياهو واعتقاله في اليمن نقل الرئيس السلاّل الى القاهرة بحجة السفر للاستشفاء!.. فحلّ حسن العمري مكانه، والعمري كما هو معروف من العملاء «الأصلاء» للسعودية.. وما هي إلاّ أيّام ثلاثة من تولّي العمري «نيابة السلاّل» حتى نقلوا اليهودي يوسف بن مقرن الياهو عبر الحدود اليمانية السعودية إلى نجران. علماً أن السعودية كانت في حالة حرب مع اليمن، وتسلّمه الأمير خالد السديري فنقل إلى جدّة، وعاد إلى نجران ثانية. ثم سافر عبر الأردن إلى فلسطين المحتلّة، ثم عاد، وما زال يتنقل بحرية تامة وبهمّة الشباب رغم كونه قد تجاوز سن الـ (80) لكن من يراه لا يعطيه من العمر أكثر من خمسين سنة، إنه نحيف، طويل القامة، صارم الملامح، تلمح الذكاء في وجهه، وفي هذا يكمن السرّ الذي يجعلك تتأثر وتعطف عليه! علماً أنه لا يستحق العطف.
نكتفى بهذا القدر من الجزء العاشر ونلتقى بإذن الله تعالى مع الجزء11 بداية... " نسب السعوديين ".
المراجع...
1- صفحة عن آل سعود الوهّابيين و آراء علماء السنّة في الوهّابيّة.. السيد مرتضى الرضوي
2- تاريخ آل سعود .. ناصر السعيد
3- كتاب " كشف الإرتياب ".. السيد حسن الأمين
4- كتاب " الفجر الصادق ".. طبعة مصرعام 1323ه
5- كتاب " التوسل بالنبى وبالصالحين " طبعة إستانبول عام 1984
6- كتاب تجديد كشف الارتياب