حين يتحول الحكم على الارهاب الى محاكمة دين باكمله
الدعوة للبراء

نهاد حداد في الأربعاء ٢١ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

قد يتساءل البعض عن سبب اختيارنا لهذا العنوان: "الدعوة للبراء" فهذا مصطلح تبنته الاصولية  الدينية وجعلت منه اصلا من اصول الدين  ! فأجيب ولم لا؟ فنحن ايضا نتبرأ منهم ومن كل اولئك الذين اخترعوا إفكا  قدموه بين أيديهم على انه نص مقدس في الاسلام موازاة مع القران الكريم .حيث جعلوه ندا له بل انه صحح القران بنسخ اياته تارة وبالزيادة عليها تارة اخرى ، رجما بالغيب وبهتانا ما انزل الله به من سلطان .
ان يعتنقوا هذه الاباطيل التي قدموها بين ايديهم فهذا شانهم ، واما ان نحاسب عليها من طرف الاخرين على انها  جزء من عقيدتنا فهذا ما لا نقبله ! ونتبرأ  منه براءة الذئب من دم يوسف!
لقد ساءني ايها الاخوة ان يتحامل بعضهم على الاسلام بسبب تلك الاحاديث التي صدروها على انها جزء من الاسلام بل لعلها الاسلام نفسه ، حين قرات بعض التصريحات للكاتب الامريكي الملحد سام هاريس. شخصيا ، لا يهمني ايمانه او الحاده في شيء ، ولكن الذي يضيرني هو هجومه الشديد اللهجة على هذا الدين بسبب السلوكات الوحشية للارهابيين الذين يحسبون على الاسلام . حيث اعتبر هذا الرجل  ان الاسلام ، من بين كل الديانات السماوية والارضية ، هو الاخطر على الاطلاق. واليكم مايقوله: 
"quiconque imagine que les problèmes terrestres comptemt pour le terrorisme musulman se doit de répondre à des questions de ce genre : pourquoi n'y a  t-il pas de kamikazes boudhistes Tibétains? les tibétains ont souffert d'une occupation bien plus brutale, et bien plus cynique, que n'importe qui et que la Grande-Bretagne,les ةtats-Unis ou Israel aient jamais imposée au monde musulman. Oْ sont les foules de Tibétains prêtes à perpétrer des attentats suicides contre des non-combattants chinois?Ils n'existent pas. Quelle est la différence qui fait la différence? La différence est dans les précéptes spécifiques de l'islam.cela ne veut pas dire que le boudhisme ne pourrait pas aider à inspirer la violence suicidaire. Il peut et l'a fait( Japon seconde guerre mondiale). Mais cela ne concède absolument rien aux apologistes de l'Islam .Quiconque adhère à la vision boudhiste ,par exemple, est censé fournir un réel effort pour justifier un comportement nuisible à autrui. la vision musulmane demande moins d'effort puisque de tels comportements sont décrits et approuvés dans les textes sacrés de cette religion.La vérité que l' on doit enfin de compte affronter est  que l'Islam contient des notions spécifiques de martyr et jihad qui expliquent entièrement le caractère de la violence musulmane."(wikipedia encyclopédie)
واليكم ترجمة المقال :
" ان كل من يخيل اليه بان المشاكل الدنيوية تعني شيئا للارهاب الاسلامي يتحتم عليه الاجابة على اسئلة من هذا النوع:  لماذا لا يوجد هناك انتحاريون بوديون من التيبت؟ ان اهل التيبت عانوا من استعمار اكثر عنفا وهمجية من اي مكان اخر بل  اكبر بكثير من اضطهاد بريطانيا، الولايات المتحدة او اسرائيل للعالم الاسلامي. فاين هي الجماعات التيبتية المستعدة للقيام بعمليات انتحارية ضد صينيين مسالمين  ؟ (قطعا) لا وجود لهم . ما هو اذن الفرق الذي يشكل فرقا؟ الفرق يتمثل في التعاليم الخاصة بالاسلام، وهذا لا يعني بان البوذية لا يمكنها ان تلهم افكارا تدعوا الى العنف و العمل الانتحاري، ان هذا ممكن وقد فعلته من قبل ( اليابان ابان الحرب العالمية الثانية) ولكن هذا لا يعطي مصداقية لتعاليم دعاة الاسلام. ان اي شخص يعتنق البوذية مثلا ، عليه ان يقوم بمجهود جبار لتبرير اي عمل يسيء الى الاخر، اما الرؤية الاسلامية فتتطلب مجهودا اقل لان التصرفات المسيئة للآخر مفصلة ومصادق عليها في النصوص المقدسة لهذا الدين. والحقيقة التي يجب علينا مواجهتها هي ان الاسلام يتضمن مفاهيم خاصة حول الاستشهاد والجهاد تفسر وتبرر بشكل نهائي خاصية العنف الاسلامي( Sam Harris )(ويكيبيديا) 
ثم يستطرد صاحب الموسوعة شارحا موقف سام هاريس: ان هذا الاخير يطلب من الغرب ان يعلن الحرب على المنظور الاسلامي المنصوص عليه في القرآن  و الذي تمثله السنة النبوية في احاديثها . (انتهى) 
ونكتشف من خلال ما ورد اعلاه النقاط التالية :
اولا: ان الدين الاسلامي بالنسبة  للكاتب دين عنف بالدرجة الاولى بل هو الاعنف على الاطلاق 
ثانيا: ان هذا الدين يجد دوما تبريرات للسلوكات  المسيئة للآخر
ثالثا: ان كل المسلمين يعتمدون في تشريعهم على القران والذي تفسره الاحاديث 
وهنا نفتح قوسا لننبه لخطورة النقطة الاخيرة ، فالكاتب مثله مثل غيره يرى بأن الاحاديث اصل من اصول الدين الاسلامي و بالتالي يحاكمنا انطلاقا مما يقرؤه في الاحاديث التي تنسب نفسها لله ورسوله ظلما وعدوانا وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا . 
قد يقول قائل ، و ما الجديد الذي اتيتنا به سيدتي ؟ فهذا مبدأ من مبادئ اهل القرآن الذي لا يختلف عليه احد. فاورد له مقطعا ثالثا يطالب فيه " الحضارة الغربية ان تعترف بانها في حرب ضد الاسلام ، والذي يحث حسب رأيه على الاستكانة السياسية والدينية وليس يدعو ( باي حال من الاحوال ) الى السلام. كما يلاحظ بأن القرآن والاحاديث يشمل كل منهما على الدعوة للكراهية  وقتل من تعتبرهم غير مؤمنين " بل ان القران وعد ومعه الاحاديث النبوية كل من يمشي على هذا الخط بجائزة لا تقل على 72 امرأة من الحور العين"
 
" Sam Harris demande que la civilisation occidentale 
reconaisse qu'elle est en guerre contre l'Islam ,qui selon lui, prône une doctrine qui encourage la soumission politique et religieuse, non un message de paix. Il observe que le coran et les hadiths contiennent des incitations à la haine , au meurtre des infidèles et une récompense au paradis comme les (72 vierges) pour ces actes."
نستنتج من هذا كله بان سام هاريس وغيره ممن ينتقدون الاسلام يعتبرون ما يسمى بالاحاديث النبوية جزءا لايتجزء من الدين بل هي بالنسبة لهم التفسير الصحيح للقرآن الكريم وبناء على ذلك يحاكمون القرآن بل يحاكمون دينا بأكمله بسبب مصدري الارهاب والفساد الذين تنتجهم الوهابية او النازية الجديدة.
واذا وضعنا في اعتبارنا ان تفسير الايات وترجمتها تتم حسب اهواء السلفيين فلا يجب ان نعجب من حكم الاخرين علينا. علما ان الترجمة اللفظية التي يعتمدونها قد تعبرعلى عكس روح النص تماما  وتبتعد عن معانيه السامية وروحه السمحة.
لذا فنحن نهيب باهل القرآن وبكل من يجد القدرة على ذلك ان يعيدوا ترجمة وتفسير القرآن خصوصا الآيات التي تتحث عن القتال وتنهى عن الاعتداء . لان الترجمة الصحيحة هي اللبنة الاولى لتأسيس مقاربة صحيحة لديننا الحنيف. وهي البداية لايصال صوتنا للآخر . فالآيات التي تحث على الدفاع عن النفس والدفاع المشروع هي في آخر المطاف ما يهم الاخر في تعامله معنا ومع ديننا. اما باقي القرآن فيمكن ترجمته وتفسيره تدريجيا بعد ذلك. 
إن أهم تحد للقرآنيين حاليا هو فصل أنفسهم عن الأديان الارضية وموضعة أنفسهم في الا طار  الصحيح بعيدا عن افتراءات من لا يهمهم الدين الا بقدر استرزاقهم منه. ولعل ثاني اكبر تحد للقرآنيين في علاقتهم مع الآخر هو قضية المرأة والرق في الاسلام.
ولكن لنجعل تبرئة الاسلام من الارهاب والبغي أول همنا وليعنا الله بعد ذلك على إيجاد مكان لنا تحت الشمس لنتمكن  من مواجهة تحديات العصر الاخرى. 
اجمالي القراءات 19132