حالة من التوتر تسود الوسط المسيحي عامة، والقبطي خاصة، مع اقتراب موعد النطق بالحكم في القضية الأشهر علي مستوي الكنائس المصرية، وهو الحكم بأحقية ماكس ميشيل - المعروف باسم الأنبا مكسيموس - في إقامة مجمع مقدس وكنيسة خاصة به، والذي ينتظر النطق به في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
ففي الوقت الذي يصر فيه «مكسيموس»، أسقف كنيسة المقطم، علي أن ما يسعي لإقامته هو مجمع رسولي مختلف عن الكنيسة القبطية، ويتبع تسلسلاً رسوليا آخر ينحدر من القديسين «بطرس وأندرواس»، ومن ثم لا يجوز له الترشيح أو تولي الكرسي البابوي المرقسي - فإن الكنيسة القبطية تصر علي معارضة وجوده، وتعتبره نوعًا من الهرطقة والمؤامرة التي تستهدف زعزعتها والنيل منها.
«مكسيموس» أرجع الهجوم الذي يتعرض له إلي سعي السكرتارية المحيطة بالبابا شنودة الثالث لافتعال المشاكل واتهامه بمهاجمة البابا لشغله وصرف نظره عما وصفه بـ«مخالفاتهم»، والتغطية علي سجلاتهم الحافلة بالعار والقمع للشعب الناقم عليهم، مؤكدًا أن هؤلاء الرجال يبحثون عن مجال للبطولة واختلاق معركة غير موجودة ليبرهنوا بها علي أنهم يدافعون عن الكنيسة والبابا ويستعيدوا من خلالها ثقة الشعب القبطي المفقود.
وشدد مكسيموس لـ«المصري اليوم»- علي أنه لا يوجد شيء أغلي عنده من الكنيسة الأم، التي نشأ فيها ولا يقبل المساس بها، ولكن لابد في الوقت ذاته من التفرقة بين الكنيسة ورجالها، واصفًا الأقباط المتشددين ضده، بدعوي الغيرة علي الكنيسة، بأنهم في حقيقة الأمر يدافعون عن «تابوهات الفساد والانحراف»، الخاصة بمراكز القوي التي استغلت ثقة البابا فيها وشوهت التعليم واضطهدت وقمعت رجال الإكليروس والشعب.
وأوضح أن هدفه هو إطلاق مشروع إصلاحي يحقق به ما أخفقت الكنيسة القبطية في تحقيقه.
من جانبه، أكد الدكتور القس إكرام لمعي «مسؤول الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية» تأييده الاعتراف بأي طائفة جديدة تقوم علي أساسيات الإيمان المسيحي، مشيرًا إلي أن مصر بها العديد من الطوائف غير المعترف بها، ولكنها موجودة في الشارع، والكنيسة الإنجيلية بها ١٧ طائفة، الموجود في المجلس الملي خمس فقط.
وشدد لمعي علي أهمية التعددية في أي مجتمع وأي، لأن الدين نفسه - حسب قوله - يدعو لقبول الآخر، وتعدد الآراء يؤدي للتكامل وفي مصر يوجد أكثر من مذهب أرثوذكسي غير المئات في العالم، وجميعهم يكملون بعضهم البعض، مرجعًا الخوف من الاعتراف بـ«مكسيموس» إلي الفهم الأرثوذكسي الخاطئ، وعدم إدراك أن ماكس ميشيل غير منشق عنهم، ولا خوف من الصراع علي الكرسي البابوي ولابد من إدراكهم أنها كنيسة موازية تطرح فكرًا جديدًا
وأكد لمعي أن الاعتراف بمكسيموس سيرغم الأرثوذكس علي إجراء إصلاح داخلي مضاد.
وأكد القس رفعت فكري «راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف» عدم وجود أي ضرر من إضافة أي مذهب جديد للمسيحية، متسائلاً عن الضرر الذي سيصيب الطائفة الأرثوذكسية في حالة الاعتراف بكنيسة الأنبا مكسيموس.
وأوضح رفعت أن المتضرر الوحيد من الاعتراف بمكسيموس هو المتشددوين أعداء التعددية والتنوع الذين يتوهمون أنهم بمفردهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، في حين أن الحكمة تقضي بأن نترك الاختيار للشعب، لأن الفكر لا يقابل إلا بالفكر، لافتًا إلي أنه في حالة رفض كنيسة مكسيموس سيكون هذا الرفض سياسيا حرصًا من الدولة علي مشاعر الأقباط الأرثوذكس.
في المقابل أكد القمص مرقص عزيز «كاهن الكنيسة الأرثوذكسية المعلقة»، أن ماكس ميشيل سيصدر الحكم ضده لا محالة، وأنه لا يشكل أي خطورة علي الكنيسة الأرثوذكسية، وأتباعه لا يصلون إلي عدد الحاضرين في اجتماع بأي كنيسة.
وأوضح عزيز أن المشكلة ترجع إلي مكانة الكنيسة القبطية لدي الدولة، وقال: «مستحيل أن نسمح لأي فرد يفكر في التخريب بمزاولة نشاطه، وإلا اعتبرنا الدولة تسعي لتفتيت الكنيسة، فماكس هذا هرطوقي حتي النخاع وتسلسله الرسولي مزور، وهو ليس أكثر من مطرود التقي مجموعة من المطاريد الذين قاموا برسامته وتصديره إلي مصر، إضافة إلي أن رسامة الكاهن أو الأسقف لا تتم إلا بموافقة الشعب لكن ماكس ميشيل رُسم بالتليفون.
وحول موقف الإنجيليين من مكسيموس قال عزيز: أنصح القساوسة الإنجيليين المؤيدين لماكس بتصحيح أنفسهم والأخطاء الموجودة في كنيستهم أولاً، قبل الحديث عن الكنيسة القبطية.