أين حماة الدين وحراس العقيدة؟
يا معشر المحمديين، وياحراس العقيدة والدين، عجبت ـ والله ـ لصمتكم وصبركم على المنكر الأكبر..، إن غفلتكم وتهاونكم في الرد على هذا الرجل المرتد عار وشنار، لقد سفه أحلامكم، ونكس أعلامكم، وأنكر دينكم وسنة نبيكم، وجعل الشهادتين شهادة واحدة، اسمعوا ويحكم، واقرؤوا له حين يقول دون خجل ولا وجل: ((إنما هو كتاب واحد ليس له ند، وشهادة واحدة بلا زيادة.. شهادة واحدة تنفي كل شبه أو ضد ، وإنها لمحفوظة في صدري، تسير معي حيث استقلت ركائبي، ويوم أموت، وحين أغادر قبري)).
يا رجال الحديث، ويا حماة الدين، وحراس العقيدة ، إن الرجل المتقرئن أخطر مما تتصورون، يريد أن يبدل دينكم وأنتم لا تشعرون، خبروني ـ بجاه محمد ـ كيف أمشي وأصبر عليه، وكيف صبرتم وإلام تصبرون، تالله (إن هذا لشيء يراد)، يريد هدم بيتكم وحرق مسجدكم ، وأنتم في خمول خامدين كالرماد.. قوموا قياما على أمشاط أرجلكم، وانتبهوا للخطر قبل أن يداهمكم..
أرى الناس يبذلون النفس والنفيس للذود عن الرجل المنبوذ وبنيه، وهذا الدين الفاسد المختلف فيه، بينما حماة الحق في بلهنية نائمين، كأن دينهم ليس هو الدين الصحيح المتفق عليه. وكأن البخاري تبخر فجأة، وتبخر معه الحجر وفتحه المنسوب للباري . وكأن النووي انفجر بعدهما وكل حملة الأخبار، ولم يبق شيء من دينكم الصحيح الحسن المتفق عليه إلا مزاعم هذا المزارع الكافر، وأقوال فصيلته و بنيه،
لعلكم تقولون : مشرد مغبون مبعد بعبد، بيننا وبينه بحار وبيد، والسكوت عليه رد يقطع لسانه ويزيد.. كلا يا أصحاب الفخامة واللحية والعامة، فنحن في عصر النات، والمستعمرة الرحبة أصبحت عمارة واحدة بلا أسوار، ويوشك أن يقتحم الكافر المرتد غرفة نومكم ليخاطبكم ونساءكم صوتا وصورة، وشاشة التلفاز ـ كما تعلمون ـ شيطان لا يعرف إذنا ولا استئذان.
يا رجال الأزهر الشريف جدا، أفتونا مأجورين: أليس السيف أصدق أنباء من الكتب، أم أنكم ملتم إلى مذهبه القائل من بدل دينه فلا تقتلوه حسابه عند ربه، سواء جهر أو أضمر.. يا حسرة على ورثة الأنبياء، وياحسرتان على تركة سيد بني عدنان. إلا تنصروا نبيكم وهو سجين في قبره الطاهر فمتى تنصرون؟
قال قائل منهم: ولم الصبر والانتظار ؟ سعيا إليه في الحين والساعة، فقتله رحمة وراحة، اسمعها منا يابن منصور: إنا قادمون بالصارم المسلول، لا تعتدر فقد أنكرت سنة النبي الرسول ،ولم تصغ لنصيحة ناصح، ولم تخش نباح غاضب، فاسمعها ـ من جديد ـ قوية مدوية كزئير الأسود:ا حلت ساعة الصفر ، و ليس بعد رنين الساعة مساومة ولا بيع ولا خلة ولا شفاعة.
قال المتهم مبتسما ، متهكما فكها : (( فى مجال عملنا الاصلاحى لا بد من رد فعل مضاد هو النباح .. وكلما علا النباح كان دليلا على نجاحنا ..ولقد قلت منذ 30 عاما تقريبا :إن مفكرا قليل الحيلة مثلى يحتاج لأن تنبحه الكلاب حتى يلتفت اليه الناس و يتعرفوا عليه .. ولقد قامت الكلاب بمهمتها خير قيام .. ولا تزال ..((
وقال الطائر النرويجي الذي عنده علم بجهل (المحمديين) وظلمهم: كلما مرت الأيام تزداد قناعاتي بأن معركتنا ليست مع خصوم الإسلام، ولكنها مع أقوام يتمسحون بالإسلام، و يـُشهدون الله على ما في قلوبهم وهم ألد الخصام.
ألا ما أشبه الليلة بالبارحة، اقرأ من سورة القصص :((وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)) وفي سورة يـس:((وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)).
واقرأ من سورة الأنعام، كما قرأ محمد عليه السلام: ((قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)))
((لا إكراه في الدين))/((الفتنة أشد من القتل))
في سورة البقرة آيات تبدوا بلا رابط، يراها الغافل تنتقل من موضوع لآخر بلا ضابط، ويراها المتدبر اليقظ محبوكة مضبوطة أجزاؤها متاتلية مصفوفة ( بعضها من بعض) في عرض مفصل يحيي الموتى، ويكشف عن سر النوم والموت، والحياة والبعث، :((اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ))((رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِيوَأُمِيتُ))((أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُاللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ))((رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِيا لْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ)).
يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73))). ثم يستمر العرض محبوكا مبرزا أن ترك الإنفاق في سبيل الله نوع من الهلاك، ثم يأتي قوله سبحانه وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)) سورة البقرة.
وتبدأ القصة من هنا : ((... فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَتأمل..
- الحي القيومُ:((اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .........(255))).سورة البقرة.
- في حرية المعتقد حياة ، أما الإكراه في الدين فليس نوعا من القتل فحسب، بل هو فتنة، والفتنة أشد من القتل: ((لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ.....256))سورة البقرة..
- الحياة أو الخروج من الظلمات: (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ...257))سورة البقرة..
- الموت أو الخروج إلى الظلمات: ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ... 258)سورة البقرة.).
- يحيي حقا، ويميت بالحق، والأخرى عناد ولفظ مجاز: ((... إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ...259))سورة البقرة.
- الحياة بعد مائة عام، انتكاسة عاجز ، وفيها إعجاز: (( قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ...260)سورة البقرة.
- ثم استجابة لنداء يحيي الموتى، نداء يشبه نفخ الروح في هيئة الطير، ثم (سعي على ثمانية أرجل ) كسعي الناس بين الجبلين يوم الحج الأكبر: (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.260))س/البقرة.
ثم عودة إلى الحديث عن الإنفاق في سبيل الله: ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) ويستمر الحديث عن ( الموت والحياة) إلى قوله سبحانه وتعالى: ((يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269))) سورة البقرة.
- والسؤال هل هده الظاهرة مقصورة على بعض المواطن دون بعض، أم أنها ظاهرة شاملة مطردة في القرآن كله ؟
- وإيك ـ أخي القارئ ـ مثال آخر يكشف لك عن أمر هام، ويبرز أن الربط أو الحبك المشار إليه بالمقال ليس مقصورا على آيات السورة الواحدة ( كسورة البقرة مثلا) وإنما يربط ويصل بين آيات القرآن الموزعة على 114 سورة، والعجيب أنه يشمل فواتح السور أيضا (الحروف المقطعة) ، ، وسوف ننشر ـ خبر المرصود منها ـ في مقالات قادمة، إن شاء الله تعالى ويسر.... والآن : اقرأ وقارن بين أوصاف جنتين في سورتي (النحل و محمد)وترتيبهما في المصحف:(16)و(47).
-
كل من قرأ يعلم أن : نعيم الجنة أنهار، ونعيم الدنيا قطر قليل، وخير مطعوماتها أربع : ثلاث آسنات متغيرات ( ماء، ولبن وسكر )، والرابعة عسل فيه شفاء للناس :{{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ...}}.
1.قطرات ماء: {{ وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)
2. قطرات لبن:{{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)
3. قطرات سكر:{{ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)
4. ثم، قطرات فيها شفاء:{{ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)...}}.
تلك أربع آيات من سورة '' النحل ''، وهذه آية واحدة من سورة '' محمد '' ـ اقرأ وقارن فإن القرآن لا يفسره إلا القرآن :{{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ........ 15}}
1. قطرات تحيي الأرض، لكنها مرتع للبكتيريا ، وفي الجنة أنهار من ماء غير آسن.
2. قطرات لبن، تخرج من بين فرث ودم، ثم هي مرتع للبكتيريا، وفي الجنة أنهار من لبن لم يتغير طعمه.
3. قطرات من عصير التمر والعنب ( سكر لم يمسسه تخمر، حلو المذاق لذيذ )، وفي الجنة أنهار من خمر لذة للشاربين.
4. قطرات من شراب تعافه البكتريا ( فيه شفاء للناس)، وفي الجنة عسل مصفى ( ولم يقل فيه شفاء)، لأن تلك الدار ليس فيها آلام، ولا أدواء.............................و لولا هيبة الغيب لأضفت:....................... ولا جراثيم، ولا بكتيريا ؟ -
قارن بين مبتدأ النص ومختتمه:
- (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ(255)لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256)اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِوَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىقَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ...(261))) سورة البقرة.
- ، تلك تسع آيات، حيث المبتدأ كالمختتم،، والعرض مستمر إلى آخر السورة ، مترابط موصول، بعضه من بعض، محكم محبوك بشكل تحار فيه أعظم الحواسيب.
- ......................................
- ملحق/1
- قال صاحبي وأستاذي ومعلمي أحمد منصور تعليقا على بعض خربشاتي السابقة: ((إسمح لى بهذا الرجاء : أنت تكتب باسلوب التليغرافات ، وترسل ومضات ، وهى تحتاج الى شرح وتوضيح وتفصيل . أتمنى أن تطول مقالاتك بعض الشىء ، أوأن يكون المقال مركّزا حول نقطة تفصّلها لتكون الاستفادة أعمق وأشمل )).
- وكان جوابي: (( الوصف صادق، والتنبيه في محله، ونقدك شرف لي، وفخر ومال مدخر.. ولا يسعني إلا أن أعدك ـ مرة أخرى ـ بمغالبة طبيعي، وإصلاح الوضع!))، وأحسب أني بدأت أخرج من دائرة ( التلغراف) إلى دائرة الإطالة والإسهاب، وسوف أغالب الطبع أكثر وأكثر إن شاء الله تعالى ويسر.
- ملحق2 ، أو قل قبس من ذاك المقال السنيع ، مضاف إليه مرفوع:
- يقول الدكتور أحمد حفظه الله :(( ... وتبدأ القصة بأن الله جل وعلا خلقنا على الفطرة النقية الدين القيم ، ونولد بهذه الفطرة :( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ )(30) الروم ) هذه الفطرة هى النور. ثم يأتى ( الطاغوت ) ليخرجنا منها فيتعلم الطفل تقديس البشر والحجر وينضم الى قطيع الذين كفروا: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ). ولكن ينجو منهم من يتبع النور الالهى فى الكتاب المنير، ويصبح بفضل الله جل وعلا من الذين آمنوا:( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) وتأتى الظلمات ( جمع ) فى مقابل ( النور ) المفرد تأكيدا على الوصية العاشرة من الوصايا العشر والتى يقول فيها رب العزة جل وعلا :( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)( الأنعام ). هنا تجد هذه الكلمات مفردة تعبر عن القرآن فقط : ( هَذَا)( صِرَاطِي )( مُسْتَقِيماً )( سَبِيلِهِ) (فَاتَّبِعُوهُ ) ( سَبِيلِهِ). بينما تجد طرق الشرك متعددة متفرقة :( السُّبُلَ ) (فَتَفَرَّقَ ).نذكّر هنا بأن القرآن موصوف بأنه نور ، وبأنه السبيل لخروج الناس من الظلمات الى النور ، . جاء هذا فى آيات كثيرة، منها قوله جل وعلا : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)المائدة:15 ، 16) (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف:157 ).( الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)إبراهيم: 1 ) (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) الحديد: 9 ))) .