كيف نتعامل مع مشروع الشرق الأوسط الكبير ؟

سامح عسكر في الأحد ٣٠ - مارس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نعلم أن هناك مؤامرة على العرب تجلت ووضحت تماماً في سوريا، والتسريب الأخير للمسئولين الأتراك يؤكد ذلك..ولو تذكرنا كيف تعاملنا مع مشروع الشرق الأوسط الكبير سنكتشف أن أعظم مؤامرة على العرب هي من الداخل وليست من الخارج..

فهذا المشروع يخص طريقة تعامل الغرب معنا ولا يتعلق بطبيعة حياتنا كما نتوهم، لأنهم يبحثون عن الحجج والذرائع للسيطرة...وليس رغبةً في نشر القيم كما يزعمون..

بتوضيح أكثر..

مشروع الشرق الأوسط الكبير يركز على أفكار ومبادئ منها..(الديمقراطية-حقوق الإنسان-الحريات)..وهي مبادئ في المجمل تصلح لشعارات وقت الحاجة، فلو أرادت أمريكا تأديب العراق وسوريا رفعت في وجههم سلاح الحريات، ولو أرادت تأديب إيران رفعت في وجهها سلاح الطائفية، رغم أن أعضاء الكونجرس لا يعلمون الفرق بين السنة والشيعة..!.. لذلك هم يوكلون لأتباعهم في المنطقة القيام بهذه المهمة، ودورهم فقط ينحصر في إطلاق شارة البدء وتعميم الألفاظ والمصطلحات..

تذكروا أن أول استخدام لمصطلح.."الهلال الشيعي"..كان من أمريكا ثم تبعتها حكومات الأردن والسعودية وباقي حكام الخليج، وأول تحذير من "طائفية"حزب الله وخطره على لبنان كان من الغرب ثم تبعته الفصائل والأحزاب السنية في لبنان وبدئوا في ترديد هذا الادعاء، رغم أن حزب الله نشأ في أوائل الثمانينيات ولم يجري الحديث عن طائفيته سوى في الألفية الثالثة وبالتحديد بعد حرب لبنان 2006، أي ظل حزب الله أكثر من 20 عاماً هو حزباً وطنياً في الذاكرة العربية..!

الآن هل لو كان الدستور الإيراني يسمح بتعدد المذاهب، أو كانت حكومات العراق وسوريا تسمح بالمنافسة السياسية أن يكون لدينا هذا الهاجس والخوف الشديد من .."مشروع الشرق الأوسط الكبير"..؟

نعلم أن السؤال متأخر وقد استثمر الغرب نقاط ضعف العرب وسددوا ضرباتهم تحت الحزام، ليس رغبةً في نشر الحريات وإلا لقبلوا بها في القرم وأوكرانيا، ولكن كحجة لتبرير التدخل وتشكيل المنطقة كما يريدون، وقد خلق ذلك لدى العرب خوف شديد وهاجس يتعلق بوحدة أرضهم وشعوبهم.

ما أود قوله هو أن فهم مبادئ مشروع.."الشرق الأوسط الكبير"..يجب أن يكون بالعقلية العربية وحسب ظروفنا وطريقة تقبلنا لهذه المبادئ، لا أن نتصوره بعقلية أخرى هي غير منشغلة أساساً بتطبيق هذه المبادئ، وتذكروا أن من يكسر هذه القاعدة يعمل ضد مجتمعه وضد شعبه وإخوانه وهو يتصور أنه يُحسن صنعاً أو الناس لا يفهمون..

 

 

اجمالي القراءات 12576