البطالة فى المعنى العصرى تعنى عدم وجود عمل للإنسان ولم يرد فى المصحف عن التعطل عن العمل سوى حالة واحدة هى :
حالة موسى (ص)عندما خرج من مصر إلى مدين بدون مال أو شىء يحمله نتيجة خوفه من بطش قوم فرعون به ومن ثم دعا الله مبينا أنه فقير للخير المنزل من عند الله وهو المال او الرزق الاتى المقدر له على يد خلق الله واستجاب الله لدعائه فجعله يمشى لمكان سقى الغنم ويسقى للفتاتين ثم تأتى إليه احداهما بعد ان ذهبتا لأبيهما وشرحتا له قوة وأمانة موسى(ص)فطلب من البنت ان تطلب منه المجىء لبيتهم فلما أتى كلمه الرجل وطلب منه العمل عنده وبين الرجلين شروط العمل وفى هذا قال تعالى بسورة القصص " فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ( 24 ) فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ( 25 ) ) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)
ونلاحظ ان الله طالب المسلمين ألا يتكاسلوا عن العمل وأن يذهبوا فى نواحى الأرض سعيا وراء الرزق فقال بسورة الملك :
"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"
وجعل هذا السعى فى وقت محدد هو النهار حتى بعد الصلاة من يوم الجمعة فقال بسورة الجمعة :
"فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ"
ومن ثم على كل عاطل عن العمل ان يعمل أى شىء مفيد حتى ولو كان ما يسمونه حاليا أعمال التسول كبيع المناديل الورقية فهو أفضل من عدم عمل أى شىء