قبيلة من اليهود في بلاد العرب 3
الجزء الثالث
لابدّ لنا من التعريف بـ «محمد بن عبدالوهاب» الذي التصق وما زال اسمه واسم عائلته ودعوته الفاسدة باسم العائلة (المردخائية) العائلة السعودية فيما بعد.
يؤكد بعض الشيوخ النجديّين، وكذلك المصادر التي سيجدها القاريء: أن محمد بن عبدالوهاب هو الآخر ينحدر من اُسرة يهودية كانت من يهود الدونمة في تركيا التي أندسّت في الاسلام بقصد الإساءة إليه، والهروب من ملاحقة وبطش بعض السلاطين العثمانيين.
ومن المؤكد أن «شولمان» أو سليمان جد ما سمي ـ فيما بعد ـ باسم محمد بن عبدالوهاب مثلما سمّي جون فيلبي باسم محمد بن عبدالله فيلبي، ومن ثم أصبح اسمه: الحاج الشيخ عبدالله فيلبي. خرج ـ شولمان ـ أو سليمان ـ من بلدة اسمها (بورصة) في تركيا، وكان اسمه شولمان قرقوزي، وقرقوزي بالتركي معناها: البطيخ.
فقد كان هذا تاجراً معروفاً للبطيخ في بلدة ـ بورصة ـ التركية، إلاّ أنّ مهنة البطيخ، والمتاجرة به لم تناسبه فرأى أن يتاجر بالدين ففي الدين تجارة أربح لأمثاله من تجارة البطيخ ـ لدى الحكام الطغاة ـ لان تجارة الدين ليست بحاجة الى رأسمال سوى:
عمامة جليلة، ولحية طويلة، وشوارب حليقة، وعصا ثقيلة، وفتاوى باطلة هزيلة…
وهكذا خرج شولمان بطيخ ومعه زوجته من بلدته بورصة في تركيا إلى الشام، فأصبح اسمه سليمان، واستقر في ضاحية من ضواحي دمشق هي (دوما).
استقر بها يتاجر بالدين لا بالبطيخ هذه المرّة.. لكن أهالي سوريا كشفوا قصده الباطل، ورفضوا تجارته، فربطوا قدميه، وضربوه ضرباً أليماً.
وبعد عشرة أيام فلت من رباطه وهرب الى مصر، وما هي إلاّ مدة وجيزة حتى طرده أهالي مصر.. فسار الى الحجاز واستقر في مكة، وأخذ يشعوذ فيها باسم الدين، لكن أهالي مكة طردوه أيضاً، فراح الى المدينة «المنوّرة» لكنهم أيضاً طردوه…
كل ذلك في مدة لا تتجاوز الأربع سنوات، فغادر الى نجد واستقرّ في بلدة اسمها (العينيّة)، وهناك وجد مجالاً خصبا للشعوذة، فاستقرّ به الأمر وادّعى (أنه من سلالة «ربيعة»، وأنه سافر به والده صغيراً إلى المغرب العربي…).
وفي بلدة «العينية» أنجب ابنه الذي سماه: «عبدالوهاب بن سليمان» وأنجب ـ عبدالوهاب هذا ـ عدداً من الأولاد، أحدهم كان ما عرف باسم «محمد» أي محمد بن عبدالوهاب!..
وهكذا سار محمد بن عبدالوهاب على نهج جده سليمان قرقوزي في الدجل والشعوذة.. فطورد من نجد وسافر الى العراق… وطورد من العراق، وسافر الى مصر، وطورد من مصر، وسافر الى
الشام، وطورد من الشام وعاد الى حيث بدأ…
عاد الى «العينية»… إلاّ أنه اصطدم بحاكم العينية عثمان بن معمر ـ آنذاك ـ فوضعه عثمان تحت الرقابة المشدّدة، لكنه أفلت وسافر الى «الدرعيّة»، وهناك التقى (بحاكم الثلاثة كيلومترات) اليهودي «محمد بن سعود» ـ الذي أصبح أميراً إماماً ـ فوق الحذاء القدم، وتعاقد الإثنان على المتاجرة بالدين…
وكان الاتفاق كالآتي:
1 ـ الطرف الأول: محمد بن سعود: أن يكون لأمير المؤمنين «محمد بن سعود» وذريته من بعده السلطة الزمنية ـ أي الحكم.
2 ـ الطرف الثاني: محمد بن عبدالوهاب: أن يكون «للإمام» محمد بن عبدالوهاب ـ وذريته من بعده السلطة الدينية ـ أي الإفتاء بتكفير وقتل كل من لا يسير للقتال معنا، ولا يدفع ما لديه من مال، وقتل كافة الرافضين لدعوتنا والاستيلاء على أموالهم..
وهكذا تمت الصفقة… وبدأت المشاركة.. وسمّي الطرف الأول محمد بن آل مردخاي باسم (إمام المسلمين) وسمي الطرف الثاني: باسم (إمام الدعوة)… وكانت تلك هي البداية الثانية والعينية في تاريخنا… حينما اتفق الطرف الاول محمد بن سعود اليهودي مع الطرف الثاني: محمد بن عبدالوهاب قرقوزي. وسارت شركتهما على هذا النحو الفاسد.
وكانت بداية أعمالهما الاجرامية تلك ارسال شخص مرتزق الى حاكم «الرياض» قرية العارض آنذاك (دهام بن دوّاس) لاغتياله. فاغتاله. وبذلك استولوا على العارض. ثم أرسلوا بعض المرتزقة ومنهم: حمد بن راشد، وابراهيم بن زيد الى (عثمان بن معمّر) حاكم بلدة
العينية فاغتالوه أثناء أدائه لصلاة الجمعة…
وقد جاء في الصفحة (97) من كتاب أصدره آل سعود، وآل الشيخ بعنوان (تاريخ نجد) نقله عن رسائل محمد بن عبدالوهاب الشيخ حسين بن غنام، وأشرف على طباعته عبدالعزيز بن مفتي الديار السعودية، ابن محمد بن ابراهيم آل الشيخ. وهو من سلالة الشيخ عبدالوهاب.
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
ان عثمان بن معمّر مشرك كافر.
فلما تحقق أهل الاسلام من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة وقتلناه وهو في مصلاه بالمسجد في رجب (1163هـ).
وفي اليوم الثالث لمقتله جاء محمد بن عبدالوهاب إلى العينية فعيّن عليهم مشاري بن معمر وهو من أتباع محمد بن عبدالوهاب.
هكذا قال آل سعود، وآل الشيخ في كتابهم… نقلاً عن رسالة كتبها الشيخ محمد بن عبدالوهاب…
ولست أعرف كيف يكون حاكم العينية مشركاً كافراً وهو مقتول في مصلاه بالمسجد ويوم الجمعة!!… كذا…
ألم تر أن عثمان آل معمر اغتاله محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن سعود لأنه كان يعبد ربّاً خلاف ربّ اليهود.
الرب: الأفّاك، السفاك محمد بن عبدالوهاب وشريكه محمد بن سعود اليهودي؟...
يوضح محمد بن عبدالوهاب أن جميع أهل نجد دون استنثاء:
كفرة، تباح دماؤهم، ونساؤهم، وممتلكاتهم، والمسلم هو من آمن بالسنّة التي يسير عليها محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن سعود.
لكن أهالي العينيّة لم يصبروا على ظلم محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن سعود، فثاروا عليهما ثورة رجل واحد، إلاّ أن الظلم السعودي قد انتصر على الحق فدمّر بلدتهم ـ العينية ـ تدميراً شاملاً عن آخرها…
هدموا الجدران، وردموا الآبار، وأحرقوا الأشجار، واعتدوا على أعراض النساء، وبقروا بطون الحوامل منهن، وقطعوا أيدي الأطفال، وأحرقوهم بالنّار، وسرقوا المواشي، وكل ما في البيوت، وقتلوا كل الرجال…
كانت مساحة بلدة العينية التي تبلغ (40 كيلو متراً) غاصة بالسكان، متراصّة المساكن، إلى حد أن النساء كنّ في أيام الأفراح، والأعياد، والمناسبات الشعبيّة يتبادلن التهاني، والأحاديث، والأخبار من طريق البيوت، والنوافذ، وما تلبث هذه التهاني، والمعلومات، والأخبار أن تعمّ كافة أنحاء البلدة بسرعة لا تتجاوز الساعة نظراً لاحتشادها بالسكان. ولكن المرتزقة من جند شركة (م.م) محمد بن سعود اليهودي، ومحمد بن عبدالوهاب قرقوزي الذي أكد الكثير يهوديّته، قد جعلوا من بلدة العينية قاعاً صفصفاً، خراباً، تراباً، وكانوا يريدون بجرمهم الصهيوني هذا إيقاع الرعب في نفوس سكان بقية البلدان الأخرى، ليسهل استيلاؤهم عليها.
وهكذا صارت العينية، ولازالت خراباً منذ عام (1163هـ) حتى يومنا هذا…
وهكذا: فعلوا بكل سكان الجزيرة العربية…
وليس هذا الجرم الصهيوني السعودي هو المضحك المبكي فقط، وإنّما المضحك المبكي أيضاً هو أن محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن سعود قد كتبا كذباً لا تصدّقه حتى عقول الأطفال ولا زال في كتبهما الصفراء، وأسطورتهما الكاذبة لازالت يعرفها أبناء شعبنا في نجد، وتدرّس أيضاً في المدارس تبريراً من آل سعود، وآل الشيخ لإفناء بلدة العينية بكاملها حينما قال محمد بن عبدالوهاب:
(إن الله سبحانه وتعالى قد صبّ غضبه على العينيّة وأهلها، وأفناهم تطهيراً لذنوبهم، وغضباً على ما قاله حاكم العينية: عثمان بن معمر.
فقد قيل لحاكم العينية بأن الجراد آتٍ إلى بلادنا ونحن نخشى أن يأكل الجراد زراعتنا، فأجاب حاكم العينية قائلاً ساخراً من الجراد:
سنخرج على الجراد دجاجنا فتأكله، وبهذا غضب الله سبحانه لسخرية الحاكم بالجراد آية من آيات الله لا يجوز السخرية منها…
ولهذا أرسل الله الجراد على بلدة العينية فأهلكها عن آخرها!.
هكذا زعم آل سعود، وتجّار دينهم في كتبهم الصفراء القذرة:
أن الجراد هو الذي أكل العينية. مستهترين بعقول القراء، والشهود والمستمعين…
كيف يأكل الجراد الجدران والرجال؟! ويأخذ ما تبقّى رقيقاً! ويهدم الآبار، ويعتدي (الجراد» على النساء، ويبقر بطون الحوامل منهن!، ويأخذ البقية ليفسق بهن؟!!! أهذه الجرائم تفعلها حشرة الجراد؟!
الجراد التي تتمنّى الغالبية العظمى من شعبنا أن تراه وتنتظر مواسمه بفارغ الصبر لتعيش منه، وتختزن منه ما أمكن لتقتات طيلة العام بهذا المخزون لعدم وجود ما تقتات به.. أللّهم إلاّ الأعشاب.. ثم يصبح الجراد بعد ذلك «آية يرسلها الله) غضباً. من ابن معمر!… يا لهم من طغاة حكموا شعبنا بالخرافات.. ودعوة للكفر بالله وآياته وبتلك المخلوقات البشرية الراضخة لحكم الحيوانات الناطقة..
نكتفى بهذا القدر من الجزء الثالث ونلتقى بإذن الله تعالى مع الجزءالرابع من هذه السلسلة.
المراجع...
1- صفحة عن آل سعود الوهّابيين و آراء علماء السنّة في الوهّابيّة.. السيد مرتضى الرضوي
2- تاريخ آل سعود .. ناصر السعيد
3- كتاب " كشف الإرتياب ".. السيد حسن الأمين
4- كتاب " الفجر الصادق ".. ص 16 طبعة مصرعام 1323ه
5- كتاب " التوسل بالنبى وبالصالحين " ص 224 طبعة إستانبول عام 1984