بعد نشري لمقال (القياس عند السلف والخلف) على الفيس بوك ، أمطرني بعض القراء بالهجوم الشخصي والغير علمي في نفس الوقت ، وهم من الأهل وفي ريعان الشباب ، أحزن عليهم وعلى الأجيال السابقة ، متمنيا للأجيال القادمة الصواب والإستيعاب لأمر الله عز وجل والسير على طريق الحق المبين ، لهذا كان الصبر والتجمل.
وكان ردّي بالآتي مع بعض التوضيح والتعديل ليناسب مقام موقع أهل القرآن الكريم :
أولا : انا وغيري من الكتّاب لا نرد على كل سائل بما يريد وهذا شيئ طبيعي ، إذ من حق أي كاتب أن يختار موضع مقاله أو بحثه ، فهو الكاتب والمقرر وهو ليس رهينة للأخرين ليملوا عليه موضوع البحث ، ولكن إذا ما سألني تلميذ في الصف الإبتدائي أن أشرح له عن معادلة رياضية تدرس في الصفوف الثانوية ، سيكون ردّي : يا بنيّ عليك أن تنهي المرحلة الإبتدائية ثم المتوسطة وبعدها تكون مؤهلا لأن تستوعب المرحلة الثانوية ، لذلك أقول للمتهجمين عليّ : ( لصغر سنكم إنكم تحرقون مراحل المعرفة ، لذلك طلبت منكم القراءة ثم القراءة ما ينشر على موقع أهل القرآن ثم لكم ان تختاروا بما تقتنعون.
ثانيا : تقولون : (أين التهجم عليّ ! ؟ )، ولو... حينما يقول أبو ابراهيم عني :( هذه اراء شخصيه منه ومنقوله مع العلم انه رجل غير متدين)، وحينما يقول عبد العزيزعنيّ :( الاستاذ خالد هو فقط ناقل غير متفقه . يمكن هلا عيتباحث مع جماعتو ويقلن معاد فينا نرد. ظهر الحق وزهق الباط).
الرد :
1-- ايها السادة هي ليست آراء شخصية لي أو لغيري إنما هي آيات قرآنية فهمت على وجهها الصحيح وكما جاءت وفقا للغة العربية وبكل بساطة و وضوح.
2-- تقولون عني (خالد اللهيب ، انه رجل غير متدين) ، متى يحق للناس أن تحكم على الآخرين في تديّنهم أو كفرهم ، هل شققتم عن قلبي هل أعلنت كفري والعياذ بالله رب العالمين ، نعم أنا وأنتم لا نختلف في إيماننا بالأحاديث النبوية ، أنتم تجيزون لأنفسكم أن تعلنوا أن الحديث الفلاني ضعيف أو من الإسرائيليات بينما تمنعوا ذلك عليّ وعلى غيري من كتاب أهل القرآن.
3-- الفرق بيني وبينكم أني اقارن الحديث مع آيات الله عز وجل ، بينما أنتم تؤمنون وتتمسكون بما يقال لكم عند جماعتكم ، مغلقين عقولكم و فكركم الى درجة أنكم مقتنعين : بأنه يمكن للحديث أن يلغي حكم آية قرآنية عبر ما يسمى الناسخ والمنسوخ وهذا موجود عند فكر الأديان الأرضية التي تتبعونها ، ربما تدرون ذلك و ربما تجهلون ، وهي أديان الأرضية الحزبية سنة و شيعة وصوفية وإخوانية وقاعدة وغيرها كثير.
4-- قولكم (الاستاذ خالد هو فقط ناقل غير متفقه) :
-- أولا : ليس من المعيب أن ينقل الإنسان فكر غيره ، أنتم وأنا والكل يفعل ذلك .
-- ثانيا : كم أتمنى أن تقرؤا و تدرسوا 45 سنة كما درست وما زلت الى اليوم دارسا ، حيث أني بدأت بالقراءة ولم أبلغ الحلم بعد وذلك في كافة المجالات .
-- ثالثا : للحكم على فكر أي إنسان ولمعرفة مستواه العلمي والمعرفي ، عليك أن تقرأ معظم ما كتب ، لا أن تتهمه بالجهل وعدم المعرفة لإختلافك مع رأي وحيد قرأته له .
-- رابعا : إذا ما كبستم على إسمي لدى موقع أهل القرأن ستجدون كل ما نشرت سابق لي ولغيري من الكتّاب وبذلك يتاح لكم الحكم.
5-- نعم ، ها أنا ذا أرد ، ولم أدع عدم القدرة على الرد كما زعمتم مهللين فرحين عبر إدعائكم :( الاستاذ خالد هو فقط ناقل غير متفقه . يمكن هلا عيتباحث مع جماعتو ويقلن معاد فينا نرد. ظهر الحق وزهق الباط)، أردّ قولكم عليكم ، وأقول : نعم ظهر الحق وزهق الباطل ، إليكم مسألة بسيطة ولكنها مثل الحروف الأولى الواجبة العلم عند الأطفال ، لتعلموا هل مشايخكم من الجهال ؟ وكيف نسج قولهم و بأي منوال ؟.
إليكم ما كتبه د . أحمد صبحي منصور سابقا مع الكثير من التصرف :
ملخص مدلول كلمتي (الرسول) و(النبي) كما جاءت في القران الكريم
1-- حين ينطق النبي بالقرآن فهو الرسول الذى تكون طاعته ، طاعة لله ﴿.. وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ .. ،.. مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ 64 و 80 النساء .
2-- النبي محمد عليه الصلاة والسلام أمر باتباع الوحي المنزل عليه كذلك المؤمنون أمروا بطاعة الرسول حين ينطق بالرسالة أي القرآن ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ..﴾ 54 النور.
3-- لم يأت مطلقاً فى القرآن ( أطيعوا الله وأطيعوا النبي ) لأن الطاعة ليست لشخص النبي وإنما للرسالة أي للرسول ، أي لكلام الله تعالى الذي نزل على النبي والذى يكون فيه شخص النبي أول من يطيع .
4-- كما لم يأت مطلقا فى القرآن عتاب له عليه السلام بوصفه الرسول ، ولم يأت مطلقاً (ما على النبي إلا البلاغ) ، وإنما جاء ﴿مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ﴾ 99 المائدة ، فالبلاغ مرتبط بالرسالة كما أن معنى (النبي) مرتبط ببشرية محمد عليه الصلاة و السلام ، وظروفه وعصره وعلاقاته .
5-- كلمة الرسول لها فى القرآن معان كثيرة وهي : النبي ، جبريل ، ملائكة، الذي يحمل رسالة من شخص الى آخر ، القرآن أو الرسالة و هذا يعني أن رسول الله قائم بيننا حتى الآن متمثلا في كتاب الله الذي حفظه الله إلى يوم القيامة، نفهم هذا من قوله تعالى ﴿وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ 101 آل عمران .
6-- وكلمة الرسول فى بعض الآيات القرآنية تعني القرآن بوضوح شديد كقوله تعالى ﴿.. وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ 100 النساء .
7-- الرسول ليس له أن يبدل أو يغير في دين الله عز و جل وكان المشركون يكرهون القرآن كراهية شديدة ، و جاهدوا الرسول أن يغيرأو يبدل في كلام الله و كان الرسول يرد عليهم معلنا خوفه الشديد من الله ، ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) 16 يونس.
8-- وفي القرآن الكريم شهادة للرسول تبرؤه وتثبت له ، أنه لم يتحدث فى دين الله إلا بالقرآن وحده ، وأنه لم يتقول على الله شيئاً ، ﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ)47 الحاقة ، وحيث أن هذه العقوبة الهائلة لم تحدث فهي شهادة للرسول بأنه بلغ الرسالة كاملة فى عصره ولم يتقوّل على الله شيئاً .
9-- كلمة (قل) من أهم الكلمات القرآنية وقد وردت فى القرآن 32 مرة، وهي تعني أن هناك أقوالاً محددة أمر الله تعالى رسوله أن يقولها للناس ، وبالتوقف مع كل آية وردت فيها كلمة (قل) نتأكد أن القرآن كان يتابع النبي بإجابات مستفيضة ومتكررة عن كل شىء يحتاجه بحيث لم يكن لديه مجال أو متسع أو تصريح لأن يتكلم فى دين الله من عنده ، وهذا يعني أن أقوال الرسول وأحاديثه هي في داخل القرآن من خلال آيات القرآن خصوصاً ما كان فيها الأمر الإلهي (قل) وفيها كل ما يحتاجه النبي والمسلمون ، وكان الرسول ينذر و يبشر و يذكر و يجاهد بالقرآن و ليس بأحاديث من عنده ، وخارج نطاق الرسالة كانت للنبي أقوال وتصرفات فى حدود بشريته وتعاملاته الخاصة والعامة ومسئولياته وعلاقاته ، وهي لا تعتبر جزءاً من الدين ؟
ولكن التدبر فى الكتاب مسؤولية الناس كما أن التبليغ مسؤولية الرسول ، والذي لا شك فيه أن النبي عليه السلام بعقليته كان أصلح الناس للاجتهاد ، وكان منتظراً منه أن يبادر بالإجابة على من يسأله ويستفتيه فى أمور الدين ، و لكن الواقع القرآني يؤكد أن النبي كان إذا سئل فى شيىء كان ينتظر نزول الوحي ليأتي بالإجابة ، وينزل قوله تعالى ﴿يسألونك عن﴾ كذا ﴿قل﴾ كذا ، ومنها نتأكد أن النبي كان مطلوباً منه فقط أن يبلغ الرسالة كما هي، لقد كانوا يستفتون النبي ولكنه كان ينتظر نزول الوحي ، وتنزل الفتوى من رب العزة ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ ﴾ 127 النساء ، لم يقل إنى أفتيكم ، وإنما قال ﴿قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ﴾ .
-- و أقوال الرسول هى الرسالة أو القرآن أو دين الله ، وقد أبلغه الرسول دون زيادة ولا نقصان ، وفيه الكفاية وفيه التفصيل وفيه البيان، وكان النبي أول الناس طاعة لهذا الوحي وعملاً بما جاء فيه .
-- عمل الرسول هو الإبلاغ ، ﴿مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ﴾ 99 المائدة ، والرسول إذا بلغ الرسالة أصبح شاهداً على قومه .
-- والنسق القرآني يجعل من الرسول يوم القيامة شاهداً على قومه أي خصماً لمن عصى منهم ، ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ﴾ 15 المزمل ، وقد جاءت شهادة الرسول على قومه يوم القيامة فى قوله تعالى ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ 30 الفرقان ،
-- فمسئوليته أن يبلغ الناس القرآن وحين هجروا القرآن وتمسكوا بكتب أخرى معه استحقوا أن يتبرأ منهم الرسول يوم القيامة .
-- حتى لا يقول قائل أن الرسول محمد عليه السلام قد مات وترك لنا غير القرآن كلاماً نحتكم إليه فإن القرآن الكريم أوضح لنا أن الرسول كان فى حكمه ينطق بالقرآن وحده ، يقول تعالى ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ﴾ 48 النور ، فلو كان الرسول شيئاً آخر منفصلاً عن كلام الله لجاء الفعل مثنى ولقال تعالى (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكما بينهم ).
-- يقول تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ..﴾ (النساء 59) المطاع واحد هو الله في أوامره التى ينطق بها الرسول أو من يقوم بالأمر بعد موت النبي ، نفهم هذا من قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ..﴾ 12الممتحنة ، فلو قال (يا أيها الرسول) لكانت طاعته مطلقة لأنها طاعة للرسالة أي كلام الله .
-- الإيمان ليس بشخص محمد عليه السلام وإنما الإيمان بما نزل على محمد ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ 2 محمد .
-- ضاق صدر الرسول عليه السلام بقوالهم و إفترآتهم هذه ، (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ) 97 الحجر ، بل كان علية السلام يحزن أشد الحزن من أقوالهم خصوصا حينما يتناولون الذات الإلهية سبحانه و تعالى ،(وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) 65 يونس .
النبي هو شخص محمد بن عبد الله فى حياته وشئونه الخاصة وعلاقاته الإنسانية بمن حوله ، ومن تصرفاته البشرية ما كان مستوجباً عتاب الله تعالى ، لذا كان العتاب يأتي له بوصف النبوة ، كقوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾1التحريم .
-- أسرى بدر ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ 67 الأنفال .
-- وحين استغفر لبعض أقاربه قال له ربه تعالى ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ 113التوبة .
إن أقوال النبي والتى أوردها القرآن ، هي قصص للعبرة نؤمن بها ضمن إيماننا بكل حرف نزل فى القرآن .
أما أقوال النبي خارج الوحي القرآني والتي كتبها الرواة فى السيرة بعد وفاة النبي هى تاريخ فيه الحق والباطل والصحيح والزائف وليست جزءاً من الدين على الإطلاق
-- كان النبي حاكماً مسئولاً عن دولة ، وكان قائداً للأمة ، وكانوا يحتكمون إليه فى أمورهم وقضاياهم ، وكان يحكم بينهم بصفته الرسول الذي ينطق بحكم الله ، والقاعدة القرآنية أن الحكم إلا لله ، ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ 59 النساء .
-- نحن لا نتبع محمداً عليه السلام كشخص وإنما نتبع النور الذى أنزل معه أي القرآن ﴿.. فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ 157 الأعراف ، كان النسق اللغوي يقتضي أن يقال ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوه..) ولكن الاتباع ليس للشخص الآدمى وإنما للوحي الإلهي ، ومحمد عليه السلام هو أول الناس تمسكاً بالوحي واتباعاً للهدى .
-- أمره تعالى فقال ﴿اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ..﴾106 الأنعام ، وإذا كان النبي متبعاً للوحي فنحن أولى الناس بعده باتباع الوحي ،﴿ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ 3 الأعراف ، نهي واضح محدد عن اتباع غير القرآن .
ليس للنبي أن يجتهد فى التشريع ، ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ 29 ص ، فالنسق اللغوي فى الآية كان يقتضي أن يقال للنبي : كتاب أنزلناه إليك مبارك لتتدبر آياته.
- نعم النبيّ عليه الصلاة والسلام كان ناطقا ومتحدثا ، إنما كلامه اليوميّ العاديّ بصفته نبيّ و إنسان يتفاعل به مع مجتمعه ومع من حوله ، لا يعد جزءا من دين وشريعة الله عز وجل ، فلا يحق للنبي عليه الصلاة و السلام أن يتقوّل على الله سبحانه وتعالى أو أن يُشرع من عنده ، كونه إنسان بشري يصيب و يخطأ و كونه نبي الله عز و جل ، ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) الحاقة ،
- الحديث المعروف : (بلغوا عني ولو آية ) أكد معناه رب العالمين في أكثر من موضع و بأكثرمن أية ، (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..)67 المائدة ، (فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82) النحل .
كقول النبي عليه الصلاة والسلام (صلوا كما رأيتموني أصلي) ، فهل نقرأ هذا القول في صلاتنا أم نفهم منه التوجه العام لمعرفة كيفية الصلاة عبر مراقبتنا لصلاته وسجوده ، ألم يحج عليه الصلاة والسلام أمام المسلمين ومعهم ، وبذلك رسّخ كيفية الصلاة والحج الذي كان معلوما من قبل لدى العرب ولكنه نفّض عنهما ما شابهما من الضلال والبهتان عبر الزمن وأعادهما الى سيرتهما الصحيحة الأولى .
-- النبي محمد عليه الصلاة والسلام قد مات والميت لا يسمع ولا يرى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران ، كما سيموت أعداؤه (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) ﴿30﴾ وسيختصم معهم يوم القيامه ( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) ﴿31﴾ الزمر، وسيسأل عن كل شئ (فلنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) ﴿6﴾ الأعراف.
-- يعتقد البعض أن كتاب الله تعالى قد أكمل بواسطة الأحاديث التي قام البخاري بجمعها وبهذا الإعتقاد يعتبرون أنه لولا البخاري لضاع الدين!! وأن كتاب الله ناقص دون الأحاديث "والعياذ بالله" لأنه لا إكمال في كمال.. بل الإكمال يكون في النقصان، ونسينا أو تناسينا كيف عاش المسلمون قبل أن يولد البخاري نفسه !!، بل نسينا قوله تعالى (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الأنعام .
وقوله تعالى (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود .
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم