( قل ) فى إصلاح الصحابة المؤمنين ..والمحمديين

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٢ - أبريل - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( قل ) فى القرآن الكريم 

( أقوال الرسول فى القرآن فقط ، وليس له أقوال فى الاسلام خارج القرآن )

  ( قل ) فى إصلاح الصحابة المؤمنين ..والمحمديين

مقدمة

1 ـ من السهل أن تزعم الايمان ، وأن تكون ضمن المؤمنين ، فهكذا يفعل المحمديون . ولكن لا يكفى فيه مجرد الزعم والقول ، فلا بد من الالتزام الصادق بالاسلام عقيدة وسلوكا أخلاقيا وإخلاصا فى عبادة الله جل وعلا وحده ـ. يكفى أن الله جل وعلا أنكر هذا على ( الصحابة ) فقال لهم ولمن يزعم الايمان قولا فقط : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3) الصف ) . وبعض أهل الكتاب زعم الايمان وتصرف عكس هذا الايمان فأمر الله جل وعلا  أن يقول لهم : (قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) البقرة  ). وبعضهم كان يأمر الناس بالبر وهو غارق فى المعاصى فقال جل وعلا لهم فى خطاب مباشر : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44)( البقرة )

2 ـ وهناك صنفان من الدعاة أشار اليهما رب العزة : نوع فصيح فى قوله فاسد فى سلوكه ، يفترى على الله جل وعلا كذبا ، إذ يُشهدُ الله على ما فى قلبه زاعما التقوى ، ثم إذا وعظه أحد أخذته العزة بالاإثم لأنّ وظيفته ـ فى نظره ، أنه هو الذى يعظ ، ولا يجرؤ أحد على وعظه : ثم هناك صنف من الدعاة يتحرى التقوى ما استطاع لأنه باع نفسه لله جل وعلا إبتغاء رضى الرحمن . يقول جل وعلا  عن كل مجتمع فيه ناس : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة ). هذا يعكس نوعين من التدين ينطلق كلاهما من نوعين من الدين . الدين الحق القائم على التقوى القلبية والتى تتجلى فيها طاعة لله جل وعلا وسلوكا راقيا مع الناس ، ثم الأديان الأرضية المؤسسسة على التدين السطحى المطهرى والاحتراف الدينى ، مع الفساد الأخلاقى والرياء والنفاق ، وتناقض الأقوال مع الأفعال .

3 ـ يأتى الأمر بالتقوى للجميع ، للناس جميعا من أبناء آدم : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)النساء ) وللناس جميعا حتى قيام الساعة : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)الحج  )، والى كل أصحاب الكتب السماوية حتى الرسالة الخاتمة:( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ )(131) النساء ). ويتكرر الأمر بالتقوى للمؤمنين بالقرآن لاصلاحهم حتى لا يتحولوا الى محمديين ، وتتداخل فيها أحيانا كلمة ( قل ) ، لأن الأغلب هنا أن يأتى الخطاب الالهى مباشرا من الله جل وعلا للناس جميعا وللمؤمنين بدون كلمة ( قل ) . ونعطى بعض التفصيلات :

أولا : التقوى والصدق :

1 ـ التقوى هى أن تصدّق بالكتاب السماوى ، وأن يتجلى هذا فى عملك ليكون عملك الصالح تصديقا سلوكيا لايمانك .

2 ـ والمتقون الصادقون نوعان : نوع إختاره الله جل وعلا للرسالة والنبوة ، ونزل عليه الصدق، وهو الكتاب ، وكان صادقا فى التمسك به ، ثم هناك مؤمنون صادقون إتبعوا هذا الصدق وصدقوا به ،  والنوعان معا هم المتقون. يقول جل وعلا :( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33) الزمر )، فاتلذى جاء بالصدق هم الأنبياء ، والذين صدّقوا به هم المؤمنون الصادقون ، وهؤلاء وهؤلاء هم المتقون . الأنبياء صادقون بالاسم وبالوصف . أما المؤمنون الصادقين فسيتم معرفتهم يوم القيامة ، حين يدخلون الجنة .

3 ـ و يقول جل وعلا عن المسيح عليه السلام يصفه بأنه من الصادقين : (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) ( المائدة ). هذا القول الالهى أو الحكم الالهى سيقال يوم القيامة ، حين يتحدد الصادقون المتقون . إذ لا يدخل الجنة إلّا المتقون . فى هذا اليوم سيسأل الله جل وعلا الصادقين عن مدى صدقهم ، وقتها سيتم فضح المنافقين أصحاب التدين السطحى المظهرى ، يقول جل وعلا : (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً (8) الاحزاب ) ( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (24) الاحزاب  ).

4 ـ المحمديون أبعد الناس عن الصدق ، فهم يفترون على الله ورسوله الكذب فيما يعرف بالأحاديث النبوية والقدسية ، ويكذّبون بآيات الله التى تتعارض مع أحاديثهم ، ويحكمون على آيات الله القرآنية بالنسخ ( أى الألغاء ) لو تعارضت مع تشريعاتهم . ثم هم يؤولون ـ أى يحرفون ـ معانى القرآن لتتفق مع أهوائهم .والشيعة بالذات متخصصون فى التأويل ، . فى هذا المجال يؤول الشيعة قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) التوبة )، ويزعمون أنّ (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )  تعنى ( كونوا مع على بن أبى طالب وآل بيته ). وهذا إفتراء لأن عليا بن أبى طالب هو شخصية تاريخية ، وليس جزءا فى دين الرحمن . وكتاب الله الكريم ليس فيه ( على بن أبى طالب ) ، وهذا التأويل هو ظلم لله جل وعلا وتكذيب بآياته ، يكفى فيه قوله جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33) الزمر).هى شخصيات تاريخية  تمت الكتابة عنها بعد موتها ، ولا نعرف هل كان التأريخ لها صادقا أم كاذبا . فالحقيقة التاريخية نسبية وليست كالحقيقة القرآنية المطلقة . وأى شخصية تاريخية ـ خارج القرآن الكريم ـ يمكن أن تكون محض خيال ، وحتى لو كانت موجودة فعلا فإن هذا لايعنى صدق المكتوب عنها مائة فى المائة ، بل إن أباك لوعايشته طيلة حياته وعايشت ورعه فلا يصح لك أن تزكيه بالتقوى ، لأن الحكم بالتقوى هو من حق الرحمن فقط يوم القيامة : (  هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32)( النجم )

ثانيا :عمومية الاصلاح من الصحابة الى آخر الزمان

1 ـ فى خطابه جل وعلا للناس فى عصر نزول القرآن ، لم يقل يا أهل مكة ، أو يا قريش أو يا أيها العرب ، وإنما إستعمل الوصف الذى يعلو فوق الزمان والمكان ، فقال ( الذين كفروا ) ( الذين أشركوا ) ( الكافرين ) ( المنافقين ) ( المشركين ) كما خاطب الصحابة حول النبى بالذين آمنوا . أى الذين آمنوا بالقرآن وبالرسول عليه السلام . هذا لينطبق الوصف على من يستحقه الى قيام الساعة . وهذا ملمح من ملامح القصص القرآنى يختلف به عن التأريخ البشرى الذى يلتزم بتحديد أسماء الشخصيات وزمانها ومكانها .

2 ـ درجة هذا الايمان  ( للذين آمنوا ) ومستواه قد يتذبذب بين إزدياد أو نقصان حسب المواقف ، ولا يعلمه إلا الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور . يقول جل وعلا : (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) 25)( النساء ). والتقوى لا تعنى العصمة من الخطأ ، ولكن لها درجات تبدأ من الوقوع فى الذنب والتوبة منه وعدم الاصرار عليه : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) ) آل عمران ) لتصل الى الدرجة الأسمى كما جاء فى سورة الذاريات : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) . والخطاب الالهى المباشر للذين آمنوا  كان مرنا يأمر بالدرجة العليا من التقوى وبالدرجة الدنيا منها ، الدرجة العليا فى قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) آل عمران ) أى حافظوا على التقوى كما ينبغى أن تكون الى اللحظة الأخيرة من الحياة حتى تموتوا وأنتم لله جل وعلا مسلمون ، وهذا لا يمنع من التقوى بقدر الاستطاعة ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) (16) التغابن ). وبهذه المرونة فى الخطاب للذين آمنوا فى كل زمان ومكان تكون وصفة العلاج القرآنى سارية من عهد الصحابة الى نهاية الزمان ، ومع حفظ الله جل وعلا للقرآن ، ليكون حُجّة علينا .

ثالثا : أخطاء الصحابة التى جعلها المحمديون دينا ومنهج خياة و ( سُنّة )

  ـ هذا يحتاج الى مجلدات ، وكتبنا فيه مئات الأبحاث والمقالات . فالصحابة حين ارتدوا عن الاسلام بالفتوحات والفتنة الكبرى فهم قد أرسوا الدين العملى الذى سار عليه المحمديون ، وحتى الآن . نكتفى هنا بإشارات كاشفة

1 ـ من قواعد التشريع فى القرآن ربط التشريع بالتقوى سواء كان التشريع فى العبادات أو فى المعاملات . المحمديون فى شرائعهم أهملوا التقوى تماما وتمسكوا بالتفريعات السلوكية والتفصيلات المظهرية وبالغوا فيها الى درجة تأليف أحكام فقهية نظرية إفتراضية مستحيلة الحدوث ، ولم ينسوا فى كل هذا الحكم بغير ما أنزل الله . ونعطى أمثلة ، فتشريعات الله جل وعلا فى القتال الدفاعى مرتبطة بالتقوى ( البقرة  190 / 194)( التوبة 4 ، 7 ) والتشريعات الاجتماعية مرتبطة بالتقوى ، وقد إبتدع المحمديون تشريعا للطلاق يناقض تشريع الرحمن فى القرآن ، وقد أوضحنا هذا فى بحث لنا منشور هنا عن التناقض فى تشريع الطلاق بين الاسلام و تشريعات الفقهاء . ولكن يهمنا هنا قوله جل وعلا يربط تشريع الطلاق بالتقوى : (يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً (1) الطلاق ) .

2 ـ المسئولية الفردية قاعدة أخرى من قواعد التشريع الجنائى فى القرآن ، بمعنى مؤاخذة المجرم فقط بذنبه دون أن يتحمل آخرون الوزر ، أو بالتعبير القرآنى (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى  ) وقد تكرر هذا بدون كلمة (قل ) فى قوله جل وعلا : (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) (18) فاطر) ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) الزمر )( مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )  (15) الاسراء )، وجاءت بكلمة ( قل ) فى سورة الانعام ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) (164)، وجاءت أيضا فى صحف ابراهيم  وموسى : ( أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) النجم ). مع هذا التأكيد والتكرار فإننا نشهد الالتزام بهذا التشريع الراقى فى الغرب وفى أمريكا ، أما بلاد المحمديين فالعكس تماما ، يشهد على هذا سياسية العقاب الجماعى فى الجيش وفى تعامل الشرطة مع المواطنين ، بل فى عادة الأخذ بالثأر ، وفى تعامل المستبد مع معارضيه السياسيين،ثم يزعمون أنهم من ( الذين آمنوا ) ويتهمون الغرب بالكفر.!

3 ـ الكيل بمكيالين : وهذا يتناقض مع أمره جل وعلا بالعدل مع الخصم والصديق على حد سواء : يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (135)( النساء ) ومن الوصايا العشر القرآنية (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى (152) الانعام ) وبالمناسبة فقد كفر المحمديون بالوصية  التالية العاشرة ، وهى الاكتفاء بالقرآن وحده ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)  الانعام ) لذا وقعوا فى كل هذا الفساد .

4 ـ أكل الربا : نزل فى مكة تحريم إعطائه للفقير وتشريع الصدقة للفقير بدلا عنه : (وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ (39) الروم ) ، واستمر بعض الصحابة فى إعطاء الفقراء قروضا بربا ، فنزلت تفصيلات تشريعات الصدقة ، وبعدها تحريم إعطاء الفقير قرضا بربا ، وفى سياق التحريم يقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279)( البقرة ).و لا يزال التعامل بالربا سائدا فى مجتمعات المحمديين .

5 ـ تقديس القبور ( الأنصاب ) : تعرضنا لهذا كثيرا. كان العرب يحجون اليها فى مواسم معينة ، كالموالد التى يقيمها المحمديون الآن حين يتوافدون الى قبورهم المقدسة ، وقد صوّر رب العزة  يوم البعث بتوافدهم هذا فقال جل وعلا :( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) المعارج ) وحرّم رب العزة الأكل من الذبائح المقدمة قربانا للقبر (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ) المائدة 3 ). واستمر ( الذين آمنوا ) فى تقديس الأنصاب دون ان ينتهوا عنها فنزل فى سورة المائدة ـ وهى آخر ما نزل من القرآن ) قوله جل وعلا فى خطاب مباشر للذين آمنوا يأمرهم باجتناب الخمر والميسر والأنصاب والأزلام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة ). وإزدادت القبور المقدسة لدى المحمديين وأصبحت من معالم تديمنهم خصوصا الشيعة والصوفية .

 6 ـ إن الله جل وعلا يقول : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ (31)الحج ). هنا أمر باجتناب الرجس من الأوثان ، والمحمديون يعتبرون هذا الرجس قمة الطهارة والتقديس . كل القبور المقدسة رجس من عمل الشيطان ، طبقا لدين الاسلام ، ولكن يستحيل على المحمديين أن يقولوا هذا عن قبر الحسين فى كربلاء والقاهرة وقبر السيدة زينب فى دمشق والقاهرة وقبر المنسوب للنبى فى المدينة . وهنا أمر باجتناب قول الزور . ودين المحمديين بكل أنواعه أقوال زور . بدءا من الكرامات التى يؤلفونها عن أصحاب القبور المقدسة ، الى الأحاديث التى جعلوها نبوية وقدسية .  

 7 ـ من التشريعات الأخلاقية فى الاسلام الوفاء بالعقود ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ )1 ) المائدة ) والوفاء بالعهد ، وجاء هذا ضمن الوصايا العشر : (وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) الانعام) وفى الوصايا الأخلاقية ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً (34) الاسراء ) ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) النحل ) ( وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) المؤمنون ). وهناك صنفان من البشر فى هذا الموضوع : نوع مؤمن يفى بالعهد والميثاق ، ونوع كافر ينقض العهد والميثاق : ( الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25). المضحك أن من عادة المحمديين إذا أراد أن يخدع أحدا يعطيه وعدا كاذبا ، أن يقول ( سأفعل كذا إن شاء الله ) يقول هذا وهو يعلم انه لن يفى بالوعد . يستغل إسم الله ومشئية الله فى تبرير كذبه مقدما . المؤمن الحق يقول إن شاء الله مخلصا حين يتحدث عن عمل ينوى أن يقوم به فى المستقبل :  ( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23) إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً (24) الكهف ). أما المحمدى فيتخذ مشيئة الله هزوا .

أخيرا

كل مساوىء الصحابة ( الذين آمنوا ) أصبحت دينا عند المحمديين ، ولهذا فإن الصحابة يتمتعون بالتقديس والتأليه فى أديان المحمديين الأرضية . ومن التخلف العقلى لدى أئمة الحديث لدى السنيين أنهم يعتبرون كل الصحابة ( عُدُولا ) أى معصومين من الخطأ . يعنى أن الذين قاموا بالحروب الأهلية كانوا من الهنود الحمر .!

اجمالي القراءات 13435